اقتباس:ثورة الشعب المصري العظيمة تحيق بها مخاطر جدية كثورة مضادة يتم ترتيبها في بحر الستة شهور او ما نسميه الفترة الانتقالية. فرموز النظام السابق لن يتخلوا عن مناصبهم و مكاسبهم و يستسلموا بسهولة. اضافة الى نقاط قيلت من قبل كافتقاد راس للثورة. هذا داخليا
عزيزتي هالة
سوف أرد علي مخاوفك نقطة نقطة ومن واقع الشارع
شوفي , الآن صار لدينا وسواس اسمه الحزب الوطني , طبعا لن أقول لك أن هناك دعوي مقامة من البعض لحل الحزب الوطني ولكن سأحدثك بالأعجب , أنه تم من الحزب الوطني نفسه التقرير بأنه تم إقالة بعض الشخصيات والبعض الآخر تم تقديم استقالته ولو ذكرت لك الأسماء سوف تعجبين , الأنكت أن شخصيتين في الحزب الوطني كان الرئيس المتنحي قد قدمهما لمحاولة معالجة الإنهيار الأخير وهما حسام بدراوي المعروف بمعارضته داخل الحزب أيام أن كان الحزب هو المتحكم في كل شئ ومحمد عبد اللاه وهو من الشخصيات التي لا أشك في نظافة يدها إلا قليلا – لأن معلوماتي الشخصية تفيد أنه غني جدا ابن غني جدا من أيام سيدنا نوح و لا دور للحزب في غناه - هاتان الشخصيتان كل منهما يسعي لتكوين حزب مستقل .
ولكي أوضح لك حتي تتصوري الموقف بدقة كما يبدو لنا هنا – وأنا عارفك عصبية وروحك في مناخيرك ومرارتك مفقوعة فلازم أطول شوية علشان أزود الفقعان
– فإن ما حدث في الشارع في الانتخابات الأخيرة – مجلس الشعب – أننا أحسسنا أن الخناق يضيق جدا علينا ففكرنا – وهذا للحقيقة ما حدث – أننا يمكن أن نصلح النظام من الداخل , ولو راجعت قصة (العندليب الصغير) سوف تفهمين ما أرمي إليه فقدمنا بعض الشخصيات المحترمة للانتخابات داخل الحزب , كمحاولة أخيرة , ولكن تبين لنا أن اللغز لا يمكن حله بهذا التلفيق , إذ سرعان ما قام الحزب بتطهير نفسه من أولئك الدخلاء لكي يعلن لنا بصفاقة جارحة ( أنا ندم اليوم والمستقبل رايتي الفساد وشعاري التزوير وعذرا لأمل دنقل ) , هل كانت هذه سقطة منا أن حاولنا الإصلاح من الداخل ؟, البعض عدها كذلك وأنا منهم , واعتبرنا أن هذه كانت هي الفرصة الأخيرة للحزب الوطني الذي كشف عن وجهه القبيح جدااااا– رغم أننا لا ننتمي للحزب الوطني , ولكن كان الأمر أن الحزب الوطني أمامكم والبحر من خلفكم – أما الباقون فقد صمموا علي النضال للنهاية من داخل الحزب وفكروا في رفع قضايا وقلت لهم النهاية أن المجلس سيد قراره ولن تصلوا إلا للتعويض المادي وما أتفهه من جبر لما حدث , وآمنت كما آمن كل الشعب بالمثل المصري العظيم ( السلم لازم يتكنس من راسه ) البلاء ليس في الحزب الذي هو مجرد مظهر للفساد ولكن النظام كله , علي استحياء لو راجعت الساحة الأدبية قصة ( 18 يناير ) , وفيها تساؤل هل يمكن أن يعاد الذي كان في الماضي ونخرج مثلها أم أن القصة انتهت واندفنت إلي الأبد , كان الحبر السري في الفيسبوك ومواقع التواصل وفي الشارع يدور ضد الحبر العلني – ( راجعي قصة حبر سري / حبر علني ) يمهد للولادة , حتي انفجرت تونس فكان لا مفر من القيام ( راجعي عربة الخضراوت / عربة التار ) ولكني كنت أشك كثيرا في القدرة علي التغيير الكامل لثقتي بجبروت النظام الذي أعرفه جيدااااا , ثم حدثت الزلزلة ( راجعي قصة 25 يناير لتتعرفي علي الشخصية المصرية التي في سني أثناء الثورة ) , الكل كان مثلي رغم أننا نزلنا جميعا ربما ولا أكذبك - لكي نري ونتفرج – ورأينا الإعصار وسقط الشهداء وعندئذ كشفت الثورة عن وجهها الحقيقي وسوف تجدين بطل 25 يناير رغم تعقله يضطر للمواجهة لأنه لا مفر منها , ولما رأيناه في الأيام الأولي من حاجة للكر والفر ومواجهة العنف الشديد لا تتفق مع سننا وهذا الشباب أملنا وهذه ثورتهم فعلا وحاجة بيوتنا للأمن وووو فقد اختفينا من المشهد , أصل من كل هذا لأن تفكري في التسامح نحونا وأنت قريبة من جيلنا حسبما أعلم , لم يكن أحدا يفكر في تلميع النظام وإلا كان خائنا لنفسه قبل الوطن ,
أصل أيضا إلي أنه هل تتصورين بعد كل هذا أن يستطيع النظام الالتفاف من جديد ( نو واي ) ولا بالانقلاب العسكري , القصة صحيح أنها تمت في يوم وليلة كما يتصور البعض ولكنها المرارة الطويلة وحساب السنين.
أعود إلي أول كلامي وسواس الحزب الوطني صار الفوبيا لدي الشعب المصري الجديد , كل ما يمت له بصلة أصبح مكروها , وترين وياللعجب من ذكاء الشعب المصري يتتبع تلونهم بدقة متناهية , ويطاردهم بعبقرية مدهشة , ولكن المشكلة - ولا أخفيك – هذه المرة هي الجهل وقدرة المال وليست السلطة لأنها انتهت لغير رجعة , ولدينا من بسطاء وعوام الناس في القري والبنادر وليس المدن من لم يفهم معني الثورة وقيمتها وربما استجاب لإغراء المال وهذا ما نحاول جميعا تنوير الناس به , بالإضافة إلي أن معركة مجلس الشعب القادمة سوف تكون غاية في الشراسة بين الأطياف الأربعة الليبرالي والقومي والديني واليساري وسوف يكون كشف أعضاء الحزب الوطني في كل مكان سهلا , المهم هو كثرة عدد المرشحين من كل الأطياف لزيادة النكاية به , الآن في ظل الثورة أصبح يمكن عمل مؤتمرات ومسيرات أثناء الانتخابات وقد كانت محرمة من قبل , يمكن عمل مناظرات , وأري أن هذا كاف لتنوير الناس و ولذلك كله أري أن التفاؤل يجب أن يسيطر .
أما عن رأس الثورة فهي يا سيدتي الأهداف , لماذا لا زلنا نفكر يا سيدتي بالنظرة القديمة أن الثورة إن لم يكن لها قادة فلا تكون ثورة أو يمكن الانقلاب عليها , كل الشعب صنع الثورة وهو صاحبها وكل واحد الآن يعرف إلي أي مدي يمكن أن تمتد رجله , الجيش يعرف مستواه أمام غضبة الشعب , الحزب الوطني الآن لا يملك إلا التلون , أو الاستعطاف , كل واحد يقول رأيه في الآخرين بمنتهي الجرأة , الإخوان المسلمون يمرحون كما يشاءون , السلفيون يعقدون مؤتمرات حاشدة ضد تغيير المادة الثانية من الدستور , كل واحد يفعل ما يحلو له , وعند الانتخابات فليأت الشيطان , طالما أن الشعب أراده ولا تخافي من التيار الديني فمصر كل يوم تشهد عجبا , لدينا الآن يا سيدتي في التيار الديني ( حزب الوسط أبو العلا ماضي إخوان حزب معتدل ) , ( الإخوان المحافظون التقليدون ) , ( شباب الثورة من الإخوان , ويطالبون بحل كل من مجلس الشوري ومكتب الإرشاد وإقالة المرشد ويتم إعادة الأمر كله بالانتخاب , من كان يصدق أن يحدث ذلك عند الإخوان أنفسهم ) ( التيار السلفي ) , ( الجماعات الإسلامية القديمة التي خرجت من الاعتقال , مجموعة الزمر ) المهم ألا تفوت نملة من الحزب الوطني .
لي عودة لأرد علي باقي مخاوفك
كوكو