يحكى – ويقال أنها حقيقة - أن الفيلة في حديقة الحيوان وفي السيرك تكون مربوطة إلى وتد بحبل رفيع...وعندما مر أحدهم إستغرب من ذلك وقال لسائس الفيل: كيف تربطون فيلا" بهذه الضخامة بواسطة حبل رفيع ...
فأجابه السائس: إنه ومنذ الصغر يتم ربط هذا الحبل برجل الفيل ، فيحاول نزعه فلا يستطيع .. ويكبر الفيل .. ويستمر نفس الحبل الرقيق ، لكن الحقيقة الإفتراضية حول قوة الحبل وعدم القدرة على نزعه ، رسخت في ذهن الفيل الضخم الكبير ، فأصبح عنده يقينا" بعجزه عن خلع الوتد أو نزع الحبل ، رغم أن حركة بسيطة قوية منه تنزع الحبل والوتد .

وعلى نفس المنوال جرى ربط رجل الثورة بحبل عدم قصف مناطق الشبيحة ، لأنها ستسم الثورة بالطائفية أمام المجتمع الدولي، وكأن كل القتل لأكثرية من أقلية هزيلة مع دعم طائفي من وراء الحدود ، ليس عملا" طائفيا.

وتتدخل دولا" محذرة تارة ، ومستعطفة مرة" أخرى، مطالبة" بعدم قصف "المدنيين المساكين"، الذين يحرضون، ويحتضنون المجرمين.

حبل قصير، حسبه كثيرون، واقعا" صعبا"، وإستسلموا للحبل الضعيف والوتد...
وإنطلقت عمليات تحرير الساحل من غربان الجريمة، وإنطلق أول غراد فآخر، ورد النظام بسكود ، فجاء رد من الطرف الآخر، ففهم النظام ان الامر محسوم ، فإحتفظ بصواريخه كعصا تحذير، وبعض تأديب لقوى الثورة والتأثير.

وأصبحت حاضنة الجريمة تائهة، بعد أن كانت لاهية ، وباتت تتجرع كأس التشرد والتهجير...وثبتت خطوات قوية لعملية جارية هي التحرير....وثبت أن الحبل لم يكن أكثر من وهم او تخويف.

لعل أهم عبرة من المعركة الجارية، هي للسياسيين الذين ما زال حاضرا في أعماق عقولهم حبل النظام، الذي أصبح مهترئا" أو أنه قد بات في حكم الغائب في الإعراب والضمير. ولم يروا حتى الساعة أن النظام قد أصبح في خبر كان، رغم أن الأرض وأهلها من الشباب الحر قد أدرك منذ زمن أن الحقيقة الوحيدة هي التحرير، ولا مفاوضات مع مجرم أو زنديق سفاح ..