{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الكابوس الأميركي
shahrazad غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,613
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #11
الكابوس الأميركي
أنا على أخويا وابن عمي..د/ أحمد خالد توفيق بقلم د/ أحمد خالد توفيق

أنا على أخويا وابن عمي





في فترة ما من حرب العراق، كانت المقاومة شيعية أساسًا قبل أن يقرر الصدر أن يحقن دماء رجاله، وكنت في تلك الآونة أتلقى سيلاً من الرسائل على بريدي الالكتروني خاصة بإحدى مجموعات الأخبار، وبالطبع كان اسم المرسل مستعارًا لكنه اسم (أصولي) جدًا.. كان محتوى الرسائل واحدًا تقريبًا .. الشيعة كفرة .. الشيعة خارجون على الملة .. البرهنة بالأدلة على فساد عقيدة الشيعة .. كل رسالة طويلة جدًا تحتاج إلى ساعة في قراءتها، ومعها عدد لا بأس به من الصور تظهر الشيعة وهم يمزقون أجسادهم بالجنازير أو السياط في الاحتفالات .. أو احد الأئمة يقبل طفلاً في شفتيه مع تعليق يقول : الشذوذ الجنسي ضرورة عند الشيعة .. الخ ...

يومًا بعد يوم تنهمر على الرسائل، ويمتلأ بريدي عدة مرات في اليوم .. هذا رجل كرس حياته لقضية واحدة يهون من أجلها كل مرتخص وغال ألا وهي أن الشيعة (موش تمام)..

في النهاية لم يعد الأمر محتملاً فكتبت ردًا على ذلك المخبول بحيث يُتاح للجميع في ذلك المنتدى قراءته .. قلت في هذا الرد: "عزيزي .. في الآونة الحالية التي ينتهك فيها الأمريكيون أعراض العراقيين، ويذبح شارون الفلسطينيين، لا يبدو أن هناك طرفًا قادرًا على القتال راغبًا فيه إلا حزب الله في لبنان وشيعة العراق، أي أن الشيعة هي الفئة الوحيدة التي تحارب الأمريكان والصهاينة في العالم الإسلامي كله .. فهل تعتقد بحق أن هذا أنسب وقت لإثبات أنهم كفرة فاسدو العقيدة ؟.. معنى كلامك أن من يحارب الأمريكان والصهاينة اليوم كافر .. وهي لعمري رسالة مريبة .. أنا لا أعتقد أنك عميل للمخابرات المركزية .. فقط أنا أعتبرك مجرد متعصب أحمق آخر ."

لم يرد الأخ المتحمس وأعتقد أنه كان ذكيًا، لأني أعددت له ردًا موجعًا على رده الذي لم يبعث به .. فقط تلقيت بضعة خطابات أكثرها من البحرين تؤيد ما قلت ، ولا احتاج لذكاء كبير كي أعرف أن مرسليها من الشيعة.. ودارت الأيام ثم بدأت سلسلة خطابات تتهم الوهابيين بكل شيء ممكن ..

الحقيقة أن هذا أثار دهشتي .. أولاً ليس هذا أنسب وقت لتصفية الخلاف بين المذاهب .. ليس والآنسة الحامل (لندي إنجلند) تجر عراقيًا عاريًا بحبل في عنقه . .. ثانيًا كنت أحسب أن الشيعة مسلمون وهذا كاف لجعلهم (من رجالنا) حسب تصنيف الأخ ابن لادن للفسطاطين، لكن هذه الخطابات تشعرك بأن الشيعة يعتنقون الديانة الهندوسية أو يعبدون النار ..

"فلنذبح بعضنا أولاً حتى لا يبقى سوى من هم على حق.. بعد هذا يصير القضاء على العدو سهلاً".. هذا هو شعار العرب الدائم الذي يصطدم مع بديهيات الاستراتيجية التي جعلت هتلر يتحالف مع الاتحاد السوفييتي ضد بولندا، ومع بديهيات الذكاء الشعبي الفطري الذي قال : "أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب .." فصارت الاستراتيجية هي: "أنا على اخويا وابن عمي والغريب"..

ليس التعصب داء عربيًا صميمًا، فقصص المذابح التي جرت بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا تجعل قراءة تاريخ القرون الوسطى أقرب لقراءة قصص الرعب، وحتى في مصر تجد أن العلاقة بين الأرثوذوكس والبروتستانت غير طيبة على الإطلاق.. فإذا نحيت الدين جانبًا وجدت أن (الهوليجان Hooligans) البريطانيين يذبحون منافسيهم في مباريات كرة القدم حتى اشتهرت بريطانيا بأنها موطن التعصب الكروي .. أقول إن التعصب داء عالمي لكن هذا لا يعني أن نطالب بنصيبنا العادل منه ونتمسك به .. بل إننا نطالب بنصيب يفوق نصيب باقي الدول ..

عندما غزا صدام الكويت أبديت رفضي للموضوع أمام صديق تونسي، فاتهمني ومصر كلها بأننا عملاء لأمريكا .. ثم سألني في اشمئزاز: "حرام عليكم ..كيف ترسلون ألف طفلة (فتاة) للترفيه عن الجنود الأمريكيين ؟". جن جنوني غيظًا وقلت له إنه لو كان المتكلم مجنونًا فليكن المستمع عاقلاً.. هل تتخيل لجنة من الحكومة تطوف بالشوارع تختار من البنات أولئك اللاتي يصلحن لإمتاع الجنود الأمريكيين ؟.. و"متخافش يا حاج .. بنتك حتنام مع العساكر الأمريكان كام يوم كده وبعدين ترجعلك صاغ سليم".. تشاجرت معه لإهانته أولاً ولغبائه ثانيًا .. ثم فوجئت بأن صحفنا تروج ذات الإشاعة لكنها جعلت الفتيات بنات دولة عربية أخرى تؤيد صدام .. والمفترض أنهن يذهبن للتسرية عن الجنود العراقيين . وفي الحالتين الكل يصدق .. على كل حال يعتبر التشهير الأخلاقي والديني من الأسلحة العربية المحببة شائعة الاستخدام بدءًا بمستوى باتعة التي تشنع على سلفتها، وانتهاء بمستوى الدول ذاتها .. إن خصمك إما أن يكون كافرًا أو شاذًا جنسيًا أو – على الأقل – يبيع زوجته لمن يدفع أكثر ..

عندما وقعت الواقعة وسقط العراق رحت أرسل صور الدمار والضحايا لمن أعرفهم على شبكة الإنترنت.. ما ذنب أطفال العراق الذين وضعوا بين مطرقة الغزو الأمريكي وسندان طاغية غبي مغرور ؟.. يتلقى صديقي الكويتي هذه الرسالة فيرد علي في برود وقسوة قائلاً: " أطفال العراق حق يراد به باطل .. تذكر ان هؤلاء القوم تركوا صدامًا يحكمهم .. فهم إذن يستحقون ما يحدث لهم .. !" يا سلام !.. كأنه كان بوسع العراقيين الضغط على زر ليزول صدام لكنهم لم يفعلوا .. وهل تستطيع أنت يا صاحبي التخلص من حاكمك إذا أردت هذا ؟

لكن صديقي الكويتي مصر على موقفه في ثبات .. يرى أن مقاومة الأمريكيين عمل غير أخلاقي، وتشعر أنه يتمنى أن يرى كل عراقي يقتل وكل امرأة عراقية تغتصب وكل طفل عراقي يذبح .. ليكن .. لقد احتل صدام بلده ورأيه مبرر إلى حد ما .. إن دمه يغلي بالحقد فلا ألومه كثيرًا ..

قلت له إن رامسفيلد يتحدث عن سوريا في تحرش واشتهاء، فقال لي بنفس الفتور: "فليحتل سوريا !.. إن البعث هناك ليس أفضل حالاً من بعث صدام !!"

هكذا يتمنى ان يسقط بلدان عربيان شديدا الأهمية في قبضة الأمريكان لمجرد أن هذا يرضي لذة الانتقام .. وهكذا اتهمت بالسذاجة أو العمالة مرتين: عندما لم أقف مع صدام وعندما لم أقف ضد العراقيين ..

قصة أخرى وقعت عندما بدأ بعض الإرهابيين المتحمسين في ذبح السياح .. كنت خارج مصر وقرأت الخبر المروع في الجرائد، فأخبرت به زميل عمل مصريًا ممن يؤمنون أن سبب مشاكلنا كلها هو أن الرجال لا يطيلون لحيهم ويسمعون الأغاني .. قال في فرح وحشي: "فلتذهب السياحة للجحيم .. هي لا تقدم شيئًا للبلاد إلا النساء العاريات ".. حاولت أن أكلمه عن أن مصر لا تملك إلا موردين يتيمين للدخل هما السياحة وقناة السويس، وبالتأكيد يأتي السياح لبلادنا لأغراض أخرى غير عرض أجسادهم العارية أمام شبابنا، وأنه ليس من العدل ولا الدين في شيء أن تسمح للسائح بدخول البلاد ثم تذبحه، لكنه كان يرى أنني غافل عن الحقائق ولا افهم شيئًا .. وبشكل ما شعرت بأن منطقه يشبه منطق الأطفال .. يطلب لعبة فإذا لم ينلها قام بتحطيم كل ما لديه من ألعاب .. علي وعلى أعدائي يا رب ..

يبدو لي أننا العرب ميالون لبدء المعارك الخطأ في الوقت الخطأ .. لا دور للأولويات في حياتنا، كما أننا نملك استعدادًا هائلاً للتعصب .. صحيح أننا لا ننفرد به، لكننا حريصون على أن نستعمله بكفاءة ..

الحقيقة أن الحكام إفراز طبيعي لشعوبهم، وكيفما تكونوا يول عليكم .. مهما تبدل الحكام فلن يأتي إلا حكام هم النبت الطبيعي لهذه التربة العقلية التي تفتح النيران على الشيعة ونحن أحوج ما نكون لهم، وينصرون صدامًا وهو ظالم ويتخلون عن الشعب العراقي مظلومًا، ويرون أن ذبح السياح عمل بطولي ..

العقل العربي يحتاج لإعادة تثقيف والخروج من هذا المستنقع الضيق المتعصب الذي يحبس نفسه فيه، ولكن أين نبدأ ومتى وكيف ؟..


04-27-2008, 11:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
shahrazad غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,613
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #12
الكابوس الأميركي
الامتحان..د/ أحمد خالد توفيق بقلم د/ أحمد خالد توفيق
لماذا لم يشم عادل الورد ؟



امتحانات التيرم الأول للصف الثاني الابتدائي .. أشق طريقي وسط الزحام نحو اللجنة ممسكًا بكف (مريم) ابنتي الصغير إلى أن أصل للبوابة، فأدفع هذا وذاك من أولياء الأمور الذين يصرون على الوقوف أمام البوابة ليسدوها كأن هذا يجعل أطفالهم أذكى .. وفي النهاية أترك (مريم) لصف من العاملات مخيفات الشكل يناولنها لبعضهن يدًا بيد حتى تغيب في قدس الأقداس بالداخل، الأمر الذي يذكرني بمشهد الأب الذي ترك ابنته رهنًا لدى عصابة المخدرات في فيلم (الباطنية) إلى أن يجلب ثمن الحشيش الذي أخذه..

عدت في موعد الانصراف لآخذها بذات الصعوبة، خاصة مع أحجام الأمهات المرعبة كأنها حروب الديناصورات في العصر الطباشيري .. هنا لاحظت ظواهر عجيبة .. معظم الأمهات لم يعدن لبيوتهن قط وإنما ظللن طيلة فترة الامتحان على الباب يقرأن القرآن .. بعض الأمهات دامعات العيون، وثمة أم ترتجف وتتنفس بسرعة لتزيد قلوية دمها موشكة على الإصابة بحالة هستيرية.. بينما يخرج الأطفال مظفرين وقد بدا عليهم الغرور لأهميتهم المستجدة.. اكتشفت أن الأمهات يحملن جميعًا أسئلة الامتحان ليراجعنها مع الأطفال: جاوبت السؤال ده بإيه ؟.. قلت إيه هو لون القطة ؟.. الحتة دي مش في الكتاب..

ثم يتقلص وجه الأم من صعوبة الأسئلة وتردد بلا انقطاع: ولاد الكلب .. ربنا ينتقم منهم !.. ربنا ينتقم منهم !

سألتهن عن كيفية الحصول على هذه الأسئلة، فدللنني على صاحب مكتبة (شاطر) حصل على ورقة الامتحان وقام بتصويرها، وهو يبيع الورقة بعشرين قرشًا .. برغم إيماني بعبثية الموقف فقد وقفت في الطابور لأبتاع نسخة.. لن أكون الأب الوحيد الذي لم يشتر نسخة من الأسئلة ويكون علي أن أخبر أم العيال بهذا .. فقط رحت أتساءل عن الكيفية التي حصل بها هذا الأخ على أسئلة الامتحان، فلابد أنه يقتسم الأرباح مع أحد الإداريين بالداخل .. عشرون قرشًا في ألف ورقة خلال ساعة.. ليس مبلغًا سيئًا .. دعك من أنه حصل عليها بالتأكيد قبل مرور نصف الوقت كي يتمكن من تصوير كل هذه النسخ ..

عندما عدنا للبيت راجعت مريم الإجابات مع أمها، ثم تفرغت للاتصالات الهاتفية مع صاحباتها .. لماذا لم يشم عادل الورد ؟.. أنا قلت لأن عنده زكام .. مس هناء عدت علينا وقالت هي دي الإجابة الصح .. هكذا ظل الهاتف مشغولاً لمدة ساعتين ..

عندما تأملت في الموقف بعد ما هدأت الأمور وجدت شيئًا غير طبيعي وغير مبرر .. نحن نتكلم عن امتحان نصف العام للصف الثاني الابتدائي !... الصف الثاني الابتدائي !.. هل يستحق الأمر كل هذا الانفعال الزائد والتوتر ؟.. كل هؤلاء الصغار سينجحون بلا شك والمجموع لن يؤثر في مسار حياتهم، وإن لم أكن مخطئًا لن يحرمهم دخول كلية يحبونها..فماذا يصنعون في الثانوية العامة إذن ؟.. عندما لا يتناسب الانفعال مع المناسبة فإن ما تشعر به هو إحساس عارم بالسخف .. رجل يلطم خديه في الشارع لأنه لا يجد علبة الثقاب في جيبه ..

دموع وبكاء ومراجعات في الهاتف .. كل هذا من أجل (لماذا لم يشم عادل الورد ؟) و(ما لون القطة ؟).. هل هذا سلوك فسيولوجي ؟.. هل هذا سلوك عقلاني ؟.. هل هذا طبيعي ؟

في طفولتي – وأزعم أنني نشأت في أسرة مترابطة تهتم بأطفالها – لم يكن أحد يعلق أية أهمية على امتحانات من هذا النوع وبهذا الحجم .. في هذا الوقت كنت في مدرسة مجانية، ولم تكن (الأبله) قد أصيبت بذلك المرض المريع الذي حولها إلى (مس)، ولم تكن أعراض التحول إلى (مستر) قد أصابت الأستاذ .. كان المعلمون قومًا بارعين في مهنتهم ذوي ضمائر حية وثياب رثة – بالمناسبة - لأنهم لم يكونوا يحصدون الآلاف من الدروس الخصوصية... فقط كنت أخبر أهلي أن لدي امتحانًا غدًا فكانوا يعطونني الورق والأقلام اللازمة وينسون الأمر، ولم تبدأ هذه الهستيريا إلا مع دخولي الشهادة الابتدائية .. بدأت مع كثير من التحفظ ..

ما سبب هذا الذعر العام ؟

جاءني الجواب على الفور .. إنه الفراغ الروحي .. المصريون يفتقرون إلى مشروع قومي يضمهم ويوحد مشاعرهم لهذا يختلقون أي مشروع حتى لو كان (لماذا لم يشم عادل الورد ؟).. إنها الضغوط النفسية والاقتصادية والعاطفية والدينية تحاصر المصري الذي لا يجد طريقة لإخراجها إلا على باب اللجان .. فلابد من شماعة .. لابد من قناة لخروج كل هذا الضغط .. هكذا لا يجد المصري هدفًا إلا ذلك الطفل البائس ذا سبع السنوات الذي تقع على كتفيه الصغيرتين مسئولية كل شيء يحدث للأبوين .. وبما أن العصاب معد، فإن هذا التوتر ينتقل للطفل مع الوقت .. سوف يذهب إلى الامتحان شاعرًا بأنه مسئول عن آمال أمة وأحلام وطن .. وسوف يرتجف ويتوتر ويقضي الساعات على الهاتف يناقش لون القطة مع أصحابه .. اثنتا عشرة سنة من التوتر، ثم ينتهي وقوده في الثانوية العامة فلا يظفر إلا بخمسة وثمانين في المائة بعد كل هذه الصراخ .

الشخصية المصرية تعاني درجة عالية من التوتر العاطفي الذي يبحث عن مخرج .. مثلاً قد يأخذ هذا المخرج شكل توتر لا مبرر له كالذي رأيته على باب اللجنة .. هناك هواية صنع أبطال حتى لو كانوا من عينة شعبان عبد الرحيم لمجرد أنه قال (أنا باكره إسرائيل)...

د.(درية شرف الدين) شخصية عظيمة تظفر باحترام غالبية الناس، وقد تولت لفترة من الفترات رئاسة الرقابة على المصنفات ثم اضطرت للاستقالة بسبب ظروف خاصة .. هذا هو كل شيء .. ما حدث هو أن كثيرين حولوها لبطل قومي وأرسل أحدهم لجريدة يقول: هذه السيدة احترمت نفسها ورفضت أن تشارك في كل هذا الفساد فاستقالت !.. الغريب أنها لم تزعم شيئًا من هذا، وكل ما قالته هو أن ظروفها لا تسمح .. لكنه ذلك الجوع إلى بطل يحمل عنا العبء النفسي ويدفع ثمن أرواحنا..

الغضبة العارمة في قضية الرسوم الكاريكاتورية الدانمركية عظيمة ومفهومة، ولكن أين غضباتكم على نهب مصر وتزوير الانتخابات وتعرية الصحفيات وعلى احتلال العراق الذي يهين المصاحف في دورات المياه ؟. يحتاج الأمر إلى عالم اجتماع يفسر لنا هذا التناقض السلوكي عندما يهان الدين بيد الولايات المتحدة وعندما يهان بيد الدانمرك.

اتصلت بصديقي لأخبره بهذه الخواطر فوجدت الخط مشغولاً.. طلبته عدة مرات على مدى ساعة، وفي النهاية عرفت أن زوجته كانت تجري مكالمة طويلة مع أم (ندى) زميلة ابنته الطالبة في الصف الأول الابتدائي .. السبب هو أنهم - أولئك الأوغاد في المدرسة – قد أنقصوا درجتين من نتيجة الفتاة لأنها قالت إن لون القطة أسود بينما كتاب الوزارة يؤكد أنها بيضاء !.. الأم مصرة على تقديم شكوى وإعادة تصحيح الأوراق، بينما زوجة صديقي تقنعها أن كتاب الوزارة هو الحجة الأخيرة .. ما دام قال بيضاء يبقى بيضاء ... ثم أن هؤلاء لن ينصفوك أبدًا لأن التعليمات تقضي بأن يقللوا عدد من يدخلون الجامعات !

هكذا أنهت أم (ندى) المكالمة، ولن اندهش لو عرفت أنها ابتلعت أقراص الأسبيرين لتقتل نفسها بعد ما فقدت كل أمل في الغد ...

مصر تتحول يومًا بعد يوم إلى مستشفى مجانين كبير .. هل يدرك أحد هذه الحقيقة قبل فوات الأوان ؟





aktowfik@hotmail.com

http://www.rewayty.com/Public/ShowArticl...icleID=340
04-27-2008, 11:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
shahrazad غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,613
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #13
الكابوس الأميركي
Array
لا .. جديدة ( يعنى فكرة جديدة )

--------------
أحمد خالد توفيق !!؟؟
http://www.nadyelfikr.net/index.php?showtopic=53625
[/quote]

و أيضا:



طب المصاطب...د/أحمد خالد توفيق بقلم د/ أحمد خالد توفيق
في عموده (الفهامة) بجريدة أخبار اليوم بتاريخ 13 نوفمبر 2004، قرأت بكثير من الدهشة ما نشره الأستاذ أحمد رجب على لسان الدكتور عمران البشلاوي الذي وصفه الخبر بأنه (صاحب نظرية المناعة العربية).. يعلم الله ما هي. وقد أعدت قراءة الخبر عدة مرات للتأكد من أنني لا أحلم. فبعد اكتشاف فيروس التهاب الكبد سي بنحو خمسة عشر عامًا ومعرفة كل شيء عن تركيبه الجزيئي، وبعد ما عقد ألف مؤتمر – بلا مبالغة - تناقش كل شاردة وواردة عن الفيروس وابتكار لقاح له وأفضل طرق علاجه، وبعد ما كرس علماء مصريون أجلاء بينهم أسماء ليست أقل من عبد الرحمن الزيادي وياسين عبد الغفار وسمير قابيل حياتهم من أجله، يلقي علينا الدكتور عمران بقنبلته المدوية: لا يوجد فيروس سي بل هي مؤامرة أمريكية قذرة. المشكلة أن هذا الكلام يأتي في أهم موضع تقع عليه عين القارئ في الصحافة المصرية، وبلسان من يحمل الدكتوراه كما قال المقال !..
تذكرت طبيبًا آخر أفردت له جريدة الشعب صفحة كاملة منذ أعوام ليلقي بقنبلته: لا يوجد مرض إيدز ... أمريكا هي التي اخترعت هذا الوهم لتساعد على نشر الشذوذ الجنسي !.. وتأمل معي المنطق المختل برغم أننا نزعم أننا العرب سادة المنطق: أمريكا تريد ترويج الشذوذ الجنسي لهذا لفقت مرضًا وأعلنت أنه ينتقل بالشذوذ الجنسي !.. قبل هذا بأعوام زعم أستاذ جراحة شهير أنه ذهب إلى كينشاسا شهرين فقط اكتشف خلالهما علاج الإيدز ثم عاد !.. في تلك الفترة تبناه كتاب كثيرون، وهاجموا عميد كلية الطب والكاتب الراحل يوسف إدريس لأنهما جرؤا على التشكك في صحة هذا الكلام.. بعد أعوام رأينا صورة هذا الطبيب في الصحف العالمية الفرنسية، ليس لتمجيده ولكن كنموذج لأدعياء الطب في العالم الثالث، وقد كتب الأستاذ إبراهيم سعدة مقالاً كاملاً عن هذه الفضيحة !
المشكلة أن من يشكك اليوم في الفيروس سي هو كمن يشكك في وجود الأفيال !.. تخيل أن يأتي اليوم من يقول: الأفيال لا وجود لها يا جماعة بل هي خدعة قذرة ابتكرتها حدائق الحيوان !.. بالضبط نفس وزن الفضيحة والخبال والإصرار على الخطأ .. وهذا الطراز من المقولات لا يجد طريقه أبدًا إلى المجلات الطبية ، ولكن يجد طريقه إلى الصحافة غير المتخصصة لأسباب واضحة، لكني ألقي باللوم كله على هذا الطراز مما يطلقون عليه (طب المصاطب) حيث لا تجريب ولا توثيق ولا دراسات إحصائية ولا شيء .. مجرد كلام يلقى على عواهنه من عقول أغشتها أبخرة نظريات المؤامرة، والرغبة في الشهرة بأي شكل.
وبرغم هذا تظل غريزة الشك هذه بئرًا يضخ المال لجهات عدة .. ونحن نعرف كم من مليارات حققتها الشركات من الترويج لمنتجاتها التي تعيد تعبئة حبة البركة والثوم (ولماذا لا يستعملهما المرضى مباشرة دون تعبئة؟) كبديل عن الطب المجرب الموثق علميًا، مع إضفاء هالة شبه دينية على الأمر تهدد باتهامك بالكفر لو اعترضت.. وفي النهاية يعترف المرضى في خجل وبصوت خافت بأنهم لم يحققوا ذرة شفاء. ربما كان الثوم رائعًا .. بالفعل هو كذلك .. ولكن الأمور ليست لعبة .. لابد من مرور الدواء بمراحل شاقة (أربعة أطوار) قبل أن يقال إنه فعال. لكن الوضع الحالي هو أن كل من يسكن في بيت ريفي لديه في أرضه نبتة سحرية لا يعرف اسمها ولا خواصها .. لكنه مؤمن بأنها تشفي القلب أو السكري أو السرطان لو قام بغليها وشرب النقيع مرتين يوميًا. إن قصص استخدام الحمام لعلاج الفيروس سي ليست ببعيدة ولم تحدث على كوكب آخر. وفي بعض الوصفات الطبية الشائعة تجد طريقة فعالة لعلاج العقم عند الرجال عن طريق تجفيف ذكر الذئب، وابتلاع مقدار حبة منه يوميًا !.. هل هذا طب ؟.. إنها من وصفات الأطباء السحرة البدائيين، وعلاج الجزء بجزء مثله أسلوب معروف في ممارسات السحر منذ القدم .. لكن هناك من لا يقبلون عن هذا الكلام بديلاً..
المشكلة هي في عقلنا الذي يؤمن إيمانًا مطلقًا بالشائعات ويرحب أشد الترحيب بالخرافة، ويؤمن بأسلوب نقل الكلام شفاهة بدلاً من التجريب المحكم الشاق. قد تكون هذه طريقة جيدة في دراسة معلقات الشعر الجاهلي، لكنها لا تصلح أبدًا لابتكار علاج جديد .. لم تتقدم أوروبا علميًا وتصل إلى ما وصلت إليه إلا عن طريق كانط وديكارت وفولتير الذين علموا العقل الغربي كيف يفكر وكيف يقيس. والنتيجة واضحة الآن .. بوسع أي جندي أمريكي أن يجلس مسترخيًا أمام جهاز وفي يده علبة الكولا .. وربما يصغي لموسيقا الروك كذلك ..يضغط زرًا فتزول مدينة عربية عن الخارطة بكل من فيها من عباقرة يصرون على غلي أوراق النبق لعلاج السكر بدلاً من ابتلاع قرصين من (الجليبكلازيد)...
الخلاصة أنني أدعو الله أن يكون الأستاذ أحمد رجب لم ينقل ما قيل بدقة لأنه غير متخصص، وإلا فنحن في كارثة علمية حقيقية.


http://www.rewayty.com/Public/ShowArticl...icleID=162
05-02-2008, 06:38 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
shahrazad غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,613
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #14
الكابوس الأميركي
حسد...د/أحمد خالد توفيق بقلم د/ أحمد خالد توفيق
حسد

اليوم أعترف بالحقيقة التي أخفيتها عن الناس منذ الطفولة ..
أنا أحسد بقوة ..
أحسد طفلاً سوف يحقق كل الأشياء التي فشلت أنا في تحقيقها
(الشاعر الروسي إيفتوشنكو)
??????
يجب أن أعترف بهذه الحقيقة .. لقد نجح هؤلاء القوم في تحقيق ما عجزت عنه أنا .. ربما أداري الحقيقة بالكثير من التعالي .. التحذلق .. ترفع الطبقة الوسطى، لكني أدرك يقينًا أنني فشلت في فهم قواعد اللعبة منذ البداية وهي ذي النتيجة واضحة جلية، وهي أن الزمن ليس زمني ولا البلد بلدي.
لقد رأيتهم قادمين .. كنت في المدرسة الثانوية بينما السادات يضع المتفجرات تحت الصرح الذي شيده عبد الناصر طيلة عقدين من الزمن، ولم أعلق أهمية كبرى على هذا .. عرفتهم بوجوههم السوقية الشهوانية .. عرفتهم بأصواتهم الجهيرة .. وكما قال الناقد السينمائي الراحل سامي السلاموني: "تعرفهم من كروشهم وفتحة صدر الطرزانات وصفاقة من شبع بعد جوع .. منهم الطبيب والمحامي والمهندس والعامل، لكنهم صاروا طبقة واحدة لها شكل واحد وطموحات واحدة، وربما تستمع لنفس المطرب..".. كتب هذه الكلمات يوم قام احدهم بنشاط محبب لهم ألا وهو غرس سكين الفاكهة – حتى المقبض - في بطن ابن شقيقة عبد الناصر .. فقط عين السلاموني الحساسة استطاعت التقاط الرمز وراء هذا المشهد ..
كنت أجلس في غرفتي أطالع الطيب صالح وكافكا وطه حسين، وأعلق رسوم محمود سعيد ورينوار، بينما كان هؤلاء يزحفون كالقمل في كل مكان .. ثمة نشاط بشري غريب هو أن تذهب لبور سعيد وتلف القماش على خصرك وتضع عشرين ساعة حول ساعديك كي تتجنب الجمرك ..نشاط آخر غريب اسمه المتاجرة بالدولار في السوق السوداء .. هذا النشاط يقومون به جميعًا لكني - وكل أمثالي – عاجزون عنه .. ربما لأنني أترفع عنه .. ربما لأنني أخشاه .. ربما لأنني لم أفهم قواعد اللعبة بعد .. ربما لأنني (مش وش بهدلة) وبلغة أدق: كان لدي ما أخسره .. هم لم يكن لديهم ما يخسرون .. هذه هي عقد الطبقة الوسطى التي تكبلك إلى الأرض ..
إنهم يمارسون الاختلاس والرشوة والمحسوبية على نطاق واسع .. ثم أنهم لا يخجلون .. ينشئ السادات حزب مصر فينضمون جميعًا له ويكتب احدهم على طريقة فكتور هوجو: لو كان أعضاء حزب مصر خمسة فأنا منهم .. ولو كانوا واحدًا فأنا ذلك الواحد ..
ثم يترك السادات حزب مصر لينشئ الحزب الوطني الديمقراطي عندها – في اليوم ذاته - لا يبقى بين جدران حزب مصر واحد من هؤلاء .. مشكلتي أنني بطيء التفكير أكثر من اللازم .. أرى هذا الموقف فأقضي عشر سنوات أحاول استيعابه .. بينما هم جميعًا فهموها (وهي طايرة).. لقد انتهوا من استخراج الدهن من الزلط ودهن الهواء بالدوكو ، بينما أنا ابن الطبقة الوسطى ما زلت أعتقد أن المستقبل لي أنا .. رأسي مقبرة أثرية تضم رفات ناصر وجيفارا ولومومبا حيث أحرق البخور وأتكلم عن بطولة سنموت حنا مع النحاس، وأحفظ كل حرف قاله كاسترو لناصر عندما التقيا في القاهرة..
إنهم يتاجرون في الأراضي .. إنهم يحصلون على تصاريح البناء غير القانونية . إنهم يقوون علاقاتهم بكبار رجال الشرطة .. بينما يستطيع أصغر شرطي مرور أن يجعل الدم يتجمد في عروقي .. ثم يقررون أن يتدينوا فجأة، وتظهر زبيبة صلاة عملاقة لكل منهم، ويلبسون الجلابيب البيض، ويسافرون للعمرة عدة مرات في كل عام وينشئون الشركات التي تبيع حبة البركة والعسل الأبيض، ويديرون المدارس التي تحمل في نهاية اسمها لفظة (الإسلامية).. ويعودون ليتهموا بطيئي الفكر بالتسيب الديني، ولا بأس من غرس سكين في عنق نجيب محفوظ فهذه كما قلت من هواياتهم المحببة، والرجل هو الآخر لم يفهم قواعد اللعبة برغم ذكائه الشديد..
وتتأمل سلوكهم فتجد أنهم يمارسون ثلاثية المنافق حرفيًا: يحدثون فيكذبون .. ويعدون فيخلفون .. ويؤتمنون فيخونون.. لكنهم جهيرو الصوت قادرون على الصراخ في أي وقت ليخرسوك ..
ثم يكتشفون فجأة أن مصر تضم مسلمين ومسيحيين ويقررون أن هذا خطأ وأن هذا سبب مشاكلنا الاقتصادية التي يعاقبنا بها الله.. دعك من أنهم اكتشفوا فجأة أن هناك صعايدة في الجنوب وأن هذا شيء ظريف جدًا.. وتبدأ نكات الصعايدة التي يطلقها الحشاشون في ملاهي شارع الهرم لتشق مصر إلى نصفين..
إنهم يسودون المقالات في الصحف تبرر كل ما تفعله الحكومة مهما كان خطأ أو جائرًا .. إنهم يهتفون : بالروح بالدم نفديك يا سادات.. ويوم اغتيل السادات لم يكن أحدهم مستعدًا لتبديل جلسته المريحة لينقذه .. وعند المساء كانوا قد نسوا كل شيء عن السادات وراحوا يرتبون أوراقهم للعهد الجديد .. فإذا جرؤت على انتقادهم صرخوا بأعلى صوتهم أنك من (حزب أعداء النجاح)..
إنهم لا يملكون ذرة ثقافة لكنهم يعتنقون شعار روكفلر: حسابي في المصرف دليل على أن الله راض عما أفعله .. وهم يؤمنون – كخلاصة الفلسفة البراجماتية الأمريكية - بأن الفقير مسئول عن فقره بشكل ما .. ربما لأنه أغبى من اللازم .. أبطأ من اللازم .. أجبن من اللازم .. والمشكلة أنني بدأت أعتقد هذا ..
تاجروا في الحشيش والبرشام والبودرة واليوم يزرعون البانجو ويدخنونه لأنهم أدرى الناس بأن (دماغهم متكلفة) وهم حريصون على حفظ التوازن الكيميائي لآلة صنع المال هذه .. إنهم يأخذون القروض ويفرون لكن – وهذا لغز – تظل البلد بلدهم، بينما أنت الباقي فيها والذي سيدفن – مفروسًا - في ترابها تشعر بشكل ما أنك مجرد ضيف عابر ..
??????
نعم .. في لحظات كفاحي المرهقة كي لا أنزلق إلى طبقة أقل أقول لنفسي إنني فشلت .. كان الزمن يتغير وفشلت أنا في فهم ذلك، بينما هم فهموا منذ البداية .. لقد امتلكت بعض الثقافة السطحية لكني افتقرت تمامًا لذلك النوع الخاص من الذكاء الذي يطلقون عليه (نصاحة) .. ربما لو لم يكن لدي ما أخسره .. ربما لو فهمت أسرع من هذا ..
لكني لن ألقى باللوم على أحد سواي .. لا توجد بدايات متأخرة للعبة وليس بوسعك أن تتعلمها في سن الأربعين كما أنها لا تُدرس في المدارس .. ولهذا فشلت كل محاولة لي في دهن الهواء بالدوكو أو خرم التعريفة أو اعتصار الدهن من الزلط ... ولهذا أقولها بكل صدق: أنا أحسد هؤلاء القوم .. فقد امتلكوا الأرض وما عليها .... وربما يمتلكون المستقبل كذلك وإن كنت أدعو الله أن يتعلم ابني فن دهان الهواء قبل أن يحدث هذا.


aktowfik@hotmail.com


05-02-2008, 06:41 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بكين تنتقد التقرير الأميركي لحقوق الإنسان لايبنتز 1 572 03-13-2008, 03:55 PM
آخر رد: لايبنتز

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS