فيصل القاسم يرد ..الاساءة للاسلام اقصر طريق للغرب ..
كم أنت بالغة الحس والتعمق بالرؤية يا روزا :97:
سأعيد ما فنطي به من ادعاءات كاذبة ومدسوسه وكأنه كأسا من السم به قليل من العسل
لهذه الشخصية المغمورة المدسوسة التي أصبحت مشهورة بغباء من الجزيرة وويتحمل هذا العمل الغبي " العلماني "ابراهيم حجاوي
قبل أن نحاول ان نلتقط ماهو موضوعي وغير موضوعي في كلام وفاء سلطان, اعتقد أنه علينا في البداية أن نتساءل عن سر ظهورها القوي هذه الأيام وليس من قبل. وعلينا أن نتساءل أيضاً, لمن مصلحة هذا الكلام؟ أعتقد أن الإجابة واضحة. لا تخدم السيدة وفاء بكلامها هذا سوى كل من الإحتلال الأمريكي في العراق والدولة الصهيونية في فلسطين, بل وتخدم أيضاً الحكومات العربية القمعية التي تبرر سياساتها القمعية بتخلف مواطنيها!! بالنسبة لي الأمر واضح, فهي لعبة قديمة تهدف لتبرير ممارسات الإمبريالية العالمية, وما وفاء سلطان وأمثالها إلا أبواق جديدة لإعادة صياغة عنصرية قديمة ترتدي ثياب العلمانية والدفاع عن الديمقراطية بشكلها المشوه والمبتور. هي نموذج فج لمعسكر ثالث غير الذين تتحدث هي عنهم, معسكر مبتذل ومشوه, اسمه الإنتهازية الفكرية والسياسية. لا أكثر ولا أقل. ولا أفهم حقاً كيف نجد أي شجاعة في إحتماء الجبان في معسكر الأقوى!
تدين السيدة "العلمانية" -بئس هكذا علمانية- الدين الإسلامي بإعتباره رافداً للتخلف, "قد" أتفق ونظرتها للدين بشكل عام وإن كنت أشك إن كانت أفكارها تحمل أي عمق بهذا الخصوص, لأنها لا تتحدث إلا عن تخلف الدين الإسلامي بينما تتجاهل طبيعة الدين بشكل عام. هي لم ولن تشير لليمين المحافظ الأمريكي وإستخدامه الفج للدين المسيحي. لم تقدم لنا تفسيراً للصراع التاريخي في أيرلندا مابين البروتستنت والكاثوليك مثلاً, وهم ليسوا مسلمين بالمناسبة, ولا للتفجيرات التي قامت بها منظمة إيتا الإنفصالية وآخرها تفجيرات مدريد في محطة المترو, وهم ليسوا بمسلمين أيضاً, لم تشير للإحتلال الأمريكي للعراق ولا جوانتنامو ولا أبو غريب ولا لأي شيء من هذا النوع!! ربما لأن فاعلوها ليسوا مسلمين!! إن لم تكن طريقتها هذه في التحليل والتي ترمي بكل بلاء العالم على الدين الإسلامي والمسلمين عنصرية, فماذا تكون؟
قبل أن تدين السيدة العلمانية العتيدة وفاء سلطان الإنتحاريين لأنهم لا يملكون إلا أجسادهم ليفجروها إحتجاجاً على الظلم, عليها أن تدين الأسلحة النووية وطائرات الأباتشي التي تقصف المدن العربية وتحيلها الى حطاماً, فلا يبقى فيها متسع لا لديمقراطية ولا يحزنون. بينما يتحول منفذوا هذه الهجمات الهمجية لأبطال متحضرون. وعليها أن تقدم لنا تفسيراً موضوعياً لمايحدث خارج منطقة المسلمين المتخلفين والجهلة الذين تتحدث عنهم. ربما بعدها سنسمع ماتقوله وقد نتفق أو نختلف معه. هي كمن ينظر لتفجيرات هيروشيما وناجازاكي لينتقد الأجساد المقطعة إرباً إرثر هذه الإنفجارات.
أي غرب متحضر هذا الذي تتحدث عنه؟ هل قرأت تلك العنصرية عن تاريخ النظام الأمريكي وجرائمه السوداء التي وإن سردناها لما إتسعت لنا صفحات النادي؟؟!! هل قرأت شيء عن دور النظام الأمريكي في أمريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم الثالث؟؟ هل كان الليندي –الإشتراكي الديمقراطي الذي جمع السلاح من أيدي المقاومين لتوهمه بإمكانية التغيير الجذري من داخل مؤسسات البرجوازية- إرهابياً عندما أشعلت أمريكا الحرب الأهلية في تشيلي وقصفوا مقر رئيس دولة منتخب "ديمقراطياً" بالطائرات؟ لماذا ساند الغرب المتحضر بينوشيه العسكري وصاحب المقابر الجماعية؟؟ هل كان الليندي إسلامياً هو الآخر؟؟ ماذا عن مذابح التطهير العرقي في البوسنة وكوسوفو وغيرهما؟؟ هل كان ميلوسيوفيتش بطلاً قومياً في نظرها؟؟!! أم أنه تأثر بالدين الإسلامي لذلك أصبح سفاحاً دموياً؟؟ هل سمعت ولو من بعيد عن علاقة النظام الأمريكي بطالبان "الإسلامية" أثناء الإحتلال السوفيتي لأفغانستان؟؟ وهل سمعت عن تورا بورا التي دهسوها بأسلحتهم بعد ذلك؟؟ وبماذا تفسر وفاء سلطان ظهرو النازية والفاشية في الغرب المتحضر وليس في الدول الإسلامية المتخلفة على حد تعبيرها؟؟ مئات الأمثلة التي توضح بجلاء أن الصراع ليس بين الغرب "العلماني" المتحضر والشرق المسلم المتخلف, الصراع في جوهره هو بين نظام رأسمالي إستغلالي مسيطر وجماهير مقهورة, بين إحتلال عسكري همجي وبين مقاومة هذا الإحتلال, والموقف الصحيح هو مساندة هذه المقاومة أياً كان شكلها وأياً كانت مرجعيتها الفكرية.
قمة دناءة أفكار وفاء سلطان تظهر في حديثها الوقح عن تحضر اليهود!! أي تحضر هذا الذي ينتج الفكر الصهيوني العنصري؟؟!! ماذا عن مذابح قرى ومدن بأكملها ساندها ذلك الغرب المتحضر وغض النظر عن الباقي منها, ماذا عن إحتلال إستيطاني سافل تسبب في تشريد شعب كامل؟؟ أي تواضع عقلي وضحالة فكرية وسياسية تعاني منها هذه السيدة!! هي بالنسبة لي ليست أفضل بأي شكل من الأشكال من الذي يعتقد أنه سيحرجها بسؤالها عن الإلحاد!! بل هو في الحقيقة, أفضل مليون مرة منها حتى برغم تخلفه الواضح. فهو على الأقل, لا يدوس على ملايين البشر ليمنح فرصة الظهور على التليفزيون.
لماذا يدعم هذا الغرب المتحضر النظم الديكتاتورية في الشرق الأوسط؟؟!! من الذي أعطى صدام حسين الأسلحة لمحاربة الثورة الإيرانية؟؟ اليس الغرب المتحضر الذي تنحني هي له إحترماً؟؟ من الذي يساند النظام السعودي والمصري وغيرهم, اليست حبيبتها أمريكا؟؟
هناك بالفعل صراع بين معسكرين متناقضين, معسكر عنصري مجرم يبرر الإحتلال ويملك مايكفي من الأسلحة والطائرات لقمع وقهر المعسكر الآخرالذي ينتمي له الملايين من البشر الذين لا يملكوا سوى أجسادهم للدفاع عن حقهم في الحياة, لا عندهم آباتشي ولا قنابل عنقودية سواء كانوا مسلمون أو مسيحيون أو حتى يعبدون الأبقار لذلك "فقط" يفجروا أنفسهم. كما قلت من قبل, هناك معسكر يستغل ومعسكر آخر يقاوم هذا الإستغلال. هناك معسكر جورج بوش والشركات عابرة القارات, ومعسكر المقاومة.
أيهم علينا أن نساند.. ولأي معسكر علينا أن ننتمي إذا أردنا تغييراً حقيقياً لأوضاعنا الحالية؟؟
تقول وفاء سلطان أننا علينا أن نحتمي في المعسكر الأمريكاني, الأقوى من وجهة نظرها, ولا أفهم حقاً, هل علينا أن نهرب نحن الآخرون لأمريكا ونبدأ في التقيؤ بمثل تصريحاتها لنظهر أكثر تحضراً بينما تقصف الطائرات الأمريكية بيوتنا وتقتل أطفالنا؟ أم نبقى هنا, مسالمين وخانعين لكل من أمريكا وحكوماتنا الديكتاتورية المتخلفة هي أيضاً؟ بماذا تطالب هذه السيدة, بحرب إبادة جماعية لكل المسلمين المتخلفين ومحو الشرق الأوسط من الخريطة تماماً عشان تخلص هي من وجع الراس؟؟!! وماهو مفهوم الحضارة والتقدم عند أمثالها, هل هو القضاء على الثقافات المختلفة لصالح ثقافة الهامبورجر والفرنش فرايز؟؟
لو كانت هذه هي العلمانية (وهي بالطبع ليست كذلك), فسأنتمي غداًُ صباحاً للجماعات الدينية الراديكالية.
تحياتي
روزا
|