مجرد جنون.....نصوص مبعثرة على قارعة الذات
-1-
إنهم يا حبيبتي,يريدونك جارية تخرجين من دفتي ألف ليلة و ليلة,يريدونك مرآة تعكس نرجسيتهم,و ترويهم بخمر الذكورية و الفحولة,يريدونك أرضا تحرث,بأيديهم لا بحريتك.
يعشقونك من وراء حجاب,مدفونة في قبر من حرير,فملامح وجهك ترهبهم,خصلات شعرك تؤرقهم,لأنها تحلق بحرية,مع نسمات الهواء,و هم لا يريدون لخصلاتك أن تنتفض,فالقبر,يا حبيبتي,لا تهب فيه الرياح.
هم أبرياء من الذنب دوما,مادامت فتنتك هي الخطأ,و خطيئتك,انكي جميلة.مادام رمشك حرا,فأنت اللعنة,مادامت وجنتاك محمرتان,فانت الزلة,مادمت فراشة تكره الحيطان و المطابخ,فانت حطب جهنم و جند الشيطان.
الأدوار وزعت,و خضوعك وحده يرضيهم.فانت بدء,طفلة مطيعة,و انت بعد,زوجة مستكينة,و آخرا,عجوز مصلية.و الرجل هو السلطان عليك,في كل الأزمنة,أب,فبعل فإبن.فاخضعي,يرضى عنكي الله و ملائكته.
و حتى إن خضعتي,و استكنتي,و أطعتي,فمصيرك هناك مجهول,تماما كحياتك,فالله في غيبوبته السلطوية,نسي أن يقول لنا في قرآنه,ما جزائك في جنته,إن استسلمتي.
متعتك شبهة,و تحت معنى الحياء,تمرر دساتير القمع.شهواتك خبث,و تحت يافطة الحشمة,تذبح عذوبة الأنوثة.بوحك بمعاناتك عيب,و في قطيع الإماء,تضيع كينونة المرأة.
حواء أنت,و من ضلع اعوج خلقت.لتحمي قلب آدم قالوا,لكن من يحمي,قلبك أنت؟
خلقت و الذكر نائم هانئ,بلا ألم جئتي له,و لا عرق.و لان القيمة,إنسانيا,تأتي من رحم الألم,فيبدو انه لا قيمة لكي,و لا ألق.
خلقه الله بيديه,و نفخ فيه من روحه,و أخرجك أنت منه,و جعل روحك من روحه.يبدو,يا حبيبتي,أن الله يستخسر,أو هو يستحقر,أن يخلقك بيديه.
الله يقولون انه بنا رحيم,لذلك أرسل رسلا و أنبياء.تصفحت سيرهم,فوجدتهم كلهم,ذكورا,و ما وجدتك بينهم,يا حبيبتي,من الأصفياء.
و قرأت ان آخرهم,انقاهم و أتقاهم,محمدا بن عبد الله,كان لجنسك من المحبين,و انه استباح لنفسه منكن,إحدى عشر,أخراهن كانت,إبنة تسع سنين.و ما يفعل عن الهوى,إن هو الا وحي يوحى.
و في الشرع عنه مما أوحى,أن له منكن أربعة,و لكي انت,واحد.فإستغفري الله و أشكري,فالرب دائم واحد.
و في الشرع قالوا,كذلك,أن للإثنين منكن,يا حبيبتي,حظ الفرد.سبحانه من عادل,الأحد الصمد.
و في الدين أيضا,أحكام لذي اللب...لا تتزيني,فالمتبرجة ملعونة.لا تتعطري,فعبيرك فاحشة.لا تنظري,فعيناك كارثة.لا تتخطري,فخطوك مصيبة.لا تغني,فصوتك فتنة.لا تحسي,فقلبك نقمة.....باختصار,لا تكوني,ابقي على قيد الحياة....فحسب.
-2-
إنهم يا حبيبتي,يرونك فاجرة,فلا مهرب من الشرع في أعينهم,إلا إلى العهر.و من تشيئ الأفكار الدينية,يخرجونك إلى تشيئ الغرائز الجنسية.و البقية الباقية من الفحول,الهاربة,أو الجاهلة بالدين,لا ترى فيك إلا مدفنا احمر,للذات بدائية.
المواخير عندنا,تماما كالمساجد,تتكاثر كالجراد,كعاهات النفس.يملؤونها بلحومكن,بعري ذواتكن,بإنفضاح انوتثكن في سوق النخاسة الجديد.حرية مسلوبة من السماء,حرية منهوبة على الأرض,و الكل في السوق,يا حبيبتي,عبد للفلس.
إفتتح المزاد,منذ قديم الزمن,لكن حاضرا,إختفى بيع العبيد,و شراء الإماء,إستمر.الوسائل تغيرت بالتأكيد,لكن المبدأ تابث...انثى تبيع رحيقها,عسلها,خلاياها,لمن يدفع أكثر.لا الرجل يرتوي,مهما إقتنى,و لا المرأة تنتصر.متاهة تأخذ الكل في أحشائها,و في قلب الضياع,لا أحد يدري يقينا,أين المفر.
لا تظني يا حبيبتي,أنني بحزني,و يأسي,أحلم يوما ما بجنة فوق الأرض.فالواقع كئيب مهما فعلنا,و الاله نائم لا يستيقظ.فقط أسمح لنفسي ان أحلم بيوم,أرى فيه لنسائنا,كرامة أحسن,من كرامة البقر.
(f)
|