بوعائشة
عضو رائد
المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
|
الشوط المتمادي المديد في العراق (حافظ الشيخ صالح)
حافظ الشيخ صالح
أعلنتْ لندن أنه ابتداء من مايو القادم سوف تبدأ في سحب قواتها من العراق، من بعد ما هي أنجزت تسليم الجنوب العراقي كاملاً، وعلى كل الأصعدة والمستويات، للنظام الدموي الاستئصالي الحاكم في إيران، سواء مباشرة أو من طريق استخبارات هذا النظام ومخابراته وعملائه من المرجعيات الدينية الكهنوتية وأكثر من ميلشيا تابعة له، وتلقت في السابق، وإلى الآن، تربيتها العقائدية وتدريبها العسكري في الأراضي الإيرانية، فهذا هو إذن تاج الغار والفخار الذي هو يُتوّج الآن، وفي التاريخ، التدخّل العسكري الإنكليزي في شئون العراق، في ظلال العَلَم الأمريكي الرفيع المرفرف في الماء وعلى اليابسة.
أمريكة العظمى مآلها أيضاً، آجلاً إنْ لم يكن عاجلاً، هو الانسحاب من العراق، تجرّ من ورائها ذيول الفشل والخيبة والانخذال، بعد أنْ أخفقتْ في «بناء الديموقراطية«، وساهمتْ في تمزيق المجتمع العراقي، ولكنها أنتجتْ ضرب الأكثرية الطبيعية في العراق، وفي كل مكان كبُر أم صغر، أي أهل السنة والجماعة، تحت عناوين وذرائع متنوعة، ليس أقلها ذريعة «استئصال البعث«، و«تصيفة أنصار النظام السابق«، فوق التفاهم الحميم بين ممثليها وقادتها الميدانيين والمرجعيات الطائفية التي تشرب من ماء إيران، مع عنايتها المتواصلة بإبادة أهل السنة والجماعة، لسبب إيوائهم للمقاومة، وتركها الميلشيات الطائفية، الأقلياتية، تعيث في الأرض فساداً على هواها.
إنّ الأرقام العددية البحتة، سواء أكانت صحيحة أم مزورة، لا تعني ألبتة أنْ يتحوّل أهل السنة والجماعة إلى أقلية، في أي مكان في المعمورة، حتى وإنْ انطبقتْ السماء على الأرض، ولذلك فالشوط في العراق مديد وشديد وبالغ الطول وكثير العناء، كالشوط مثلاً في سورية أيضاً، إلى أنْ تستعيد هذه الأكثرية الكريمة مواقعها الطبيعية، وتعود إلى السلطة، وتعيد لجم وتحجيم الأقليات التي إنما هي تتقلّب اليوم في نعيم أمريكة وبريطانية وفي نعيم إيران، ذلكم من غير إيقاع ظلم على الأقليّات في حجمها الطبيعي والمعقول.
في كلام آخر فإنه بعد انسحاب أمريكة من العراق، فلسوف تبقى على المقاومة مهمة عسيرة أخرى، فهي لن ترتاح ألبتة، ولسوف يتعيّن عليها مضاعفة الجهاد وتشديد الجهاد لتحرير العراق من الاحتلال الإيراني، المتوغل والمتغلغل في العراق كله لا في جنوبه فقط، وعلى الغالب أنْ تكون المعركة مع الاحتلال الفارسي الصفوي يومئذ أشرس من المعركة الحالية مع الاحتلال الأمريكي/البريطاني، وآنذاك سوف تتضاعف مسئوليات دول مجلس التعاون، ولن يكون سهلاً عليها الاستمرار في موقفها الحالي «المحايد« على مسافة بائسة واحدة من الأكثرية، أيْ أهل السنة والجماعة، والأقليات الطائفية.
http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=199081&Sn=shkh
|
|
02-27-2007, 11:24 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}