الزميل الختيار كتب :
اقتباس: الختيار كتب/كتبت
عزيزي الداعية
أنت تفترض افتراض أوافقك عليه لكنك تستنتج استنتاجات محسومة مسبقاً بالنسبة إليك و ليس لها علاقة بالافتراض .
أنت تفترض مثلاً : ماذا لو كان محمد قد افترى على الله كل ما قاله عن الإسلام ؟؟؟
ثم تفترض أن النتيجة أن الله سينتقم منه كما تقول الآية .
و أنا أخبرك بأن الأمر ليس بالضرورة هكذا ، فقد يكون الله غير مهتم من الأصل بما يقوله محم أو بوذا للناس عنه ، و لا يحاسب الناس من الأصل ، و ربما إن فكر في حسابهم يفكر في محاسبة سلوكهم بغض النظر عن معتقداتهم ، مثلاً يثيب الإنسان الجيد الذي خدم الناس و لم يضرهم ، و يعاقب المسيء الذي تعدّى على غيره من الناس .
...............
انت الان بتحوّل محاور معي زي ماانا حولت لمحور آخر .
الحديث الاصلي كان عن نسبة الرسالة المحمدية لله ام لا .
ثم انتقل الان الى الاله الذي تصفه بالغائب .
طيب اولا بالنسبة لصدق النبي صلى الله عليه وسلم :
انت تقول ان تأييد الله سبحانه وتعالى له ليس دليلا ايضا على رسالته لانه ( ربما ) يكون الاله الها ارسطيا منعزلا عن العالم لايهمه امره كثيرا .
لازم نتفق على منطلق وارضية ثابتة ومرجعية مشتركة بيننا : واعتقد انها العقل .
العقل يقول لك ان القبطان اذا ترك السفينة , او الطيار لو ترك الطائرة ونام فسوف يكون حتف راكبيها حتما .
هذا دليل عقلي اول .
الدليل الثاني :
انك انت تجد من نفسك كانسان فاضل انك لاتضيع ابنائك وتسمح لاستاذهم ان يجعلهم مجرمون في حقك عاقين لك بالقول لهم : انك انت الذي أمرته بذلك .
هل هذا يعقل ؟
واما موضوع ربما :
فكيف نستطيع ان نتحدث عن طبيعة الله سبحانه وهل هو خيّر ام شرير من دون مرجعية منسوبة اليه .
انا الاحظ انكم تفترضون امكان وجود الاله الشرير الظالم , والكثير بل الاكثر يؤكده .
انت ماذا رأيك ؟
[QUOTE]الإله الغائب هو مجرد احتمال ذهني محض ، لأنه يقوم اساساً على فكرة انتفاء الرسل ، أي أن هذا الإله الذي وضع القانون في المادة الأساسية للكون لا يهدف إلى أن يكشف لنا حقيقته ، هذا احتمال منطقي جدا .
فإن كن لدينا إله ، أمامنا احتمالين :
1- أن يكشف لنا عن الأمور الغيبية (فيما يتعلق به و خلافه)
2- أن لا يكشف لنا عن أموره الغيبية .
الطريق الأول هو طريق الرسل ، و هو طريق معروف و عمره آلاف السنين
الطريق الثاني هو طريق ذهني من خلال العقل ، لأننا نفينا أي وسيلة تواصل مع الله من خلال رسل أو إيحاءات أو غيره .
و هذا الطريق الذهني يمكننا من أن نمضي أكثر في تصور هذا الإله ، فهو وضع قانون السببية في هذا الكون ، من اللحظة الأولى لم يكسره ، إذاً فلا بد - بالاستقراء- أن يستمر هذا القانون إلى أن يؤدي إلى اضمحلال المادة (بشكل سببي طبعاً و ضمن هذا القانون) أو استمرار المادة إلى ما لا نهاية ما لم تولّد المادة و قوانينها سبباً لاضمحلالها .
و هذا يمكن تفصيله في شتى المجالات .
الطريق الذهني لايمكّنك لمعرفة الاله لاننا الى الان لانعرف حقيقة الالكترون وحقيقة الروح وهما مخلوقان .
طريق الرسل طريق اسلم بلا مقارنة .
الانسان كما تعلم محصور تفكيره في المادة فكيف يتسع لادراك ماوراءها . هذا غير ممكن وفوق القدرة البشرية والطاقات العقلية .
قد ضرب الغزالي مثلا جميلا : قال : الطفل لايمكنه معرفة كنه الجماع وحقيقة الشهوة لانها ليست من طبيعته ولم تتركب فيه بعد .
هذا ماأريد توصيله لك بخصوص البحث عن الذات الالهية .
اقتباس:في مشكلة الخير و الشر يمكن أن تجده (الإله الغائب) سلساً منطقياً منسجماً مع نفسه و قوانينه .
مشكلة العلم و قوانينه ، أبداً لا يتناقض من الإله الغائب .
مشكلة الفيزيقا و الميتافيزيقا يلتقيان تحت مظلة هذا الإله الغائب العجيب .
مثال : شخص ادعى النبوة و آمن به آلاف الناس ، و بنى لهم عالماً من الميتافيزيقا ، ما الذي يفعله الإله الغائب ؟؟
القانون الأساس في هذا الفكر ، هو السببية ، و السببية هي التي جعلت من هذا الشخص أن يدعي النبوة ، سواء كان مقتنعاً بكونه نبي أو عالماً بكذبه ، الظروف المحيطة به هي التي أدت به لأن يعلن نبوته ، و كذلك موقف من اتبعه ، فالظروف و الأسباب هي التي دفعت ذاك ليؤمن به و ذاك ليكفر به ، و هذه النتائج أصبحت اسباباً لنتائج لاحقة كأن تولّد صراعاً بينهم و تصادماً ، تسفَح دماء و تُعلّق رؤوس ، و تنتصر طائفة و تُهزَم أخرى ، و في منطقة أخرى من الأرض هناك صراع مماثل بين نبيين آخرين ، أو ديانتين/أيدلوجيتين أخريين ، تنتصر طائفة و تُهزَم طائفة ، لا بمعجزة و لكن بأسباب واضحة و صريحة للنصر ، أي أن ما أدى إلى النصر هو التسلسل المنطقي إنها القانون السائد الوحيد ، السبب و النتيجة ، و هذا القانون إن كان الإله قد وضعه ، فهو لن يخرقه ، لن ينصر المسلمين في أحد مثلاً نكايةً في المشركين ، و لن يهزم صلاح الدين حباً في المسيحيين ، فالقانون واحد ، و سيسري على الجميع .
كلامك حق اردت به باطل .
حق لان الله قال في سورة النساء :
ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا
وقال :
فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .
وقال :
فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره .
كل هذا صحيح .
والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن انه لايحابي احدا على حساب احد ( بخلاف الايمان الصليبي الفدائي ) وان النصر من عنده لابد له من سعي مادي له منا نحن اولا ثم يتبعه التأييد منه بعد ذلك ان سرنا على منهجه :
كل الايات السابقة تدل علىذلك ولكن يتبعها التذكير بتصفية الحسابات يوم الحساب الاكبر .
وانا اقول ان كلامك حق يراد به باطل لان السببية المودعة في الكون هنا اذا فصلتها عن فكرة ( العالم الاخر ) سوف تفقد قيمتها .
ماهي جدوى السببية اذا كانت لاتوصل للمظلوم حقه ويموت دون ثأر ممن ظلمه ؟ ماهي جدوى السببية اذا انتهت الحياة وقد اكل القوي منا الضعيف دون ان ينتصر الضعيف لنفسه .......انه لابد من عالم آخر تعاد فيه الحقوق لاصحابها ويقام فيه المعوجّ .
وهو أيضا معنى :
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
فهذه الاية تصلح للاستدلال بها في حق السنن الكونية في هذا العالم وفي عالم الاخرة ايضا .
مامعنى وغاية الحساب في الاخرة ؟ وما لزومه ؟
انتبه
هذه النقطة نفسها تثير نفس السؤال الذي يثيره ( غياب ) الله عن أنظارنا .
ألم تسأل نفسك لماذا يغيب الله عن أنظارنا ولا يسمح لنا أن نراه بعيوننا ونريح انفسنا من هذا الجدل ؟
تقترب من الاجابة حين تقرأ مطلع المصحف في الصفحة المزركشة بعد سورة الفاتحة :
ذلك الكتاب لاريب فيه .هدى للمتقين . الذين
يؤمنون بالغيب وهم بالاخرة هم يوقنون .
ولكن ليست هذه هي الاجابة .......
فكّر فيها من منطلق الفكر الاسلامي أو الانساني كيفما اردت ريثما آتيك في المداخلة القادمة لان الوقت أزف الان وصاحب السايبر عايز يقفل وسوف يطردني خارج المحل .
(f)