{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عيون ضخمة على الكون ...
Georgioss غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,434
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #1
عيون ضخمة على الكون ...
عندما نظر غاليليو غاليلي الى الفضاء عام 1610 بتلسكوبه الصغير ، شاهد للمرة الأولى أقمار كوكب المشتري (غانيميد ، كاليستو ، يوروبا ، وآيو ) ، وتأمل حلقات كوكب زحل الشهير ، وكان بذلك أول إنسان على الأرض يشاهد هذه الكواكب وأقمارها .

بعد غاليليو أدرك العالم أن هذه النقاط المضيئة التي نطلق عليها إسم "النجوم" ليست كلها متشابهة، وانها تحتل لوحدها عتمة السماء .فهناك الكواكب والسدم والمجرات وعناقيد النجوم .
لكن البشرية لم تكن لتدرك بعد بعض الحقائق الكبرى عن طبيعة الكون الذي نعيش فيه إلا بعد حلول العقد الثاني من القرن العشرين ، وذلك عندما إستخدم العالم الكبير إدوين هابل Edwin Hubble تلسكوباً يبلغ قطره 1 متر على قمة جبل ويلسون في كاليفورنيا وتأكد للمرة الاولى أن مجرة درب اللبانة The Milky Way Galaxy التي ننتمي اليها ليست لوحدها في هذا الكون . فهناك المليارات من المجرات الاخرى ، وفي كل واحدة منها مئات المليارات من النجوم . والحقيقة الثانية التي وقع عليها هابل والتي غيّرت نظرتنا الى الكون هي أن الكون آخد بالتوسع .

ومع تقدم العلم أصبح بالمستطاع بناء تلسكوبات أكبر والنظر الى أبعد . ومع كل تلسكوب جديد كانت الإكتشافات تتوالى حتى جاءت نهاية القرن العشرين ومعها بنت البشرية تلسكوبات تسافر الى أقصى ما يمكن أن يسافر اليه الخيال .هذه التلسكوبات يطلق عليها العلماء

[صورة: Keck1SunsetLarge.jpg]

إسم :

- العيون الضخمة .

عندما ننظر الى شمعة أو مصباح ، وعندما نتأمل شجرة أو وردة جميلة . فإن المشاهدة ممكنة لأن مصادر الضوء هذه تطلق جزيئات Particles تدعى الفوتونات Photons . وهذه الجزيئات فائقة الصغر ، وهي أصغر من الذرات بكثير . وكلما شاهدت ضوءاً ما صادراً عن نارٍ على قمة جبل أو نجم بعيد في أعماق الفضاء فهذه المشاهدة ممكنة لأن شبكية العين قادرة على إلتقاط الفوتونات المنطلقة من مصادرها الى عينيك .
والمبدأ الذي يعمل به التلسكوب بسيط :
كلما إزداد عدد الفوتونات الملتقطة ،كلما كان النجم المُراقب ساطعاً وواضحاً أكثر .
من هنا كانت الحاجة دائماً في علم الكونيات Cosmology الى بناء تلسكوبات أكبر ، تستطيع أن تلتقط أكبر عدد ممكن من الفوتونات .وقوة التلسكوب تحددها قطر المرآة . فإذا إزداد هذا القطر أصبح بإمكان التلسكوب إلتقاط فوتونات أكثر تصدر عن مجرات تقع على بعد مليارات السنوات الضوئية .

- على البركان نشاهد أعماق الكون

أحد أهم المواقع لرصد الكون هو من على قمة البركان الخامد موناكيه يا Mona kea في جزيرة هاواي في المحيط الباسفيكي .
هناك يقبع بعض أكبر تلسكوبات العالم اليوم . لماذا ؟
لأن قمة هذا البركان يصل إرتفاعها الى أكثر من 4000 متر فوق سطح البحر ولأن المكان لا يعاني من التلوث الضوئي ( الضوء الصادر عن البلدات او المدن والذي يعيق عمل التلسكوبات ) .

ومونا كيه يا لا تجتمع فيها التلسكوبات فقط بل الدول والثقافات أيضاً . والذي يجمعها هو الفضاء ، أي الموضوع الذي يُشعر جميع البشر بزوال الأختلافات فيما بينهم .
وعلى قمة مونا كيه يا يوجد التلسكوب المزدوج كِكّ Keck الذي وصلت تكاليفه الى 150 مليون دولار أميركي وقامت ببناءه جامعة كاليفورنيا ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا Caltech والتي يتبعها مختبر الدفع النفاث Jet Propulsion Laboratory المسؤول عن برامج إستكشاف وغزو الفضاء في وكالة الفضاء الأميركية الناسا Nasa .
ويصل قطر التلسكوب كِكّ الى 9,8 أمتار ، وعلى مقربة منه يقع التلسكوب الياباني سوبارو Subaru الذي يصل قطر مرآته الى 8,2 أمتار .

وعلى قمة البركان نفسه يقبع تلسكوب الجوزاء Gemini بمرآة بصل قطرها الى 8,1 أمتار فيما يقبع الأخ التوأم لهذا التلسكوب في النصف الجنوبي للكرة الأرضية و على واحدة من قمم جبال الأنديز .
لكن مشروع التلسكوبات الاكبر في العالم اليوم هو الذي بناه الأوروبيون على واحدة من هضاب صحراء أتاكاما في التشيلي . فهذه المنطقة تتمتع بمناخ ممتاز ، وتخلو تماما من التلوث الضوئي .
والمشروع الاوروبي يطلق عليه إسم "التلسكوب الكبير جداً Very Large Telescope " ويتكون من 4 تلسكوبات كبيرة و قطر مرآة كل واحد منها 8,2 أمتار .ويمكن لكل واحد من هذه التلسكوبات العمل بمفرده أو بالإشتراك مع التلسكوبات الاخرى ، وهذا الأمر سيصبح ممكنا في العام 2005 . ويمكن تخَّيل قوة هذه التلسكوبات إذا إجتمعت معاً ، فهي عندئذٍ ستعمل وكأنها تلسكوب واحد بمرآة قطرها حوالي 16 متر .


- على أطراف الكون المنظور


وكما لعب التلسكوب الدور الأكبر في تقدم علم الكونيات في مطلع القرن العشرين ، يتوقع له في المستقبل أن يكون اللاعب الأساسي اذا ما اراد العلماء الاجابة عن بعض الأسئلة المهمة التي لا تزال تشغل الوسط العلمي .

وبفضل الأحجام الكبيرة للتلسكوبات وتصاميمها الذكية أصبح بالامكان القيام بامور كانت تعتبر مستحيلة منذ 10 سنوات فقط .
واحدة من هذه الامور هي مراقبة النجوم المنفجرة او السوبرنوفا Supernova والتي يطلق عليها أيضاً إسم " المستعرات العظيمة " .

وهذه المستعرات أو السوبرنوفا هي عبارة عن نجوم عملاقة وصلت الى نهاية عمرها وأدّّت التفاعلات بداخلها الى إنفجار كبير ساطع .وبما أنها منتشرة في كل المجرات القريبة والبعيدة عنّا فمراقبتها مهمة جداً لتحديد سرعة توسع الكون .

ويكفي أن نعرف أن الضوء الصادر عن سوبرنوفا واحد يساوي مجموع ضوء مليارات النجوم في مجرة ما . وهذا ما يجعل مراقبتها مهم جداً خصوصا في المجرات البعيدة عنّا مليارات السنوات الضوئية ، لأنها تساعد في تحديد مسافة هذه المجرات التي تقع على أطراف الكون المنظور .


- يتابع التمدد أم ينهار

ولدى تحديد نسبة تسارع تمدد الكون سيصبح عند العلماء صورة أفضل عن مصيره . فقد أثبتت الإكتشافات الحديثة وجود قوة أو طاقة نابذة في الكون كان العالم الكبير البرت آينشتاين قد توَّقع وجودها نظرياً مطلع القرن الماضي .ويطلق على هذه الطاقة إسم " الطاقة السوداء Black Energy " وهي التي تدفع الزمكان (الزمان والمكان ) أو الكون الى التوسع بكل الاتجاهات .

ودور التلسكوبات الكبيرة هنا هو متابعة مراقبة المستعرات العظيمة Supernova بعد أن يبدأ ضوئها بالخفوت . وكلما إزداد قطر مرآة التلسكوب كلما أصبح بالامكان متابعة رصد الضوء الخافت القادم من أعماق الفضاء .

- ماذا عن الكواكب الاخرى ؟!

مراقبة الكون لفهم طبيعته لا تعتمد فقط على النظر الى أطرافه البعيدة ، فعلى مقربة مناَّ (مئات السنوات الضوئية فقط) يوجد عدد كبير جداً من النجوم (في مجرتنا ) . والعشرات من هذه النجوم أثبتت عن وجود كواكب غازية (أكبر من كوكب الأرض بكثير) من حولها .
وطريقة إكتشاف هذه الكواكب تعتمد على مراقبة إنخفاض ضوء نجومها أثناء مرور هذه الكواكب أمامها . وتحديد نسبة إنخفاض ضوء هذه النجوم يساعد على تحديد حجم هذه الكواكب البعيدة (عندما يمّر كوكب الزهرة بين الأرض والشمس في 8 حزيران يونيو من هذا العام سيقوم بحجب نسبة قليلة من ضوء الشمس ، وكأن ما سنشهده هو كسوف صغير جداً للشمس ) .
لكن العلماء يطمحون الى أكثر من هذا بكثير . هم بكل بساطة ينتظرون اليوم الذي سيتم إستخدام تلسكوبات كبيرة جداً ليس فقط لمراقبة إنخفاض ضوء النجوم أثناء مرور الكواكب أمامها ، وانما لمشاهدة الكواكب نفسها بأمّ العين .

ويستطيع المرء أن يتخيل كم من القوة التي يحتاجها التلسكوب لمشاهدة كواكب صغيرة مثل كوكب الأرض أثناء دورانها حول نجوم بعيدة عنَّا مئات السنوات الضوئية . إذن المعادلة بسيطة : تلسكوب أكبر يؤدي الى مشاهدة أفضل .

ويعتقد العلماء أن مجموعة التلسكوب الكبير الاوروبي VL T ستكون قادرة في السنوات القليلة القادمة على لعب دور كبير في اكتشاف كواكب أصغر من تلك التي تمَّ إكتشافها حتى الآن . فهذه المجموعة ستدمج الضوء الذي يتم التقاطه من 4 تلسكوبات كبيرة في نفس الوقت ، للحصول على صور أفضل وأوضح .

- ونظامنا الشمسي

وإذا كانت التلسكوبات الكبيرة ضرورية لمراقبة المجرات على بُعد مليارات السنوات الضوئية ، والكواكب الاخرى على بُعد عشرات أو مئات السنوات الضوئية ، فإن دورها مهم كثيراً في مراقبة الكواكب أو الكويكبات والمذنبات الموجودة في نظامنا الشمسي على أبعاد تتراوح بين عشرات الدقائق ومئات الدقائق الضوئية .
فقد راقب تلسكوب كِكّ الغيوم في الغلاف الجوي لكوكب أورانوس ، إضافة الى الحلقات التي تحيط بالكوكب . كما يعمل العلماء على فكِّ أسرار تيتان أحد أقمار كوكب زحل ، الذي يمتلك غلافاً جوياً ويُعتقد بوجود محيطات من غاز الميثان على سطحه .
وأحد الأقمار الاخرى التي تنال حصتها من مراقبة التلسكوبات الكبيرة لها ، هو آيو أحد أقمار كوكب المشتري الذي يشهد سطحه تفجراً عنيفاً للبراكين .
ويوجه العلماء التلسكوبات الكبيرة بإتجاه حزام كويبر الذي يقع على اطراف النظام الشمسي ويضمّ أجساماً يتراوح قطرها من بضعة كيلومترات الى 1000 كلم أو اكثر . وقد أظهرت التلسكوبات وجود مواد عضوية على البعض منها وذلك من خلال دراسة الطيف الضوئي Spectra لها .


- البصريات المتكيفة

والتقدم التكنولوجي الهائل في صناعة الكومبيوترات سمح بإضافة ميزة جديدة ومهمة للتلسكوبات الكبيرة ، وهي القدرة على تجاوز تأثيرات الهواء في الغلاف الجوي للأرض على الضوء القادم من الأهداف الفضائية المراقبة .
ولإمتلاك هذه القدرة يعمل الكومبيوتر على إدارة مئات المحركات الصغيرة التي تتحكم بأجزاء المرآة مما يسمح لها بتصحيح الرؤية وإنتاج صور أوضح . وهذه القدرة هي بنت التكنولوجيا الجديدة والتي أضيفت مؤخراً للتلسكوبات الكبيرة وتدعى " البصريات المتكيفة ـ Adaptive Optics .


- التلسكوبات العملاقة

هل سيقف الطموح البشري عند حدود التلسكوبات الكبيرة الموجودة حالياً في أكبر مراصد الأرض ؟!
طبعا لا ، فالبحث عن كواكب تشبه الأرض وعن سر ولادة المجرات والنجوم ومصير الكون دفعت العلماء لوضع التصاميم لتلسكوبات عملاقة لذا نكتفي في هذا المقال بالاضاءة على أكبر واحدة منها وهو مشروع تقوم وكالة الفضاء الاوروبية بالإعداد له ويطلق عليه إسم " التلسكوب الفائق الكِبر ـ The Overwhelmingly Large Telescope " .

ويطمح الاوروبيون الى بناء مرآة يصل قطرها الى 100 متر ويستطيع أن يراقب أعماق الفضاء الى مسافات تصل الى 12 ـ 13 مليار سنة ضوئية .وسيكون بإمكان هذا التلسكوب والذي سيكون بحق أكبر الكبار قادراً على التأكيد من خلال دراسة الطيف الضوئي على وجود كواكب صغيرة بحجم كوكبنا والتعّرف على مكونات غلافها الجوي ومعرفة إذا كانت قادرة على حضانة الحياة أو لا ...


---------------------
09-02-2005, 03:46 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  غرائب ..كائنات جميلة .. وعجيبة من هذا الكون الساحر الدرة البيضاء 35 14,384 03-02-2012, 01:26 PM
آخر رد: الفكر الحر
  كتاب جديد لستيفن هوكينج: الكون نشأ بشكل عفوي the special one 17 7,856 02-20-2011, 12:40 AM
آخر رد: yasser_x
  هل حقيقة الكون ثنائي الابعاد وصورته وهم هلوجرام؟ طريف سردست 4 4,014 02-18-2011, 10:11 PM
آخر رد: طريف سردست
  في البدء كان الكون سائلا طريف سردست 2 2,164 08-04-2009, 12:35 PM
آخر رد: طريف سردست
  هل الكون يموت ويولد في سلسلة لاتنتهي؟ طريف سردست 7 3,909 07-04-2009, 02:07 AM
آخر رد: السلام الروحي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS