هل ناوبت في داخل المصحّ يا دكتور فضل ؟

جوبيتر

( هل ناوبت في داخل المصحّ يا دكتور فضل ؟ )

الان ومنذ اكثر من عقدين فان التوجه العام هو بتفكيك المصحات النفسية فى العالم ونقل العلاج بالكامل داخل الاسرة والمجتمع ووضع العيادات النفسية داخل العيادات الطبية تماما بجوار عيادات الطب العام والجراحة الح الخ لان هذا اصبح ممكنا تماما بفضل العقاقير النفسية الحديثة اما المستشفيات النفسية فقد تغير تركيبها تماما واصبحت مستشفيات مجتمعية اى مفتوحة الابواب وداخل المستشفيات العامة وتستخدم لاستقبال المرضى لعدة ساعات فقط او لايام قليلة ولحين السيطرة على وضعهم ومن ثم اكمال العلاج داخل الاسرة والمجتمع

لقد كانت هذه ثورة شاملة فى كل مفهوم العلاج النفسى حيث ان المريض النفسى اصبح ينتظر دوره للدخول للطبيب بجوار المرضى العاديين من مراجعى الاقسام الاخرى القلب والعيون الخ الخ

انا من الجيل الذى ينتمى للمرحلة الانتقالية فلربما يكون جيلى هو اخر جيل عمل فى المصحات الكبرى فقد قضيت اربع سنوات ونصف كاملة وهى فترة الاختصاص فى الطب النفسى فى مستشفى من النموذج القديم حيث عدد الاسرة كان 500 سرير ( يعنى قرية صغيرة واصطناعية بنيت للمجانيين لعزلهم عن المجتمع ) كانت تجربة قاسية جدا لى كنت اشعر طوال الوقت اننى اعمل فى سجن وليس مستشفى

عندما حضرت لغزة كان قراررنا هو ان نبدأ من حيث انتهى العالم وان نتبنى كل المفاهيم الحديثة فى العلاج النفسى وان لا نعيد اخطاء الاماكن الاخرى التى تكلف مبالغ هائلة ولا تعطى اى نتيجة فحذفنا بناء المصحات تماما من جدول اعمالنا
و بنينا شبكة رائعة من العيادات النفسية منتشرة فى كل العيادات العامة والتى تحتوى كل اقسام الطب الاخرى جنبا الى جنب للعيادة النفسية ( البوليكلينك ) المنتشرة فى كل قطاع غزة والضفة الغربية وتركيزنا على العلاج داخل المجتمع .. ولدينا فى غزة مستشفى صغير فى وسط المدينة مفتوح الابواب عدد اسرته 30 سرير فقط ونادرا ما يكون نصف عدد هذه الاسرة مشغولا ويقع بين مستشفى الاطفال و مستشفى امراض العيون .. وفى الضفة الغربية هناك مستشفى كبير من النوع القديم فى مدينة بيت لحم ولا ارى له مستقبل

[MODERATOREDIT]فضل كتب

اقتباس:طبعا انا سعيد بابنى وافخر به...ربيته ان يكون عرصا

جيد .. وربما تعتقد بأنك قدوته في ذلك ..
هنيئا لكما بذلك
:bye:[/MODERATOREDIT]

[MODERATOREDIT]ريفي :

اذهب و مارس حركاتك الصبيانية و الاستفزلزية هذه في مكان آخر فأنت أتفه من أن تكون موضوعا يستحق ان نهتم لأجله[/MODERATOREDIT]

اما ما حدث معى اليوم العطلة الاسبوعية

فليس له علاقة بالعمل بتاتا لقد اغلقت الهاتف النقال

اخذت ابنى وزوجتى لزيارة احدى صديقاتها وتركتهم لاقوم بايصال زجاجات الوسيكى ( رغم ان حاملها ملعون ) لمجموعة من اصدقائى وهم اصدقاء طفولة لى ومعظمهم من المسيحين .. فعندما كنت صغيرا فى المدرسة وبمحض الصدفة تم تجميع كل الاطفال المسيحين فى فصلى( لتسهيل موضوع حصة الدين فقد كانوا يجمعوهم فى فصل واحد ).. وهم فى ظل اغلاق غزة دائما يستخدموننى للحصول لهم على مشروبات روحية

المهم ذهبت للزيارة كانت مجموعة متنوعة من اصدقاء الطفولة المبكرة كلنا اصبحنا رجالا ومعظمنا على مستوى عالى من التعليم وبعضنا له مناصب وظيفية كبرى او رجال اعمال اثرياء بعد ان ورثوا اموال ابائهم...لكن عندمانلتقى عادة فكل هذا ينهار دفعة واحدة ونبدا بالتصرف بعفوية مذهلة وكالاطفال تماما نفس الفرح والحب الطفولى الذى كان يجمعنا قبل اربعون عاما عندما كنا فى روضة الاطفال مع بعضنا البعض واصبحنا فى نفس المدرسة لاحقا

وبدات ثورة عارمة عندما اخرجت وبشكل غير متوقع لهم 5 زجاجات من الويسكى الفاخر ( طبعا انا لا اشرب الكحول )

وبدات الجلسة وتحدثنا فى كل شىء وبعد ساعتين اصبح الحديث عبارة عن سلطة كلامية غير مفهومة الكل يتكلم ولا احد يسمع الا انا فقررت المغادرة

وأ نا مغادر فى الطريق...شاهدت واحد من اهم اصدقائى وهو شيخ ...اصريت ان اعزمه على فنجان قهوة..اخذته على مقهى على شاطىء البحر
وبدا يشرح لى انه كان فى جولة طويلة فى الولايات المتحدة للمشاركة فى القاء محاضرات عن الدين الاسلامى... و قمت بتوبيخة بشدة لكنه لم يستحى على الاطلاق سيظل للابد لا يستحى واكول نكوح ...فقد اخبرنى انهم اجتمعوا فى زيارتهم مع احد مسؤولى وزارة الخارجية الاميركية.. وساله هذا المسؤول عمن يعارضوا السياسة الاميركية فى المنطقة فرد عليه شيخينا الجليل ان هؤلاء الناس كلاب ويكرهوا الديمقرطية ويستحقوا الضرب بالاحذية... فقلت له انك انت من يستحق الضرب بالاحذية اولا لانك قلت هذا الكلام السخيف وثانيا لانك شجعتنى قبل عدة اشهر لاخد ذاك الدواء الصينى العجيب الذى جعلنى ولعدة ايام فحلا جنسيا لدرجة البهيمية ..