حَماس تخرج من الخفاء(f)

ماذا تستنتجون بعد إعلان حَماس انخراطها في العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات؟
لا بد أنّ صوت الحوار والعمل الديبلوماسي، تغلب أخيرًا على صوت الرصاص ونزيف الدم، هنا أتذكر بعض الأصوات التي انطلقت مولولة ومشككة عندما قلت وقال غيري من الزملاء بأن على الفلسطينيين أن يعرفوا من أين تؤكل الكتف. وأن عليهم إعطاء الفرصة للرئيس محمود عباس والعمل السياسي الذي يسعى من خلاله إلى تحقيق قيام الدولة الفلسطينية. في الوقت الذي يتهمه البعض هنا في مدن بأنه خائن وعميل ومفبرك أوسلو. ها هي حماس تَمد يدها للتعاون والعمل السياسي ما قولكم يا أهل نادي الفكر ؟
أترى حماس كانت تناضل للسلطة فقط وعندما وجدت نفسها قادرة على نوالها بدّلت تكتيكها وهرولت نحوها؟
إنها تذكرني بالمعارضة اللبنانية التي تقف في الشارع الآن. ليس من أجل معرفة الحقيقة ، ولا من أجل خروج السوريين، ولا من أجل السيادة، فقط من أجل السلطة والسلطة كلها السياسية والأمنية والاقتصادية.

ملاحظة لأحدهم: صار بإمكاني الآن أن أطبّع اسْمي المستعار " محمد الدرة ". عن طريق حماس.
كلهم تُجّارٌ وظهورُنا حوانيتُ بضاعتِهِم.
محبتي و مودتي :97:
محمد الدرة

دخول حماس للانتخابات ضروري لاجبار الفتحاويين على مراجعة استراتيجيتهم الماساوية بحق الشعب. ليس معقولا ان يبقى مجموعة من الفاسدين يتحكمون في مصيرنا لانه لا يوجد منافس!!

و كم قال المثل ((مين فرعنك يا فرعون ، اجاب : لم اجد من يصدني))

ان الاوان ان يجد فراعنة السلطة من يصدهم ... و عليهم ان ينظفوا بيتهم من الوصوليين و الفاسدين قبل فوات الاوان ، لان الانتخابات لن تكون شكلية و هناك عصا تسمى حماس سيستخدمها الشعب لوقف فرعنة رجالات السلطة.

السبب الاخر هو الوضع بعد احداث 11/9 حيث يتم عزل جميع حركات المقاومة تمهيدا لسحقها باسم الحرب على الارهاب ... لذا يجب لجوء هذه الحركات الى الشعب لتوسيع مجال المناورة مع العدو. و تجربة حزب الله الانتخابية خير دليل.

ما فعلته حماس بغض النظر عن دوافعه هو عمل رائع وعقلانى جدا ويعزز من وضعية الشعب الفلسطينى وتماسك مؤسساته .. وهو خطوة جيدة نحو مزيد من دمقرطة المجتمع الفلسطينى وقواه السياسية
بالنسبة للدوافع التى حركت حماس هى

اولا نضوب المصادر المالية
ثانيا انحسار تمايزها فى السنوات الاخيرة فقد انتهت اوسلو التى بنت حماس على معارضتها لها حجر الزواية وهى انتهت بايدى من وقعها ( عرفات ) واستخدمت كافة الفصائل نفس الوسائل التى تستخدمها حماس وبدرجة زادت عنها شراسة مما خفض طبيعة تمايز حماس عن الاخرين وخلق وحدة وتشابه ميدانى بين جميع الاطراف

ثالثا حماس لها جمهور فى المجتمع الفلسطينى و هذا الجمهور له مصالح حياتية ويومية وان لم تهتم حماس بتمثيلها فى المؤسسات الفلسطينية فسوف ينفض عنها هذا الجمهور ..فالناس لا يتحركوا وفق شعارات ايديولوجية فقط
رابعا هامش المناورة السياسى ينحصر وبتسارع شديد امام حماس والتيارات المشابهة لها فى المنطقة بحكم العوامل الاقليمية والعوامل الداخلية الفلسطينية فهى ان استمرت بخطاب متطرف غير عقلانى وعاندت التوجه الفلسطينى العام فانها تلقائيا ستجد نفسها فى صدام واسع مع السلطة الفلسطينية ..هى ستخسر فى هذا الصدام بكل تاكيد ( فالسلطة الفلسطينية تتقاطع فى وجودها مع مصالح فلسطينية داخلية واقليمية ودولية هائلة ) ولكن المجتمع الفلسطينى ايضا سيخسر... وانا متاكد من البرنامج والتوجه الوطنى الفلسطينى لحماس والذى يدفعها للتنازل خشية نشوء صدام سيكون على حسابها وحساب الشعب الفلسطينى ككل

خامسا ان السلطة الفلسطينية وتحديدا ابو مازن قدم لهم كل ما يريدوه مقابل المشاركة فى المؤسسات السياسية الفلسطينية عبر عملية ديمقراطية لقناعة ابو مازن ان السنوات القليلة القادمة ستكون حاسمة للقضية الفلسطينية والتجربة التاريخية تعلمنا انه فى اللحظات المفصلية ان كنا موحدين فلا يمكن ان نخسر

الزميل :97: Bilal Nabil
الزميل فضل :97:

لا شك ما أوردتماه كان جميل جدّا وله طعم خاص في توضيح تلك الاستراتيجية ، ولكن ألا ترى يا زميل Bilal Nabil أن هذا التوجه سيحجّم حماس كثيرا ويجعلها في موقف أصعب من أن ترد على استفزازات اسرائيل فيما لوحدثت وستحدث لاشك لأننا نعرف جميعا عدم جدية اسرائيل في السلام.

أما للصديق فضل فأقول حول النقاط التي أوردتها ( وأنا في الحقيقة مع التهدئة والعمل السياسي لحماس) على الأقل حتى تنجلي الأمور.
ألا ترى أن حماس تأخرت قليلا حتى قررت هذا القرار، ولو سارعت في اتخاذه لأمنت استشهاد قيادييها البارزين أمثال الرنتيسي وأبو شنب والشيخ ياسين وغيرهم. الذين بغيابهم ضعفت الحركة وزال من طريقها قرار الجانب المتشدد. لذلك قررت الآن الانخراط في العمل السياسي.

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

محمد الدرة

(ألا ترى أن حماس تأخرت قليلا حتى قررت هذا القرار، ولو سارعت في اتخاذه لأمنت استشهاد قيادييها البارزين أمثال الرنتيسي وأبو شنب والشيخ ياسين وغيرهم. الذين بغيابهم ضعفت الحركة وزال من طريقها قرار الجانب المتشدد. لذلك قررت الآن الانخراط في العمل السياسي.)

لا زال من المبكر جدا تقييم الاداء فى الانتفاضة الحالية لاننا دخلناها سوية والمسؤولية جماعية بل المسؤولية السياسية العليا عما حدث يتحملها عرفات ( رحمه الله ) وفتح

لكن من الممكن القول انهم اخطأوا خطئا فى منتهى الغباء فى العام 1995 –1996
ففى هذه الفترة كان عرض عرفات لهم فى منتهى الوضوح
اعطونى فرصة حتى نهاية المرحلة الانتقالية ( حتى عام 2000 وهى السنة التى بدات فيها الانتفاضة الحالية ) كونوا هادئين ولن يتم ازعاج اى احد منكم ولن نعترض وجود اسلحة او تدريب من قبلكم ...فهناك اندفاعة سياسية لا نعرف اين ستقودنا فدعونا نستطلع الامر
هم رفضوا وبكل عجرفة وغطرسة و ردوا ان عرفات كافر وخائن ( رغم انهم بكوه هنا فى فلسطين عندما مات اكثر منا ) واجروا حسابات لا معنى لها مستندين على تدفق مالى هائل ومراهنات على قواعد خلفية ( لا يمكن المراهنة عليها فهى ساقطة وانتهازية ) تتشكل من كل من هو معادى لعرفات فى المنطقة وكل لاهدافه الخاصة بدءا من الملك حسين مرورا بسوريا وايران وانتهاءا بالكويت

وتحت عنادهم الشديد وتحت تغطية بشعارات دينية ايديولوجية لا معنى لها اندفعوا لصدام واسع مع السلطة واعتقدوا انها ستهزم لكنه تم تحجيمهم بشكل هائل وانكماش لدرجة اقرب ما تكون للتلاشى مما اضعفهم واضعف هامش المناورة السياسى المتاح للشعب الفلسطينى
لقد اخطأوا خطئا هائلا حينها وعلى الارجح هم الان ادركوا ذلك الان ..ادركوا حقيقة بسيطة ان المقاومة فعل واسع النطاق يمس كل بيت فلسطينى وان لم يكن هناك اجماع وطنى عليها فمن المستحيل خوضها بشكل منفصل لان الاليات الداخلية الفلسطينية لن تسمح وستكبح اى سلوك فردى لا اجماع وطنى عليه