لسنا هنا بصدد مناقشة اهمية حركة الحسين بن علي بن ابي طالب من عدمها والاسباب الحقيقية التي دفعته الى التمرد على حكم بني امية وهل هي فعلا الحرص على احقاق الحق ورفض الظلم هو الدافع الحقيقي لذلك التمرد ام شعور الحسين بأحقيته بتولي الخلافة كونه حفيد النبي العربي وسليل الدوحة الهاشمية ( تعبير يعرفه الاردنيون جيدا ) !!!

على اية حال ان الحزن والاسى وفظاعة المأساة في مقتل الحسين وابناء عمومته وعدد من بني هاشم بطريقة وحشية لا يبرران الايمان بالخرافات والاساطير التي حكيت حول تلك القصة سواء في نسبة احاديث الى محمد لا يصدق عاقل انها صحيحة وذلك بسبب دقة التنبوء الواردة فيها او في الخرافات التي رافقت المأساة أو تلك التي حدثت بعدها !! مع العلم ان تلك الخرافات وردت في كتب السنة والشيعة!!
والقصص الاسطورية عموما ليست غريبة على الفكر الاسلامي كقصص بكاء جذع النخل على هجر الرسول له او نبع الماء من اصابع محمد او مباركته لاناء لبن اكل منه مجموعة كبيرة من الرجال !
والقصص الاسطورية او ما يسمى بالكرامات تسيطر للاسف على عقول المؤمنين من شتى الاديان لغاية الان ويستوى فيها السني و الشيعي والمسيحي واليهودي !!! وقصص كرامات يوم عاشوراء وليلة القدر وكرامات المجاهدين الافغان وكرامات السيدة العذراء والمسيح لا زالت لغاية الان تحدث بزعم اتباع الديانات !!!

وعلى اية حال هذا بعض وليس كل ما ورد من خرافات حول مقتل الحسين

خرافات التبؤ بالحدث :-

-ورد عن ام سلمة انها قالت ((‏حدثنا ‏ ‏مؤمل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمارة بن زاذان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏
‏أن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأذن له فقال ‏ ‏لأم سلمة ‏ ‏املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد قال وجاء ‏ ‏الحسين ‏ ‏ليدخل فمنعته ‏ ‏فوثب ‏ ‏فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعلى ‏ ‏منكبه ‏ ‏وعلى ‏ ‏عاتقه ‏ ‏قال فقال الملك للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أتحبه قال نعم قال أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏فصرتها في ‏ ‏خمارها ‏
‏قال ‏ ‏قال ‏ ‏ثابت ‏ ‏بلغنا أنها ‏ ‏كربلاء ‏))

- عن ابن عباس ، قال اوحى الله الى محمد اني قتلت بيحى بن زكريا سبعين الف واني قاتل بابن بنتك سبعين الفا وسبعين الفا !!

- حديث ام الفضل والذي تتكلم فيه عن ابن فاطمة ثم تتابع ( .....فدخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعته في حجره( أي الحسين ) ثم حانت مني التفاتة فاذا عينا رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم تهريقان من الدموع
فقلت :- يا نبي الله بأبي انت و امي ـ ما لك ؟
فقال : -أتاني جبريل فاخبرني إن امتي ستقتل ابني هذا .
فقلت : -هذا ؟
فقال :- نعم ، و أتاني تربة من تربته حمراء .

مع العلم ان الحسين قتل بعد وفاة محمد بما يقارب الاربعين عاما.

-يروي الاصبغ بن نباته عن علي بن ابي طالب (( اتينا مع علي رضي الله عنه في سفره فمررنا بارض كربلاء فقال علي :- ههنا مناخ ركابهم وموضع رحالهم ومهراق دمائهم فئة من امة محمد يقتلون في هذه العرصة تبكي عليهم السماء والارض.


الاحاديث اعلاه من الواضح لكل ذي بصر وبصيرة انها الفت لاحقا لمقتل الحسين ونسبت الى محمد والسبب واضح وهو تعظيم الحدث في أعين المسلميين، والا اساسا لو كان الحسين يعلم علم اليقين انه سيقتل في كربلاء فلم خرج اليها ولم حاول اقناع جيش اعداءه بالكف عنه وما الى ذلك !!

خرافات المعركة

-ان رجلا اسمه حوزة قال للحسين ابشر بالنار يا حسين فدعا عليه الحسين قائلا اللهم حوزه الى النار فغضب الرجل وهجم على الحسين فسقط عن فرسه وعلقت قدمه بالركاب فكان راسه يضرب بالاحجار وجذوع الاشجار حتى قطعت يده وشج راسه ومات ابشع ميتة.
-انه لما اشتد العطش بالحسين فجاهد حتى وصل النهر، رماه احدهم بسهم اصابه بكفه فاختلط الماء بالدم فدعا عليه الحسين بان لا يرويه الله ابدا فكان ذلك الرجل يشرب الماء ثم يشتد به العطش فيرجو الناس الماء فيخلطونه له بالسكر ليحلوه ولكنه يعطش بعد ثواني واستمر بهذه الحال حتى اقتد بطنه ومات .
-ان رجلا اسمه بحر بن كعب سلب ثياب الحسين بعد مقتله فجازاه الله بعد ذلك بأن كانت يداه تنضحان الماء في الشتاء من شدة التعرق بينما تيبسان في الصيف وكأنهما عود ( اي تصبحان مثل اليد التي يصيبها البرد الشديد ).

ان الرجل الذي اخذ راس الحسين الى منزله ليعرضه على والي البصرة والكوفة انذاك ( عبيد الله بن زياد ) وضع الراس في البيت فقامت زوجته المسماة ( النوار بن مالك ) في الليل فشاهدت نورا ينطلق من السماء الى الاجانة التي فيها الراس وشاهدت طيرا ابيضا يرفرف حول رأس الحسين بحسب ما ورد في تاريخ الطبري.

خرافات تبدل حال الدنيا بعد مقتل الحسين

- ان السماء امطرت اربعين يوما دما وان الدماء شوهدت تحت الاحجار ايضا.
-ان الحمرة التي تظهر مع الشفق لم يكن يعرفها الناس قبل مقتل الحسين ولكنها ظهرت بعد مقتله كدليل حزن السماء على الحسين واستمرت من يومها وقد ورد هذا في تاريخ القرطبي وغيره ( ما بكت السماء على احد الا على يحي بن زكريا والحسين بن علي وبكاؤها حمرتها )
-ان النبي والملائكة يقيمون ماتم الحسين في السماء !!!