اقتباس:ساضرب لك مثالاً بسيطاً :
عندما تضع عدة أسئلة مختلفة ومنوعة في ورقة , فتنسخ هذه الورق إلى ألف نسخة , ثم تقوم بتوزيعها على ألف شخص ليجيب كل شخص الإجابة الصحيحة ولمدة محددة مثلاً .
وعندما تجمع الأوراق تجد أن هناك 999 شخصاً أجاباتهم خاطئة تماماً , وشخص واحد فقط كتب لاأدري .
حينما تحاول إعادة الاختبار لهؤلاء الأشخاص , فمن هو الشخص الذي تأمل أن يكتب الإجابة الصحيحة ؟ !
في هذه الحال أعتقد أنك ستختار من قال لا أدري لعله وصل إلى شيء إلى حل أو إجابة معينة , بينما لا أمل من البقية حيث تعلم أن الإجابة ستكون مكررة , وإعادة اختبارهم مجرد عبث .
عزيزي حمود... أعجبني مثالك, و اتفق معه, و فهمك للاادرية كطريقة قريب من فهمي لها...مع انني اختلف معك في النتيجة النهائية..
اود ان اضيف هنا بضع ملاحظات:
لا يحق للطالب المشار اليه ان يذكر في سيرته الذاتية انه توصل الى الحل (اللاادري) للسؤال, بينما يحق للاخرين ذكر ذلك بغض النظر عن صحة اجابتهم ام لا..
الامر مشابه عندما تصاب بمرض عضال و تأخذه الى مجموعة اطباء كل واحد يعطيك تشخيصا مختلفا وواحد يقول لك لا ادري ما هو التشخيص...
في النهاية عليك ان تعتمد افتراضا معينا و تبدأ العلاج على اساسه.. ( انت لا تعرف ما هو الصحيح و لكن تختار اكثرها منطقية و قبولا) و عندها قد تشفى و قد لا..
ان اعتمدت في المقابل طريق الطبيب الذي قال بعدم معرفته للتشخيصلن تستطيع حينئذ مباشرة اي علاج.. لانه ببساطة ليس اساسا تستطيع ان تبني عليه... قد يكون اسلوبا لوصف الواقع حاليا و مرحليا, و لكنه ليس افتراض قائم تستطيع الافادة منه.. على الاقل حتى تستطيع ان تكشف المزيد من عن المرض لتعتمد افتراضا نافعا حينئذ...
نعم انا اتفق معك من ان عدم ادعاء معرفة الحقيقة هو محفز للبحث عنها.. و لكن الاادرية بقدر ما نلمسها على ارض الواقع, تعتمد من قبل انصاف المثقفين و اشباه المتعلمين (خصوصا العرب منهم) كنتيجة قائمة و نهائية .. و لا يتعنون بعدها اي عناء... فيخرجون اللاادرية من نطاقها الموضوعي الذي تعرفه انت الى مجال استعمال ليست مؤهلة له..
امر اخر اود ان اضيفه:
نظريا تسيطيع ان تكون لاادريا بحتا فقط في حالتين:
1. ان تكون امام احتمالين او اكثر و لكل احتمال تماما نفس قوة الادلة و الاثباتات كميا و نوعيا (كأن اسألك اذا رمينا قطعة النقود المعدنية على اي وجه بالتحديد ستستقر؟) خارج ذلك المثال النظري و امثاله و عمليا في حياتنا و عالمنا لا وجود للتساوي المثالي في الاحتمالات و عليه فان بعض الاحتمالات تكون اقوى من غيرها..
2. و الخيار الثاني: هو عند انعدام اي دليل و اي اثر نستطيع التحقق منه لتبيان اي الاحتمالات نرجح.. كأن أسألك " ما هو لون الخلوقات الفضائية التي تعيش خارج مجرة درب التبانة" او مثال اقرب: "ما هو جنس الملائكة"؟
اما في مسألة وجود او عدم وجود خالق فنحن نستطيع ان نتفكر نبحث و نحلل ما حولنا و ان نقرر و نجيب على ذلك السؤال اما سلبا او ايجابا او غيره... و معرفتنا العلمية تزداد باضطراد و تمكننا من التوسع في الاجابة يوما بعد يوم...
و عليه انا اتفهم بل و احب قصيدة ايليا ابي ماضي -و التي ما زلت احفظها منذ طفولتي منذ ايام المدرسة- كشعور داخلي فردي بالضياع و البحث عن الحقيقة و الاجابة عن الاسئلة الانسانية الكبرى.. .. و لكن لا اتقبل ان تنشأ طائفة دينية بناء عليها و تعتمدها كمذهب فكري (لاادري)...
اللاادرية هي شعور و نظرة انتقالية و ليست حلا و نتيجة... و هي تستحق التشجيع و بعض الاديان تحث عليها و لكن في سبيل نتيجة و لا لحد ذاتها...
و التالي من مداخلة لي في موضوع اخر عن نظرية التطور و ترى هنا انني اعتمدت نوعا من اللاادرية في الاجابة:
اقتباس:لنا ان نسأل ما البديل اذا؟
لا احد يطلب ان نجيب "الله عاوز دة" و "الله تدخل مباشرة و حل المشكلة" فتلك اجابات لن نضطر الى استخدامها ابدا تماما كما قال الزميل ًWaleed
و لكن الحل ليس بالتمسك و التسلح بنظريات غير صحيحة نشهرها بوجه كل من ينتقد قصور معرفتنا فقط لكي نسكته....
الهدف من مداخلتي ان اقول: نظرياتكم التي تتسلحون بها للاسف خاطئة, كفوا عن التبجح بها و لنتابع العمل للتوصل الى نظريات افضل (و لا تخافوا- لن نقترب من الدين او الميتافزيقيا)
في رأيي الشخصي هو انه علينا ان ندرك بان مستوى تقدمنا العلمي -على عكس الفخر و التبجح و التعالي لدينا- ما زال في مراحله الطفولية و علينا ان نعترف بذلك و متابعة البحث و التحري... و من يدري ربما في الالف سنة القادمة قد نصل الى مرحلة حيث يتوحد العلم و الميتافيزيقيا و تتجلى للبشرية امور هائلة و اجابات رائعة عن التساؤلات التي تعصف في نفس كل منا...
فقط قليل من التواضع و الاعتراف بالقصور...
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?tid=31980
تقبل تحياتي..