{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ما هي الثورة؟
مالك غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 768
الانضمام: May 2006
مشاركة: #11
RE: ما هي الثورة؟
ارى ان الثورة كفكره هي رفض للواقع القائم , من منطلق انه غير شرعي , الثائر يحمل في جمجمته فكرة انه صاحب حق مستلب , اي ان النظام القائم-والذي هو الواقع (بشخوصه , مؤسساته , و المنطق الذي يستعملة)-يسلب منه حق او حقوق بصوره استباحية معلنه جهارا نهارا....الثوره هي نزع الشرعية عن النظام القائم و السائد ,
08-26-2009, 01:27 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #12
RE: ما هي الثورة؟
(08-23-2009, 07:51 AM)على نور الله كتب:  الزميل طريف سردست :
اوافقك فى معظم ما تفضلت به , و الثورة ليس بالضرورة ان تضم كل الشعب او اغلبيته بل فئة منه و لا مانع ان تكون فئة قليلة جدا جدا
و لكن عندما تكون الفئة الثائرة قليلة فالثورة ليست شعبية عزيزى .
ما حدث فى ايران ليس ثورة بالرغم من ان البعض من المحافظين يسميها ثورة مخملية
ما حدث فى ايران هو احتجاجات و لم تصل الى نصف الشعب و لا ربعه و لا عشره .
احتجاجات فى طهران باعداد لا تشكل اى نسبة فى الشعب الايرانى .
الثورة هدفها تغيير النظام , و المحتجين لم يكن هدفهم تغيير النظام فى ايران .
الحمد لله الان ظهرت الاعترافات من وراء هذه المشاغبات
و ها هى الان الجمهورية وحدت صفوفها و تبين ان الامر زوبعة فى فنجان لا كما حاول الغرب و السعودية تصوير الوقائع .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

اقتباس:طهران: اعلن المرشد الاعلى في ايران اية الله علي خامنئي الاربعاء انه لا يتهم قادة المعارضة الايرانية بانهم يتلقون دعما من دول خارجية، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي. وقال خامنئي في تصريح تمت تلاوته عبر التلفزيون " لا اتهم قادة الاحداث الاخيرة بانهم مرتبطون بدول خارجية، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ما دام لم يتم اثبات هذا الامر بالنسبة الي ".
http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/8/476067.htm
08-26-2009, 10:22 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #13
RE: ما هي الثورة؟
سأقدم تلخيصا للفصل الأول من كتاب حنة أرندت "في الثورة"، الفصل معنون بـ "معنى الثورة"، والفصل مقسم لخمسة أقسام:

١

الثورة ليست تغيير، الثورة بداية.
والثورة لم تعرف إلا في العصر الحديث، وذلك لأن شكا كثيرا بدأ يحيط بكون "الفقر" مسألة "طبيعية".
قبل الأزمنة الحديثة، كان كل تمرد وكل انقلاب وكل حرب أهلية، إنما يقوم برفع مجموعة من الفقراء ويحولهم لأغنياء، وكان كل الفاعلين في هذه التغييرات وأعمال العنف، إنما ينطلقون من قناعة أنه لابد أن يكون هناك في النهاية: قلة غنية، وكثرة من الفقراء.
ما هو ذلك الحدث الذي أطلق شرارة الشك بكون الفقر ظاهرة طبيعي غير قابلة للتغيير أبدا؟
تجيب حنة أرندت: استيطان أمريكا. إن تأسيس تلك المستوطنات في تلك الأراضي ذات الوفرة، قد جسد أمام أعين الأوروبيين حقيقة واقعة لمجتمعات لا فقر فيها.
هذه المساواة التي تحققت بشكل طبيعي وعضوي في العالم الجديد، بدا أن تحقيقها في العالم القديم لم يعد ممكنا دون العنف والثورة الدامية!
إن الوصول بنسيج المجتمع للمرحلة التي وصلت إليها أمريكا قبل الثورة الأمريكية، لهو الأمل الذي حرك كل الثوريين فيما بعد، لا النظام السياسي وتغييره الذي حدث بعد هذه الثورة.
لهذا السبب توصل بعض المؤرخين والثوريين لنتيجة قائلة: أنه لم تحدث ثورة في أمريكا.
وهذا الرأي هو الذي تحاربه أرندت، بطريقة مباشرة: أن كل المقدمات التي منها يتم الوصول لنتيجة عدم حدوث ثورة أمريكية، إنما وضحتها حقيقة الثورة نفسها. "ذلك أن الحقائق معاندة، إنها لا تختفي حين يرفض المؤرخون وعلماء الاجتماع أن يتعلموا منها..".
رأي آخر تتصدى أرندت لنفيه، هذا الرأي يقول أن كل الثورات مسيحية الأصل. انطلاقا من كون الجماعة المسيحية الأولى ذات طبيعة ثورية أعلنت مساواة الارواح أمام الله وازدرت السلطات الدنيوية ووعدت بمملكة السماء، الأمور التي بعد علمنتها ستكون منتهى آمال الثوريين. ترفض أرندت وصف الثورات بالمسيحية، لأنه وببساطة "ما من ثورة أشعلت قط باسم المسيحية قبل العصر الحديث".
آخر الآراء التي تناقشها أرندت هو الرأي الذي يقول: أنه طالما أن الثورة: بداية، أي أنها لا تخضع للنظر للتاريخ كدوائر، بل كخطوط مستقيمة، فعلينا الاعتراف بأن هذه النظرة هي نظرة مسيحية للتاريخ، فولادة المسيح قطعت التاريخ بالزمن القديم، وأسست لبداية جديدة. ومن خلال أوغسطين، تعترض حنة أرندت على هذا الرأي، ذلك أن أوغسطين اعتبر حادثة المسيح، حدثت لمرة واحدة وللأبد، ومن بعده عاد التاريخ دائري: امبراطوريات تنشأ ثم تصعد فتضمح فتتلاشى.
إن التغيير في الأمور الدنيوية يعود بجذوره للإغريق. الذين رأوا بأن القدرة عليه، يعود إلى حقيقة مفادها أن الشباب - الذين هم أفراد جدد- يغزون باستمرار استقرار الأوضاع. لكن - بحسب الإغريق- كون الشؤون البشرية تتغير باستمرار، إلا أنها في الوقت نفسه لم تأت بشيء جديد. ومهما كان جديدا هؤلاء الشباب والذين يولدون، إلا أن فعل الولادة نفسه هو نفسه لا يتغير.


٢

الثورة ليست مجرد تغيير، الثورة بداية جديدة. بداية جديدة لتاريخ لم يكن معروفا قبل الثورتين الامريكية والفرنسية.
إن الشيء الحديث، والمميز والجديد في هاتين الثورتين هو "ظهور الحرية"، ولا يمكن التفكير في أي ثورة بدون الانطلاق من هذا التزامن بين بدء تجربة جديدة وبين الحرية.
وقبل أن نحدد معنى الثورة بدقة أكثر، لابد أولا أن نفرق بين "الحرية" و "التحرر". التحرر (liberty) هو التخلص من الاضطهاد، هو التوجه إلى ما صرنا نسميه اليوم بالحقوق المدنية، إلى الحقوق الأساسية الثلاثة التي منها تتفرع كل الحقوق: الحياة، الحرية، الملكية. وأغلب الثورات جاءت من أجل استرداد هذه الحقوق، والاسترداد هنا يأتي بمعنى أنها حقوق تولد مع المرء.. يقول روسو في مقدمة العقد الاجتماعي "يولد الانسان حرا، فيوجد مقيدا في كل مكان". وهذه الرؤية للحقوق، وأنها مرتبطة بالولادة، وأن انخراطنا في مؤسسات اجتماعية وسياسية هو ما يهدرها، فكرة حديثة. فدولة آثينا على سبيل المثال، قامت على فكرة أن الناس غير متساوين، وأنهم حتى يتساوين، بحاجة إلى تنظيم سياسي وقانوني.. وأن الحرية لا تكون بلا مساواة، أو "أن الفرد لا يكون حرا إلا بين نظائر".
هذا التحرر، أما الحرية(freedom)، فهي المشاركة في الشؤون العامة، المشاركة في الميدان السياسي، وهي هنا إيجابية. في حين أن التحرر هو التخلص من الاضطهاد، أي أنه سلبي.
الثورة إذن تشتعل شرارتها الاولى بالعنف. " ولكن العنف لا يكفي لوصف ظاهرة الثورة، وإنما التغيير هو الوصف الأجدر بها؛ ولا يمكننا الحديث عن الثورة إلا عندما يحدث التغيير ويكون بمعنى بداية جديدة، وإلا حين يستخدم العنف لتكوين شكل مختلف للحكومة لتأليف كيان سياسي جديد، وإلا حين يهدف التحرر من الاضطهاد إلى تكوين الحرية." والروح الثورية ليست شيئا سوى التوق إلى "التحرر وإلى بناء بيت جديد حيث يمكن أن تستوطنه الحرية".

٣


لمعرفة بداية ظاهرة مثل الثورة في التاريخ، فإن أحد الطرق المؤدية إلى ذلك هو معرفة اللحظة التي تم توليد كلمة تشير إليها، سواء كانت كلمة جديدة، أو توليد معنى حديث لكلمة قديمة.
عرفت القرون الوسطى العصيان، والتمرد، ولكنها أبدا لم تعرف الثورة. وميكيافيلي، لم يستخدم هذه الكلمة قط. وعلى الرغم من الاضطرابات التي كانت تحدث في وقته في الدول-المدن الإيطالية، إلا أن أيا منها لم يكن ثورة، بمعنى التحرر المتجه نحو تأسيس الحرية. إن تلك الاضطرابات كانت تشير على العكس، إلى نهاية عصر الدول-المدن، لا إلى بداية جديدة.
وعلى الرغم من وجود "كلمات كثيرة في اللغة السياسية ما قبل الحديثة لوصف انتفاض الرعايا ضد حاكم من الحكام غير أنه لا توجد كلمة تصف تغييرا راديكاليا... بحيث يصبح الرعايا أنفسهم هم الحكام".
كانت الانتفاضات القديمة، إن حدثت، تستبدل حاكما سيئا، بحاكم جيد، لكن لم تقد يوما لأن يتحول العامة أنفسهم إلى حكام. كان الشعب في السابق يستطيع تحديد من الذي لن يحكمه، لكنه أبدا لم يحدد من الذي سيحكمه.

٤

على الرغم من كون الثورة بداية جديدة لعالم جديد، إلا أن الرجال الذين قاموا بالثورتين الفرنسية والامريكية، لم تك فكرة الجدة ماثلة في رؤوسهم.
إن كلمة الثورة نفسها (revolution) لا تحمل معنى الجدة، يعود استخدامها الاصلي لدورة الفلك، أي إلى دورات الكواكب التي لا يمكن تغييرها أو تبديلها أو حتى التأثير عليها، وعندما نقلت للمجال السياسي، كان معناها تعاقب الحكومات والدول في دورة لا يمكن للبشر تبديلها وتغييرها. وحتى عندما ثار كرومويل وذبح ملك إنجلترا، لم تسم هذه الحادثة بثورة، بل كانت استعادة الملكية هي التي سميت ثورة.
إن إعطاء القيمة للجديد، بما هو جديد، والبحث عن الجدة لذاتها، لم يكن محببا في الماضي كما هو في أيامنا.
إن رجال الثورات، لم يكونوا يبحثون عن أكثر من "إعادة الأمور إلى نصابها"، كان تفكيرهم معلق في الوراء، إلى محاولة العودة للحالة التي سبقت الملكية المطلقة ومساوءها. إن تحول مسار الثورة من كونها مجرد "استعادة"، إلى خلق جديد، بداية جديدة، إلى قصة لم تكتب بعد... حدث في نقطة في الزمن لم يعد باستطاعة الثوريون العودة إلى الوراء، أي أنها حصلت على الرغم منهم.

٥

قلنا إن الثورة بداية جديدة عنيفة، وقلنا أن كل عناصر البدء والجدة لم تتوافر لا في أذهان القائمين عليها، ولا في الاسم الذي عمدت به. فلماذا يا ترى يسمى البدء الجديد، الخروج عن الدورة نفسها، باسم "الدورة" ؟
لابد للعودة للحظة الأولى التي استخدمت فيه كلمة "ثورة" بهذا الاسم، عندما تساءل لويس السادس عشر عن سقوط الباستيل والاحداث التي تجري حوله: "إنه تمرد"؟ أجابه ليانكورت "كلا يا صاحب الجلالة إنها ثورة".
إن الاستخدام القديم للثورة، بما هي دورة فلكية لا تقاوم، يحمل معنيي: الدوران، والأمر الذي لا يقاوم.
سميت الثورة باسمها، لا لأنها مرحلة من خطة دائرية، بل لأنها نظر إليها على أنها أمر لا يقاوم.
اعتبرت الثورة، كسيل، كتيار جارف، كأمر لا يقاوم، بألسنة الفاعلين فيها، الذين لم يعتبروا انفسهم فاعلين حقا. كان الفاعلين انفسهم يشعرون أن هناك ثمة قوة أعظم من قوة الاستبداد تقف بين المرء وحريته... وكان المشاهدين لأحداث الثورة من بعيد، قد سموا هذه القوة باسم "الضرورة التاريخية".
إن ما خلفته الثورة الفرنسية في الفلسفة، خصوصا عند هيجل، هو أن للتاريخ "قوانين"، لا علاقة لها بما يريده الانسان وما يفعله وما يهدف إليه. ومنذ هيجل، أصبح ظهور نابليون بونابرت، هو قدر كل ثورة.
يقول توكفيل: إن الذي حدث بعد الثورة الفرنسية، أنه لم ينشأ علم للسياسة، بل على العكس نشأت "فلسفة للتاريخ".
وللأسف، كما قول أرندت، أن الثورة الفرنسية هي التي أشعلت العالم، وعلى نسقها سارت كل الثورات الأخرى، بل إن الثوريين اللاحقين أصبحوا ليس أكثر من ممثلين، يحاولون إعادة رسم أحداث الثورة بالتفصيل: العدو الظاهر وراءه عدو خفي تحت قناع "المشتبه به"، وأن الثورة ستنقسم إلى قسمين المتطرفين والمسخطين الذين يعملون معا واقعيا لتقويض الحكومة الثورية، وإن الثورة سينقذها رجل في الوسط لن يكون معتدلا سيقوم بتصفية اليمين واليسار كما قام روبيسبار بتصفية دانتون وهبرييه. كان كل هم الثوريين في الثورات التي أعقبت الثورة الفرنسية هو محاكاة هذه الاحداث لا محاكاة الاشخاص. وأصبحت قصة الثورة الفرنسية هي قصة "الثورة" وولجت إلى أعماق مفهومها، مقصية عنها ثورة مظفرة ناجحة، اعتمدت كليا لا على التاريخ بل على أفعال الرجال الذين آمنوا أنهم متحكمين بمصيرهم، أعني "الثورة الأمريكية".
تقول أرندت " والحقيقة المحزنة في هذا الأمر هي أن الثورة الفرنسية التي انتهت بكارثة قد صنعت تاريخا عالميا، في حين أن الثورة الأمريكية التي كانت مظفرة في نجاحها قد ظلت حدثا لا تتجاوز أهميته المحلية إلا قليلا."
09-04-2009, 02:22 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
السلام الروحي غير متصل
عروبي لا عرباني لا انبطاحي
*****

المشاركات: 1,791
الانضمام: May 2003
مشاركة: #14
RE: ما هي الثورة؟
سأتحدث من جانب نظري إلى واقعي في المنطقة التي تضم اثنين وعشرين بلدا عربيا لأقدم رؤيتي كخطوط عريضة:
انطلاقا من تعريفي في تعليقي السابق قلت أن الثورة هي: حراك شعبي وجماهيري قادر على تغييير نظام الحكم في بلد ما ، وبمعنى آخر تغيير جذري من الأسفل للأعلى ، تغيير من القاعدة الشعبية للطبقة الحاكمة
وهذا يعني لا بد من وجود بلد بنظام سياسي حاكم ، وتغير جذري ناتج عن القاعدة الشعبية ، ونجاح لهذا الحراك.
فأين المشكلة؟
المشكلة: يوجد استبداد ولا يوجد حراك!
قد يحلو للبعض أن يضع اللوم تعميما على (الشعوب) وإطلاق صفات معينة كالجهل والتخلف , وهذا تعميم فاسد لا يمكن أن نطلع منه بنتيجة فالمشكلة لا يمكن أن تحدد هكذا ، ولكن عندما نقول أن المشكلة تكمن مثلا في مكوناتها (الشعوب) الثقافية وطابعها الثقافي وإذا هناك اختلافات فعلية بين مكوناتها وما إلى ذلك عندها يمكن أن نبني تصورنا لمكون واحد أو متعدد يوضح لنا الطابع الثقافي لهذا المكون أو ذاك ، فإننا بهذا نكون قد حددنا الموضع الذي ينبغي أن نوجه أنظارنا وأن نبحث فيه.
القاسم المشترك بين الاثنين وعشرين بلدا عربيا بالمنطقة أن غالبية شعوبها تتمثل مكونا ثقافيا واحد ممتدا من سقوط الخلافة العثمانية 1924م من نحو خمسة وثمانين عاما فعندما انقطع رأس هذه الخلافة تبدد نظام المنطقة السياسي وقطعت أوصالها وهامت على وجهها وما زالت تعيش مرحلة التيه بأنظمتها السياسية الحاكمة في كل بلد منها ، هذا المكون الثقافي الذي يمثل الفكر الديني السلفي السني فيه المحور يرى أن سلطة وحكم الخلافة التي ورثتها هذه الأنظمة يحرم الخروج عليها وإنه وان سقطت الخلافة فإن الناس أصبحوا يرون السلطة والحكم في أنظمتهم الحاكمة المتشظية من سلطة الخلافة ، والخلافة على امتداد تاريخ المنطقة الزماني والمكاني تعبر عن السلطة الدينية والسياسية المتوارثة والمتعالية , والمشكلة الأخرى بهذا المكون عدم وجود بديل عنده في الحكم إلا ما يراه فوضى وإذا قارنت بين النظام والفوضى فلا شك ستخلد لهذا النظام السيئ المستبد وهذه هي النقطة المركزية التي تبيح الاستبداد ، وهذا المكون الثقافي الذي تكَوِّن الخلافة فيه أساس هاتين السلطتين أسميه فكر أتباع الصحابة تفريقا بينه وبين منافسه المعارض له على امتداد التاريخ وهو فكر أتباع أهل البيت الذي تعبر فيه الإمامة عن نظامه السياسي والديني تماما كالخلافة.
مشكلة المشاكل في هذا المكون الثقافي أنه نتيجة استسلامه وخضوعه وخدره وعدم حراكه أدى لحالات تفريغ تظهر من خلال تبني تنظيمات غير منضبطة من داخله للعنف والتفجير كي تعبر عن نفسها حتى أنها تفجر في نفسها وهي عملية أشبه بالانتحار ليس لهذه التنظيمات غير المنضبطة بل لمكونها الثقافي الذي أنتجها حيث باتت بلا جدوى ولا هدف.
ويتضح جليا أن فكر أتباع الصحابة خسر المعركة من سقوط الخلافة وبدأ بالانحدار وخسرت الأمة العربية والإسلامية بين يديه فلسطين من ستين عاما وخسرت فيه الشعوب كرامتها وحريتها حيث القضية الفلسطينية تمثل القيمة الأساسية لكل شعوب المنطقة لأن القضية الفلسطينية تعني الحرية والعدالة والمساواة وما دامت فلسطين لم تحرر فإن هذه الشعوب وهذه المنطقة لن تتحرر من استبداد أنظمتها ولا من هيمنة القوى الغربية عليها.
وهنا أمر بالغ الأهمية أن لدينا عائقان داخلي ( الأنظمة المستبدة) وعائق خارجي ( القوى الغربية المهيمنة)
ولو رجعنا للثورة الأمريكية فالعائق أمامها (حسب علمي) كان خارجيا بينما الثورة الفرنسية فالعائق أمامها كان داخليا بينما الثورة الإيرانية فكان هناك العائق الداخلي والخارجي كحال المنطقة العربية اليوم بل العامل الخارجي أكثر هنا سطوة بسبب وجود الكيان اليهودي الصهيوني داخلها.
البعض يرى ذلك مفارقة ويرى فيه تعليلا للأنظمة المستبدة بتعليق إسرائيل كشماعة لاستمرار استبدادها ولكن يفوتهم أن كون الأنظمة تتعلل بذلك يعني أن استبداد الأنظمة مبني عليه وليس ذلك حجة للأنظمة بل حجة عليها ولا يمكن لجسد أن لا يتأثر بخنجر مطعون في خاصرته!
وهذا ما يجعلنا نرى اختلافا في منطقتنا عن مناطق أخرى قامت فيها ثورات بحيث ينبغي ألا نعتبر شروط وظروف تلك المناطق تنطبق على منطقتنا لأن لها ظروفها الخاصة وإشكلياتها وعوائقها .
كيف يمكن أن تقوم ثورة شعبية في واحد من هذه البلدان العربية؟
وما هي أساب عدم قيام ثورة في واحد منها؟
هنا السؤالان : سؤال عن كيفية قيام ثورة وسؤال عن أسباب عدم قيام ثورة يصبان ببعضهما.
لمحاولة الإجابة على السؤال الأول وهو كيفية قيام الثورة أرى لا بد من شرطين لتحقق قيامها ، شرط يتعلق بطبيعة الوضع العام للبلد وظروفه ، وشرط يتعلق بطبيعة الفكر الثقافي التي يمكن أن يقود أو لا يقود للثورة فيه.
وفي حال لم يتحقق الشرطان مجتمعين فلن يؤدي شرط واحد لهذه الثورة وهذا سينقلنا لمحاولة الإجابة على السؤال الثاني وهو سبب عدم قيام الثورة فإن ما يعيق قيام الثورة هو انتفاء شرط لازم كما أوضحناهما ، فعندما تكون طبيعة الفكر الثقافي لا تملك مقومات ولا أدوات تحريك الجماهير فهذا يعني أن هذا الفكر ليس غير قادر فقط على الثورة بل ليس قادرا على أن ينتج قادته بحيث يتم وأد القادة في مراحل مبكرة وذلك من خلال تخلي الجماهير عنهم وعن الدعم اللازم للمواجهة مع القوة الواقعية الاستبدادية وتخلي الجماهير هذا يرجع بدوره لطبيعة الفكر الثقافي المكون لها.
سأعطي مثالين واحد من السعودية حيث يوجد عشرات ينتمون للفكر السلفي السني الوهابي المسيطر بالبلد تم سجنهم على خلفية أراء سياسية ورزحوا بالسجن سنين دون تحرك فاعل من أنصارهم ومثال آخر من مصر مئات من الأخوان المسلمين يسجنون ولا يوجد أي حراك شعبي.
لنرجع لنهاية السبعينات وبداية الثمانينات التي ظهرت فيها الثورة الخمينية في إيران ولنرى بلدا عربيا وهو مصر كان مؤهلا لقيام ثورة بسبب طبيعة الوضع العام لهذا البلد وظروفه ولكنه أخفق بسب طبيعة الفكر الثقافي فيه.
كانت معاهدة مصر مع إسرائيل كفيلة بقيام ثورة بمصر لولا طبيعة الفكر الثقافي في مصر الذي أعاق الجماهير من القيام بالاحتجاج والمظاهرات والثورة على نظام السادات على الرغم أن المد الناصري كان ليس بعيدا ، وهذا يدل أن تلك الجماهير التي احتشدت لجمال عبد الناصر وخطبه كانت تحتشد ليس لأنها تعبر عن قدرة وإرادة ذاتية دافعة بمكونها الثقافي بل لأنها فقط تعبر عن تلبية لدعوة سواء كانت دعوة حفلة آو دعوة تعزية عندها قال فيلسوف الوجودية المصري عبد الرحمن بدوي عن خروج ملايين الناس في جنازة عبد الناصر: أنهم متعودون المشي بالجنازات!
ونفس الأمر ينطبق على الأردن بمعاهدته مع إسرائيل بحيث لم نر أي احتجاجات شعبية على الرغم من أن الأكثرية ترفض ذلك.
لننتقل الآن لسوريا حيث أقلية علوية ممسكة بزمام السلطة بين أكثرية سنية ، لم تستطع تلك الأكثرية أن تقوم بثورة فبعد أحداث حماة الدامية والتي هي عبارة عن تمرد تم القضاء عليه بعنف سكنت الساحة السورية وهذا يدلل ما ذكرناه عن طبيعة الفكر الثقافي الذي يشكل الأكثرية بحيث لا تملك أدوات ومقومات التحشيد الجماهيربة اللازمة للثورة.
ولو نظرنا لعلاقة سوريا مع إسرائيل في ظل وجود حكم علوي أقلي لم يستطع تحرير أرضه ولم يقبل أن يطبع ، ولو كان الحكم في سوريا ينتمي للأكثرية السنية لكانت سوريا طبعت مع إسرائيل كالحال مع مصر والأردن ، وعليه في حال سارت الأمور في سوريا للتطبيع مع إسرائيل فسيعمد النظام السوري إلى تنازلات للأكثرية السنية فيما يتعلق بالجوانب الدينية والمدنية ولعلكم اطلعتم على قانون الحقوق المدنية السورية الذي نشر مؤخرا الذي يعبر عن رؤية سنية سلفية صارخة.
أما لبنان فبلد نظامه السياسي مخنث حيث أنه لم ولمن ينتج دولة (وقد خدعتنا تلك الجماهير الهادرة مطالبة بخروج السوريين إثر اغتيال الحريري نحسبها جماهير حرة ستوقد النار بالمنطقة فتبين لاحقا أنها أسيرة طوائفها وزعمائها تميل حيث مالوا) فلا يمكن أن نستخلص من لبنان غير أمر واحد يدعم الطرح المراد وهو أن جنوبه يخضع لمكون وطابع ثقافي مختلف عن بقية لبنان ويختلف عن مصر والأردن وسوريا لذلك نشأت فيه مقاومة شعبية وحركية وحزبية منضبطة وقفت في وجه العدو الصهيوني!

ركزت على بلدان ما يسمى بلدان الطوق كون العلاقة مع الكيان الصهيوني هي ما يفترض أن تكون هي عود الثقاب للحراك الجماهيري المؤمل ولكن ما لجسم بميت إلام!
ولو عرجنا على بقية البلدان العربية لظهر لنا أن المشكلة في عدم قيام ثورة في أي ، هي في مكونها الثقافي الذي يرسم طابعها الثقافي من قبل غالبية الشعب فيها.
فما هو المكون الثقافي الذي يرسم الطابع الثقافي لفكر أتباع أهل البيت والذي يملك مقومات الحراك والتحرك؟
سؤال بالطبع يحتاج إجابة!
09-15-2009, 07:25 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  موقف الكنيسة المصرية من الثورة ابن فلسطين 0 445 03-01-2014, 12:38 AM
آخر رد: ابن فلسطين
  الإسلامويون، كمأساة الثورة السورية ! العلماني 9 2,512 11-30-2012, 03:40 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  الثورة ستنتصر Serpico 11 2,589 06-22-2012, 07:51 AM
آخر رد: عاشق الكلمه
  شئ محير في الثورة السورية فارس اللواء 13 3,617 06-22-2012, 02:07 AM
آخر رد: Reef Diab
  فلسفة اللاسلطوية وثقافة الثورة الحوت الأبيض 1 893 01-19-2012, 03:31 AM
آخر رد: الحوت الأبيض

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS