في قريه برج البرلس بمحافظه كفر الشيخ عاش الاهالي والصيادون ليلة اسطورية جمعت اكثر من60 الف شخص سهروا حتي الفجر مع العائدين من رحلة الموت وتحولت شوارع القرية لاحتفالات وافراح في كل مكان وعبر الاهالي عن فرحتهم وسعادتهم الغامرة بعودة ابنائهم احياء بعدما فقدوا الامل في عودتهم نهائيا. وتعانقوا بحفاوة بالغة وسط الزغاريد ودقات الطبول والمزمار ورقصات الخيول العربية وفرق الفنون الشعبية واختلطت الدموع بالافراح بين الصيادين واسرهم.
وسط السرادق الذي اقامته جمعية كفر قدرة الخاصة بالصيادين امتلأت الشوارع بلافتات الترحيب وبمجرد وصول السيارات الـ7 التي كانت تقلهم اختلطت المشاعر, وحمل شبان القرية الصيادين علي الاعناق وبين الزغاريد والبكاء وذويهم الذين فقدوا الامل في عودتهم وفي ظل اصرار الخاطفين علي دفع الفدية او قتلهم او حرق المركبين سمارة, وممتاز ـ1 خاصة بعدما قام القراصنة ببيعهم الي عدد من القراصنة الآخرين بمبلغ200 ألف دولار ورفض هؤلاء التنازل عن الفدية المالية حتي تمكنوا من قتل7 منهم بعد الاستيلاء علي اسلحتهم واسرار آخرين.
استولوا علي هواتفنا
يقولون تم الاتفاق مع الحاج حسن خليل ـ صاحب( ممتاز ـ1) علي خطة مهاجمة القراصنة وتحرير انفسهم حيث تم تنفيذ هذه الخطة بنسبة نجاح100% ولم يصب اي صياد بسوء خلال العملية التي استغرقت فقط15 دقيقة بدأت من المركب( ممتاز ـ1) وبعدها بنحو5 دقائق المركب( سمارة) بعدما كانت عملية اختطافهم قد استغرقت10 دقائق فقط حيث كان عدد القراصنة حوالي25 قرصانا استخدموا3 زوارق في الهجوم علي المركبين وبحوزتهم العديد من الاسلحة المتطورة( كالقنابل والمدافع الرشاشة) بعدها قاموا باطلاق النيران والصعود واجبارنا علي البقاء في منطقة محددة بكل مركب والتوجه بهما الي مناطق نفوذهم بعدما تعدوا علي الصيادين بالضرب واستولوا علي الهواتف الثريا التي تعمل بالاقمار الصناعية.
أسرار رحلة الموت
وقد التقي الاهرام مع الصيادين المحررين العائدين الي القاهرة فور وصولهم الي مناطق الاحتفال والتوجه معهم الي منازلهم بقرية برج البرلس حيث عبروا عن المعاناة الشديدة وما لاقوه من مآس خلال الشهور الخمسة الماضية منذ يوم17 مارس الماضي وحتي تم تحريرهم والعودة الي ارض الوطن وقريتهم واسرهم سالمين.
يقول أمين محمد صابر(48 سنة) أحد الصيادين العائدين: لا أصدق حتي الآن عودتي حيا وسط أحضان شقيقتي وأسرتي فقد كنت خلال الشهور الخمسة الماضية في أثناء فترة الاختطاف أموت في اليوم الواحد مائة مرة وصورة زوجتي أمل حجازي ونجلي محمد وشقيقتي هنية لم تفارق عيني مرة واحدة فأنا سعيد بعودتي إلي أحضان أسرتي وسوف أعوضهم جميعا عما حدث في الأيام الماضية من أحزان ومآس دامية. وأضاف أننا كنا في منطقة البرانيس بعد القصير وتعطلت المركب( أحمد سمارة) وتم إصلاحها وخلال السير في المياه الدولية بعد خليج عدن فوجئ الجميع بثلاثة لنشات خرجت من إحدي المراكب الكبري وكانت تحمل من20 إلي25 قرصانا قاموا بالصعود فوق ظهر المركبين بعد إطلاق وابل من الرصاص الحي علي المركبين حتي نتوقف وقاموا بأسرنا بعد التهديد بالأسلحة الآلية والقنابل الحية الحارقة وكان عدد قليل منهم يتحدث اللغة العربية والباقي يتحدث لغة لا نعرفها حتي لا نعرف ماذا يقولون وتم أسرنا من المياه الدولية بعد أن قالوا لنا إننا لصوص حيث نقوم بالصيد في هذه المنطقة فأخبرناهم بأننا نقوم بالصيد في المياه الدولية وليس في المياه الإقليمية التابعة لأي دولة ونحن عرب ومسلمون ولكن لم يسمع إلينا أحد!
ويضيف حجازي حجازي أحمد صابر(39 سنة) أحد الصيادين العائدين أن القراصنة عندما تمكنوا من الاستيلاء علي المركبين( ممتاز1) و(أحمد سمارة) قاموا بتحريك المركبين إلي منطقة الاختطاف التابعة لهم وهي تسمي رأس كريم بعد السيطرة علي المركبين خلال10 دقائق فقط عقب إطلاق النيران علينا وقام زعيمهم القرصان عمر بغالية بمنعنا من الدعاء خلال الصلاة حيث كنا نؤدي الصلاة قصرا وكان يقوم بإطلاق الرصاص كل فترة لإرهاب الصيادين وقاموا بإجبارنا علي غسيل ملابسهم وطهي الطعام لهم بالقوة ويمنعون المياه عنا ويحصلون عليها لأنفسهم وكانوا يقدمون الطعام لنا مرة واحدة في اليوم عبارة عن أرز وعدس أو ملوخية أو فول ويأكلون هم أنواع الطعام المختلفة حيث كنا صابرين بفضل الله وتحملنا الكثير حتي أراد لنا الله النجاة.
ويؤكد مفرح أمين الفقي(33 سنة) من الصيادين العائدين أن القراصنة الذين قاموا بخطفنا قاموا ببيعنا مقابل200 ألف دولار لجماعة أخري من القراصنة الصوماليين التابعين لشخص اسمه أبو خليفة وقاموا بإجبارهم علي التحدث في الهاتف الثريا لطلب الفدية المالية5 ملايين دولار في أول الأمر والتهديد بقتلنا وحرق المركبين في حالة عدم الدفع وتحديد فترة مهلة حتي يتم دفع هذا المبلغ الذي تم تخفيضه أكثر من5 مرات حتي وصل قبل تحريرنا بعدة أيام إلي600 ألف دولار مقابل إطلاق سراحنا ولكن تمكنا من تحرير أنفسنا من بين أيديهم خلال ربع ساعة فقط. ويضيف أنه لم يصدق نفسه من الفرحة خلال رحلة العودة التي استمرت أكثر من10 أيام بالمركبين وعندما وصلنا إلي ميناء السويس وشاهدنا أهالينا ينتظروننا بكينا جميعا من الفرحة وعدت بعد ذلك إلي منزلي بعد توقيع الكشف الطبي علينا في مستشفي القوات المسلحة بالقاهرة حيث فوجئ الجميع بهذا الاحتفال الأسطوري بالقرية.
ويضيف محمود أمين محمد الفقي(44 سنة) أحد الصيادين العائدين أن القراصنة الصوماليين كانوا يتعدون علينا بالضرب والمعاملة السيئة للغاية وعندما نفد الطعام لدينا قاموا بإحضار الدقيق والمكرونة وبعض الأنواع السيئة من الطعام وأن حياتنا كانت معرضة للخطر في أي لحظة وتعرضنا للموت أكثر من مرة وقد تمكنا من قتل اثنين من القراصنة علي ظهر المركب( ممتاز ـ1) وواحد علي ظهر المركب( أحمد سمارة) وقفز4 آخرين في المياه فغرقوا وتمكنا من أسر8 منهم أحياء وتم تسليمهم إلي إحدي الجهات الأمنية في عرض البحر بعد دخول المركبين المياه الإقليمية المصرية تمهيدا لمحاكمتهم أمام المحاكم المصرية والقصاص العادل منهم خلال الأيام المقبلة وكذلك تم تسليم الأسلحة النارية التي تم الاستيلاء عليها منهم خلال عملية التحرير وهي5 أسلحة من الأنواع المختلفة تم الاستيلاء عليها من القراصنة الصوماليين علي ظهر المركب( ممتاز1) و3 أسلحة أخري تم الاستيلاء عليها من القراصنة علي ظهر المركب( أحمد سمارة) بعد أن تمكنا من السيطرة عليهم خلال ربع ساعة فقط والحصول علي الأسلحة النارية منهم خلال فترة استرخاء لهم في الساعة الثالثة عصرا يوم الخميس قبل الماضي وتم التحرك فورا بالمركبين عائدين إلي أرض الوطن.
ويضيف رضا عثمان غالي(35 سنة) أحد الصيادين العائدين أن الحاج حسن خليل كان له الفضل بعد الله في إنقاذنا من الموت المحقق بعد أن صعد علي المركب( ممتاز1) وعقد اجتماعا مع قائد المركب وطلب منه تنفيذ الخطة التي تم الاتفاق عليها لضمان خلاص الصيادين وعودتهم إلي أرض الوطن وقد تم بالفعل تنفيذ هذه الخطة ولم يصب أي صياد بسوء في حين أن القراصنة سيكون مصيرهم القتل وقد حدث ذلك بالفعل وتم التغلب عليهم خلال دقائق فقط حيث تم تحريك المركبين من منطقة رأس كريم وعمل دوريات من خلال أسلحة القراصنة التي تم الاستيلاء عليها بالقوة خلال فترة التحرير وذلك لمدة يومين لحين العبور من باب المندب وهي منطقة بالغة الخطورة حيث تم تحديد وجهة المركبين إلي ميناء الأتكة بالسويس وكانت سفن حلف شمال الأطلنطي تتابع المركبين حتي المياه الإقليمية المصرية لضمان عدم تعرضهما لأي أعمال قرصنة أخري للانتقام من الصيادين المصريين بعد قتل عدد منهم مؤكدا أنه لن يستطيع العمل بمهنة الصيد خلال الفترة المقبلة بهذه المنطقة الخطرة جدا علي المراكب وسفن الصيد والسفن التجارية خاصة أن أعمال القرصنة موجودة منذ أكثر من150 سنة في الصومال ومدغشقر وكينيا وأنه يجب محاربة هذه الظاهرة الخطيرة.
ويضيف محمود محمود غالي أحد الصيادين العائدين أنه يشعر بالفخر لأنه شارك في منح هؤلاء الصيادين حريتهم بعد فترة معاناة طويلة علي جميع الصيادين علي ظهر المركبين خاصة نظرا لسوء معاملة القراصنة لنا حيث كانوا يقومون بوضع الأسلحة النارية بالقرب من وجوهنا وذلك لإجبارنا علي طلب الفدية المالية من المسئولين المصريين والصيادين ومن أقاربنا وأسرنا, مع التهديد بالقتل في حالة عدم دفع الفدية المالية وكذلك إحراق المركبين في مياه البحر ويشير إلي أنه لا يصدق حتي الآن عودته إلي مصر وقريته برج البرلس مرة ثانية حيث فقد الأمل في ذلك منذ عدة شهور بعد طول فترة الاختطاف حيث كان القراصنة يمنعون الصيادين من الوصول إلي كابينة القيادة وحددوا منطقتين فقط بكل مركب لوجود الصيادين عليها, ومنع الاقتراب منهم مطلقا والتهديد بالقتل في حالة المخالفة لهذه التعليمات وكان جميع القراصنة يتعاملون معهم بعصبية شديدة خاصة بعد رفض وزارة الخارجية سداد الفدية المالية وطول فترة الاحتجاز والاختطاف ولكن زيارة الحاج حسن خليل والخطة التي تم وضعها لهذا الغرض أدت إلي نجاة الصيادين.
وأشار عادل عبدالعاطي عبيدي من الصيادين العائدين إلي أن القراصنة الصوماليين تمكنوا من خطف سفينة إيطالية خلال فترة حجزهم وبعد عدة أيام تم إطلاق سراحها بعد قيام الجانب الإيطالي سداد الفدية المالية بواقع5 ملايين دولار وقامت بتسليمهم إحدي السفن الحربية الإيطالية. وأضاف أنه رغم سعادتي الكبيرة التي لا توصف بعودتي إلي أسرتي إلا أنني فوجئت بمفاجأة مدوية هزتني من الأعماق وهي وفاة زوجتي متأثرة بأزمة قلبية بعد يومين فقط من اختطافي أنا وزملائي الصيادين وبكيت بحرقة شديدة حزنا علي زوجتي التي تركت لي6 أولاد أكبرهم نهي(10 سنوات) مصابة بمرض عقلي وأصغرهم طفل عمره3 سنوات ومنزل آيل للسقوط ولا أعرف ماذا أفعل خلال الأيام المقبلة.
ويضيف الشحات رجب وعبدالسلام إسماعيل عمارة ومحمود محمد السيد من العائدين من الصومال نحمد الله تعالي علي عودتنا سالمين إلي القرية ولم نكن نتوقع هذا الاحتفال الكبير وتوافد هذه الأعداد الكبيرة للاحتفال بعودتنا وأشاروا إلي أن القراصنة كانوا يمنعون عنهم الدواء وقاموا بالاستيلاء علي الأدوية الأولية التي كانت موجودة بالمركبين لأنفسهم ولم نكن نستطيع النوم أغلب الأيام وعندما حضر إلينا الشيخ حسن خليل للتفاوض من أجل إطلاق سراحنا طلب منا تحرير أنفسنا بأنفسنا بأي طريقة واتفقنا علي بث الطمأنينة في نفوس الخاطفين حتي إنهم كانوا يتركون أسلحتهم بجوارهم خلال فترة الظهيرة وفي اليوم المحدد انقضضنا عليهم وهم في حالة استرخاء وكانوا ستة ونحن17 علي المركب( أحمد سمارة) واستولينا علي أسلحتهم والقنابل التي كانت بحوزتهم وقفز منهم ثلاثة وسط المياه وقبضنا علي3 منهم وأوقعناهم في الأسر وذلك عقب قيام القراصنة بتبادل إطلاق النيران بين بعضهم البعض حيث أكد لهم ذلك حدوث انشقاق في صفوف الخاطفين وقاموا بالتغلب عليهم دون حدوث أي خسائر بين الصيادين وكان كل هذا بتوفيق من الله سبحانه وتعالي ودعاء الأهل.
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=FRON8.HTM&DID=10050
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
/
الصيادون المصريون المحتجزون بالصومال حرروا انفسم واسروا القراصنه .
