هـل سـوريا مسـتاءة من قطر أم من «الجزيرة»؟
بواسطة
admin
– 2011/05/28نشر فى: مقالات وتحليلات
سامي كليب – صحيفة السفير
يُفترض ان العلاقة متوترة بين قطر وسوريا. هكذا بدا من وسائل إعلام الطرفين في الشهرين الماضيين. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم لم يذكر مطلقاً لا قطر ولا تركيا خلال حديثه للتلفزيون السوري يوم الاثنين الماضي، ولا انتقد أداء قناة «الجزيرة» ضد بلاده.
وفوجئ السوريون أمس، ومعهم جل اللبنانيين الذين حلوا ضيوفاً في الفترة الماضية على التلفزيون السوري، بخبر لقاء المعلم مع السفراء العرب في منزل السفير القطري في دمشق زايد بن سعيد الخيارين، وتم نشر صورة جامعة للسفير وضيوفه كتعبير عن الرغبة في علانية اللقاء.
ليس وليد المعلم من الدبلوماسيين الذين يمكن أن ينسوا الحديث عن قطر وتركيا في وضع كالذي تمر به سوريا. الرجل ذكي ودبلوماسي عريق ويعرف تماماً ماذا يقول وكيف ومتى يقوله. أثار سكوته عن الدولتين الكثير من الأسئلة، وبينها هل دمشق تتجنب تعميق الهوة مع الدوحة وأنقرة، أم أن اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء لإعادة المياه الى مجاريها مع الدولتين اللتين كانتا حتى الأمس القريب حليفتين.
كان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قد أكد قبل أيام من حديث المعلم للتلفزيون السوري، معارضة بلاده للعقوبات الأوروبية ضد دمشق. عارض ذلك من قلب باريس بعد لقائه في 3 أيار الماضي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأعرب عن أمله في «ان يتوصل المسؤولون السوريون والرئيس السوري تحديداً إلى إيجاد حل سوري للمشاكل الراهنة في هذا البلد». رفض المسؤول القطري أيضاً أي تدخل عسكري ضد سوريا، تماماً كما رفض أي مقارنة بين الوضعين الليبي والسوري.
بمعنى آخر، لم تصدر عن أي من مسؤول رسمي سوري او قطري طيلة الأزمة الحالية في سوريا اتهامات أو شجب أو انتقادات للطرف الآخر، خلافاً للعلاقات التركية السورية، حيث ان المسؤولين الأتراك كثفوا «الدروس» للرئيس بشار الأسد بضرورة الإسراع في الإصلاح، ووصل بهم الأمر الى حد التحذير من «حماه» ثانية.
ولم يصدر عن أي مسوؤل من «حزب الله» انتقادات علنية رغم الاستياء من قناة «الجزيرة»، الذي كان يتم التعبير عنه في أوساط الحزب.
في هذا الوقت، كان السوريون المؤيدون للنظام يلقون على قناة «الجزيرة» كل أنواع الاتهامات، وكانت بعض وسائل الإعلام السورية، وفي مقدمها قناة «الدنيا» التي يملكها عدد من رجال الأعمال وبينهم السنّي محمد حمشو (ورد اسمه في لائحة العقوبات الأوروبية)، قد اتهمت قناة «الجزيرة» القطرية بتأجيج الأوضاع في سوريا وتركيب الأخبار والصور واختراع تظاهرات لم تحدث، وقالت «الدنيا»، ومعها عدد لا بأس به من الضيوف اللبنانيين عليها، ان ثمة «مؤامرة» إعلامية على سوريا استناداً الى تقارير «الجزيرة» و«العربية» والـ«بي بي سي»، لكن أيضاً إلى كلام الشيخ يوسف القرضاوي وتحليلات الكاتب عزمي بشارة.
وصارت قناة «الدنيا» تبث يومياً تقارير تتهم فيها القناة القطرية بفبركة الاخبار والصور، وتكيل الاتهامات والنعوت السلبية ضد القرضاوي وبشارة، ونقلت صور تجمعات سورية تندد بالقناة وبقطر، ما دفع «الجزيرة» للرد عدة مرات على «الدنيا» والتلفزيون الرسمي السوري، وقالت مراراً عبر مذيعيها إن الحل الوحيد لعدم الوقوع في خطأ تغطية التظاهرات في سوريا هو السماح لصحافيي «الجزيرة» ومصوريها بالذهاب الى دمشق.
وجرى خلط كبير بين ما تبثه «الجزيرة» والسياسة الرسمية القطرية. قيل الكثير عن أن القناة لم تشن حرباً ضد سوريا إلا بقرار سياسي قطري مركزي. جاء الرد عبر طرق عديدة مفاده، ان القيادة القطرية لا تتدخل في القناة، وانه لا يمكن لـ«الجزيرة» ان تغطي كل الثورات العربية وتتجنب الحديث عن سوريا.
لوحظ في تلك الفترة من التأزم في علاقات البلدين، أن التلفزيون الرسمي السوري تجنب قدر الإمكان انتقاد المسؤولين القطريين، ثم اختفت الانتقادات حتى للشيخ يوسف القرضاوي، رغم أن الدكتورة بثينة شعبان مستشارة رئيس الجمهورية كانت هي نفسها من بادر للرد على دعوات القرضاوي المؤيدة للمنتفضين ضد النظام. ولوحظ أيضاً أن الإعلام الرسمي القطري لم يوجه أي انتقاد علني لأي مسؤول سوري.
ماذا يعني كل كذلك؟
لا شك في ان علاقات البلدين توترت، والأكيد أن سر التوتر لا يعرفه أحد سوى في مركزي القرار بين البلدين، لكن لقاء وليد المعلم مع السفراء العرب في منزل السفير القطري هو على الأرجح البداية «العلنية» للتهدئة ومحاولة إعادة المياه الى بعض مجاريها السابقة، رغم انه لا «الجزيرة» ولا وسائل الاعلام السورية ذكرت شيئا عنه حتى كتابة هذا التقرير.
من الصعب طبعاً التفكير بأن قطر ستقول غداً إنها تدعم النظام السوري والرئيس بشار الأسد، فالإمارة الخليجية نجحت في تقديم نفسها على أنها المساهمة الكبيرة في الإطاحة بنظامين في مصر وتونس وتريد ان تكون راعية التحولات في المنطقة، وهذا جعل الرئيس الاميركي باراك اوباما يستقبل بترحاب كبير الامير القطري في البيت الأبيض. لكن من الصعب أيضاً التفكير بأن سوريا ستلحق قريباً بمصر وتونس او تغرق بما غرقت به ليبيا واليمن، فالنظام الذي اختار القبضة الأمنية لوأد أي تحرك يهدد بقاءه او استقرار البلاد، لم يبد حتى الآن مؤشرات وهن حقيقية، فلا انشقاقات سفراء ومسؤولين أمنيين، ولا تحركات تذكر في قلب العاصمة دمشق، ولا التظاهرات استطاعت ان تتضخم إما بسبب الخشية من الوضع الأمني او بسبب عدم وجود معارضة مجتمعة وجامعة، كما يحكى عن ايجابيات كبيرة في الحوارات التي دارت في الاسابيع الماضية بين الرئيس الأسد وقيادات درعا المدنية والدينية والفكرية، إضافة الى حوارات تجري مع بعض رموز المعارضة في الداخل.
احتمال العودة اذاً الى حوار جدي ومفيد بين قطر وسوريا، قائم، والعلاقات ستتطور او تتراجع بناء على طبيعة التحولات المقبلة في سوريا وانطلاقاً من ثبات النظام أو عدمه، لكن المشكلة هي في إقناع السوريين حالياً بأسباب هذا اللقاء المفاجئ لوليد المعلم مع السفراء العرب في منزل السفير القطري بعد تعبئة الشارع السوري طويلاً ضد قطر و«الجزيرة»، والمشكلة الأخرى تكمن في مستقبل العلاقة بين سوريا وقناة «الجزيرة».
اللافت انه فيما كانت وكالات الأنباء تتناقل خبر لقاء المعلم مع السفراء العرب في منزل السفير القطري، كانت قناة «الجزيرة» تواصل تقاريرها حول التظاهرات والقمع في سوريا وتبث لقاءً على الهواء مع الباحث والمعارض السوري الدكتور برهان غليون يؤكد فيه استحالة الحوار مع النظام، وذلك فيما كانت قناة «الدنيا» تواصل بث برامجها ومقاطع مصورة ضد «الجزيرة» والقرضاوي وبشارة.
فهل مشكلة سوريا هي مع قطر أم مع قناة «الجزيرة»؟
ربما يراد لها حالياً ان تقتصر على «الجزيرة»، لكن المهم ان البلدين تقدما خطوة في الاتجاه الصحيح، وقيل الكثير عن وساطات ورسائل وتهديدات، وعن أن إيران دخلت على الخط في الشهرين الماضيين، وقيل عن رفض لقاءات في الفترة السابقة، لكن المهم هو المراقبة الدقيقة لتطور العلاقة بين الدوحة ودمشق في المستقبل القريب…
وإذا كان من الأفضل عدم تحميل زيارة المعلم لمنزل السفير القطري أكثر مما تحتمل، الا ان المفارقات تشاء ان تكون قطر من دون غيرها من دول الخليج الأكثر قدرة على لعب دور وساطة في الملف السوري… وهي من دون شك، الاكثر قدرة على المساهمة في تهدئة الشارع السوري او تأجيجه. فهل يمكن طي الصفحة؟
فتش عن الواقعية السياسية. سامي كليب
my answer
ولدنة وطيش بعض أعضاء النظام سيتسبب في قطع العلاقات وخاصة فبركة جمعة غضب قطرية عبر الفضائيات واعتقال بارفيز من قبل أغبياء سوريا وإطلاق سراحها من قبل ثعالب وجهابذة إيران ولذلك كانت تغطية الجزيرة لجمعة حماة الديار لساعات متواصلة واضحة وتركيزها على قضية الطفل حمزة رمضان ....قطر تريد وبحق فرض حوار واصلاحات جذرية داخل النظام ولكن النظام يعاند ومتى أجرى النظام إصلاحات ترتاح لها قطر ستتوقف الجزيرة عن تغطيتها للحدث السوري
http://all4syria.info/web/archives/10458