{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 4.33 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
Brave Mind غير متصل
ملحد إنسانوي مصري
***

المشاركات: 187
الانضمام: Nov 2010
مشاركة: #1
Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
[صورة: original-02.png?w=271&h=279]
الإنسان الفرحان

الإنسان الفرحان :
هو أيقونة علمانية و هو الرمز الرسمي للإتحاد الإنسانوي و الاخلاقي العالمي International Humanist and Ethical Union و الذي تم تبنيه بواسطة التنظيمات و الأفراد الإنسانويين حول العالم. هذا الرمز تم إختياره سنة 1960 بعد مسابقة الإتحاد البريطاني للإنسانويين The British Humanist Association و كان التصميم الفائز من إبداع دنيس بارينجتون.
العلامة التجارية تتبع الإتحاد البريطاني للإنسانويين BHA و التي تعطي الرخصة لإستعمال هذا الرمز لكل التنظيمات و الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم إنسانويين. فأصبح الإنسان الفرحان هو الرمز الرسمي للإتحاد الإنسانوي و الأخلاقي العالمي IHEU كما انه يعرف عالميا كرمز خاص بالإنسانويين.
معظم التنظيمات الإنسانوية حول العالم تستخدم هذا الرمز أو طورت إصدار منه يشبهة.

تاريخ الإنسانوية بإختصار :
ولدت الإنسانوية تقريبا في جامعة شيكاغو في عشرينات القرن الماضي و تم تعميمها من خلال نشر البيان الأول سنة 1933 و تم عمل أول تنظيم إنسانوي لا يهدف للربح في ألينوي سنة 1943. أما الإتحاد الإنسانوي و الأخلاقي العالمي IHEU فوجد سنة 1952 حين تجمع إنسانويي العالم تحت قيادة سير جوليان هكسلي Julian Huxley. البيان الثاني كتب سنة 1973 بواسطة Paul Kurtz و Edwin H. Wilson ثم صدر بيان آخر سنة 1980.

ما هي الإنسانوية ؟
كل أعضاء التنظيمات المشتركة في الإتحاد الإنسانوي و الأخلاقي العالمي IHEU يوافقون على البيان الآتي عن الإنسانوية :
الإنسانوية هي طريقة حياة life stance ديموقراطية و اخلاقية و التي تؤكد على ان البشر لهم الحق و عليهم المسئولية أن يعطوا شكلا و معنى لحياتهم الخاصة. هي تعتمد على بناء مجتمع اكثر إنسانية من خلال أخلاقيات مؤسسة على الإنسان و قيم طبيعية أخرى بروح المنطق و البحث الحر من خلال قدرات الإنسان. هي لا تؤمن بإله واحد و لا تقبل الرؤى فائقة الطبيعة للحقيقة.

ما هي القضايا التي تدافع عنها الإنسانوية ؟
1- الإنسانوية موقف ميتافيزيقي
و هو نفس موقف الطبيعية الوجودية Metaphysical naturalism ..
و هو الموقف القائل بأن الطبيعة نظام مغلق بالكامل و غير معتمد على موجودات أو ظواهر تفوق الطبيعة بمعنى أنه حتى لو كانت هناك كائنات او ظواهر موجودة تفوق الطبيعة فهي تقع خارج الوجود الطبيعي و لا تؤثر عليه.
أما الطبيعة أو الوجود الطبيعي فهو كافة الكائنات و الظواهر القابلة للإدراك و القياس مهما كانت بالغة التعقيد, فحتى لو كان العلم لم يفسر بعد وجود بعض الكائنات أو الظواهر إلا أن كل تلك الكائنات و الظواهر ليس لها تعقيد مطلق و إنما لها تعقيد نسبي و هذا يعني أنه سيأتي الوقت الذي يكشف فيه العلماء أسرار تلك الكائنات او الظواهر. إذن فالإنسانوية كما الطبيعية الوجودية يؤكدان ان كل ما هو موجود طبيعي بمعنى انه قابل للقياس و الإدراك سواء الآن أو فيما بعد.
بهذا المعنى تكون الإنسانوية مذهب لاديني لاإلهي, و يكون الإنسانوي إما ملحد أو لاأدري. و مع ان الملحدين و اللاآدريين هم الذين من المفترض أن يكونوا داعمين للإنسانوية إلا أن هذا ليس دائم الحدوث بسبب شكوك متنوعة و أفكار مضادة لديهم و عقائد شخصية. على كل حال هم مشغولين برفض الكائنات و الظواهر الفائقة للطبيعة (الخوارق و المعجزات .. ألخ ) و يوجهون الأسئلة عن الوجود بينما الإنسانوية تركز بشكل أكبر على الحياة و الأخلاقيات.

يعني بينما الإلحاد هو غياب الإيمان بالإلهة و الأديان فحسب, فالإنسانوية هي موقف إيجابي تجاه العالم, مرتكزة على خبرة و فكر و آمال الإنسان. هي أسلوب حياة شامل يدعم العقل الإنساني و الأخلاق العالمية و العدالة و يرفض الإيمان بما وراء الطبيعة و العلوم الزائفة ( اللاهوت و الفقه .. ألخ ) و الخرافات. الإنسانوية ترفض أي تبرير لشرعية تفوق الخبرة الإنسانية مثل الإعتماد على ” إيمان بلا سبب ” أو كائنات خارقة للطبيعة ( الآلهة و الشياطين و الملائكة .. ألخ ) أو أي نصوص لها أصل إلهي مزعوم (التوراة أو الإنجيل أو القرآن .. ألخ ). الإنسانويون يؤمنون ان الخبرة الإنسانية و التفكير العقلاني يمدانا بالمصدر الوحيد لكلا من المعرفة و القوانين الأخلاقية اللتان نحيا بهما فهم يرفضون فكرة المعرفة الموحى بها للبشر عن طريق آلهة او كتب مقدسة.
2- الإنسانوية موقف علمي
موقف الإنسانويون أن العلم يمدنا بالمصدر الوحيد الذي يمكن الإعتماد عليه للمعرفة عن هذا الكون. و هذا يقودنا إلي أن الكون موجود بذاته و ليس مخلوقا و ان الإنسان هو جزء من الطبيعة و أنه قد نشأ نتاج عملية تطور مستمرة.
الإنسانوية تؤكد أيضا أن المنهج العلمي مع أنه غير كامل فهو يظل أكثر طريقة موثوق بها لفهم العالم. إذن فالإنسانويون ينظرون للعلوم الطبيعية و الأحيائية و الإجتماعية و السلوكية من أجل معرفة الكون و مكان الإنسان بداخله. علم الفلك الحديث و الفيزياء فتحا آفاقا جديدة مثيرة للكون : لقد مكنا النوع الإنساني من إستكشاف الكون بواسطة وسائل السفر في الفضاء. الأحياء و العلوم الإجتماعية و السلوكية قد وسعت من فهمنا للسلوك الإنساني.
و بالتالي يعارض الإنسانويون من حيث المبدأ أي جهود لمراقبة أو تحديد البحث العلمي بدون أسباب جوهرية لفعل ذلك. بينما يعارضون سوء إستخدام التكنولوجيا و إمكانية تبعاتها الضارة على النظام البيئي الطبيعي في بيئة الإنسان, ينادون أيضا بمقاومة جهود عدم التفكير الداعية للحد من التقدم التكنولوجي و العلمي. هم يقدرون الفوائد العظيمة التي يستطيع العلم و التكنولوجيا أن يجلباها للنوع الإنساني و يدركون أيضا الحاجة لموازنة التقدم العلمي و التكنولوجي بالإستكشافات الثقافية في الفن و الموسيقا و الأدب.
3- الإنسانوية موقف أخلاقي
يؤكد الإنسانويون أن القيم الأخلاقية تستمد أصولها من الخبرة الإنسانية. الاخلاق مستقلة و متغيرة بحسب الموقف بلا حاجة للاهوت أو قوانين أيديولوجية. الأخلاق مستمدة من إحتياجات الإنسان و إهتماماته. إنكار ذلك يشوة القواعد الأساسية في الحياة. الحياة الإنسانية لها معنى لاننا نخلق و نطور مستقبلنا. السعادة و التحقيق الخلاق لإحتياجات و طموحات الإنسان, بفردانية و متعة مشتركة, هي الموضوعات الرئيسية و المستمرة للإنسانوية.
كل إنسانوي يكافح من اجل حياة حلوة, هنا و الآن. فالهدف هو أن نطارد ثراء الحياة على الرغم من كل القوى المهبطة المفسدة و التجارية و اللا إنسانوية.
الأخلاقيات الإنسانوية مهتمة بالكامل بالأفعال و المثاليات و القيم التي على الأرض في حياتنا الواحدة و الوحيدة. المدينة الفاضلة التي في الجنة يجب أن تبنى هنا في هذا العالم او لا تكون على الإطلاق.
الأخلاق الإنسانوية إيجابية ناحية الفرح و السعادة فهي ترفض التشدد الديني الزائد على الأخلاقيات الجنسية و تطبق المبادئ الأخلاقية عمليا في كل جانب من حياة الإنسان. الأخلاق الإنسانوية تتمسك برؤية متحررة للعلاقات الجنسية و لكنها تصر على مستوى عالي من السلوك و تؤمن بمؤسسة الزواج بطلاق سهل.
الأخلاق الإنسانوية تعتمد على العقل و المنهج العلمي لإتخاذ القرارات الأخلاقية و لا ترى أي فائدة للصلاة أو التوجيه الإلهي بواسطة كائنات فائقة للطبيعة. و بينما الإنسانوية تؤمن بمبادئ أخلاقية عامة فإن معظم القرارت الأخلاقية يجب ان تعتبر على أسس فردية و التي تقدر النتائج المحتملة و الخيارات الممكنة.
و من خلال التاريخ الطويل لحوارات الأنانية و التضحية, الأخلاق الإنسانوية ترى فساد تقسيمهما إلي قسمين و تدعي أن الرجل أو المرأة يستطيعان الجمع بتناغم بين الإهتمام بالذات بشكل نسبي و الإهتمام بالآخر بشكل نسبي في العمل من أجل الخير المشترك. كنتيجة للإهتمام بالذات بطريقة عادية ordinary self-interest و إهتمام الإنسانوي من اجل رفاقه البشر فإن السلام العالمي هو هدف أخلاقي رئيسي.
4- الإنسانوية موقف سياسي
الديموقراطية : لتدعيم الحرية و الكرامة, يجب أن يختبر الفرد أقصى مدى من الحريات المدنية في كل المجتمعات. بما فيها حرية التعبير و الإعلام, الديموقراطية السياسية, و الحق القانوني في معارضة سياسات الحكومة و قضاء عادل و حرية دينية و حرية التنظيمات الإجتماعية و الحرية الفنية و العلمية و الثقافية. و تتضمن الإقرار بحق الفرد في الموت بكرامة و القتل الرحيم و الحق في الإنتحار. الإنسانويون يناهضون الغزو المتزايد على الخصوصية بواسطة أيا كان, في كلا المجتمعات الشمولية و الديموقراطية. هم يتعهدون بحماية و توسيع و تحقيق مبادئ حرية الإنسان التي انطلقت من الماجنا كارتا و حتى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
العلمانية : الفصل بين الكنيسة و الدولة, و الفصل بين الأيديولوجية و الدولة هي قواعد أساسية. الدولة يجب أن تشجع أقصى حرية لمختلف الأخلاقيات و السياسات و الأديان و القيم الإجتماعية في المجتمع. الدولة لا يجب ان تتحيز لأي كيانات دينية في إستخدام الأموال العامة, ولا ان تعتنق أيديولوجية معينة و من ثم تعمل كوسيلة للدعاية أو للإضطهاد, بالأخص ضد المنشقين.
الوحدة العالمية : يأسف الإنسانويون بشدة على إنقسام النوع الإنساني إعتمادا على أرضية القومية. فلقد وصلنا لنقطة تحول في تاريخ الإنسان بحيث يكون الخيار الأمثل هو تجاوز الإستقلال الوطني و المضي بإتجاه بناء وحدة عالمية بحيث تستطيع كافة قطاعات العائلة الإنسانية أن تتشارك. و بالتالي فنحن ننظر إلي تطوير نظام من القانون العالمي و الحكم العالمي مؤسس على حكومة فيدرالية لاقومية.
هذا سوف يقدر التعدد و التنوع الثقافي حق قدره. و هذا لن يستبعد الفخر بالجذور و الإنجازات القومية و لن يعالج المشاكل الإقليمية على أسس أقليمية. التقدم الإنساني, بأي طريقة, لا يمكن له أن يتحقق اكثر من ذلك بالتركيز على قطاع واحد من العالم, غربي أو شرقي, المتقدم أو النامي.
هذة الوحدة العالمية يجب ان تتخلى عن اللجوء للعنف او القوة كطريقة لحل النزاعات الدولية. فالأنسانويون يؤمنون بالأحكام القضائية السلمية في الخلافات بواسطة محكمة دولية و بتطوير فنون التفاوض و حلول الوسط. الحرب أصبح طريقة قديمة و مهجورة.
5- الإنسانوية ليس لها موقف إقتصادي محدد
المجتمعات الإنسانية يجب ان تقدر الأنظمة الإقتصادية ليس بالبلاغة أو الأيديولوجية, بل بما إذا كانت تزيد من صلاحية كل الأفراد و الجماعات, و ما إذا كانت تقلل الفقر و شظف العيش, و ما إذا كانت تزيد من مجموع الإكتفاء الإنساني و تدعم نوعية الحياة المعاشة.
إذن فالباب مفتوح أمام خيارات الأنظمة الإقتصادية. نحن نحتاج لجعل الإقتصاد ديموقراطيا و الحكم عليه بحسب مسئوليته تجاه الإحتياجات الإنسانية و إختبار النتائج تبعا للصالح العام.
لكن مشاكل النمو الإقتصادي و التنمية لا يمكن لها ان تحل بواسطة كل دولة وحدها, تلك أهداف عالمية. إنه الإلتزام الاخلاقي من الدول المتقدمة بأن تزود (من خلال سلطة عالمية تحمي حقوق الإنسان) الأجزاء النامية في الكوكب بالمساعدات التقنية و الزراعية و الطبية و الإقتصادية الضخمة, بما فيها تقنيات الحكم في المواليد. الفقر العالمي يجب ان ينتهي. إذن هذا التفاوت الضخم في الثروة و الدخل و النمو الإقتصادي يجب أن يتم تقليله على أسس عالمية.
الوحدة العالمية يجب أن تتحقق بخطة تعاونية مهتمة بإستخدام الموارد المستنزفة بتسارع. كوكب الأرض يجب أن يتم إعتباره وحدة واحدة إيكولوجية. الدمار البيئي, و الموارد المستنزفة, و النمو السكاني الزائد يجب أن يتم مراجعتها عن طريق معاهدة دولية. تهذيب و صيانة الطبيعة هو قيمة أخلاقية, يجب أن ندرك انفسنا بتكامل مع مصادر وجودنا في الطبيعة. يجب أن نحرر عالمنا من التلوث و الفضلات التي لا نحتاجها, يجب أن نخلق الثروة و نحميها بطريقة مسئولة, الطبيعية و الإنسانية كليهما. إستغلال الموارد الطبيعية بدون ضبط من ضمير إجتماعي يجب أن ينتهي.

06-07-2011, 12:58 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
علماني 87 غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 37
الانضمام: Dec 2010
مشاركة: #2
RE: Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
يعني من الناحية الاقتصادية الانسانوية لا تدعم فوارق الطبقات الفاحش بين الفقراء والاغنياء ؟
06-07-2011, 01:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Brave Mind غير متصل
ملحد إنسانوي مصري
***

المشاركات: 187
الانضمام: Nov 2010
مشاركة: #3
الرد على: Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
بالضبط و لكنها لا تتبنى منهج معين لتحقيق ذلك.
06-07-2011, 01:12 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ahmed ibrahim غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,031
الانضمام: May 2011
مشاركة: #4
الرد على: Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
أفكار جميلة

ولكن أراه مجرد حبر على ورق

بعد القراءة أنا لا أرى وضع الكيفية لتبنى تلك الفكرة

أو وضع منهج لأمكانية تطبيقها

ربما يمكنهم هذا فى المستقبل القريب

فأى شئ يبدأ بفكرة

شكرا على المعلومات القيمة

06-07-2011, 01:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
yasser_x غير متصل
ŦH!NK
****

المشاركات: 519
الانضمام: Jul 2010
مشاركة: #5
الرد على: Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
هل نزعة الانسنه هي نفسها الانسانيه العلمانيه ,,
Humanism = Secular Humanism
ولا دي حاجه ودي حاجه تانيه ؟!!
06-07-2011, 01:54 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Brave Mind غير متصل
ملحد إنسانوي مصري
***

المشاركات: 187
الانضمام: Nov 2010
مشاركة: #6
RE: الرد على: Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
(06-07-2011, 01:48 AM)ahmed ibrahim كتب:  أفكار جميلة

ولكن أراه مجرد حبر على ورق

بعد القراءة أنا لا أرى وضع الكيفية لتبنى تلك الفكرة

أو وضع منهج لأمكانية تطبيقها

ربما يمكنهم هذا فى المستقبل القريب

فأى شئ يبدأ بفكرة

شكرا على المعلومات القيمة

هذا ليس مجرد حبر على ورق ..
هناك بشر مقتنعين بتلك الأفكار حتى النخاع و يحاولون تنفيذها بشتى الطرق.

منهج التنفيذ هو أن يقبل كل واحد تلك الأفكار و يحاول تطبيقها على نفسه أولا.
يعني المسألة معتمدة على الإرادة الحرة و ليست دعوة إجبارية بالسيف أو الطغيان.

الإنسانوية دعوة سلمية و تعتمد على التطوع الفردي و ستنتشر بإنتشار التعليم و الوعي.

كل ود.
06-07-2011, 02:09 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Brave Mind غير متصل
ملحد إنسانوي مصري
***

المشاركات: 187
الانضمام: Nov 2010
مشاركة: #7
RE: الرد على: Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
(06-07-2011, 01:54 AM)yasser_x كتب:  هل نزعة الانسنه هي نفسها الانسانيه العلمانيه ,,
Humanism = Secular Humanism
ولا دي حاجه ودي حاجه تانيه ؟!!

هي نفسها تقريبا ..

هناك تنظيمات إنسانوية في بلدان كثيرة مثل :
The British Humanist Association
The American Humanist Association
ألخ ..

و عادة تلك التنظيمات تتضمن من يرى ان الإنسانوية دين جديد ينسخ كل الأديان التي قبله.
و هؤلاء هم الـ religious humanists

بول كورتز الفيلسوف الأمريكي كانت له رؤية مختلفة فلقد كان يرى ان الإنسانوية فلسفة علمانية أساسا
لذلك فلقد شكل هو الـ Council for Secular Humanism ..

[صورة: kurtz.jpg?w=190&h=290]
الفيلسوف الأمريكي / بول كورتز

لكن سواء كانت الإنسانوية دينا جديدا أو فلسفة علمانية فكل الإنسانويين يجتمعون و يتفقون على المبادئ التي ذكرتها في المداخلة الأولى و لذلك فالفارق هو في المسميات فقط و كثرة التنظيمات الإنسانوية تغطي كافة التوجهات و تجعل التيار ثريا بالإختلاف حتى لو كان طفيفا.
06-07-2011, 02:25 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
yasser_x غير متصل
ŦH!NK
****

المشاركات: 519
الانضمام: Jul 2010
مشاركة: #8
الرد على: Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
هو فعلا الاتنين واحد تقريبا ,,
الانسانيه تحمل القيم العلمانيه والليبراليه داخلها او بوتقه لهذا الدمج وأفضل شيء انها تركز علي الدور المحوري للعلم في الحياه,
الفكره ان صعب انتشار هذه النزعه في العالم العربي (طبعا انتا عارف الحجج الجاهزة بتاعت عاداتنا وقيمنا والهراء ده)
علي فكره اينشتاين وبرتراند راسل واوبنهايمر وغيرهم كانوا اعضاء في تجمع عالمي شبيه بده تقريبا
مش متذكر اسمه دلوقتي , يعني العالم يحتاج لمنظومة قيم تتجاوز الايديولوجيات الحاليه (رأسماليه واشتراكيه)
تحمل تنظيما وقيما واخلاقا اكثر تسامي من المنظومات الحاليه الي انا شايف انها استهلكت نفسها
الانسانيه العلمانيه قد تكون الاقرب لتكون البديل المنطقي لهكذا منظومه جديده ..
06-08-2011, 05:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Brave Mind غير متصل
ملحد إنسانوي مصري
***

المشاركات: 187
الانضمام: Nov 2010
مشاركة: #9
RE: Humanism : الإنسانوية كما أفهمها
إقتباس من الفصل الأول من كتاب :
” الإنسان هو الحل ” للدكتور حازم خيري

صياغة أنسنية عالمية :

يعد الرواج العظيم الذي لقيه مصطلح “الأنسنية” مسئولا بشكل أو بآخر عن زيادة الاختلاف في معانيه عند مستعمليه من أصحاب الاتجاهات الفلسفية المختلفة ، فضلا عن كونه مسئولا كذلك عن كثرة الاختلاط حول المصطلح ، ليس في أذهان العامة فحسب ، و إنما لدى كثير من الكتاب والمؤلفين أيضا . وهو ما حدا ببعض الفلاسفة والمفكرين المأخوذين بما للأنسنية من رونق وجاذبية لبذل جهود حثيثة في صياغة خصائص بعينها لما اصطلحوا على اعتباره “أنسنية عالميةWorld Humanism” ، اعتقدوا في تجاوزها للاختلافات والتناقضات الواردة في التعاريف المختلفة للأنسنية ، إلى جانب اعتقادهم في تمييزها للفلسفة الأنسنية عما عداها من فلسفات . وفيما يلي عرضا موجزا لأهم المحاولات المبذولة في هذا الصدد :
[1] محاولة لامونت Corliss Lamont :

أورد الفيلسوف الأمريكي كورليس لامونت في كتابه ذائع الصيت “الفلسفة الأنسنية The Philosophy of Humanism” ، عشر خصائص ، اعتبرها تجسيدا للأنسنية في أكثر أشكالها الحديثة قبولا .

[صورة: cl-photo.jpg?w=245&h=320]
الفيلسوف الأمريكي / كورليس لامونت

الكتاب تجده على هذا الرابط : هنا

وأكد لامونت على ما تتيحه تلك الخصائص للأنسني من مزية نعت الأنسنية بما يحلو له من صفات ، فله أن يطلق عليها الأنسنية العلمية أو العلمانية أو الطبيعية أو الديمقراطية ، وذلك حسبما يتراءى له . فطبقا للفيلسوف الأمريكي ، تحتفظ الأنسنية في ظل النعوت المختلفة بوجهة نظرها القائلة بأن البشر لا يملكون سوى حياة واحدة ، لزاما عليهم أن ينفقوها ، كلها أو معظمها على الأقل ، في سلام دائم وإبداع متواصل . على أن يستندوا في ذلك إلى طاقاتهم الإنسانية الإبداعية ، لا إلى قوة خارجية أو عالية على الكون .

على أية حال, أوجز الأمريكي لامونت رؤيته للأنسنية العالمية في امتلاكها للخصائص التالية:

1) اعتقادها في الميتافيزيقيا الطبيعية ، أو بعبارة أخرى اتخاذها موقفا تجاه الكون يعتبر كل أشكال ما فوق الطبيعة أساطير ، وينظر للطبيعة على أنها جملة الموجود ، فضلا عن إدراكه لها كنظام للمادة والطاقة دائم التغير ، يعيش مستقلا عن أي عقل أو وعي .

2) اعتقادها ، مستندة في ذلك إلى القوانين والحقائق العلمية ، في كون الجنس البشري نتاجا تطوريا للطبيعة ، وجزءا منها في الوقت ذاته . وكذلك اعتقادها في الارتباط الوثيق بين العقل ووظائف المخ ، علاوة على اعتقادها الراسخ في وحدة الجسد والشخصية ، وهو ما يعني ـ من وجهة نظر لامونت ـ القول باستحالة حدوث بعث للوعي بعد الموت .

3) اعتقادها ، انطلاقا من إيمانها العظيم بالجنس البشري ، في امتلاك البشر الإمكانية والقدرة على حل مشكلاتهم ، عبر اعتمادهم الأساسي على العقل والمناهج العلمية المطبقة بشجاعة لخدمة رؤية بعينها .

4) اعتقادها ، وذلك على خلاف نظريات الجبر أو القضاء والقدر أو القدر السابق ، أن البشر ، رغم كونهم محكومين بالماضي ، يملكون حرية حقيقية للاختيار والفعل الخلاق ، وأنهم ، رغم خضوعهم لقيود موضوعية بعينها ، يملكون القدرة على صياغة مصائرهم .

5) اعتقادها في مواثيق الشرف والأخلاقيات التي تشكل الأرضية لكل القيم الإنسانية السارية في الخبرات والعلاقات الحياتية على كوكب الأرض ، والتي تحفظ على الإنسان أهدافه العليا الماثلة في السعادة والحرية والتقدم الاقتصادي والثقافي والأخلاقي ، بغض النظر عن الأمة أو العنصر أو الديانة التي ينتمي إليها هذا الإنسان .

6) اعتقادها أن الفرد يحقق الحياة الطيبة عبر ما يحدثه من تناغم بين تلبية المطالب الشخصية والتطور الذاتي المستمر وبين العمل المهم والنشاطات الأخرى التي تساهم في تحقيق الرفاهية للمجتمع .

7) اعتقادها في إمكانية الوصول لأبعد مدى ممكن في تطوير الفن والوعي بالجمال ، بما في ذلك استحسان جمال الطبيعة وإدراك جلالها ، على أمل أن تصبح الخبرات الاستاطيقية (الخاصة بعلم الجمال ) واقعا سائدا في الحياة .

8) اعتقادها في البرامج الاجتماعية بعيدة المدى ، الرامية لإحلال الديمقراطية والسلام ومستويات المعيشة المرتفعة في شتى أنحاء المعمورة ، والمستندة في ذلك إلى نظم اقتصادية منتعشة على الصعيدين الوطني والدولي .

9) اعتقادها في الإعمال الاجتماعي الكامل للعقل والمناهج العلمية ، وكذا اعتقادها في التدابير الديمقراطية والحكم البرلماني ، الكافل لحرية التعبير والحريات المدنية ، في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية .

10) اعتقادها ، متمشية في ذلك مع المناهج العلمية ، في حتمية الطرح السرمدي للتساؤلات حول الافتراضات والقناعات الأساسية ، بما في ذلك الافتراضات والقناعات المرتبطة بالأنسنية ذاتها . لكونها ليست دوجما Dogma (حكما لا يقبل الشك) ، وإنما فلسفة متطورة ، منفتحة على تذوق الخبرات والاكتشافات الجديدة والاستدلالات الأكثر دقة .

[2] محاولة الاتحاد الأنسني والأخلاقي الدولي IHEU :

وافق الآباء المؤسسون للاتحاد الأنسني والأخلاقي الدولي International Humanist and Ethical Union ، في مؤتمرهم الأول بهولندا عام 1952 ، على ما اعتبروه بيانا بالمبادئ الأساسية للأنسنية العالمية . غير أن المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي ، والمنعقد بهولندا عام 2002 ، أي بعد مرور خمسين عاما على انعقاد المؤتمر الأول ، تعهد بالتحديث بيان المؤتمر الأول ، المعروف باسم “إعلان أمستردام Amsterdam Declaration” ، واعتبره تعريفا رسميا لخصائص الأنسنية الحديثة ، تمييزا لها عن غيرها من الفلسفات . وعليه أضحى ” إعلان أمستردام معروفا باسم “إعلان أمستردام 2002 Amsterdam Declaration 2002 ” ، و أضحت المبادئ الواردة به والتالي عرضها تجسيدا فعليا لرؤية الاتحاد الدولي لخصائص الأنسنية العالمية:

1) الأنسنية أخلاقية ، فهي تؤكد قيمة وكرامة واستقلالية الفرد ، علاوة على تأكيدها لحقه في التمتع بأكبر قدر ممكن من الحرية ، بما لا يتعارض مع حقوق الآخرين . فالأنسنيون يهتمون بالبشر كافة ، بما في ذلك الأجيال القادمة ، ويؤمنون بأن الأخلاق جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية ، وأنها تقوم على التفاهم مع الآخرين والاهتمام بهم ، ولا تتطلب قوة خارجية لفرضها .

2) الأنسنية عقلانية ، فهي ترمى للتوظيف الخلاق وليس الهدام للعلم . فالأنسنيون يعتقدون في أن حل مشاكل العالم سبيله الفكر والفعل البشريين وليس تدخل القوى العالية عن الكون . والأنسنية تدافع عن الأخذ بالمناهج العلمية في حل المشكلات الإنسانية ، بما لا يتعارض مع القيم الإنسانية ذاتها ، فهي التي تساعد الإنسان على تحديد الغايات التي يعد العلم وسيلة لبلوغها .

3) الأنسنية تساند الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فهدفها بلوغ الكائن البشري أقصى قدر ممكن من التطور . إنها تعتبر الديمقراطية والتنمية البشرية حقا طبيعيا لذلك الكائن . فطبقا للأنسنية ، تهيمن المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان على العلاقات الإنسانية ، فلا يترك قرار الأخذ بهما أو تركهما للحكومات والأنظمة ، أيا كانت طبيعتها ، لكونهما حقا إنسانيا .

4) الأنسنية تصر على ضرورة تناغم الحريات الشخصية مع المسئولية الاجتماعية . أو بعبارة أخرى ، تؤكد الأنسنية على ضرورة بناء عالم يكون فيه الشخص الحر مسئولا أمام المجتمع ، كما أنها تعترف باعتماد الإنسان على الطبيعة وكذا تعترف بمسئوليته تجاهها . والأنسنية ليست دوجماطيقية ، فهي لا تفرض عقيدة بعينها على الأنسنيين ، وتطالب بحق الإنسان في التعليم الحر .

5) الأنسنية تؤكد على إيمانها بعدم مشروعية إجبار الإنسان على اعتناق ديانة بعينها ، وكذا عدم مشروعية السعي لفرض الاعتناق القسري لبعض الديانات الرئيسية في العالم على الآخرين ، استنادا لكونها صالحة لكل زمان ومكان . فالأنسنية تعترف بحق الإنسان في التدبر والتقييم والاختيار الحر لعقيدته ، أيا كانت تللك العقيدة .

6) الأنسنية تثمن الخيال والإبداع الفني ، وتعترف بدور الفنون والآداب في تطوير الملكات الخلاقة . فهي تؤمن بارتباط الفنون على اختلافها وتنوعها بما يحرزه الإنسان من تطور وتقدم في مناحي الحياة المختلفة .

7) الأنسنية تعد موقفا حياتيا يرمى لتمكين صاحبه من تحقيق أقصى قدر ممكن من الآمال والطموحات ، فضلا عن تزويد الأنسنية معتنقيها بالأدوات الأخلاقية والعقلانية اللازمة للتعاطي الكفء مع الحياة ، في كل زمان ومكان .

والآن ، أما وقد عرضنا محاولتي لامونت والاتحاد الأنسني والأخلاقي الدولي لصياغة أنسنية عالمية ، تتميز عما عداها من فلسفات ، وتتجاوز خصائصها الاختلافات الواردة في التعاريف الفلسفية المتعددة للأنسنية ، يتبقى لنا أن نشير لوجود قدر غير قليل من التشابه الجوهري بين المحاولتين . فكلتاهما تؤكدان على ارتباط الأنسنية بتثمين العقل البشري ، وتريان في المواثيق الأخلاقية رافدا مهما لها . إضافة إلى تأكيد المحاولتين على ارتباط الأنسنية بالتناغم بين الحريات الشخصية و المسئوليات الاجتماعية ، وكذا ارتباطها بالاحترام الكامل للمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان . و تظل المحاولتان المذكورتان ، والمحاولات الأخرى المماثلة ، دليلا حيا على عمق وجدية الرغبة الإنسانية في صياغة أنسنية عالمية ، تصبح الأرض في ظلها مقاما جميلا طيبا .

النهج الأنسني المنشود :

أراني بت قانعا ، بعد تجوالي وقارئي الكريم في أروقة الأنسنية ، أنها نهج يحترم الإنسان وينزله المنزلة اللائقة به ، فجوهرها ـ طبقا للمتعارف عليه ـ هو التعريف بالإنسان كأعلى قيمة في الوجود ، وهدفها هو التمحيص النقدي للأشياء بما هي نتاج للعمل البشري وللطاقات البشرية ، تحسبا لسوء القراءة وسوء التأويل البشريين للماضي الجمعي كما للحاضر الجمعي . ففي رحاب الأنسنية لا يوجد سوء تأويل لا يمكن مراجعته وتحسينه وقلبه رأسا على عقب ، و لا يوجد كذلك تاريخ لا يمكن استعادته ، إلى حد ما ، وفهمه بشغف بكل ما فيه من عذابات وإنجازات . وبعبارة أخرى ، تنسف الأنسنية جذريا الأطروحة القائلة بان تبجيل ما هو تراثي أو إتباعي يتعارض حتما مع التجديد المستمر للمعطيات المعاصرة . وإذا اتخذنا التاريخ كمثال ، نجد أن الأنسنيين يرونه مسارا غير محسوم ، قيد التكوين ، لا يزال مفتوحا على حضور الناشئ والمتمرد وغير المستكشف وغير المقدر حق قدره وما يطرحه من تحديات . كما أنهم يرون أن الإنسان هو صانع التاريخ ، ومن ثم فهو قادر على اكتناهه عقليا ، وفق المبدأ القائل بأننا كبشر ندرك فقط ما نحن صانعوه ، أو بالأحرى ، نراه من وجهة نظر الإنسان الصانع ، فأن تعرف شيئا ما يعني أن تعرف الكيفية التي بها صنع ذلك الشيء.

وطبقا لإدوارد سعيد ، ليست الأنسنية طريقة لتدعيم وتأكيد ما قد عرفناه وأحسسناه دوما ، وإنما هي وسيلة تساؤل وإقلاق وإعادة صياغة للكثير مما يقدم لنا اليوم على أنه يقينات مسلمة ، معلبة ، مغلقة على النقاش ، ومشفرة على نحو غير نقدي ، بما فيها تلك الموجودة فيما اصطلح على كونه آراء وأعمال خالدة يجري تغليفها برقائق المحرمات الثقافية . فثمة صعوبة في القول بان عالمنا الفكري والثقافي كناية عن مجموعة بسيطة وبديهية من خطابات الخبراء ، فالأرجح انه تنافر مضطرب من المدونات غير المحسومة . ولكل حضارة أن تلبي روحها هذا النهج الأنسني المنشود . ولهذا علينا أن نلتمسه في الحضارات المختلفة ، فخصائصه العامة تكاد تكون واحدة بين جميع الحضارات:

[1] الخاصية الأولى : معيار التقويم هو الإنسان

أول ما تمتاز به الأنسنية هي أنها تبدأ فتؤكد أن معيار التقويم هو الإنسان ، عبر ما يمليه حسه الإنساني من قوانين ، وهو قول يجب أن يفهم في سياقه الأنسني الحقيقي ، لا بالمعنى المبتذل والفاسد الذي يضاف إليه عادة عند تجار الآلام ، فهم يدعون أنه لا أنسنية بدون وضع الإنسان في مقابل الإله ، ناسين أو متناسين أن الإنسان ـ في أكثر الآراء شيوعا ـ هو وجه الإله على الأرض وأنه ما انتقل من دور البربرية والوحشية إلى دور التحضر والمدنية إلا عن طريق القوانين . بيد أن هذه القوانين ليست قوانين مفروضة من الخارج ، وإلا لكان في ذلك قضاء مبرما على الفردية ، إنما هذه القوانين ـ كما أسلفنا ـ هي ما يمليه الحس الإنساني العام . ففيها إذن تتمثل الفردية ، من ناحية ، على أساس أن العقل الإنساني هو الذي يشرعها أو أن الناس هم الذين شرعوها ، ومن ناحية أخرى يتمثل فيها شئ من كبح جماح الفردية ، لأن هذه القوانين يجب أن يخضع لها الجميع . وبعبارة أخرى ، لا يعد القول بكون معيار التقويم هو الإنسان تأليها للإنسان ، فليس في الأنسنية تأليه لإنسان وإعجاب به وحماس له إلى حد جعله الكائن الأوحد والسيد المطلق. وإنما فيها الانتصار لذلك الكائن النبيل والحيلولة دون سعي تجار الآلام لاسترقاقه وتصييره دابة تعلف في زريبة الآخر، وأقصد بالآخر هنا كل من يعمد لتعمية الذات، أيا كانت هويتها أو انتمائها، عن الأنسنية.

[2] الخاصية الثانية : الإشادة بالعقل ورد التطور إلى ثورته الدائمة

ذكرنا آنفا أن أول ما تمتاز به الأنسنية هي أنها تبدأ فتؤكد أن معيار التقويم هو الإنسان ، والسؤال الذي يطرح نفسه .. كيف للإنسان أن يضطلع بتلك المهمة الشاقة والعسيرة ؟! لعمري انه العقل .. ذلك القبس الإلهي ـ طبقا لهيجل Hegel ـ الذي يسكن أجساد البشر ! إن ثورته الدائمة سبيلهم المتاح لتطوير الحياة وإدراك الحقيقة. أقول الحقيقة ولا أقول الحقيقة المطلقة ، فهي محجوبة وهيهات للعقل البشري أن يدركها وان تصور خلاف ذلك ، إذ أن الإنسان لا يملك حيالها سوى أن يرخي جفنه ويركن إلى هذا الجانب أو ذاك . لذا ، تصر الأنسنية على أن تضع موضع الاعتبار كل ما في العقول الفردية من خصب وثراء وثورة بدلا من محاولة ضغطها جميعا في طراز واحد من “العقل” يقال عنه أنه واحد لا يتغير . والأنسنية كذلك تحسب حسابا للثروة النفسية لكل عقل إنساني ، وتعنى بوفرة اهتماماته وعواطفه ونزعاته ومطامحه . ولا شك أنها بعنايتها هذه تضحي بكثير من البساطة المضللة التي تبدو في الصيغ المجردة ، ولكنها تقدر وتوضح جمعا غفيرا مما أغفله الناس فيما مضى ونظروا إليه على أنه وقائع غير مفهومة .. على أية حال ، تظل الإشادة بالعقل ورد تطور حياة الإنسان إلى ثورته الدائمة إحدى الخصائص المهمة للأنسنية. وثورة العقل تعني أنه لم يعد قوة محافظة، تعمل على كبت أي تمرد على الأوضاع القائمة، وتدعو إلى الاحتفاظ بكل الثقافات السائدة، وتحارب كل ميل جذري إلى التغيير. حتى أن الأنسني مطالب بأن يضمر عداء أبديا لكل صورة من صور الطغيان أو السيطرة على عقل الإنسان، ليتسنى لنا معشر البشر ردع تجار الآلام وحرمانهم من المتاجرة بآلامنا .

[3] الخاصية الثالثة : تثمين الطبيعة والتعاطي المتحضر معها

مادمنا قد استخلصنا مكانة الإنسان في الأنسنية ، بجعلها إياه معيار التقويم وإشادتها بعقله ورد التطور إلى ثورته الدائمة، فقد بقي علينا أن نقوم بحركة مد وعود إلى الخارج ، لا لكي يفنى فيه الإنسان من جديد ، بل ليؤكد نفسه فيه ويفرضها عليه . والإنسان في هذا الاتجاه إلى الطبيعة يخضع لعامل غزو الذات للموضوع بفرضها قيمها عليه واستخدامه كأداة لتحقيق إمكانياتها ، بوصفه عالم أدوات . ومن هنا كانت الخاصية الثالثة للأنسنية هي تثمين الطبيعة والتعاطي معها بتحضر ورقي . غير أنه علينا أن نفهم جيدا الفارق بين هذا الاحترام الأنسني للطبيعة ، وبين عبادة الطبيعة عند الشعوب البدائية . فتثمين الأنسني للطبيعة وتعاطيه المتحضر والراقي معها إنما ينبع من اعتقاده الراسخ بكونها منحة سخية ، فضلا عن كونها ضرورة ملحة لإدامة الوجود الإنساني ، أما الشعوب البدائية فتذهب في تعاطيها مع الطبيعة إلى تأليهها ، رهبة وخوفا من جبروتها ، وشتان ما بين الأمرين .

[4] الخاصية الرابعة : القول بأن التقدم إنما يتم بالإنسان نفسه

رغم وجاهة القول بأنه لا يمكن التقدم بالإنسان حتى يصل إلى درجة الكمال وحتى تختفي الآثام والآلام من وجه الأرض ، إلا أنه يناط بالأنسني الاعتقاد بأنه يمكن للإنسان أن يتقدم كثيرا ، وأن ذلك إنما يتم بالإنسان نفسه وقواه الخاصة ، لا بقوة خارجية أو عالية على الكون ، ففي هذا أكبر تأكيد لجانب العقل والنشاط والتحقيق الخارجي في الذات الإنسانية . وليس ثمة تعارض كما قد يبدو للوهلة الأولى ، فإثابة المجتهد على اجتهاده سنة كونية ، حق علينا ـ معشر البشر ـ الانصياع لها . غير أن تجار الآلام ، وما أكثرهم في كل زمان ومكان ، يحلو لهم محاجة القول بقدرة الإنسان على إحراز التقدم استنادا لقواه الخاصة ، عبر المزايدة على تلك السنة الكونية ، وذلك بزعمهم أن التقدم إنما يتم حتما بقوة خارجية وليس بقوى الإنسان الخاصة ، وهو أمر تعوزه الصحة ويتعارض مع المنطق السليم . إذ أن الإنسان ـ كما أسلفنا ـ هو في أكثر الآراء شيوعا وجه الإله على الأرض ، منحه خالقه قبسا إلهيا هو العقل ، كي يضرب به في مجاهل الحياة ، ويحفظ به عليه وجوده . وأراني لا أتجاوز الحقيقة حين أقرر بضمير مطمئن أن حاكمية الإنسان لا تعدو في جوهرها كونها التزاما صارما بما يطلق عليه الحاكمية الإلهية . فنحن معشر البشر محكومون حكما غير مباشر عبر عقولنا التي منحنا إياها ، والتي لولاها لهلكنا أو على الأقل ظللنا نضرب في مجاهل الحياة على غير هدى .

[5] الخاصية الخامسة : تأكيد النزعة الحسية الجمالية

إن العقل الذي تشيد الأنسنية به وترد التطور إلى ثورته الدائمة ليس ذلك العقل الجاف المجرد التفكير الذي يشبه آلة تنتج تصورات شاحبة غادرتها الحياة ، مثل العقل الاسكلائي التائه في بيداء الديالكتيك الأجوف والأقيسة العقيمة، بل هو الوعي الكامل للذات الإنسانية في مواجهتها للموضوعات الخارجية ، وهو لهذا يواكب العاطفة ولا يعاديها ، ويتكئ على الحس العيني الحي . ولهذا تمتاز تلك النزعة بخاصية خامسة هي النزعة الحسية الجمالية التي تميل إلى الرجوع إلى العاطفة واستلهامها إدراك الوجود في بعض أنحائه . واغلب الظن أن الحديث عن هذه الخاصية لا يتحمل مزيد من التفسير والشرح ، وإلا كنا ندفع أبوابا مفتوحة على مصاريعها .

وفى الختام ، يطيب لي أن أؤكد أننا معشر الأنسنيين المتوثبين في هذه المنطقة المضطربة من العالم ، منوط بنا الاسترشاد بالخصائص المذكورة سلفا لإيجاد نهج أنسني جديد ، كنا ولا نزال حيارى في معرفة الطريق إليه ، نلتقي عبره بالأنسنيين في شتى بقاع المعمورة . فالحق الذي لا مراء فيه أنه ليس سوى الأنسنية من نهج واعد ومبشر ، يناط به الاستحواذ على المكانة اللائقة به في المستقبل ، داخل عالمنا العربي وخارجه . بيد أن الشفافية تقتضي من الكاتب لفت الانتباه إلى الأسلاك الشائكة والألغام المزروعة على جانبي الطريق ، فتجار الآلام في سلوكهم تجاه الأنسنيين ليس يحدوهم سوى الحقد الأسود ، بوصفهم ـ أقصد الأنسنيين ـ التهديد الحقيقي لتجارتهم القذرة ، وكذا بوصفهم البديل الوحيد المؤهل لإقامة مملكة السلام على الأرض ، وكيف لا ؟! و إيمان الأنسنيين المتأجج بالرفقة الإنسانية الصحيحة ليس يبزه في عذوبته سوى كلمات صوفية ناجى بها جبران خليل جبران أخيه الإنسان قائلا: ” ( أيها الإنسان ) أنت أخي .. وأنت مماثلي لأننا سجينا جسدين جبلا من طينة واحدة . وأنت رفيقي على طريق الحياة ومسعفي في إدراك كنه الحقيقة المستترة وراء الغيوم . أنت إنسان وقد أحببتك وأحبك يا أخي ” . ألا ما أعذبها من كلمات وما أرقها من مناجاة !!
06-08-2011, 03:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الطبيعية الوجودية كما أفهمها Brave Mind 2 1,612 08-17-2011, 01:15 PM
آخر رد: The.Rebel
  الإنسانوية : فلسفة الإرتقاء بالإنسان Brave Mind 2 1,736 07-30-2011, 10:03 AM
آخر رد: Kairos
  Humanism .. تعريف بـــ"المذهب الإنساني" في الإلحاد Beautiful Mind 23 7,621 09-20-2008, 01:47 PM
آخر رد: Obama

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS