المقال في نسقه العام جيد للغاية ، يُلقي الضوء على الإنسان المسلم الحائر بين المذاهب والأحزاب الحالية في وسطنا المجتمعي ، قد ينظر بعين الاستخفاف إلى ما قدمه المقال ، ممن يعيش تحت سقف الفكر والعقل المجرد ، او ممن ارتفع فوق هذه "التُرهات" وقد لا يُنظر إليه ويهمش كاتبه ، بل ويُقصى من أصحاب هذه التيارات ، فهو سامحه الله سوى بين المثمر والشيص ، الكبير والصغير ! الحق والضلال ، وقد ينظر إليه بعين المدقق ويصمه بالسطحية والسذاجة في معالجة أفكار تستحق أن يعمل على تحليلها فرق بحثية ! لكن يبقى أن المقال يُعبر عن كثيرين من البسطاء ، كشأن كاتبه ، في حين تترفع النخبة -إن كان من نخب- عن النزول من تحت العرش والتعبير عن حال الحائرين .
نبدأ من نهاية المقال في عدم قبول المجتمع لهذا اللون من الحياد المذهبي أو إرادة كسب الكل / كرههم / الاتفاق على صاحبه -كما يقول المقال- المجتمع بأطيافه الدينية لا يقبل بعضه البعض ، بداعي أنني على صواب وغيري على خطإ ، أنني متقد الذكاء ألمعي علامة وغيري جاهل ساذج متخلف ، أريد رفعة المجتمع وغيري يهدم ، لن نجد تيارا فكريا في مصر الآن يسمح لغيره بمجرد الكلام ، حتى على مستوى من يتبنون قضايا الأقليات ويدافعون عن حقهم في العيش ، لا بد أن يقصوا غيرهم ويسفهوا أقوالهم ، ثم تتحول أحوالهم إلى حال الأقلية لتتكرر اللعبة من جديد ، فترتفع الأقلية وتسفه غيرها ، ويأتي من يدافع عن الحق ! في ممارسة اللعبة المكرورة .. وعند دريم لاند أو الجنة الملتقى..

قد يرجع أحدهم السبب إلى الدين نفسه ، فقديما قال المعري :
إن الشرائع ألقت بيننا إحناً وأودعتنا أفانين العـداوات
وقد صدق المعري فيما قال ولخص المشكل ، لكن إن صدق ذلك على من ينطلقون من على بساط الشرائع ، لن يصدق على من ينطلقون تحت شعار ! حق الإنسان في تقرير مصيره ، فيفترض في أهل اليسار والإنسانويين والليبراليين أنهم بمنأى عن كل هذا الصخب ، فضلا عن أن يخاصمون المتدينين ويسفهوا فعالهم ..
برأيي أن التعصب وفقدان مناخ الحرية الحقيقية هو سبب كل المشاكل التي نراها بين هذه التيارات ، فالمجتمع الحالي بأكمله يحتاج إلى إعادة تربية وتثقيف ، يكفي أن تطالع حالة المجتمع والشارع المصري قبل 60 عاما لترى كيف كان يعيش المؤمن (بكل مذاهبه) والملحد تحت سقف واحد ، يعيشون قناعاتهم بحرية واحترام متبادل .. ربما كانت أيام قليلة وولت ، وربما كذب المؤرخون ، لكنا بالفعل نحتاج إلى الحرية الحقيقة والمعرفة الحقيقة والأخلاق ، لو سرنا في هذه الطريق لوصلنا ولو بعد مائة عام ..
يعجبني قول أحد المغضوب عليهم / والمستغل قولهم عن حالة تشبه حالتنا اليوم ، حيث قال -خلّد الله ذكره-:
اقتباس:
الحرية الحقيقية تحتمل إبداء كل رأي، ونشر كل مذهب، وترويج كل فكر..
في البلاد الحرة قد يجاهر الإنسان بأن لا وطن له ويكفر بالله ورسله ويطعن على شرائع قومه وآدابهم وعاداتهم ويهزأ بالمبادئ التي تقوم عليها حياتهم العائلية والاجتماعية . يقول ويكتب ما شاء في ذلك ولا يفكر أحد ولو كان من ألد خصومه في الرأي أن ينقص شيئًا من احترامه لشخصه ، متى كان قوله صادرا عن نية حسنة واعتقاد صحيح .
كم من الزمن يمرُّ على مصر قبل أن تبلغ هذه الدرجة من الحرية .

قائل هذا الكلام كان متفائلا للغاية ، وربما رومانسيا حالما ، فمقولة مثل هذه اليوم إن صدرت ، حتما سيكفر قائلها فريق التكفير ، ويصفق لها فريق التطبيل ، وسيحار قائلها إلى أي فيلق من المعسكرات ينضم ، ولن يتمثلها بكل ما جاء فيها من معاني بصدق إلا القليل المعتزل !

________

نظرة المقال إلى الفرقية نظرة رضا ورومانسية ، يريد ان يكسب الكل ويحاول العثور على معين ، ولن يظفر به في ظل هذا التعصب المقيت ، فلا إنسان هنا ، وما نراه أقاويلا تُجتر وورقات توضع على الصدر ، حين لا يجد المرء مكانا له وسط الزحام ، يبحث عن أرض جديدة يحرث فيه بيديه ويغرس فيها بذرته ، وما عُدمت بذرة بعد دفنها وتعهدها ورعايتها والإخلاص لها من نتاج .. والشغل بالزحام ونسيان البذرة شرك والعياذ بالإنسان .

كمثال سأعلق على فقرتين :
عن التيار السلفي يقول المقال إنه يحمد لهم طلبهم للدليل ، فلا يقبلون شيئًا إلا بدليل ، وحسنا قال وواقعا يلمسه أي قارئ لكتاباتهم ولخطابهم ، لكنه تحول عندهم إلى هوس وأضحى مرضا بالدليل فلو نصحهم أحد بان يتناول البيبسي مع البيتزا لطالبوه بالدليل أليس هذا تكليف بما لا يُطاق ، ونصيحة الرجل هنا ليست بحاجة إلى دليل ..
وفي الحين الذي يثمن فيه المقال طلبهم للدليل يسفّه خطاب ! خطيب الجمعة الذي يسرف في استخدام الفلكلور والحكايات الشعبية في خطبته بـ اسم الدين ، فلِمَ لم يشر إلى خطب أصحاب الدليل وتضييقهم على الخلق بـ اسم الدين ، فموضوعات خطبهم مكرورة ، وإن جددوا فيها فيدخلون فيما لا يحسنون الخوض فيه ، وكله يلتمسون له شاهدا ودليلا وتلك مصيبة أخرى .

عن الصوفية الحديثة ، ثمّن المقال التصوف ، وأبدى إعجابه به وسيبقى واحة المقهورين !
لكن حديثه عنه فيه خلط كبير .. كما خلط في نظرته إلى تيارات السلف الحديثة ، فكما اتخذ من سلفية اليمن تحت قيادة الراحل مقبل بن هادي الوادعي (وفرقته من غلاة السلفية في العصر الحديث) مثالا وعنوانا على كل السلفيات ، تحدث عن التصوف بعمومية لا تجعل من أحكامه رؤية نافذة ..
فليس أهل التصوف وحدهم هم نبلاء عالم الروح في الإسلام ، فقد شهد الإسلام منذ بداياته وقبل أن يتحول التصوف إلى اتجاه له ميسمه الخاص نبلاء في عالم الروح بداية من عصر أصحاب محمد وما بعدهم مما يحسبون -تمحلا فرقيا- على الصوفية .. وكيف أن الصوفية خاصمت العقل ؟ وأول التآليف الإسلامية عن العقل كانت لمتصوفة (كمثال : مائية العقل للمحاسبي) إضافة إلى جمع بعضهم بين الاعتزال (بما عُرف عنه من إعلاء شأن العقل وتثمين أحكامه) والتصوف .. كان من الممكن ان يقول المقال قدموا الذوق على العقل ..
كما وقع في خطإ حين قال (المنطق الذوقي) فهل للذوق منطق ؟! الذوق رهن بالشخوص واختلافهم ، فما أقبله أنا لا يقبله غيري ، وبالفعل قد أخطأ كثير من الصوفية حين قدموا الشرع (الصحيح! بزعمهم) من خلال أذواقهم ومواجيدهم التي تخضع لتجاريبهم ..
أما عن أنهم (انشغلوا بالدفاع بما لا يجب الدفاع عنه، العبء القادم من عصور التخلف وسنين الانحطاط.) فكذا حال جميع كل الفرق الحالية..

__________________

Arrayحين يتغير الواقع ليسمح لكل وجهات النظر أن ترى النور بحرية و أمن و سلام و ستخفت شحنة التعصب و الفرز الثنائي تاركة المكان لحوار الافكار و قبول و انصاف الاخر و التنوع.
[/quote]

أ. هالة
لن يتغير الواقع ونحن أحياء !
Array
و من أين يأتي القبول ان كنا منذ 1500 عام أسرى ثنائيات شرعنها دين سماوي و هي مؤمن و كافر و ملاك و شيطان و مهتدي و ضال .. لتتطور فيما بعد الى ثنائية الحاكم و المحكوم على غرار "من لم يكن بعثيا فهو خائن" و هكذا الى أن تصل الصعيد الدولي و "من ليس معنا فهو ضدنا".[/quote]

الثنائية / التعددية ليست في حد ذاتها عيبا ، المشكلة في تعامل البشر ومدى قبولهم لبعضهم ، الإنسان هو القضية .. وهو هو من يهدر حقه في العيش ، كذبا باسم الدين أو الحزبية ، لأنه لا يرى إلا نفسه .
_________

عاشق افندي
Arrayفتحيه الى كاتب المقال وناقله [/quote]
مين فتحية دي :lol:
وإيه اللي مزعلك م السلفيين مش يمكن على حق ؟
ألا ينطلقون في تفاسيرهم وقراءتهم من نفس الذي تنطلق أنت منه ؟ يبقى أن رؤيتهم تحتمل الصواب مثل رؤية غيرهم ..
تب يا رجل واستهدى بالله وبلاش التعصب وزندقة السلف.

___________

بني آدم
Arrayلن أحاول أنا لأن ( لماذا ) صعبة وتحتاج الى تحليل طويل عميق لا أملك أدواته ولا الوقت له ولكن سأسعد كثيرا إن سمعتها من أحد [/quote]

طيب أستحلفك باللات والعزى أن تحاول لأني بالفعل أستفيد من كل ما يطرح هنا .
Arrayربما حاول ان يصف لنا حاله هو .. وهى حالة وسطية معقولة كبداية للإنسان ليبنى أفكاره ونفسه .. ويمكن فى نفس الوقت أن يصل إليها أى شخص وتحت الضغط النقاشى يمكن لأعتى السلفيين تبنيها .. ولكن التحدى ليس فى ( الوسطية ) بل فى ( الحيادية ) [/quote]
صحيح ، أنا قرأت المقال على هذه الصورة أنه يصف حاله كشخص ، وحال كثيرين مثله ، ببساطة شديدة وقد أحسن في التعبير عنها وعن البسطاء والمخدرين أنفسهم .

_________

أستاذنا العلماني
أنا انتبهت لعدم قبول غير المقبول للآخر :) وأتفق معكم في كل ما علقتم به على المقال
Arrayكان عليه من البداية أن يتنبه إلى هذا ويحاول طريقا تجمعه بالآخرين على أساس أعرض من أساس العقيدة الدينية المختلفة. طريق على أساس وطني أو إنساني مشترك [/quote]
لا أؤمن بجامعة الوطن ، فقد مضى عهد سعد ! وأؤمن إيمانا أحمد المولى عليه بألا براءة ، وبجامعة أعرض كما عبرتم (الإنسان) الذي يشمل الكل ، وأحاول أن أسير على هذا وأدعمه ، لكن بالفعل تواجهني نفس مشكلة كاتب المقال ، فإن كنت أقبل الكل بجماله وقبحه ، كما هو على حاله ، وليس بما أريد ، إلا أن كثيرين لن يقبلون على حالي هذا ، ويعدون ما انا فيه احتيال ونصب ومكر ودهاء (وهم كده ولاد الذين المسلمين يشتغلون ويقولوا إنسانية وعندهم آيات الدم والسيف وهيدبحونا) موقف المسيحي المتعصب ، ولم أر فيمن خالطتهم مسيحيا معتدلا ولو بنسبة ضئيلة يقبلني ، وكذا السلفي والصوفي وغيره ، فاخترت أن أقبل نفسي على ما هي عليه ، وأن أقبل الكل دون النظر إلى تعاملاتهم معي ..
كنت أود الحديث أكثر في هذه النقطة لكن عجز لساني عن الاستمرار ..
لكم جميعا :redrose:

Array
عاشق افندي

مين فتحية دي :lol:
وإيه اللي مزعلك م السلفيين مش يمكن على حق ؟
ألا ينطلقون في تفاسيرهم وقراءتهم من نفس الذي تنطلق أنت منه ؟ يبقى أن رؤيتهم تحتمل الصواب مثل رؤية غيرهم ..
تب يا رجل واستهدى بالله وبلاش التعصب وزندقة السلف.
[/quote]

ياعم انا مش متعصب , لكنى اعيب عليهم هم التعصب .

فليفسروا كما شاءوا , لكن ليس لهم ان يكفروا مخالفيهم .

انا وانت كفره من وجهه نظر السلفيين , ولا مجال عندهم للاخذ والرد , تقوله ياعم انت فاهم غلط ,, يقولك ابن تيميه قال وابن عثيمين قال ,,, تقوله ياعم دول بشر مش انبياء ولا ملائكه ومعرضين للخطأ والنسيان , يقولك وانت بقه اللى جبت التايهه وهما اللى غلطوا ونسيوا ؟؟ ,, تقولوا ياعم انا لا جبت ولا اتهببت , ولكن هناك علماء مثلهم قالوا كذا وانا اتبنى هذا الرايى ,, يقولك مين دول جنب ابن تيميه شيخ الاسلام ,,, وفى الاخر ينتهى الحوار بتكفيرك .

بنسمع عن شىء إسمه " المسلم المعتدل " وربما يعنى إنه المسلم الذى لايظهر إهتماماً شديداً بالجهاد ، والتبشير بالإسلام ، ويقول مقولة " لكن دينكم ولى دين " كمدخل لقبول المسيحى والتعامل معه دون محاربته والتضييق عليه ، وهذا المسلم المعتدل لايصلى الخمس فروض ولايحفظ القرآن ولايتفقه فى الإسلام

Array
بنسمع عن شىء إسمه " المسلم المعتدل " وربما يعنى إنه المسلم الذى لايظهر إهتماماً شديداً بالجهاد ، والتبشير بالإسلام ، ويقول مقولة " لكن دينكم ولى دين " كمدخل لقبول المسيحى والتعامل معه دون محاربته والتضييق عليه ، وهذا المسلم المعتدل لايصلى الخمس فروض ولايحفظ القرآن ولايتفقه فى الإسلام
[/quote]

وحضرتك شايفنى مسلم ايه؟

Array
وحضرتك شايفنى مسلم ايه؟
[/quote]

متهيألى إنك كنت متشدد وحالياً اقل تشدداً (f)

Array
متهيألى إنك كنت متشدد وحالياً اقل تشدداً (f)
[/quote]

:lol::lol::lol:

اصل منتدى سكساوى للافلام والصور الجنسيه بيخرج متشددين اسلاميين , لكن نادى الفكر يعيدهم مره اخرى اقل تشددا :lol:

عظيم انت ياقطقط

(f)