{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مدينتي
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #1
مدينتي
رائعة هي الأيامُ القليلة التي قضيتُها مستنشقا عبير الشاوارع وعبق الفول والحُمُّص والفلافل المُنبعثةِ من هنا وهناك على طول طريق تجوالي خلال تلك المدينة الجديدة القديمة!! جديدةٌ هي بالروح التي تدبُّ فيها منذ بزوغ الفجر إلى أن تُسلّمَ الشّمسُ النور ليحتضنهُ القمر ... يومٌ يتلو يوما وأنا أتساءل إن كان الشارعُ الذي أسيرُ فيه حاملا بيد كأسا من القهوة وسيجارة في اليد الأخرى حقيقيا! أقفُ لأسأل نفسي السؤال تلو الآخر، "هل هذا حقيقي؟" "هل لحافُ القشعريرةِ الذي يلُفُّني حقيقيٌّ أم هو مُجرّدُ حلمٍ جميلٍ آخر؟" ... أكادُ أقرصُ نفسي إلا أن الخوف يمنعُني، فأصرخُ في داخلي أن عِش كُلّ لحظةٍ بكُل ما فيها كاملة ولا تنتقص من جمالها شيئا، سواءا كانت حُلما أم حقيقة ستبقى لك ذكرى جميلة...

سرتُ بين الحارات، ووقفتُ قليلا عند كُل مُنعطفٍ أو ناصيةِ طريقٍ اعتدتُ التسكُّعَ عندها أنا وأصدقاء الطُّفولة، أولئك الأصدقاءُ الذين غيّبتهُم مشاغلُ الحياةِ وأرقُها حتى ما عادَ الفارقُ بيني وبين من يزالون قريبين من بعضِهم سوى المسافة، بعضُهم لا يرى الآخرين سوى بالشهر مرة، وبعضُهم غاب عنهم أكثر مني على الرغمِ من كونه يقطُنُ الشارع المُقابل لنا!!! ... "هل تلكَ غُربةٌ أم ماذا؟" أسألُ نفسي! أما عادت الأيّامُ كما كانت؟ أصدقَ الكبارُ عندما قالوا لنا "دوام الحال من المُحال"؟؟؟

ذلك الكُشكُ الصّغيرُ لا زال على حاله، يبيعُ القهوة بأسعار نسيتُ أنّها لا زالت مُتداولةً بين الناس! ... مطعمُ الحُمّصِ والفول الذي اعتدتُ أن أسير إليه كُل صباحِ جمعةٍ مُتذمّرا من كوني الشاب الكبير في العائلة قبل سبعِ أو ثمانِ سنوات لا زال أيضا كما هو، الأولوية لكبار السن والنساء والأطفال قبل أيٍ كان، فنقمتُ على كوني بين هذا وذاك هذه المرّة :D وحائطُ مدرستي الإعدادية لا زال يكتنزُ كُل يومٍ رسما جديدا أو عبارةً جديدةً لطُموحاتِ الشّباب البسيط، عباراتُ إعجابٍ وإجلالٍ للفريقِ المُفضّل، أو عباراتٌ ك"سنعود" لأطفالٍ زُرعت فلسطينُ في داخلهم وزرع معها ذلك السياجُ الشائك خوفا من ضياعِها من قلوب أحفادِ أولئك الذينَ تشرّدوا ذات يوم ... "أبو اللول" ذلك الرجُلُ المسكينُ لا زال على حاله، كأنني تركتُ بلدتي البارحة فقط، كما لا زال يذكُرُ اسمي على الرّغم من غيابي الطويل وعقلهِ ذي السنوات الخمس، سلّمتُ عليه واحتضنتُهُ كأنّهُ أخٌ أو صديقٌ عزيز، ولم أنسَ تشجيعهُ لفريق حارتنا عندما كنّا نخوض غمار دوري كرةِ القدم "للحارات" .... ياااااااااااااااااااااااه، كم كانت تلك الأيام فائقةَ الرّوعة والجمال، نذهبُ إلى ساحة المدرسة لننصب أهدافا من بقايا طوبٍ مُتكسّرة، ونلعبَ حتى مُنتصفِ الليل لنعود ونشرب البيبسي والكولا عند العم أبا حمزة حلاق الفريق ومُدرّبه :grin:

ذكرياتٌ كثيرةٌ خالجتني بعد زيارتي للأردن مؤخرا بعد أن ظننتُ أنها تاهت في أحجيةِ النسيان، ولعلّها تعاودني أكثر بعد حين...

(f)
03-22-2007, 09:56 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #2
مدينتي
Arrayذكرياتٌ كثيرةٌ خالجتني بعد زيارتي للأردن مؤخرا بعد أن ظننتُ أنها تاهت في أحجيةِ النسيان، ولعلّها تعاودني أكثر بعد حين...[/quote]

الغربة تشحذ الذاكرة يا كمبيوترجي، وتمنح الاشياء العادية معان خاصة. أما لو أضفت التاريخ الى الغربة وجبلت اثنيهما بمشاعر الحنين والشوق، فلسوف تحصل على خليط عجيب من الرهافة والحس المتيقظ.

بتعرف ... قبل سنة، كنت "أعمل" على بعض نصوص "محمود درويش"، وكنت أتساءل مع كل مقطع من "البدائع الدرويشية" عن مدى صقل "الغربة" للذاكرة والحنين، وعن مدى ألق التجربة الشعرية المجبولة بالغربة والذاكرة وأثر كل منهما عليها.
طبعاً، لم اشأ أن أطلق أحكاماً جزافية على "تجربة محمود درويش"، ولكني وصلت إلى قناعة ذاتية تقول بأن "غربة" محمود درويش أعطت لتجربته الشعرية أبعاداً جمالية رائعة، بل ان تجربة "الدرويش" الشعرية خلعت على "فلسطين" نفسها، عنده وعند قرائه، معانِ وصور وأطياف لم تكن موجودة في أذهانهم قبل نزوح "الدرويش" عن "البروة" (قريته الجليلية) أولاً، وقبل نزوحه عن فلسطين نفسها في مرحلة لاحقة.


واسلم لي
العلماني
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-22-2007, 01:04 PM بواسطة العلماني.)
03-22-2007, 01:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #3
مدينتي
صدقت يا أستاذنا العلماني (f)

الغُربة تنبُشُ تراب الذاكرة بحثا عمّا دفنتهُ السنون، لتسقيهُ بماء الحنين فينبتُ من جديدٍ ليخلقَ حدائقَ غنّاءَ لأماكن وشخوصٍ وأحداثٍ غابت عن حياتنا بقصدٍ أو بدون قصد...

(f)
03-22-2007, 01:18 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مدينتي تنعى فتاها : علي في ضيافة هادم اللذات عوليس 15 2,288 12-08-2007, 07:26 AM
آخر رد: عوليس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS