هل قرار اعدام صدام حسين وفي عيد الاضحى المبارك بحسب التقويم السني لا الشيعي (كما تقول الحكومة العراقية) سطحيا ام تسطيحا للأمور، سؤال طرحته على نفسي قبل يوم من اعدام صدام عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من نخلة الحاج مدير الاخبار والبرامج وعبدالرحمن الراشد المدير العام في قناة العربية، وهما يسئلاني عن معلومات بشأن اعدام صدام يوم السبت؟

فبحت بتوقعاتي واحساسي وقراءتي وفهمي لطريقة التفكير العراقي، وبحسب هذه التحليلات فان صدام حتما سيعدم صباح يوم السبت، وعندما احسست باستغراب المتصلين استدركت ان الامر لايخلو من اشارة سياسية فبينما يذبح الحجاج خرافهم واضاحيهم، ينحر العراقيون رئيسهم الذي طالما ذبحهم بمناسبة او دون مناسبة.

وعلى ذكر المناسبة ودونها، أستحضر هنا احدى عمليات تبييض السجون بالعراق والتي عادة ماتحصل طيلة حكم صدام حسين لكن بطريقته الخاصة، وفي السنين الاخيرة قبل انهيار نظامه وتحديدا في عيد الأضحى المبارك بين العامين 2000 و2001، فقد وصل خبر تبييض سجن أبو غريب بهذه المناسبة، مر ذلك الخبر كالعادة على هامش البعض اليسير من الصحف والذي ـ عادةما لايستوقف القارئ العربي ؟!ـ وهذا الخبر هو ماقام به قصي صدام حسين بنفسه عندما ذهب الى سجن ابو غريب (سيء الصيت قبل وبعد صدام) ليعدم الفي انسان دونما المرور بحبل كالذي مر به صدام، او محاكمة كالتي حظي بها (بسلبياتها وايجابياتها)

هؤلاء الذين تم تبييض سجن ابو غريب منهم، لم يُمنحوا حق التعبير او الرد او حتى إيصال أصواتهم، بل حتى ان أصواتهم عندما وصلت مرت مرور الكرام على مسامع الكثيرين .. منهم منظمات كـ(هيومن رايتس ووتش)؟! ودول كليبيا، ونقابات مهنية كالذي حصل في الاردن ومؤسسات اعلامية عربية وعراقية وغربية جندت بالكامل، وحتى دول كبرى كأميركا وقادة ورؤساء كبوش الابن والاب، كل هؤلاء مرت عليهم هذه الاخبار كأي خبر يكتب في قسم الاخبار المنوعة، في يوم لاينساه زبائن سجن ابوغريب آنذاك ولا ذوي الفين من المعدومين في ذلك اليوم. بل ان مشهد ذلك اليوم لازال يستحضره الجلادين والمقربين والحراس الشخصيين لقصي صدام حسين، والذين سمعت من احدهم بعض تفاصيل هذه القصة.

ولا أعلم ان كان سطحيا الى هذا الحد ام تسطيحا للعقل العربي الذي نسي ..

عفوا، او ربما تناسى كل معاصي واخطاء الدكتاتور عندما وجده صابرا ؟؟ ومحتسبا ؟؟ وقارئا للقرءان عند حبل المشنقة ؟؟ بل موصيا بقرءانه وكتاباته تماما كما وصى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل وفاته..

كما لا أعلم ان كانت بالفعل رجولة ان يقف الرجل فاقدا كل حيله. والتي أستحضر منها واحدة الان كنموذج لا الحصر. عندما تم تعذيب احد المعتقلين في أقبية احد تلك السجون، وبعد ان رفض او ربما لم تكن لديه اية صلة او معلومة، تم استحضار زوجته وطفلها ابن الايام المعدودة..

عندها كان المعتقل يؤكد انه لايمتلك شيئا يقوله، حينها أمسك الجلاد بالطفل من رجليه التي جمعهما بيد واحدة، في وقت لم تكن فيه عظمة رأسه مكتملة بعد، وطرية كطراوة الاحساس العربي المرهف والمتأثر عندما رأى أرجل صدام وهي ترفس من ألم المشنقة..

نفظه قوية للطفل ممزوجة بزمجرة التهديد لأب ذلك الطفل: هل ستعترف ام لا، وهي بالتأكيد لاتشبه زمجرة الحراس الذين رافقوا صدام مصلين وهاتفين ومؤججين للمشاعر الدينية والعرقية؟؟.

وقبل ان يمزق صراخ الطفل وأمه وأبيه صمت وظلام السجن وقبل ان يستطيعا رد القدر كان الحائط بكل قسوته علىموعد مع الرأس الطري والدم القاني والمخ الموزع على كل الحائط وعظام ذلك الطفل التي رسمت ذاكرياتها بذاكرة السجانين ومن شهدوا هذه الحادثة، عدى امه التي ماتت في الحين من الصدمة والأب الذي قتل كي لايثأر لولده خلافا لأحاسيس الثأر التي تغلي في شرايين أبناء العروبة والعرق والوطن عندما شاهدوا الطاغية معلقا بحبل المشنقة ..

لكن .. يبدو ان العتب ليس على سطحية او تسطيح العقل العربي ، بل على أصحاب القضية الذين لم يعرفوا الى الان كيف يعبرون عن قضيتهم، أو ربما ذلك الطفل او اؤلائك الالفين وسواهم من مئات الالاف لم يكونوا يفقهوا من السياسية شيء، وربما لأنهم لم تكن لديهم وسائل اعلام او سياسيين أو رؤساء أو أعلامٍ كي ينكسوها أو منظمات تساندهم، او رؤساء دول او ابنة بارة وشجاعة ووديعة.. كرغد صدام حسين.

ولكل هذه الأسباب مجتمعة، ربما .. اذن لايستحق العراقيين ـ من وجهة نظر عربية ـ ان يكونوا شهداء ومظلومين بل يستحقون ان يكون جزارهم وقاتلهم (وقائدهم ؟!) شهيدا وبطلا.

يا .. لسخرية القدر؟؟


كتابات - ضياء الناصري
بيروت5/1/2007

اقتباس:حينها أمسك الجلاد بالطفل من رجليه التي جمعهما بيد واحدة، في وقت لم تكن فيه عظمة رأسه مكتملة بعد، وطرية كطراوة الاحساس العربي المرهف والمتأثر عندما رأى أرجل صدام وهي ترفس من ألم المشنقة..

ما كل هذا التصوير الجرافيكي وكأننا في سلخانة لذبح البشر؟

[QUOTE] فقد وصل خبر تبييض سجن أبو غريب بهذه المناسبة، مر ذلك الخبر كالعادة على هامش البعض اليسير من الصحف والذي ـ عادةما لايستوقف القارئ العربي ؟!ـ وهذا الخبر هو ماقام به قصي صدام حسين بنفسه

...............

[QUOTE]والاب، كل هؤلاء مرت عليهم هذه الاخبار كأي خبر يكتب في قسم الاخبار المنوعة، في يوم لاينساه زبائن سجن ابوغريب آنذاك ولا ذوي الفين من المعدومين في ذلك اليوم. بل ان مشهد ذلك اليوم لازال يستحضره الجلادين والمقربين والحراس الشخصيين لقصي صدام حسين، والذين سمعت من احدهم

بروبجندا واكاذيب نجسة ورخيصة. كيف وصل الاخ للمعلومة الخطيره بان قصي بن صدام كان يعدم المساجين بنفسه؟ تماماً كما امر صدام بالكويتيين ال600 فذبحهم وشرب بعضا من دمائهم؟ وكيف وصل الاخ لحد الحراس الشخصيين لقصي ؟ ثم الا يقول القران ولا تزر وازرة وزر اخري؟ عجبت من الكذابين ما اظلمهم.


كتاب البروباجندا يعيدون كتابة كل افلام الرعب (المشهد شاهدته باحد الافلام من قبل) ولكن بابطال علي شكل رجال المخابرات العراقية وسجانها. الا تبا لهم ما اكذبهم !

لا تحية

[QUOTE]نفظ


كيف نأخذ رأياً ممن يخطئ في الاملاء وبالذات في الحرف العربي الذي يميزنا عن العجم؟

على ما أذكر ان قضية تنظيف السجون حصلت قبل حوالي سبعة أعوام ..لم أتاكد من الخبر ولكن يوجد شاب من محلة مجاورة لنا ..كان متهم بقتل شخص دفاعاً عن نفسة وأثبت هذا في النيابة والقضاء ..وعلى أساس ان الافراج سوف يكون في العيد ..الغريب ان الاخ اًعدم حسب ما سمعنا تحت بند "تبيض السجون او تنظيف السجون تحت قيادة اللا مرحوم قصي.

أيش نسوي شعب متوحش ويحتاج الى ترويض ما هو احنا في غابة والبقاء للاقوى اوالاصلح والله اعلم حسب كلمة داروين.

مًحارب النورّ(f)

مقال مشابه

صديقة لي قالت أن الله قبل توبته، بدليل أنه تمكن من نطق الشهادتين قبل أن يعدم، قالت أن الله يختم على لسان الرجل حين لا يقبل منه التوبة، فيعجز عن الكلام ويعجز عن النطق بالشهادة، لم يقبل عقلي العلماني هذه الفكرة، فالرجل لم يك على فراش المرض كي يتواجد سبب عضوي يمنعه من أن يقوى على تحريك لسانه.. ملت أكثر إلى فكرة أخرى.. وهي أن ضعيف الإيمان يتذكر الله وقت الشدة فقط..وقت الأزمات، وينساه في الأوقات الأخرى.