هذا المقال نشر في الرأي الاردنية اشارككم فيه لمعرفة رأيكم


ثقافة «الهيلمة» على الأمة !!


على «جوقة» الإنتصار الإستراتيجي التاريخي، الذي أحــرزه حزب الله في الحرب الأخيرة، ان ترسل الآن مندوبا أمينا عنها لينقل إليها حقيقة تجليات هذا الإنتصار في مطار بيروت وفي الموانىء اللبنانية كلها وفي الجنوب الذي لم يثبت أن الإحتلال، نتيجة لـ «أم المعارك» الجديدة، عاد الى جزء كبير منه إلا بعد بدء إنتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية في الأونة الأخيرة منه.

لقد كانت أمنية عزيزة ان ينتصر حزب الله في تلك المواجهة لكن هذا لم يحدث على الإطلاق والذي حدث هو هزيمة منكرة ولعل مالا يعرفه الذين يعتبرون أنفسهم ممثلي «ثقافة المقاومة والممانعة» أنه لولا الموقف الشهم الذي إتخذه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ومسارعته لإعتراض القرار الدولي بصيغته السابقة بمشروع النقاط السبع المعروف في اللحظات التي كان حسن نصرالله يهيىء نفسه لرفع يديه إستسلاما لكانت الأمور بالتأكيد مختلفة عما هي عليه الآن.

أراد السنيورة المحافظة على وحدة لبنان، التي بدأت تتشقق في الأيام الأخيرة من الحرب، وأراد ان يحافظ على ماء وجه حسن نصرالله وعلى معنويات الطائفة الشيعية اللبنانية فبادر في اللحظة الحرجة الى طرح مشروع النقاط السبع الإعتراضي، الذي تبنته الدول التي لم يعجب موقفها جهابذة «ثقافة المقاومة والممانعة»، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولجعل وقع الهزيمة أقل وطأة على حزب الله وعلى جماهيره وأنصاره.

كان حزب الله على وشك رفع يديه إستسلاما وكان هو أكثر طرف يلهث لهاثا من أجل وقف إطلاق النار ولذلك وخوفا من ان يؤدي الإستسلام الفوضوي الجارح والمحبط الى الإرتداد نحو الداخـــل فتتجدد الحرب الأهلية بادر السنيورة، بدعم الدول التي أشبعت شتما في خطاب «الإنتصار» الشهير الذي أطلقه فخامة الرئيس بشار الأسد، لطرح المشروع الآنف الذكر لتخفيف وقع الهزيمة ولترك عامل الوقت يعالج مسألة تجريد حسن نصرالله من أسلحة مقاومته وحزبه.

الآن بدأ النصر المؤزر، الذي زغــرد له ممثلو «ثقافة المقاومة والممانعة «حتى إلتوت ألسنتهم، يظهر على حقيقته فلبنان أصبح تحت الوصاية الدولية والطوائف كلها حتى بما في ذلك الأغلبية الصامتة من الطائفة الشيعية أخذت تتبرأ من هذا الإنتصار بل وأخذت تطالب بتجريد حزب الله من أسلحته وأيضا بفك علاقاته المذهبية والسياسية بالدولة الإيرانية وبـ «الولي الفقيه» في طهران.

وبهذا فإن المفتــرض، لو أن هؤلاء يتحلوا ولو بالحد الأدنى من الشجاعة الأدبية، أن يبادر طاقم «جوقة» الإنتصار التاريخي الإستراتيجي الى الإعتذار لكل من أساءوا إليه ولكل من وصفوهم بأنهم مروجو ثقافة الإستسلام والهزيمة بل ولقد طالب فرسان ثقافة الممانعة والمقاومة بأن تبادر الحكومة، الحكومة الأردنية، بإقامة الحد على كل كاتب وسياسي بقي خارج دائرة دبكة هز الأرداف للإنتصار المجلجل الذي حققه حزب الله. المثقف الحقيقي هو الذي يقول الحقيقة للناس ولا يدلس على الجماهير فالامة العربية شبعت إنتصارات كاذبة وأوصلتها أمهات المعارك البائسة لتصبح مسخرة لكل أمم الأرض ولهذا فإن الأقلام الصادقة هي التي بادرت الى مواجهة «التهليس» والتدليس والكذب على عباد الله الصالحين بقول الصحيح بلا لف ولا دوران ولا مواربة والصحيح هو هذا الذي إتضح الآن على صفحة الواقع اللبناني ولا صحيح غيره.

صالح القلاب