تحياتي للجميع
إنه حقا لأمر غريب !
هذا الغرب السحري والفتّان بكل معرفته الإنسانية والطبيعية ، غاص في بحر المعرفة حتى وصل إلى اعماق النفس البشرية وأقاصي الفضاء ، وصرنا نتعلّم منه فنون المعرفة في مدارسنا وجامعاتنا ولسان حالنا يعجب لهذه المعرفة ، ولم يصل الغرب إلى هذه المعرفة إلا بعد شوط طويل متعب للإنسان الغربي مرّ فيه بمختلف صنوف القهر والانتهاكات لحقوق الإنسان والحروب التي شاب لهولها الطفل الرضيع مثل الحرب العالمية الثانية وغيرها ، فوصل لقناعة بضرورة السلم والحب والمعرفة كسلاح يتسلّح به الإنسان الحضاري ، عرف مختلف انواع الفلسفات ( المادية - الوجودية - العبثية - الدينية ....) ومرّ الفرد الغربي بتجارب حياتية مختلفة ، ولكن حينما أتأمّل هذه الأيام الحرب الدائرة وأرى موقف الغرب منها يأخذني العجب والحيرة !؟هل هذا هو الغرب الحضاري صاحب الفكر والمعرفة الجبّارة ؟لما يتصرّف هكذا ؟ألم يمرّ بتجربة الحرب ويرى بشاعتها ؟لماذا إذن لا يقف ضد هذه الحرب البشعة ؟لما يقف في صف المعتدي ويبرر له جرائمه ؟ إنه انفصال بين الفكر والواقع ، حتما كذلك ، فالغرب يعيش فكرا متقدما ولكن في الواقع لا يتصرّف بناء على هذا الفكر وإنما حسابات أخرى ، لا يمكن ان يكون الواقع إنعكاس للفكر وإلا كنّا سنرى الفكر الغربي بفلاسفته ومفكريه الكبار قد حرّك الواقع ، لا ادري ( ياأيها الذين آمنوالما تقولون ما لا تفعلون ؟كبر مقتا عند الله ..) هذه هي معضلة الإنفصال بين الفكر والواقع ، أن تفكر في جهة والواقع تفعل فيه شيئا آخر وكانك لا تمت بصلة للفكر .