{myadvertisements[zone_3]}
شهاب الدمشقي
مندس ..
المشاركات: 1,114
الانضمام: Jun 2002
|
المناظرة بين فرج فودة و الشيخ محمد الغزالي و المستشار مأمون الهضيبي و محمد أحمد خلف الله
بالنسبة الى الكتاب فلم اتمكن من تحميله من الرابط، ولكن في مكتبتي كتاب عن مناظرة فودة مع الغزالي وعمارة ، ولا اذكر ان الهضيبي كان محاورا في تلك المناظرة، كما ان المناظرة التي اعنيها كانت هي الأخيرة، فلا اعلم كيف اصبح الهضيبي طرفا في المناظرة !؟ .. ولا علم لي بوجود مناظرة بين الهضيبي وفودة (المشكلة اني حاليا مسافر وبعيد عن مكتبتي، والا كنت وثقت ذلك ) .. ولعل الامر التبس عليك لوجود مناظرات كثيرة عقدت في مصر حول الدولة المدنية والدولة الاسلامية ( منها المناظرة الشهيرة بين يوسف القرضاوي وفؤاد ذكريا ) .. ولعل الكتاب الذي نقله ابراهيم هو من جنس ثقافة الردود والنقض الاسلامية التي تنشط على هامش الكتابات العلمانية ( الالحادية ! حسب تعبير ابراهيم ) وما اكثرها، وهنا قد يلتبس الأمر على القارئ فيظن ان من يرد كان مشاركا في الحوار .. ولعلي واهم فيما اقول ..
اقتباس:لربما لم يقل فرج فودة انه ملحد مباشرة و لكن في خطابه يتكلم عن الإسلام بشكل مُهـَمش و كأنه من "لاوزم الديكور" و هذا يقوله لمن: للشيخ الغزالي و الذي يفترض أن الإسلام هو المعني هنا بالحوار و أرضية ينطلقوا منها جميعا نحو البحث عن مجتمع أفضل مما مصر هي عليه وقتئذ و الآن. صحيح أن فرج فودة يركز في كلامه على الدولة المدنية و لكن خطابه يفيد بأن هذه المنظومة الشرعية الإسلامية لا تصلح لأي زمن. لو قارنته مثلا بواحد علماني مثل محمد خلف الله في نص الحوار ستجد فرق كبير جدا في العرضين: الأول تقريبا لا يعترف بوجود الإسلام كأرض الواقع و الثاني ينطلق من هذه الأرضية و يدعو للمجتمع المدني.
و طبعا العلمانية لا تعني الإلحاد. هذا أمر مفروغ منه.
لا ادري كم كتابا قرأت لفرج فودة ، ولكن من الواضح أنك لم تقرأ له بتعمق ( من المفهوم ان نجد بعض كتب فرج فودة في مواقع مسيحية تبشرية ظنا منهم انها تخدم قضيتهم المسيحية ! ولكن قلما ما يتبصر المسيحي فيما ينشر على موقعه ! ) ففرج فودة لم ينطلق في حياته من منظور لاديني الحادي يرفض الاسلام، أو يرى بشرية اصوله، أو حتى خطأ شرعه ، بل كان يؤسس علمانيته على الفصل بين الاسلام كمنظومة روحية اخلاقية ، وبين القوانين البشرية المتميزة بالنسبية والتغير المستمر، (من المفيد قراءة كتاب الاسلام واصول الحكم لعلي عبد الرازق كنموذج للعلمانية الايمانية على حد تعبير جمال باروت) والغريب في الامر ان يسلم ابراهيم بان العلمانية لا تعني الالحاد، ولكنه عندما يسقط العلمانية على شخص مثل فودة يصبح ببساطة ملحدا !! والتبرير البسيط هو ( فودة يتكلم عن الإسلام بشكل مُهـَمش و كأنه من "لاوزم الديكور" و هذا يقوله لمن: للشيخ الغزالي ) ولم افهم حقا كيف يريد ابراهيم ان يتحدث العلماني عن علمانيته اذن ؟؟؟!!! ..
اقتباس:المستشار مأمون الهضيبي ( إخوان مسلمين ) و هذا الرجل فعلا ما أروعه. كلامه يقنعني تماما.
عندما سألنا عن ماهية هذا الخطاب الذي اقنع ابراهيم كان الجواب :
اقتباس:المقنع في كلامه هو أنه ينطلق من البدائيات في الإسلام و التي يقرها المسلمون. في صفحة 32 ينطلق من الإسلام كأركان و أحكام يتفق عليها جميع المسلمين. نعم، هو يخاطب جميع المسلمين و يرجع بهم إلى مرجعية العقيدة و هي القرآن. هو يخاطب جميع المسلمين بما يتفقوا عليها و بأسلوب سلس مبسط و لكن يتدرج في إقامة الحجة على ما يقول و بالقرآن يحاجج. هو يبين أن المسلم موضوع أمام خيارين لا ثالث لهما: "إما أن يكون مسلم و إما ألا يكون مسلما. و الخيار المطروح هو أن نكون مسلمين أو لا نكون"
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اي ببساطة : العلماينة ضد الاسلام !! فاما ان تكون مسلما، واما ان تكون علمانيا غير مسلم ( أو مرتدا كما قالها بصراحة شديدة يوسف القرضاوي !) ولا حل وسط !!! فاختاروا ايها العلمانيون : الاسلام او الكفر !!!!! ..
منطق مقنع فعلا !!!! .. ولا غرابة بعد ذلك ان يصبح شخص مثل فرج فودة ( ملحد وكلامه استفزازي وتهكمي!! ) .. والغريب بعد ذلك أن الاخوان يريدون منا ان نصدق خطابهم الليبرالي في قبول الآخر العلماني شريكا كامل الحقوق في دولة اسلامية - مدنية - اخوانية ! ..
كنا نتوقع أن يكون الخطاب المقنع هو مناقشة الاصول الفكرية والسياسية والحقوقية لمبدأ العلمانية من زاوية عقلانية، ولكن ان تكون مناقشة العلمانية على اساس الحلال والحرام وحكم الشرع فيها ! فهذه هي الفاجعة ! .. ومن الواضح أن اسلوب الاسلاميين دائما هو التعامل مع المفاهيم الفكرية بمعيار الحلال الحرام لاسهال ايقاع الهزيمة به، وهي هزيمة ( مقنعة تماما !! من وجهة نظر ابراهيم !!! وهذا ما يعيدنا الى اسس العقل الديني ( مسيحيا كان ام اسلاميا ) القائم على تقديم النقل على العقل )
واخيرا .. كنت قد سألت ابراهيم هذا السؤال : هلاّ وضح لنا الزميل ابراهيم ما الذي يقصده بـ ( التهكم والاستفزاز ! في كلام فودة) ؟ وهل له ان يذكر لنا نماذج من ذلك من كلام فودة في حواره ذاك ؟..
ولكني لم اجد جوابا !! ولا ادري لماذا ؟ ..
عموما .. لا جديد تحت الشمس ! .. ( والله محيّ الثابت :10: ) كما يقول المثل الشامي ..
مع التحية ..
شهاب الدمشقي.
|
|
06-14-2006, 09:06 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
|
المناظرة بين فرج فودة و الشيخ محمد الغزالي و المستشار مأمون الهضيبي و محمد أحمد خلف الله
عزيزي شهاب:
عندي كتب لفرج فودة و قرأت بعض منها و ربما لم أقرأ أكثريتها مثلما فعلت أنت. أكثر هذه الكتب لم يتوفر لي إلا لاحقا في العمر نظرا لغلاء أسعار الكتب بمصر. و ربما معك حق و ليس هذا الكتاب هو عن المناظرة الشهيرة و التي تم إهدار دمه بسببها. كل ما في الأمر أني وجدت كتاب مناظرة فأعجبني لأني معجب بالمناظرات عامة لأن فيها عرض لوجهة نظر بشكل محكم ثم يأتي طرف أخر و يرد و له حججه المقنعة كذلك و للقاريء الحكم.
أريد التعليق باستفاضة على ما كتبت و لكن استوقفني كلامك هنا:
اقتباس:من المفهوم ان نجد بعض كتب فرج فودة في مواقع مسيحية تبشرية ظنا منهم انها تخدم قضيتهم المسيحية ! ولكن قلما ما يتبصر المسيحي فيما ينشر على موقعه ! )
و أريد أن أقول لك إن الحقيقة مبعثرة في كتب متعددة و حتى لو قصدت المواقع التبشيرية ابتسار و اجتزاء ما يطيب لهم فحتما، عاجلاً أم آجلاً، سيقف الفرد مع نفسه و هو يتعاطى مع منهج للحكم بوجه عام. أنا واحد من الذين بدأوا بقراءة كتب نقد الفكرة بهدف البحث عن أشياء تعيب في الإسلام و تنقده و تبين ما يريحني من غضبي و بينما أنا أقرأ بنهم هذه الكتب بمنهجها البراق و إذ بي أجد نفسي أمام منهج شامل أي آلية أو معيار للحكم و أقوم بتطبيقه على الجميع. و من يومها توقفت تماما عن ذم الإسلام في منطقة الدموية و العنف بما أن هناك ما يوازيها في الكتاب المقدس. إذا لا تنزعج من عدم تبصر المسيحي فيما ينشر على موقعه بل يجب أن تفرح و تفرح بشدة أيضا لأنه عاجلاً أم آجلا سيتم تزويده بسلاح عقلي منهجي أو معيار كما قلت criterion و يبدأ يخجل من نفسه لو لم يكون موّحد في جميع ما يقول. أعتقد لو أنك قرأت سيرة الفيلسوف إرنست رينان لوجدت فيها مثال على ذلك و هو الذي كتب "تاريخ المسيح" و لعلي أجده بالعربية و أنشره. من يجعل الحقيقة ضالته فحتما سيصل و ربما لا يصل بطريقة موافقة تماما لما وصلت حضرتك إليه. سامحني على الاستطراد في هذا الجزء و لكن كثيرا ما أردت أن أبلغ هذه الرسالة إليك و لم أجد مناسبة أفضل من هذه. الذهب ذهب و أينما تم وضعه فسوف يبقى ذهب و بصرف النظر عن استخدامه.. لا أدري هل نجحت في إيصال الفكرة أم لا.
If we train people in critical thinking in general and developing objective study approaches, we are simply giving them the gift of possessing such valauble tools over the long run.
|
|
06-14-2006, 08:05 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
المناظرة بين فرج فودة و الشيخ محمد الغزالي و المستشار مأمون الهضيبي و محمد أحمد خلف الله
اقتباس: شهاب الدمشقي كتب/كتبت
واخيرا .. كنت قد سألت ابراهيم هذا السؤال : هلاّ وضح لنا الزميل ابراهيم ما الذي يقصده بـ ( التهكم والاستفزاز ! في كلام فودة) ؟ وهل له ان يذكر لنا نماذج من ذلك من كلام فودة في حواره ذاك ؟..
ولكني لم اجد جوابا !! ولا ادري لماذا ؟ ..
عموما .. لا جديد تحت الشمس ! .. ( والله محيّ الثابت :10: ) كما يقول المثل الشامي ..
مع التحية ..
شهاب الدمشقي.
الأخ شهاب الدمشقي .
كي تفهم أقباط مصر لابد أن تقرأ معي هذه المقالة .
الإخوان المسيحيين .
لقد راهن فرج فوده على عناصر ثلاث و خسر الرهان .
الوفد و الليبرالية المصرية
وجود إسلام ليبرالي
المسيحيين ( أقباط مصر )
هذه مقالة للمفكر المصري كمال غبريال ، وهو صديق قديم للمرحوم فرج فوده و كاتب ليبرالي أقدره كثيرا ، هذه المقالة توضح المناخ القبطي العام الذي كتب فيه فرج فوده .
الأقباط والليبرالية
GMT 21:45:00 2006 الجمعة 5 مايو
كمال غبريال
هنالك عوامل كثيرة في الحالة الثقافية والسياسية في مصر الآن تدعو لتصور البعض، ربما كافتراض منطقي لطبيعة الأمور، أن الأقباط في مصر هم ظهير الليبرالية القوي، وأن مشاركتهم في الحياة السياسية كفيل بقلب موازين القوى الحالية، لترجيح كفة التيار الليبرالي، الذي يصارع رموزه الآن ضد التيار، دون مساندة جماهيرية تذكر، ويقع في هذا التصور الشرك كثير من رواد التنوير المسلمين، والذين تلجمهم الحيرة، متى اكتشفوا ما يتناقض مع ما تصوروه بديهية لا تحتاج إلى نقاش، وأتذكر على سبيل المثال خالد الفكر د. فرج فودة، وهو يشكو لي بحسرة صدمته مما تناقلته الجرائد والمجلات حينها، عن بيان مشترك للشيخ الشعراوي والبابا شنودة، يعلن أنهما معاً ضد العلمانية، في الوقت الذي كان فيه د. فرج فودة يقف وحده في مواجهة طوفان الإرهاب الكاسح، وفي مواجهة السلفية الدينية التي تستبعد الآخر وتكفره مهدرة دمه، أذكر أنني قلت له يومها أن الأمر أحزنني وأغضبني، لكنه لم يدهشني كما أدهشه، فهؤلاء هم الأقباط وهذه هي كنيستهم الأرثوذكسية!!
الأمر فعلاً لا يستدعي دهشة، فالأقباط مكون أصيل من مكونات الوطن المصري، وبالتالي فالنفور من الليبرالية من قبل الأقباط جزء من النفور المصري منها، ولا يكفي أن تكون الليبرالية هي طوق النجاة الوحيد للأقباط في مواجهة موجات التعصب الديني العاتية، لكي يغير الأقباط من عقليتهم وخطاب كنيستهم المتحجر عبر القرون الطويلة، ليسارعوا بالمناداة بالإخاء الإنساني الليبرالي، وأذكر في ذات الحديث في أول التسعينات مع د. فرج فودة أنني قلت له: لو كان الأقباط أغلبية في هذا الوطن، وتنادوا بأن المسيحية هي الحل، لوقفت أنا وقفتك، ولناشدت المصريين جميعاً مغادرة محطة التخلف التي أسرتهم لقرون ممتدة، ليركبوا قطار الإنسانية والحداثة، قبل أن تسحقهم عجلات التاريخ، ورغم مرور خمسة عشر عاماً على هذا الحديث، إلا أننا مازلنا عند ذات النقطة، مازالت ذئاب الكراهية تمارس العواء والعقر في جسد شعبنا، ومازال الأقباط يئنون ويتوجعون مما ينالهم جراء تفشي الأفكار المنغلقة على الذات، ويصرخون مستغيثين من آثارها، دون أن يفكروا في الحل الكفيل بخلاص الجميع، سواء فيما يتعلق بمشاكل الوطن الداخلية باختلاف مجالاتها، أو ما يتعلق بمشاكلنا مع العالم المتحضر كله.
ليس المتأسلمون وحدهم هم الذين يعادون الفنون والآداب، فلقد رأينا موقف الأقباط من فيلم "بحب السيما"، وكيف رفعوا القضايا عليه أمام المحاكم، رغم جودة الفيلم ورسالته الإنسانية الرفيعة، ولم يكترثوا أو ينتبهوا أنه يعيد الاعتبار المفقود للأقباط، بالاهتمام بهم كبشر يعيشون على هذه الأرض ولهم قضايا إنسانية ينبغي مناقشتها، كما تناقش قضايا أخوتهم المسلمين، والتي تناقشها الأفلام بجرأة كبيرة، ولقد كان موقف الأقباط من الفيلم عاماً، ولم يقتصر فقط على من رفعوا القضايا وبعض مشايعيهم، فالجميع أسرى خطاب الكنيسة الذي يحرض على الانعزال والاستعلاء على الآخر، ويعتبر النقد من الخارج حرب من عدو الله إبليس، والنقد من الداخل مروق وابتداع وهرطقة تقتضي الاستتابة أو الحرمان من رحمة الكنيسة.
إن انعزال الأقباط وتقوقعهم داخل الكنيسة لا يرجع فقط للتضييق على الممارسة السياسية في الوطن عموماً، رغم أن هذا عامل مهم في الأمر، ولا إلى الطرد المجتمعي للأقباط نتيجة لرواج فكر جماعة الإخوان المسلمين، رغم خطورة تأثير هذا الفكر، لكن بالأساس لأن خطاب الكنيسة يشكل الأقباط على هذا المنحى الانعزالي الاستعلائي، وإن كان يساق مغلفاً بعبارات عن المحبة والسلام.
حديث المحبة في خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا يأتي في سياق السماحية Tolerance ، لكنه يأتي في سياق آية: "أحبوا أعداءكم"، والآية في حد ذاتها رائعة، وهي خاصة بالتعامل مع الأعداء، لكن فكر الكنيسة الأرثوذكسية المنغلق والرافض للآخر يدرج الجميع ضمن تصنيف الأعداء، بالطبع هو لا يدعو إلى قتالهم، لكنه يضع حاجزاً سميكاً بين الإنسان الأرثوذكسي والآخرين، بداية من البروتستانت والكاثوليك، وحتى أتباع الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، كالروم الأرثوذكس وغيرهم، بهذا تكون المحبة التي تتحدث عنها الكنيسة مجرد طلاء براق، يخفي تحته الجمود التعصب.
خطاب الكنيسة فعلاً يدعو إلى التسامح Forgiveness ، بعد أن يضع الأخر في تصنيف الأعداء، لكنه لا يعرف السماحية Tolerance ، التي تؤمن بتنوع الأفكار والرؤى بين البشر، وأن اعتقادي فيما هو حق لا يعني أن الآخرين على ضلال، وليس لهم إلا موقع الأعداء الذين ينالون مسامحتي لكرم أخلاقي، فالتسامح هنا يكون مظهرياً وهشاً وموقوتاً، والتاريخ يؤكد لنا ذلك، سواء في الحروب الدينية ومحاكم التفتيش في أوروبا، أو في الحروب العقائدية داخل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية في العصر القبطي.
خطاب الكنيسة أيضاً يدعو إلى الانفصال عن العالم، ويلح على ذلك مستخدماً العديد من آيات الكتاب المقدس بطريقة غير صحيحة، لأن كلمة العالم من الممكن تفسيرها على أساس المجاز، باعتبارها تشير إلى الأمور الشريرة، وليس إلى الحياة الأرضية بصفة عامة، لكن على العكس نجد خطاب الكنيسة يلح على أن هدف المسيحي ليس هذه الحياة الفانية الشريرة، وإنما الحياة الأبدية في السماء، وأن العالم مليء بالشرور، وأن الكنيسة هي السماء على الأرض، وبالتالي على المؤمنين أن يلتصقوا بالكنيسة ليحتموا بها من شرور العالم!!
يحقق هذا الخطاب خوف القبطي بصفته (ابن الله) من الآخر، وتحاشي الاندماج معه باعتباره (ابن العالم)، كما يؤدي إلى تجنب القبطي لأي أنشطة سياسية أو اجتماعية في النطاق الوطني، ليقتصر نشاطه على الكنيسة، بصفتها المكان الوحيد في هذا العالم المبرأ من الشرور.
موقف الكنيسة أيضاً من قضية الطلاق والزواج معاد لحرية الفرد وحقه في تقرير مصيره، فهو يضع القبطي في قفص حديدي لا فكاك منه إلا بالموت، ويستند المتربعون على السدة إلى تفسير لآيات الكتاب المقدس يخدم أغراضهم في الإمساك بمصائر الناس بين أيديهم، فكلما اشتدت وكثرت الموانع والممنوعات كلما تعاظم سلطانهم، وكلما تصاغر الناس أمامهم، وصاروا كالحملان الوديعة، لا يتجهون إلا حيث تشير عصا الراعي.
مسألة تداول السلطة التي هي من صميم الفكر الليبرالي لا وجود لها في الكنيسة القبطية، فالقادة الذين هم من رتب الإكليروس مؤبدون في مواقعهم، وتدعو صلوات الكنيسة لهم بإلحاح بدوام جلوسهم على كراسيهم سنيناً طويلة وأزمنة هادئة مديدة، كما تدعو صلوات الكنيسة أيضاً للملوك والرؤساء بطول العمر، وأن يحنن قلوبهم علينا، وهي بهذا تربي القبطي على التصاغر والضعة، وانتظار أن يتحنن قلب الحاكم عليه، ومن الطبيعي أن تعادي الكنيسة الثقافة الليبرالية، مادامت تنشر بين أبنائها ثقافة الخراف.
معاداة الليبرالية إذن أصيلة في فكر وخطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإذا ما أضيف إليها معاداة الليبرالية في الثقافة الوطنية المصرية عموماً، يكون أقباط مصر هم الأشد عداء لليبرالية، وإذا كان المصريون عموماً الآن في مأزق ثقافي مصيري، يتمثل في أن الليبرالية هي الحل الوحيد لمأزقهم الحضاري، في حين أنهم حتى الآن يستغربونها ويستنكرون ما يتلمسون من معالمها، فإن الأقباط مأزقهم أشد، وفكر الإخوان المسلمين يستشري طارداً إياهم من الساحة السياسية، ربما تمهيداً لاقتلاعهم من وطنهم الذي أمضوا فيه فقط سبعة آلاف عام!!
سوف ينقذ المسلمون المصريون إخوانهم الأقباط مما تدبره جماعة الإخوان المسلمون للوطن كله.
لكن من ينقذ الأقباط من أنفسهم؟!!
|
|
06-16-2006, 01:19 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
المناظرة بين فرج فودة و الشيخ محمد الغزالي و المستشار مأمون الهضيبي و محمد أحمد خلف الله
الأخ الفاضل إبراهيم .
تخية طيبة .
هناك بعض التعليقات أرى أنها ضرورية في جلاء كثير من النقاط التي أراها ملتبسة في الشريط الذي طرحته .
اقتباس:باعتقادي الجدل مصبه سيكون دوما و حتما حول: إما إسلام أو لا إسلام و دون الإلتفاف على الألفاظ و المسميات و التي يخترعها الغرب من باب التذويق مثل أصولي و إسلامي و كل هذه الأسماء التي لا وجه حق فيها بالمرة في ضوء القرآن الكريم.
عزيزي .
أنت تقبل أن يكون هناك إصلاح ديني مسيحي و يهودي و لكنك لا ترى الإسلام سوى دين جامد واحد غير قابل للتطور ، إن ما يبدوا تفهما منك لخصوصية الإسلام لا يعدو كونه وصما للإسلام بالتخلف المعرفي مقارنة باليهودية و المسيحية ، أنت تستبعد تماما وجود إسلام حضاري متجدد و هذا سوء ظن بالغ بالإسلام و يتناقض حتى مع أفكار جمهور العلماء ، أنت فقط تتفق مع أفكار أشد المسلمين سلفية و تخلفا و مفارقة للحضارة .
يبقى موضوع آخر تماما هو نقد الخطاب الديني السلفي خلال خطاب ديني ليبرالي .. هذا موضوع مختلف ، فرج فوده و آخرون يقدمون رؤية أكثر تفتحا للإسلام ، هذه الرؤية قد نتفق معها أو نرفضها تحت دعوى ان ذلك تجميل للإسلام بما ليس فيه ولا ينتمي له ، هذه المنحى الفكري الذي يسعى لقراءة جديدة للإسلام يمارسه مفكرون كبار ، وهم معا يشكلون حركة يمكن ان نطلق عليها المعتزلة الجدد ، هناك رموز هامة أخرى مثل علي عبد الرازق و طه حسين و نصر حامد أبو زيد و محمد حفني و سعيد العشماوي و أحمد صبحي منصور و خليل عبد الكريم و جمال البنا و خالد محمد خالد و مهاتير محمد و محمد خاتمي و غيرهم كثيرون ، هذا التيار لا يمكن أن نحكم عليه بالزيغ في العقيدة هكذا بسهولة فلا يدعي ذلك سوى أشد الفئات جهلا و تخلفا ، هل أذكرك مثلا أن الشيخ طنطاوي و كان وقتها مفتيا عاما شهد جنازة فوده !.
على المستوى الشخصي لا أميل للخطاب الديني في مواجهة خطاب ديني آخر ، وهذا ما أوضحته دائما ، و لكني في النهاية لا يهمني مخاطبة الإنسان العادي الذي لا يستطيع التحرك بعيدا عن إله يبادله العبادة مقابل الحماية ، ذلك الإنسان البسيط هو الذي استهدفه فرج فوده بكل تضحياته ، إننا نملك ترف التعالي فلا يهمنا التأثير على أحد سوى من نرتضيهم شركاء في الحوار وهم قلة، لا يهمنا ان نقنع الجماهير لأننا نعلم أن المجتمع لن يتغير بأقوال المفكرين و إنما بعصا غليظة ، هذه العصا لسنا نملكها الآن .
.
اقتباس:كلام فرج فودة في المناظرة منطقي و لكنه كلام واحد ملحد يقحم نفسه على أحكام الشريعة الإسلامية و بالتالي و بطريقته التهكمية المستفزة لا أتعجب من سر غضب ممن ثأروا بجهل لدينهم
.
أنت تريد من فرج فوده ان يستخدم خطابا سلفيا ، فكيف يكون فرج فوده صاحب قضية العلمانية ؟، إنك في هذا كمن يطالب المسيح أن يوافق قادة بني إسرائيل ومن محمد عبادة اللات و العزى ، حسنا ..
سأترك د . خالد منتصر يرد .
حتى لاننسى فرج فوده...
بمناسبة مرور عشر سنوات على تأليف الكتاب الذى قتله!
السبت 14 فبراير 2004 15:30
د. خالد منتصر
كان الدكتور فرج فوده مثل أبطال التراجيديا اليونانية مساقاً إلى قدره المحتوم الذى لا مفر منه، وكان أيضاً مثلهم فى درجة معرفته بهذا القدر ويقينه بأن تلك النهاية المأساوية هى فصل الختام ولكن الذى لم يكن يعرفه أو يتوقعه فرج فوده أن حيثيات حكم إعدامه ستصدر عن رجل دين يحمل شهادة الأزهر، وأن مبررات اغتياله سيقدمها رجل يشغل منصب "رئيس قسم الدعوة" بالأزهر ورئيس ندوة العلماء !!..
ومن المؤسف أن الدكتور فرج فوده قد راهن وخسر الرهان، راهن على إمكانية الحوار مع هؤلاء من أمثال الدكتور عبد الغفار عزيز مؤلف كتاب "من قتل فرج فوده.." وراهن على أنه يوجد فرق بين هؤلاء وبين من أسماهم "المتطرفين" مع أن مثل هؤلاء الأساتذة الأجلاء ما هم إلا وجه العملة الأخرى الذين يقدمون الدعم النظرى للقسم الثانى، والذى ما عليه إلا أن ينفذ ويضغط على الزناد، وهو فى منتهى راحة الضمير تسانده الفتوى المطبوخة بأيدى أمهر الفقهاء حاملى أختام باسبورتات الفردوس وموزعى صكوك الغفران وحماة حمى الكهنوت بإسم التخصص، والإرهاب باسم إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة …
والدكتور عبد الغفار عزيز ضمن كتابه إتهامات خطيرة هى التكفير بعينة، ونصب من نفسه ومن زملائه أعضاء اللجنة محكمة تفتيش تنقب فى الضمائر وتطلق الأحكام ثم تجمعها بين دفتى كتاب لكى تكون عوناً وزاداً لكل من يريد ذخيرة فكرية يحشو بها الكلاشنكوف ويغتال ثم يضمن الجنة …
وسأحاول فى هذه المقالة أن أذكر قراء إيلاف وأرد على مؤلف هذا الكتاب القديم الجديد الذى مر على تأليفه عشر سنوات ،سأرد بالحجة والمنطق مستعيناً بآراء من كان أسلوبه حجة ومنطقاً وعشقاً للحقيقة وهو الدكتور فرج فودة…
التهمة الأولى
هى أخطر هذه التهم وأكثرها مداعبة لعواطف المسلمين وهى رفض فرج فودة لتطبيق الشريعة الإسلامية عموما والهجوم على التجارب الإسلامية المعاصرة وخاصة "السودان (ص22)… وبالطبع فإنه عندما يعرض المؤلف لهذه التهمة بكل هذه السطحية والعمومية فهو يعتقد أنه قد كسب الجولة، وان كل حديث بعدها هو محض لغة، وتحصيل حاصل.
وبداية أقول أن أعظم ما فعله فرج فوده هو أنه قد أعلن هذا الرفض بدون أن يعقبه بكلمة ولكن كما يقول أغلب المثقفين المنافقين لهذا التيار… دون أن يذيله بعبارات مثل نحن نوافق على تطبيق الشريعة ولكن خطوة خطوه أو فلننتظر قليلا حتى ينصلح المجتمع إلى أخر، هذه العبارات التى تقال لكسب ود هذه التيارات الجاهلية ودرء خطرهم من باب "أبعد عن الشر وغنى له" ..
ورفض فرج فوده لا يدعو للدهشة والاستنكار لأن المسألة ليست مسألة دين بل هى مسألة سياسية بحتة، أو بمعنى آخر هى طرح لقضية سياسية شديدة التخلف والغموض من خلال منطق دينى شديد القبول والوضوح.. ولنناقش هذا الاتهام من خلال طرح بعض علامات الاستفهام على المؤلف..
أولا : أى شريعة إسلامية تريد تطبيقها شيخنا العزيز؟ .. هل هى شريعة باكستان ضياء الحق، أم إيران الخومينى، ام شريعة قلب الدين حكميتار المجاهد الأفغانى الذى امتص هو وأعوانه من أموال نقابتنا الميمونة نقابة الأطباء الملايين وباسم الشريعة أيضا، أم تراها شريعة نميرى السودان والتى هاجمت فرج فودة حين أعلن رفضه لهذه التجربة فى حين أيدتموها جميعا، بداية من الشيخ الغزالى الذى قال عنها إنها كانت إلهاما جليلا من الله ، حتى الشيخ كشك الذى وصف مهاجميها بكلماته البليغة وأسلوبه المؤدب بأنهم "كلاب تنبح"، مرورا بعيد اللطيف حمزة ويوسف القرضاوى والتلمسانى الذى نصح نميرى وقتها بان يحذر مهاجميه وان يكبح جماحهم وإلا يفسح لهم فى غيهم بحجة حرية المرأة والكلمة وصلاح أبو إسماعيل الذى قال ان أول عز نالته السودان بسبب تطبيق الشريعة هو ان "عز الدين السيد" رئيس مجلس الشعب السودانى ظفر بالثقة العالمية فصار رئيسا للاتحاد البرلمانى الدولى وهذا أكبر دليل على تقدير العالم لتطبيق الشريعة !!…
ولننظر بسرعة إلى هذه التجربة المضيئة واتى تحدث عنها كل هؤلاء بإعجاب وافتخار.. طبعا فى البداية نصب النميرى نفسه إماماً وعدل مواد الدستور لكى تتسق مع تجربته العظيمة، وكانت أول مادة فيه مبايعة الامام مدى الحياة، واختياره لخليفته بكتاب مختوم ،ومن مواده أيضاً لا تجوز مساءلة أو نقض بيعة الإمام وإعتبارها خيانة عظمى.. والامام هو الذى يشكل المحاكم الاستثنائية، مع حرمان المتهم من الاستئناف إلى آخر هذه المضحكات المبكيات، وطبعا تم التهليل لقطع الأيدى والرجم، أما الجوع الذى عض بأنيابه شعب السودان فإنه كان فى رأى مؤيدى التجربة مجرد اختبار يبتلى به المؤمن لامتحان صدق عقيدته واقتناعه بتطبيق الشريعة…
وسيرد المؤلف د. عبد الغفار عزيز بأن هذه ليست الشريعة، وإنما الشريعة هى فى التاريخ الإسلامى المجيد ويقودنا هذا إلى علامة الاستفهام الثانية وهى : هل التطبيق الفورى للشريعة وقتها تبعه صلاح فورى للمجتمع وحل فورى لمشاكله؟
وكانت الإجابة التى قدمها فرج فوده هى بالنفى، وقد قدمها الفقيد بمنطق رائع وحجة دامغة وأمثلة واضحة، فالبرغم من وجود الحاكم المسلم الصالح (عثمان الذى لا يشكك أحد فى تقواه وصلاحه) والرعية المؤمنة (صحابة الرسول وأهله وعشيرته قريبو العهد به وبرسالته) والشريعة (التى كانت بالتأكيد مطبقة) .. بالرغم من وجود أضلاع المثلث التشريعى الثلاثة، فان العدل لم يتحقق ولم يسد الأمن والأمان ….
إذن فالعدل لا يتحقق بصلاح الحاكم، ولا يسود بتقوى الرعية، ولا يتأتى بتطبيق الشريعة، وإنما يتحقق بوجود ما يمكن أن نسميه "نظام الحكم" أو القواعد التى يقول عنها فرج فوده فى كتابه "الحقيقة الغائبة" "ص32، قواعد تنظم المجتمع على أسس لا تتناقض مع جوهر الدين فى شىء ولا تصطدم مع معطيات العصر فى إطارها العام"…
ويرى الدكتور فرج فوده انه بوفاة الرسول استكمل عهد الإسلام وبدأ عهد المسلمين بماله وما عليه، فيصرخ فينا المؤلف عبد الغفار عزيز فى نهاية كتابه ص 120 مالنا ومال عهد المسلمين، فكل أحكام الشريعة لا نستطيع ان نحكم الا فيما يسميه المؤرخون بالعصر الذهبى للإسلام وهى فترة الخلافة الراشدة، والتى استمرت ثلاثين عاما..
وإذا وافقنا على ان هذه المدة هى العصر الذهبى فهذه للأسف حجة عليه وليست له، فإذا كان التاريخ الإسلامى لا توجد فيه إلا هذه الثلاثين سنة على مدى 1400 سنة بعد التنقيب والبحث والاستبعاد والتهذيب والتشذيب فأعتقد أن لفرج فوده ولنا الحق فى أن نشك، مجرد شك، دون أن يصدر علينا حكم بالقتل !!..
التهمة الثانية:
فى صفحة 28 يقول المؤلف عبد الغفار عزيز عن فرج فوده : بأنه يبيح الزنا، أما على غلاف الكتاب فيخطو خطوة ابعد وهو انه يبيح بيوت الدعارة، يعنى انه يريد تنظيماً للعملية ولا يريدها "سداح مداح ،وطبعا هذا الكلام يجد هوى فى نفوس من يعانون من كافة أنواع الكبت والقهر، ويستنفر عزيمة من يقولون بأن المرأة لها ستران الزواج والقبر، والدكتور عبد الغفار عزيز ليس أول من اتهم فرج فوده بهذا الاتهام البشع، فالشيخ صلاح أبو إسماعيل سبقه إلى ذلك، ولكن بأسلوب أكثر بلاغة أشبه بأسلوب "فرد الملاية"، حينما كتب له فى جريدة الأحرار وطلب منه أن يأتى له بزوجته وأهله فإذا فعل (فرج فوده) فلا كرامة له، وإذا لم يفعل فهو أنانى … وأترك لك عزيزى القارئ الحكم على مثل هذا الأسلوب فى الحوار..
ولننظر فيما كتبه فرج فوده فى هذا الموضوع والذى استحق بسببه كل هذا الهجوم وكل هذه البذاءة..
فى كتابه "الحقيقة الغائبة" فى معرض رده على من يرفعون عقيرتهم بأن الإسلام هو الحدود… ناقش فيما إذا كان الماضى صورة بالكربون للحاضر، وهل ما كان يطبق على بشر كانوا يتسرون بالجوارى ويحلل لهم زواج المتعة، يطبق على شبابنا المعاصر الذى لا يستطيع ان يتزوج بواحدة لعجز ذات اليد، وألا تشفع ظروف الحياة المعاصرة لهم كما شفعت ظروف المجاعة للسارقين فى عهد عمر ؟…
وحتى لا يذهب الخيال بالقارئ فيؤيد مؤلف الكتاب فى اتهامه ندعه لكلمات فرج فوده فى كتابه الحقيقة الغائبة ص120 ليدافع بنفسه عن نفسه… يقول "نحن هنا لا ندعو للزنا، أو نبرر أباحته، كما يحلو للبعض ممن لا يرى الحياة إلا من خلال رجل وامرأة والشيطان ثالثهما، أن يتقول وان يغمز بجهل ، أو يلمز عن شبق، ولا نفعل ما يفعله البعض ممن يؤثرون السلامة فيطالبون بإقامة حد الزنا عن ثقة كاملة منهم انه حد مستحيل التطبيق"…
ويمضى فرج فوده فى شرح كيف هو مستحيل التطبيق فوجود أربعة شهود عدول يرون الفعل رأى الرشاة فى البئر و الميل فى المكحلة هو حلم من الأحلام فى وقتنا الحاضر لا يتم إلا فى أفلام البورنو…
ويتحدى فرج فودة هؤلاء المتشدقين بتطبيق الشريعة ان يبحثوا فى ملفات قضايا الزنا من نصف قرن حتى الآن وان يعطوه مثالا واحدا لقضية يطبق فيها الحد …
والسؤال هنا من الذى يطالب بالعقوبة، طالب المستحيل، أم طالب تنفيذ القوانين الوضعية الحالية والتى تثبت الزنا حتى بالمكاتيب، والتى أعدمت ثلاثة من الشبان فى حادثة اغتصاب المعادى، بالرغم من تقرير الطبيب الشرعى الذى أثبت بكارتها- ونظن أن البكارة تسقط الحد - وننتظر الإجابة…
التهمة الثالثة / إباحة الخمر:
فى صفحة 41 من الكتاب يتهم المؤلف فرج فوده بأنه يبيح صناعة وشرب الخمور، وطبعا هذا ليتخيل القارئ مفكراً سكيراً لا يترك الزجاجة من يده والقنينة من جيبه ، وبالطبع لن يستطيع الشاب المسلم اخذ كلامه مأخذ الجد وسيأخذونه على انه مجرد هذيان سكارى، ورأى الدكتور فرج فوده فى ان عقوبة الخمر ليست أحد الحدود كما يقولون وهو يشارك الشيخ شلتوت فى قوله بأنه عقوبة تعزيزيه (ص111 الحقيقة الغائبة)…
وبالطبع لو كان الشيخ عبد الغفار يحيا فى عصر "أبو حنيفة" لأفتى بتكفيره كما فعل مع فرج فوده الذى لم يصل إلى نصف ما وصل إليه أبو حنيفة فى رأيه عن الخمر، والتى حلل منها نبيذ التمر والزبيب ونبيذ العسل والتين مشاركاً فى ذلك الصحابى عبد الله بن مسعود، وبالطبع كان عدم وجود عبد الغفار عزيز فى ذلك الوقت من سوء حظنا ومن حسن حظ الإمام أبو حنيفة…
التهمة الرابعة : سب الصحابة
فى صفحة 118 يتهم الشيخ الدكتور عبد الغفار عزيز الدكتور فرج فودة بأنه يسب الصحابة ولذلك يجب ان يعاقب لأنه لم يمتثل لأمر النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله "لا تسبوا أصحابى"..
والواقع ان هذا الخلط نتج عن تصور المؤلف ان الصحابى المتدين هو الصحابى السياسى، وأنه فى الموقفين شخص واحد علينا توقيره وإجلاله وعدم معارضته وهذا خلط بين ووهم متفش بين كل من يتعرضون لمثل هذه الأمور … فلم يعترض أحد وأولهم فرج فوده على إيمان وتقوى وتدين هؤلاء الصحابة، ولكن الاعتراض عليهم عندما مارسوا السياسة وانغمسوا فيها وبدأت حرب حماية المصالح واستحواذ المغانم….
ونتساءل عمن كان قاسياً على الصحابة؟ فرج فوده أم السيدة عائشة التى قالت عن عثمان بن عفان ذى النورين : اقتلوا نعثلاً لعن الله نعثلاً"…من كان قاسياً؟ فرج فودة أم على ابن آبى طالب كرم الله وجهه عندما قال لابن عباس فى رسالته إليه عندما طالبه برد أموال بيت المال حين كان واليه على البصرة"أما تعلم انك تأكل حراما وتشرب حراما؟"… فالخلط ليس فى صالحهم على الإطلاق حين يحاكمون بمنطق الدين عن تصرفات سياسية" أما الفصل، والذى كان من رأى فرج فوده بين ما هو دينى وما هو سياسى فهو فى صالحهم حين يحتفظ لهم بالوقار والإجلال الدينى مع وضع أخطائهم فى ميزان السياسة بأخطائها ومصالحها ومناوراتها…
التهمة الخامسة : فرج فوده من أهم أسباب الفتنة الطائفية
"سامحك الله يا دكتور فرج يا ابن الحاج أو الشيخ فرج !! فقد كنت أنت من اكبر عوامل إثارة الفتنة الطائفية فى مصر" ص73
من يقرأ هذه الكلمات لابد له ان يتصور ان فرج فوده كان صاحب اعلى السلطات فى مصر، بل يتصور انه مدير الـسى.آى.ايه والـكى.جى.بى معا .. ولم لا؟! إلى يستطع وحده ان يحرك خيوط مؤامرة الفتنة الطائفية حتى استحق اللقب الذى أطلقه عليه الشيخ عبد الغفار وهو "الأنبا فرج" … ولنحاول ان نعرف لماذا هذا الاتهام وما هى حيثياته ؟…
يتعجب المؤلف ويندهش ويرش كل علامات التعجب من "الملاحة" التى يقتنيها، ويقول ص70 قال الدكتور فرج فوده المسلم (أننى لن اترك التصدى لهذا الأمر ما حيت ولن اترك هذه الدعوة ما ظل فى عرق ينبض، ولن أتزحزح عن إيمانى بان كل هذه الدعاوى سياسة ألبست ثوب الدين وليست ديناً البس ثوب السياسة،ولن آمل فى آن اكرر عليكم أنها الفتنة لعن الله من أيقظها وحفظ الله مصر من إخطارها".
ما هو الغريب فى هذا القول، وما هو المدهش فى أن يصدر عن مسلم، أليس هذا القول افضل من قول فضيلة الدكتور احمد عمر هاشم فى اللواء الإسلامى العدد 153 بأن الإسلام يمنع المودة القلبية بين المسلم وغير المسلم؟ّ وافضل من تناول شيخ ونجم إعلامى مثل الشعراوى لعقيدة النصارى والتجريح فيها على شاشة التليفزيون؟؟.. الفرق بين فرج فودة وبينك إنه اقترب من منطقة الألغام لينزع الفتيل، أما أنت فقد اقتربت لتضع البنزين على النار حتى تحرق الأخضر واليابس .. الفرق بينه وبينك أنه يعتبر القبطى مواطناً له كافة حقوق المواطنة، أما أنت فتعتبره عظمة زرقاء تفرض عليها الجزية، وتمنعه من تولية الوظائف العليا حتى المودة القلبية يمنع منها !!..
التهمة السادسة : العلمانية
وهى تهمة ينطبق عليها القول "بأنها تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه" وتذكرنى هذه التهمة بموقف فى فيلم البداية لصلاح أبو سيف عندما أقنع جميل راتب رجل الأعمال سكان الواحة أن أحمد زكى رجل ديمقراطى وبدأ الكل يتعامل معه على انه شخص مجذوم والمفروض ان يبتعد الجميع عنه "ده ديمقراطى يعنى ما يعرفش ربنا".. وكذلك فعل الشيخ عبد الغفار عزيز فالعلمانى كافر والعلمانية كما يقول فى ص171 مصطلح يعنى اللادينية وليسمح لى بأنه أقول له ان هذا ما هو إلا محض كذب وافتراء ولنعد إلى اصلها اللغوى Secularism مشتقة من كلمة لاتينية وهىsaeculum بمعنى القرن ولو شئنا الدقة الكاملة لكانت الترجمة الصحيحة للكلمة هى الزمانية، أى التى ترتبط بالأمور الزمنية، أى بما يحدث فى هذا العالم وعلى هذه الأرض، فى مقابل الأمور الروحانية التى تتعلق أساسا بالعالم الآخر، إذن فالعلمانية لا تعنى من قريب أو بعيد اللادينية على إطلاقها ولكنها تقصر التنظيم السياسى للمجتمع على اجتهادات البشر دون ان يكون لفئة منهم الحق فى الزعم بان هذه وجهة نظر السماء، ولمن يريد ان يستزيد عليه بالرجوع إلى مقالة سابقة فى إيلاف لان الحديث عن العلمانية يطول شرحه مما تضيق به المساحة…
* كانت هذه هى أهم التهم التى وجهها المؤلف للدكتور فرج فوده والتى استخلص منها أنه كافر خارج عن ملة الإسلام وعضد رأيه بكتابات إبن تيمية وفتاويه وآراء شيوخ أزهريين آخرين يشاركونه نفس الرأى، ولكنه طبعاً لم ينس أن يستنكر ويشجب القتل ولكن القتل بأيدى المتطرفين فقط هو المستنكر عنده، فهو يقول ص7 "كنا نتمنى أن تكون الدولة هى التى تتولى محاكمته وأن تدينه بإعتباره من عتاة المتطرفين وتقيم عليه الحكم الشرعى الذى يستحقه".. أى انه يعترض فقط على ان القتل لم يكن على الطريقة الشرعية!! أى انه ظل يكفر ويكفر وهو يعرف تماما ان التكفير إعدام مؤجل لحين توافر الإمكانات والشروط، أى لحين توافر من اقتنع ونفذ وأطلق الرصاص ولكن وهو يعرف تماما ان من منحه الفتوى منحه معها راحة الضمير، وأجر من غيرّ المنكر بيد… وبعدها هل يحق لى ان أتساءل بكل براءة وبعد كل هذه السنوات من هو القاتل الحقيقى لفرج فودة؟!!!.
|
|
06-16-2006, 04:53 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}