يحاور الجائع رغيف الخبز - الذي يجاريه بالعمر – يبدأ حديثه المعتاد بجملة يحب أن يرددها دائماً لأنها تضفي عليه نوعاً من الاحترام رغم حماقة الموقف :
نحن يا صديقي القديم من ثلاثة أو أربعة عقود ما نزالُ نجلسُ في هذا المكان البائس ونفس الزمان المستقيل من نظامه و(( نظامنا )) وكأن شي لم يتغير علينا
ما نزال متربعين على عروشنا الأرضية ذات التربيعة على ذات الحصيرة وبنفس شحوب الملامح الذي ما يزال عالقاً على وجوهنا ولكنه الآن بطقبة اسمك من ما مضى
ما زلنا يا سمير وحدتي نواصل جدالنا الأسطوري الذي لا ينتهي إلا بانتهائنا
أنت ترجوني بصوتٍ لا يخلو من الألم والغصة أن أخلصك من هذه الحياة وأنا أفكر أني إذا أكلتك اليوم غداً ماذا سأكل
أنت تردد كعادتك اليومية بأننا نمثل لبعضنا الأمل الوحيد في هذه الحياة الأملُ في الخلاص الشرعي لك والبقاء القسري لي
وأنا مع وقع التنهيدة على الصدر أستخدمُ عادتي السيئة وأصرخ في وجهك
أولا تدري يا وجعي الحميم أنه في وطن المشردين
الميت لا يدفنُ
والأكلُ يؤكلُ ولو بعد حين ........


:redrose: