عزيزي إبراهيم تحياتي،
أرجو منك أن تقبل تدخلي، بالإضافة إلى اعتذاري للأخ أبانوب إلى من وجهت سؤالك بالتحديد. فالأجوبة والأفكار التي قدمها هو والإخوة المدافعين عن الكتاب المقدس كانت برأيي جيدة وكافية. طبعاً أستثني منها الدفاع عن جرائم الكنيسة التي لا يهمني أمرها. فالكنيسة وتعاليمها وتاريخها المظلم كما تعلم لا علاقة لإله الكتاب المقدس بها إطلاقاً.
نعود إلى موضوعنا:
اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت
إلى أن وصلت لهذا الجزء فبصراحة أزعجني و أكأبني جدا و لم أجد أحد يعطيني عنه جواب مقنع ... لا يمكن أن يكون هذا أبدا أمر الرب لأن الرب قصده فدائي خلاصي لا تطهير عرقي و بتر و مجازر... أريد فقط أن أفهم
في الواقع ليس لدي الكثير لأضيفه. إنما قد يكون لبعض الأفكار الإضافية أثراً مساعداً على الفهم. إليك ما لديّ:
أول كل شيء اسمح لي أن أصحح فهمك لله وشخصيته! فهو فعلاً إله المحبة والفداء والخلاص، لكنه أيضاً إله الإنتقام والدينونة. ولا تنسَ بأنه هو نفسه الذي وضع شريعة "العين بالعين والسن بالسن" نظراً لممارسته صفة الإنتقام التي تشكل جزءاً من شخصيته. وعلى ما يظهر جرى التأثير على أحاسيسك بطريقة تجاوزت المنطق من قِبَل الكنيسة التي تنتمي إليها، والتي تكرر باستمرار وتضع شعاراً لها: "
المسيح يحبك". تلك العبارة التي تشكل مع الوقت غسلاً للأدمغة إلى حد تحجب فيه بقية صفات الله المعدِّلة في الأحكام.
إذاً من الخطأ تصوُّر الله كإله محبة فقط. والحقيقة إذا مارس صفة المحبة وحدها بشكل مطلق بإظهار الرحمة "عالطالع والنازل" بلا حدود، سيكون ذلك حتماً على حساب صفات أخرى كالعدل مثلاً. وسيؤدي ذلك إلى سحق حقوق من يجري سلبهم من قِبَل الظالمين الذين سيغتنمون كل الفرص للإساءة إلى المساكين. وبذلك سيتبرهن بأن الله إله تشويش لا إله حق وعدل واستقامة ومنطق وحكمة. إذاً علينا الحذر من الوقوع في تفكير التطرف الذي سيجعلنا نسيء فهم شخصية وصفات إلهنا.
الكتاب المقدس مليء بالأمثلة على ردات فعل الله الغير مؤاتية نحو من يقاومون مشيئته ومقاصده. فمنذ البداية عند خطية آدم وحواء، لم يشفق الله على ذريتهما البريئة من الذنب المباشر! ولذلك لا نزال ندفع ذلك الثمن الباهظ حتى يومنا هذا.
هل هذه محبة؟
للوهلة الأولى نقول: طبعاً لا!
ألسنا مظلومين؟
نعم!
ولكن الله ينظر إلى مشيئته ومقاصده وصفاته بالدرجة الأولى قبل أن يكترث بمصالحنا. نحن لسنا مركز الكون. فصفاته وتصرفاته ستؤثر ليس فقط في البشر على وجه الأرض، لكنها تتعلق بالكون كله بمن في ذلك الملائكة الذين يراقبون قراراته عن كثب.
وانسجاماً مع ذلك نلاحظ أحياناً إنجازه قرارات قد تصدمنا! فكما ذكر الإخوة قبلي، كان الله قد أفنى كامل الجيل بالطوفان أيام نوح. بمن في ذلك الأطفال والرضع، وحتى الحيوانات. أيام سدوم وعمورة عمل أمراً مشابهاً. تحرير العبرانيين من مصر والسلطة الفرعونية أدّت إلى جعل المصريين "
الأبرياء" يدفعون الثمن بمحاصيلهم وحيواناتهم وجيشهم وحتى بأبكارهم. كل ذلك بسبب عناد فرعونهم. ألا تذكر أيضاً كم مرة جعل الله الأمة اليهودية تدفع ثمن انحراف حكامها، بمن في ذلك نساءهم وأطفالهم؟ ولا ننسَ استعداد الله للتضحية بأطفال بيت لحم والرضع وحتى شق بطون الحوامل تبعاً لولادة يسوع المسيح. وهل من حاجة للتذكير بسماح الله بإعدام الـ "أربع أرابع من العسكر" الأبرياء وخسارة عائلاتهم لهم، الذين لم يتمكنوا من حفظ بطرس في السجن إلى وقت ميعاد إعدامه على يد هيرودس. (أعمال الرسل 12 : 19). وماذا بالنسبة لسماحه لنا بذبح الحيوانات وأكلها؟ لا بل وحتى أطفال الحيوانات التي تؤدّي إلى سحق قلوب أمهاتها! أين شفقة الله؟ ألا ترى شريعة الغاب بين الحيوانات؟ من فرضها ورسمها، أليس الله ذاته، إله المحبة والرحمة؟
إذاً يا عزيزي، عليك أن تكون منطقياً أكثر في نظرتك للأمور ولفهمك شخصية الخالق. إذ من الخطأ الأكيد التشديد فقط على محبة الله ورحمته، ونسيان بقية صفاته ومقاصده.
الآن إن أتينا للعبارات التي أثرتها حضرتك، والموجودة في 1صموئيل 15 : 3 :
"فالان اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامراة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا"
http://st-takla.org/pub_oldtest/09_sam1.html
هل نكون مبررين بنظرة التطرف بالقول أن الله لا يمكن أن يأمر بذلك؟
الجواب: ولماذا لا يأمر، نظراً إلى ما رأيناه أعلاه من أمثلة؟
ألا تذكر كلمات الرسول بولس عندما قال: "ألعل الله تهمه الثيران"؟ (1كورنثوس 9 : 9). ويمكننا أن نضيف: "ألعل الله يهمه العمالقة بمن فيهم أطفالهم وحيواناتهم؟"
لقد كانت حكماً ودينونة من الله لهم. الدينونة التي كان قد جرى التخطيط لها قبل ذلك بحوالي 800 سنة، عندما تكلم الله إلى ابرهيم بالقول:
"15: 16 وفي الجيل الرابع يرجعون الى ههنا
لان ذنب الاموريين ليس الى الان كاملا" – تكوين 15 : 16.
http://st-takla.org/pub_oldtest/01_gen.html
هل لاحظت تلفظ الله بالدينونة،
وانتظاره الوقت الذي سيكون فيه تنفيذ حكمه عادلاً فيهم، بمن في ذلك عائلاتهم وصغارهم؟
ألم يكن الله قادراً على فعل ذلك بنفسه دون استخدام العبرانيين لتنفيذ أحكامه؟ طبعاً كان ممكناً! لكن الله كان ينظر إلى أبعد من ذلك. فقد كان قصده إفنائهم شيئاً فشيئاً لسبب وجيه:
"7: 22 و لكن الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من امامك قليلا قليلا لا تستطيع ان تفنيهم سريعا لئلا تكثر عليك وحوش البرية" – تثنية 7 : 22.
http://st-takla.org/pub_oldtest/05_deut.html
وهذا كان طبعاً سيخدم قصداً هاماً آخر. فالأجيال اليهودية القادمة كانت ستدرك يد الله في استخدامهم لإزالة تلك الشعوب. بذلك سيكونون يقظين أكثر لاستمرارية علاقتهم به ومعرفتهم إياه. معرفتهم المؤسسة ليس فقط على تاريخ سمعوا أو قرأوا عنه عن آبائهم، ولكنها حوادث تجري معهم بالذات. كما أن ذلك كان سيذكرهم بأنهم ليسوا هم الديانين لتلك الشعوب، وإنما الله ذاته. وذلك لأسباب مبرَّرة. فعليهم أن يحافظوا على نظرة متزنة للأمور:
"9: 4 لا تقل في قلبك حين ينفيهم الرب الهك من امامك قائلا لاجل بري ادخلني الرب لامتلك هذه الارض و لاجل اثم هؤلاء الشعوب يطردهم الرب من امامك
9: 5
ليس لاجل بركيطردهم الرب الهك من امامك و لكي يفي بالكلام الذي اقسم الرب عليه لابائك ابراهيم واسحق ويعقوب
9: 6 فاعلم انه
ليس لاجل برك يعطيك الرب الهك هذه الارض الجيدة لتمتلكها لانك شعب صلب الرقبة" – تثنية 9 : 4 – 6.
http://st-takla.org/pub_oldtest/05_deut.html
بالإضافة إلى ذلك، كان على اليهود أن يدركوا بأن معاركهم ليست معارك شخصية هم يقرروها. فالأرض بالدرجة الأولى هي لله، وهو الذي يقرر من سيسكن فيها. ولذلك كان عليهم أن يسيروا بحسب التوجيه الإلهي في خطواتهم التدريجية لامتلاكها وليس بقيادة بشرية. لاحظ مثلاً انكسارهم أمام عماليق عندما عملوا الأمور على طريقتهم هم، بدون استشارة الخالق:
"14: 40 ثم بكروا صباحا وصعدوا الى راس الجبل قائلين هوذا نحن نصعد الى الموضع الذي قال الرب عنه فاننا قد اخطانا
14: 41 فقال موسى
لماذا تتجاوزون قول الرب فهذا لا ينجح
14: 42
لا تصعدوا لان الرب ليس في وسطكم لئلا تنهزموا امام اعدائكم
14: 43 لان العمالقة والكنعانيين هناك قدامكم تسقطون بالسيف انكم قد ارتددتم عن الرب
فالرب لا يكون معكم
14: 44 لكنهم تجبروا وصعدوا الى راس الجبل واما تابوت عهد الرب و موسى فلم يبرحا من وسط المحلة
14: 45 فنزل العمالقة والكنعانيون الساكنون في ذلك الجبل وضربوهم وكسروهم الى حرمة" – عدد 14 : 40 – 44.
http://st-takla.org/pub_oldtest/04_numer.html
السؤال الآن، لماذا تلك القساوة إلى هذا الحد نحو تلك الشعوب، خاصة العمالقة؟
حسناً، فالأجوبة ذكرها الإخوة قبلي. لقد أخذ العمالقة القيادة في حربهم للعبرانيين عند توجههم من مصر نحو أرض الموعد. الأمر الذي
يتباين بشكل صارخ مع موقف الجبعونيين الذين أدركوا بأن يهوه هو الإله الحقيقي. ولذلك عملوا بحكمة بانسجام مع إدراكهم وثقتهم (يشوع الإصحاح 9). لكن كان هنالك أسباب أخرى تجعل يهوه الله يشعر بأن ذنبهم أصبح أخيراً كاملاً، ويستحقون لأجله الفناء (تكوين 15 : 16). لاحظ ذكر الله لممارساتهم في الإصحاح 18 من سفر اللاويين (الإصحاح كله)، والذي سأكتفي الآن باقتباس بعض الأعداد منه:
"18: 23 ولا تجعل مع بهيمة مضجعك فتتنجس بها و لا تقف امراة امام بهيمة لنزائها انه فاحشة
18: 24 بكل هذه لا تتنجسوا
لانه بكل هذه قد تنجس الشعوب الذين انا طاردهم من امامكم
18: 25 فتنجست الارض فاجتزي ذنبها منها فتقذف الارض سكانها
18: 26 لكن تحفظون انتم فرائضي واحكامي ولا تعملون شيئا من جميع هذه الرجسات لا الوطني ولا الغريب النازل في وسطكم
18: 27 لان جميع هذه الرجسات قد عملها اهل الارض الذين قبلكم فتنجست الارض
18: 28
فلا تقذفكم الارض بتنجيسكم اياها كما قذفت الشعوب التي قبلكم
18: 29 بل كل من عمل شيئا من جميع هذه الرجسات تقطع الانفس التي تعملها من شعبها" – لاويين 18 : 23 – 29.
http://st-takla.org/pub_oldtest/03_levi.html
هل لاحظت إلى أي حد توصلوا في ممارساتهم النجسة؟ هل لاحظت علاقاتهم الجنسية النجسة بأقربائهم، وحتى بحيواناتهم؟ لقد كان على اليهود أن يتعلموا ويحذروا من اتباع وسلوك طريق مشابه لتلك الشعوب.
الآن لنفترض (أقول لنفترض) أن تلك العلاقات الجنسية سببت انتشار الأمراض الجنسية، أو ربما مرضاً كالإيدز، هل كانوا يملكون القدرة على معالجته والتخلص منه نظراً لمستواهم المحدود في عالم الفيروسات والأمراض آنذاك؟
وما أدراك؟ أليس يهوه الله هو العالم بدقائق الأمور وتفاصيلها؟ أليس من الممكن أن الله رأى فيروساً معيناً قد ابتدأ يتولد فيهم وفي أطفالهم (نسلهم) وحتى حيواناتهم؟ وما الحل برأيك إن كان الأمر كذلك؟ أليس للشفقة مكاناً خاطئاً في حالة كهذه، إذ كانت ستسبب انتشار قنبلة جنسية منذ ذلك الحين لتؤدي إلى فناء الجنس البشري قبل آلاف السنين؟
لقد تجاوز العمالقة الحد بممارساتهم وتحديهم للمشيئة الإلهية، إلى حد قام يهوه الله باتخاذ قرار لا تردد فيه، "
أمحو ذكر عماليق من تحت السماء!":
"17: 14 فقال الرب لموسى اكتب هذا تذكارا في الكتاب وضعه في مسامع يشوع فاني سوف
امحو ذكر عماليق من تحت السماء" – خروج 17 : 14.
http://st-takla.org/pub_oldtest/02_exod.html
"25: 19 فمتى اراحك الرب الهك من جميع اعدائك حولك في الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا لكي تمتلكها تمحو ذكر عماليق من تحت السماء.
لا تنسَ" – تثنية 25 : 19.
http://st-takla.org/pub_oldtest/05_deut.html
طبعاً بقرار كهذا كان على الإسرائيليين أن يدركوا تأكيد يهوه الله وعمله لخيرهم، بحيث لا أمل في ما بعد (بعد إفناء العمالقة) بعودة جيل جديد منهم ليؤسس كيانه من جديد وينتقم لدم آبائه من اليهود.
من ناحية أخرى، نجد صرامة يهوه الله الشديدة في بعض الحالات، والتي كان على عباده أن يتقيدوا بها، بدون محاولة استبدالها بنظرتهم الشخصية للأمور. خذ مثلاً توصياته بخصوص أصنام تلك الشعوب:
"7: 24 ويدفع ملوكهم الى يدك
فتمحو اسمهم من تحت السماء لا يقف انسان في وجهك حتى تفنيهم
7: 25 وتماثيل الهتهم تحرقون بالنار
لا تشته فضة ولا ذهبا مما عليها لتاخذ لك لئلا تصاد به لانه رجس عند الرب الهك
7: 26 ولا تدخل رجسا الى بيتك لئلا تكون محرما مثله
تستقبحه وتكرهه لانه محرم" – تثنية 7 : 24 – 26.
http://st-takla.org/pub_oldtest/05_deut.html
الآن، لو كنا مكانهم لربما تساءلنا:
وما هو ذنب الذهب والفضة الموجودة على تلك التماثيل؟ أليس من الأفضل فرزها وسكبها من جديد ليجري استخدامها لخيمة الإجتماع مثلاً أو للهيكل من أجل عبادة يهوه الله؟
حسناً، هذه قد تكون نظرتنا نحن، لكنها ليست نظرة الله. الله يعتبرها نجسة. نجسة مادياً أو طقسياً. إنه يقرف منها. ولذلك علينا أن نتجنب إيجاد مخارج أخرى للقضية. والواقع نجد شاول الملك وقع في ذلك الخطأ ذاته، إذ استحيى بعض أفضل مواشي العمالقة بهدف تقديمها على مذبح الله. لكن ذلك كلفه دفع ثمن باهظ وخسارته الأبدية للملكة:
"15: 21 فاخذ الشعب من الغنيمة غنما وبقرا اوائل الحرام لاجل الذبح للرب الهك في الجلجال
15: 22 فقال صموئيل
هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش
15: 23 لان التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم
لانك رفضت كلام الرب رفضك من الملك" – 1صموئيل 15 : 21 – 23.
http://st-takla.org/pub_oldtest/09_sam1.html
ولا ننسَ بأن موسى كان قد أدرك ضرورة التقيد بدقة بالأوامر الإلهية بهذا الخصوص. فقد قرر فعلاً سحق العجل الذهبي بشكل كامل، ورشه على وجه الماء لئلا يبقى رجاء في استعادته ثانية،
ولكي يطفئ كاملاً غضب وغيرة الله:
"32: 20 ثم اخذ العجل الذي صنعوا واحرقه بالنار وطحنه
حتى صار ناعما وذراه على وجه الماء وسقى بني اسرائيل" – خروج 32 : 20.
http://st-takla.org/pub_oldtest/02_exod.html
هذا هو معنى "أمحو ذكر ..."! إنه الإزالة التامة لهم ولكل ما يخصهم. فليس الوقت الآن لنظرتنا العاطفية. إنه الوقت لتنفيذ ما أمر به يهوه الله انسجاماً مع مشيئته وقصده، بغض النظر عما يمكن أن تكون عليه نظرتنا البشرية للأمور.
اسمح لي الآن بنصيحة أخيرة يا عزيزي إبراهيم:
إن الصورة التي كوّنـَتـْها في نفسك تلك الكنيسة التي تنتمي إليها عن الله والمسيح بتكرار مستمر وببغائي لعبارة "
المسيح يحبك" هي صورة خاطئة! فالمسيح ليس ذلك الشخص المسكين المسحوق "الدرويش" المعلق على الصليب، الذي رسمه لنا رسامو ونحاتو أوروبا للعصور الماضية بحسب مفهومهم. إنه ليس ذلك الشخص الذي تمجده الكنيسة كإله الرحمة والرأفة والمحبة فقط، الغائب العينين والذي يرفع أصابعه الثلاثة بعجز أمام صدره ليدعم عقيدة الثالوث الباطلة. المسيح الآن هو شخص آخر كلياً! إنه الآن قائد حربي لمجموعة لا عدد لها من الملائكة. كلهم بانتظار الأمر الإلهي من يهوه الله ذاته. نفس الإله الذي أمر بمحو ذكر عماليق من تحت السماء، سيأمر بطريقة مماثلة محو هذه الأنظمة البشرية الحاكمة الآن من أجل سيطرة وهيمنة ملكوته على أرضنا هذه. وسيشمل ذلك طبعاً هلاك الكثير من الأبرياء، وحتى الأطفال والحيوانات:
"1: 7 واياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب
يسوع من السماء مع ملائكة قوته
1: 8 في
نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح
1: 9 الذين
سيعاقبون بهلاك ابدي من وجه الرب ومن مجد قوته" – 1تسالونيكي 1 : 7 – 9.
http://st-takla.org/pub_newtest/53_thess2.html
"19: 11 ثم رايت السماء مفتوحة واذا فرس ابيض والجالس عليه يدعى امينا وصادقا
وبالعدل يحكم و يحارب
19: 14
والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا" – رؤيا 19 : 11 و 14.
http://st-takla.org/pub_newtest/66_revel.html
"2: 44 وفي ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السماوات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يترك لشعب اخر
وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد" – دانيال 2 : 44.
http://st-takla.org/pub_oldtest/27_dan.html
إن يهوه العهد القديم هو ذاته يهوه العهد الجديد. وكما أهلك ومحى شعوباً كاملة في الماضي، سيعمل قريباً بالمثل. إنه الإله الذي يضع مقاصده ومشيئته بالدرجة الأولى، وليس عواطفه! فلا أطفال ولا نساء ولا حيوانات ستمنعه من ذلك. هذه العناصر كلها ملك له، وهو حر ليعمل بها ما يشاء. يزيلها أو يبقيها، هذا أمر هو يقرره. نحن كبشر نفكر ونشعر بأحاسيسنا. أما هو فيسعى لتنفيذ مقاصد كونية تخصه هو.