اقتباس:وصلاح الدين رحمه الله ونور الدين منعوا كتب المنطق والفلسفة، وفي أيام دولة صلاح الدين وأبنائه كانت كتب الفلسفة محرمة وممنوعة، وكانت تحرق إن وجدت، ولذلك كان اتجاههم إلى السنة،

فخور هو "سفر الحولي" بهذا الفعل وحق له أن يكون، فمعاداة العقل هو جل ما لقنه في مدارس شيوخه، ثبتهم الله على الاشتياق إلى خير القرون.

ولكن فرح "سفر الحولي" بإحراق كتب الفلسفة وحسبانه هذا في ميزان حسنات "صلاح الدين" هو ما ندعوه نحن "بالقروسطية والتخلف". وأنى لصاحب هذه اللحية المنتوفة والجلباب القصير أن يفهم هذا. فهو ما زال، مثل أبناء بجدته، يرفع شعار "من تمنطق تزندق" على يافطة ويهدد كل فيلسوف بالويل والثبور.

و"سفر الحولي"، الذي يحمل لقب "دكتور" رغم معادته للمعرفة، ليس مبدعاً بدعة جديدة بثنائه على إحراق كتب الفلسفة، فلقد سبقه الكثير من "شيوخ أهل السنة" إلى هذا في العصور الغابرة. بل لعل ثلاثة أرباع تخلفنا جاء نتيجة أمثال هذا "الراجع إلى الخلف" ومن سبقه من جنسه. فهم من علقوا الحلاج على باب المدينة وهم من أحرقوا كتب "ابن رشد" في ميدان عام وقضوا على آخر محاولة لإدخال العقل إلى التراث العربي وإدخال ضوء الشمس إلى سراديب الجرذان.

ماتت الفلسفة عندنا وانتصر رجال الدين، ومات ضوء الشمس وانتصر الجرذان ... وما زلنا في زمن الجرذان ...