{myadvertisements[zone_1]}
النص الديني المؤسس بين قراءتين
عمر أبو رصاع غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 334
الانضمام: Apr 2006
مشاركة: #1
النص الديني المؤسس بين قراءتين



تمثل هزيمة 67 مفصلا هاما في تاريخنا العربي المعاصر ، على الأخص إيذانا بنضج بيئة خطاب الهزيمة ردا على الهزيمة ، لم تكن النكسة فقط هزيمة عسكرية بسيناريو فاضح فحسب ولكن وذلك هو الأهم مثلت الرصاصة التي اطلقت على قلب مشروع نهضوي علماني هوى آخذا معه كل رؤية علمانية للنهضة والتغير ومحلا محله فراغ لم تملأه سلطة بلا هوية ولا مشروعية ، وربما كان خطاب الاجنحة العلمانية للنهضة يصل حد التناقض احيانا في الخطاب والبنية إلا أن تلك الاجنحة جميعا اشتركت في المخيال الجمعي في تحمل وزر الهزيمة كونها جميعا تتمحور حول الأساس العلماني للنهضة الذي تركزت حوله التهم باعتباره المسؤول عن الهزيمة في نظر العقل الجمعي المائل إلى إدانة كلية وشاملة وإلى رد فعل راديكالي – ثوري شامل وجذري - النزعة على الهزيمة وكل ما ترمز له القيادة التي تتحملها.

إذن كانت الهزيمة هزيمة لمشروعية ثقافية جديدة قيد التأسيس أو على أحسن تقدير التبلور في اطار صراع خلاق على حدته في معظم الأحيان وفي بوتقة مشروعية عَلموية وعِلموية في آن ، ولذا هوت تلك القوى معا من اليمين إلى اليسار وفشلت في تخطي الهزيمة وإرغام العقل الجمعي على إعادة وعيها عمليا تحت ضربات خطاب الهزيمة الهروبي من ناحية والسلطة الجديدة الفقيرة لأي مشروعية تعيد التأسيس عليها غير القمع من ناحية أخرى!

عندما تحرك العقل الجماعي ليسد الفراغ بعد أن فقدت الساحة توازن الخطاب العلماني الذي تعرى عن فشل ذريع وعن محاولات بائسة لإستعادة المشروعية كان حراكه – أي ذلك العقل الجماعي - ميل بالضرورة إلى موقف الرفض الكلياني والرغبة في تغير راديكالي جذري وشامل لهول الصدمة التي وقع المجتمع تحت تأثيرها ، فيما دعمت السلطة الجديدة والبترواسلام السعودي هذا الاتجاه ظنا منهما أنه يريحهما تماما ونهائيا من خطاب الحداثة العلماني بكل تياراته ليؤسس لها مشروعية مستمدة من خواء فكري تام موظفا فهما أفيونيا للدين في ظل ادخال المجتمع في مرحلة من عودة الوعي أو غيبته وذلك أدق ، إلا أن ما لم تعيه تلك السلطات فاقدة المشروعية أنها كانت تلعب بالنار وتطلق ماردا خطيرا منفلت من أي عقال من قمقمه .

طغت مصالح الطغم الحاكمة بل والمصالح الامبريالية الامبراطورية الامريكية على القدرة على ادراك أو استشراف مستقبل تحرك هذا المارد ، وهكذا عمل الخطاب الغائب عن الوعي المصاب بعمى الزمن خادما رائعا لأسياده الذين اطلقوه لكن سرعان ما تناقضت المصالح بين قوى برغماتية ميكيافلية (نفعية) لا تعنيها سوى مصالحها المتحركة وبين خطاب غائب الوعي يريد ان يجني نتاج انتصاره الوهمي ومسحه للساحة من كل الخصوم وهكذا بدأ يشكل خطرا على سيده الذي ادرك أنه فقد الرسن ومن هنا بدأ الصدام مجددا أو الطلاق بينه وبين السلطة الحاكمة الصدام الذي أخذ الآن يولد على ضفافه مشروع علماني جديد يتجاوز ازمتيهما معا على الأقل في ضوء رويتنا.

إذا كان الحنين للحظة تاريخية مفارقة شديد الحضور في لحظات الهزيمة ، فإن الحنين إلى الماضي يظل أبدا حاضرا في المخيال الجماعي والفردي على حد سواء ، حنين إلى طفولة وعي لماض تاريخي قد يمتد بجذوره إلى فردوس مفقود في العقل الجمعي يشكل دائما دفعا قويا باتجاهين الأول يدفع المجتمع قدما إلى مواقع ارقى في سلم التطور عندما يستلهم ذلك الماضي في محاولة لخلق لحظة مستقبلية يتم فيها تجاوز اشكاليات الواقع وتحقيق تلك الايجابيات المفقودة في الماضي الجميل لكن ذلك بالضرورة يتم عند مستوى ارقى من التطور يحاكي بنية مجتمعية أعلى في سلمه ، لذا تظل عدالة الفردوس المفقود حلما مشروعا تسعى إليه النظم الاجتماعية في سلسلة تطورها .
أما الاتجاه الثاني فهو اندفاع المجتمع إلى الخلف متقوقعا على ذاته عابدا ومقدسا لها هذا الاندفاع الهروبي السلبي يستحضر الماضي ليهرب إليه من حاضره ويخدر وعيه به ، فهو لا يستحضر الماضي من أجل الحاضر والمستقبل بل يستحضره تماما ليفر منهما إليه.

هذا تماما ما يميز بين مهمتين الأولى يمارسها الباحث الابستمي – المعرفي – في الماضي لكن من لحظته الزمكانية – الزمانية المكانية – التي يقف هو بها وبأدواته العقلية الآنية ، ولذا فمهمته أن يظل يعيد انتج (الماضي – التاريخ) إلى ما لا نهاية في كل لحظة ومن اجلها حاضرا ومستقبلا.

الثانية مهمة فقيه الجاهلية والذي يعيش مع العقل الماضوي وبه ويستلهم مشروعيته فيستحضر لحظته الآنية ليحاكمها برؤيته الماضوية ، فرق بين من يقف في لحظة ماضية وينظر منها إلى الحاضر ليطوعه على الطريقة الافغانية اضطرارا لو يعلمون وبين من يقف في لحظته الحاضرة ينظر إلى الماضي ليعيد قراءته وانتاجه ، بين من هو مصاب بعمى الزمن وينظر إلى التاريخ نظرة هرمية تعتبر أنه قد وصل سنامه وذروته عند لحظة ماضوية ما يقدسها ويكرسها في وعي مؤسطر وبين من يرى التاريخ منتظما في حركة اندفاع تفاعلي نحو الأمام وأعلى في محصلته دائما .

لعل ذلك يتضح أكثر عندما تتموضع مفاهيمه في قراءة النص وتفسيره ، فلدينا القراءة المدانة قراءة ابستمية – معرفية – تدرك أين تقف وأين يقف النص وتحاكيه مباشرة بعقل الآن ، والقراءة الثانية النصية الوثوقية التي تقرأ النص بمشروعية عقل ماض.

القراءة الأولى من شأنها أن تدرس النص بصفته عملا أدبيا ابتداءً موجها لمتلقٍ معاصر والثانية تتخذ من عقل ما في لحظة ماضية ما مدخلاً لقراءة النص أي أنها تقيم دون أن تشعر اكلريوس ديني إن جاز لنا التعبير يفقد العقل الحاضر وآلياته مشروعيتهما لحساب ذلك العقل الماضي ومشروعيته التي يُفترض سقوطها بالتقادم الزمني أصلا.

هكذا وبمشروعية العقل الماضوي يصير الخطاب الذي يتناول النص بالتأويل معتبرا إياه عملا مستقلا يخضع لمنهج تفسيري علمي محاولة لإبطال السنة !

لكن ما السنة؟
السنة انتجت أساسا كمفهوم واسع ارتبطت بالضرورة بما لا يراه أعمى الزمن بعقلانية ومشروعية انتاج معرفية تعاملت مع النص الاصلي واضفت قداسة على فهمها هي له، ومن هنا فدعوة تخليص النص من سلطة الإلحاق من مدخل الوحي الآخر كما اراها تمرد على سلطة العقل الماضي أو على احتكار تفسيره للنص الاصلي وهو القرآن هنا وعلى احتكار فهمه وتفسيره وعقله بشكل عام.

إن ما يسمى سنة تم فرزها وتصنيفها وتوظيفها وذلك الأهم من قبل آليات إنتاج معرفية لازمت معقولية عربية قروسطية وضمن شروط انتاجها المعرفية أيضا عند البخاري وغيره من مصنفي الحديث ومحدثيه ، فلم تكن نصا قام في لحظة وانفصل بل مجموعة اقوال وافعال منسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام مشكوك في صحة نسبة معظمها حتى من قبل مصنفيها وبألسنتهم ، اجتزئت من أطرها الموضوعي زمانا ومكانا وحدثا ليتم إعادة انتاجها وظيفيا برغماتيا - مصلحيا – في لحظات وظروف مفارقة ومن قبل عقلانية تعيش بالضرورة ظروفا ومعطيات مختلفة ، لا تشكل تلك المهمة المقبولة ظرفيا مشكلة بذاتها في إطار زمانها الذي تستمد منه مشروعيتها لكنها تصبح كذلك عندما تنصب نفسها عقلانية مطلقة مفارقة للزمن بل ومحلا للنص الأصلي نفسه!

إن شروط انتاج السنة أو ما اسميه شروط جمعها وضبطها ....الخ والتي كانت حكرا على مدرسة بعينها بحيث استبعدت منهجية الجاحظ مثلا في التعامل معها ، هي شروط تواضع عليها سدنة مدرسة أهل الحديث واستطالاتهم ، عقل هو بالضرورة شأن غيره عقلاً مكوِّناً - إذا استعرنا اشكالية اندريه لالاند للعقل المكوِّن والعقل المكوَّن – أي عقلا يبني شروطا ثقافية وهي مهمة كما قلنا مشروعة وتجعل ذلك العقل شريكا في صناعة التراث لكن مشروعيت تلكم المهمة تسقط عندما يتم تجاوز شروطها وتصبح هي ذاتها محل نظر وتفسير من قبل معقولية أرقى بالضرورة في إطار مهمة الباحث الهرمنيوطيقي – التفسيري - .

عندما يتوجه الباحث للنص الأصلي مجردا من عملية اعادة قراءته – انتاجه من خلال تلك البنية الماضية للمعقولية التي اكسبت نفسها قدسية دينية عبر توظيف تلك السنن ، فإنه إنما يطلق العقل الآني من إسار سلطة العقل الماضوي عبر قراءته الحرة للنص الأصلي موضوع النظر ، لذا فإن اللحظة الآنية تماما هي التي تمنح مشروعه مشروعيته ، بينما تظل القراءة المكبلة بالعقل الماضي تمارس اسطرة المعقول الماضي - تضفي عليه أبعادا اسطورية - وتصر على فرض قيوده على العقل الآني ، فتراها أبدا لا تكل تكرير نفسها ولو بفجاجة وفقر في إطار منظومة كاملة مكتملة في اللحظة الماضية وعصية على التقدم أو الاختراق .



omar_jo_1@hotmail.com

ملاحظة : لن أرد إلا على المداخلات التي تفيد الموضوع نفسه وتستند لمنهج حواري علمي.
04-22-2006, 12:31 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أنا مسلم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,416
الانضمام: May 2005
مشاركة: #2
النص الديني المؤسس بين قراءتين
بسم الله والصلاة والسلام على الرسل أجمعين
تقول
اقتباس:ملاحظة : لن أرد إلا على المداخلات التي تفيد الموضوع نفسه وتستند لمنهج حواري علمي.
سبحان الله وهل قدمت أنت أصلا منهج علمى فى كلامك !!
ماذكرته هو مجرد قذف طائش فى السنة .. لاأكثر ولاأقل
وطبعا طبعا لابد من تهويل الكلام وتطعيمه ببعض الفلسفة لزوم الجمال الظاهر

اقتباس:هكذا وبمشروعية العقل الماضوي يصير الخطاب الذي يتناول النص بالتأويل معتبرا إياه عملا مستقلا يخضع لمنهج تفسيري علمي محاولة لإبطال السنة
طبعا ماكان فوق هذا النص من مداخلتك لاشئ ولاقيمة له بل (كالعاده) فلسفة طويلة وجهل مطبق بين زمنية الفتوى وبين قواعد الإفتاء

قواعد الإفتاء هى القائمة على أصول السنة الواصلة بين يدى الفقيه
وليس هناك إنكار عند أهل الإسلام السلف بنفس مقداره عن أشباه علماء الخلف المعاصرين
الذين ينقضون الأحاديث مثلا لعدم توافقها مع المواثيق الدولية !!!

اقتباس:السنة انتجت أساسا كمفهوم واسع ارتبطت بالضرورة بما لا يراه أعمى الزمن بعقلانية ومشروعية انتاج معرفية تعاملت مع النص الاصلي واضفت قداسة على فهمها هي ل
السنة أصلا ماهى إلا صورة من صور تكريم الله عزوجل لرسوله الكريم
فالسنة هى الحكمة التى علمها الله عزوجل للرسول صلى الله عليه وسلم فى الوقت الذى ماعلمه فيه أحد
{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }النساء113
فالحكمة هى السنه (إتفاقا) التى علمها الله عزوجل لرسوله صلى الله عليه وسلم ليعلمها للناس

والحكمة هى العلم الذى يختص الله به من يشاء من عبادة
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269

إن ما يسمى سنة تم فرزها وتصنيفها وتوظيفها وذلك الأهم من قبل آليات إنتاج معرفية لازمت معقولية عربية قروسطية
إن القائل بعدم معقولية آلية فرز وتصنيف الأحاديث هو جاهل جهل مركب
ولايعرف شئ فى علم الحديث

اقتباس:وضمن شروط انتاجها المعرفية أيضا عند البخاري وغيره من مصنفي الحديث ومحدثيه ، فلم تكن نصا قام في لحظة وانفصل بل مجموعة اقوال وافعال منسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام مشكوك في صحة نسبة معظمها حتى من قبل مصنفيها وبألسنته
الكلام الطائش والأغرب انه يطلب ان يرد عليه علمياً !!!
شرط البخارى معلوم عند الجميع ولاغضاضة فيه بل هو يعد من أقسى الشروط التى إستخدمت فى تنقيح الأحاديث

اقتباس:اجتزئت من أطرها الموضوعي زمانا ومكانا وحدثا ليتم إعادة انتاجها وظيفيا برغماتيا - مصلحيا –
:nocomment: فلسفة مملة

اقتباس:إن شروط انتاج السنة أو ما اسميه شروط جمعها وضبطها ....الخ والتي كانت حكرا على مدرسة بعينها بحيث استبعدت منهجية الجاحظ مثلا في التعامل معه
لأن هذه سنة الحياة لكل شئ مدرسة فالطبيب له كليته والمهندس له كليته
أما أشباه العلماء فستجدهم - يخبطون - فى الطب شوية وفى الهندسة -شوية- وفى الدين -شوية- شغال
اقتباس:– أي عقلا يبني شروطا ثقافية وهي مهمة كما قلنا مشروعة وتجعل ذلك العقل شريكا في صناعة التراث لكن مشروعيت تلكم المهمة تسقط عندما يتم تجاوز شروطها وتصبح هي ذاتها محل نظر وتفسير من قبل معقولية أرقى بالضرورة في إطار مهمة الباحث الهرمنيوطيقي – التفسيري - .
ياالله على الممل والتكلف الزائد فى الكلام


اقتباس:omar_jo_1@hotmail.com
لزوم الدعاية

والله لقد أخطأت فى تضييع وقتى فى قراءة هذا الموضوع
04-22-2006, 02:05 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الفصام الديني مسلم 14 1,768 09-03-2013, 04:41 PM
آخر رد: ABDELMESSIH67
  تناقضات كتاب الطريق إلى الفضيلة النص الصينى المقدس رضا البطاوى 0 683 08-17-2011, 05:04 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  الالتزام الديني بين الحقيقة والوهم الباحث عن الراحة الابدية 1 1,716 08-16-2011, 02:29 AM
آخر رد: ahmed ibrahim
  حرية الاعتقاد والتطرف الديني أنا لبرالي 4 3,065 05-18-2011, 12:15 AM
آخر رد: أنا لبرالي
  هل التجمعات الإسلامية سبب للتعصب الديني؟ (ذي يزن) 0 1,151 04-13-2011, 05:00 PM
آخر رد: (ذي يزن)

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS