حماس .. عندما تسقط الموقف السياسي وتبقي على التطرف الفكري
منذ اللحظة التي عُرفت فيها نتائج الإنتخابات التشريعة الفلسطينية وحماس تعيش حالة إغواء شيطانية مرهقة للأعصاب تشبه تلك التي وقفها آدم يوما مقابل شجرة الخير والشر
فكما رمى آدم بالنتيجة على امرأته والحية تقف حماس امام إغراء الجكومة متمنية وخائفة
لكن سحر الحكم والحكومة لا بد أنه آسر حتى تركت حماس المقاومة للجهاد وكتائب الأقصى خلال الأيام القليلة الماضية وغابت قياداتها عن مهرجانات استنكار الكاريكاتورات وراحت تمعن في رسائلها الموجهة إلى الغرب عموما وإسرائيل خصوصا
فهي وفي دعايتها الانتخابية كانت تؤكد على انتهاء الهدنة المؤقتة مع إسرائيل ( من طرف واحد ) و أنها لن تجدد الهدنة
بينما هي بعد الانتخابات تتحدث عن هدنة طويلة جدا تساوي زمن مكوث حماس في الحكومة
في دعايتها الإنتخابية كانت تتحدث عن حدود فلسطين التاريخية وهي اليوم تتحدث عن حدود الضفة الغربية والقبول بدولتين مقابل السماح لها بالوجود في الحكومة
أما الاعتراف بإسرائيل فهو صار من الممكنات مقابل شروط منها قبول إسرائيل لها في الحكومة
ولن نتذاكى كثيرا لنستنتج أن الشروط الأخرى سيتأجل البت فيها إلى زمن طويل أيضا مقابل الشرط الأساسي وهو قبولها في الحكومة
يبقى النظر في ميثاق الحركة وهي القضية التي سيتم البحث فيها خلال الأيام القريبة
حيث ستلين عبارات الميثاق وتبدل الآيات القرانية الواردة فيه بتلك الموجودة في القرآن أيضا والتي تفيد بمعنى معاكس تماما
فالنص القرآني الذي يبدأ بها الميثاق وهو:
اقتباس:﴿كُنْتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بالمَعْروُفِ وتَنْهَونَ عن المُنْكر وتُؤْمِنُونَ بالله ولو آمن أَهلُ الكِتَابِ لكان خيرًا لَهُم منْهُمُ المُؤْمنُون وأَكْثَرُهُم الفاسقون لَنْ يَضُرُّوكُم إلاّ أذى وإِنْ يُقَاتِلُوكم يُوَلُّوكُم الأدْبارَ ثم لا يُنصَرُون، ضُرِبَتْ عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إلا بحَبْل مِنَ الله وحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ من اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيهِمُ المَسْكَنَةُ ذلِكَ بأنَّهُم كَانُوا يَكْفُرُونَ بآياتِ الله ويَقْتُلون الأَنبياءَ بِغَيرِ حَقٍّ ذَلِكَ بما عَصَوا وَكانوا يَعْتَدُون﴾
(آل عمران: 110 – 112)
يمكن استبداله ب النص القرآني :
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(46) العنكبوت
أما مقولة حسن البنا التي تأتي قبل المقدمة والتي تقول :
اقتباس:ستقوم إسرائيل وستظل قائمة إلى أن يبطلها الإسلام كما أبطل ما قبلها.
الإمام الشهيد حسن البنا، رحمه الله
فيمكن حذفها واستبقاء مقولة الشيخ أمجد الزهاوي القائلة :
إن العالم الإسلامي يحترق، وعلى كل منا أن يصب ولو قليلاً من الماء ليطفئ ما يستطيع أن يطفئه دون أن ينتظر غيره.
الشيخ أمجد الزهاوي، رحمه الله.
وفي الأهداف جاء في الميثاق :
اقتباس:أمّا الأهداف: فهي منازلة الباطل وقهره ودحره، ليسود الحق، وتعود الأوطان، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنًا قيام دولة الإسلام، ليعود الناس والأشياء كل إلى مكانه الصحيح، والله المستعان.
) إلى قيام حكومة فلسطينية بقيادة إسلامية
أما ما جاء في المادة الثالثة عشر :
اقتباس:وتثار من حين لآخر الدعوة لعقد مؤتمر دولي للنظر في حل القضية، فيقبل من يقبل ويرفض من يرفض لسبب أو لآخر مطالبًا بتحقيق شرط أو شروط، ليوافق على عقد المؤتمر والمشاركة فيه، وحركة المقاومة الإسلامية لمعرفتها بالأطراف التي يتكون منها المؤتمر، وماضي وحاضر مواقفها من قضايا المسلمين لا ترى أن تلك المؤتمرات يمكن أن تحقق المطالب أو تعيد الحقوق، أو تنصف المظلوم، وما تلك المؤتمرات إلا نوع من أنواع تحكيم أهل الكفر في أرض المسلمين، ومتى أنصف أهل الكفر أهل الإيمان؟
﴿ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليهودُ وَلاَ النَّصَارَى حتَّى تَتَّبعَ مِلَّتَهُم قُل إنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِن اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الذي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ من اللهِ من وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾ (البقرة: 120).
ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد، أما المبادرات والطروحات والمؤتمرات الدولية، فمضيعة للوقت، وعبث من العبث، والشعب الفلسطيني أكرم من أن يعبث بمستقبله، وحقه ومصيره،
فيمكن استبدالها بالآية
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(61) الأنفال
فكله قرآن ويمكن لهم الإحتجاج بالآية
قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64) آل عمران
وهكذا دواليك