سيدتي: اليوم لن اقول انتظرتك لانني ساكون كاذبا، فانا متعود على الجلوس امام الحاسوب في مثل هذ الوقت و من دون ان انتظر احدا!! لكنني اليوم شعرت بالملل شعرت بان هناك شيئ ناقص لا بل شيئ اصبح من الضروري بالنسبة لي ان اتحدث معه، شيء يشعرني بقيمة ما أفتقدها بمعنى روحي أبحث عنه !! حينذاك لم اجد ما افعله ،اطلقت اغنية جينيفير لوبيز التي اهديتها لي و لعلمك فقد قضيت ليلة امس استمع اليها وحدها و ها انا اقضي ليلتي التانية و انا استمع لنفس الاغنية و فكرت مالذي جعلك تختارين هذه الاغنية دون غيرها ؟؟ و حثني هذا على محاولة ترجمتها في برنامج غوغل للترجمة و لم افلح مما دفعني الى البحث عن نص الاغنية. بعدها بدأت بطلب اصدقائي لترجمة الاغنية و هذا ماكان و عندما عرفت معناها قررت ان ادخل الى عالمك الذي يحفل بكل المعاني والقيمة الجمالية .
بعد هذا قررت ان ابحث عن معنى اسمك فوجدت انه مرادف النقاء و لم يخب ظني فإنسانة طاهرة مثلك لن تختار إلا النقاء كمعرف يعكس شخصيتها بما تحفل به من معاني وقيم حضارية ويعكس امراة متجاوزة لكل المفاهيم الشرقية المتعفنة !!! فالنقاء سيدتي هو معنى وجدته في كل شيء تكتبينه وتقولينه . نعم ليس مبالغة أو مدح !! بل اقرار واعتراف بقيمة ومعنى ما تكتبينه ـ فالكتابة سيدتي في اعماقها ونبراتها تعكس لنا الإنسان النقي والملتزم بالقيم التي يكتبها أو يدعو لها .
بعد ما عرفت مضمون الأغنية وما يحمله اسمك من معاني وقيم مماثلة ومطابقة للمعاني التي تزخر بها الأغنية انتابني نوع من الشعور بالإمتلاء والزهو ورغبة في التعبير والكتابة ـ نعم !! رغبة قوية اجتاحتني في الكتابة "لكي " والتعبير عن مشاعري الجياشة بالرغم من أنني كنت أعتقد انني بلا مشاعر !! بسبب الواقع المر والمميت لكل المشاعر والقيم الإنسانية . لكن في خضم استماعي لأغنية و قراءة بعض مواضيعك و تذكر بعض الخواطر والأفكار التي تجتاحني أتناء دردشتنا على الماسنجر أشعر بالحياة تدب في اعضائي وأفكاري ، أشعر ان هناك قيمة حقيقية بدأت بالظهور والتجلي أمامي ـ بعدما كنت اسبح في بحر من العدم واللاقيمة !! لأول مرة ادرك أن الحب قيمة تتجازو الكتب والأفكار الكبيرة في قدرتها على خلق انسان جديد وخلق الحيوية والشعور بالوجود وقيمته في داخله ـ لأول مرة أشعر برغبة في الكتابة والتعبير عن ذلك الإنسان الجديد الذي احتل جسدي وعقلي ـ ذلك الإنسان لن يكون سوى الحب وكل تعابيره وتفاسيره ـ نعم ـ الحب احتلال !! لكنه شيء مختلف عن الإحتلال الذي نعرفه والذي نعيشه ـ ذلك الإحتلال الذي يسلب وعينا وحريتنا ويصادر وجودنا باسم الله والوطن ـ الحب احتلال يخلق ويبدع انسانا جديد اي يصنع منه معنى جديد ـ لاول مرة أشعر في رغبة كبيرة في الدفاع عن المحتل وتبجليه خيانة للوطن وخيانة للعدم الدي كان يسكنني ويلون حياتي . الحب كقيمة ومعنى كتجلي وتعبير عن انسانية الإنسان وكل تفاسيره الروحية ـ اشعر به ـ أشعر بتلك المعاني التي خلقتني من جديد وبعتث في داخلي الأمل والمستقبل ـ ربما تعتقدين سيدتي أنني اهذي أو انني اكتب لمجرد الكتابة والنثر أو تعتقدين أنني حالم ومثالي !!!!!! لكنني اكتب لأول مرة ذاتي ومشاعري الحقيقية اتجاه كيان وجسد أخر ـ أكتب بصدق وألم ذلك الصدق بقطعني ، واعبر واصرخ من تحت واقع مرير باغنية الحب وبكل معانيه التي تجلت وطفت على سطح ذلك الواقع المتعفن . قد أكون متسرع ! او مجنون ومخبول ! قد أكون أي شيء سيدتي : إلا انني اشعر بقيمة ما اكتبه وأقوله في هذا الخطاب ـ قيمة الكلمة التي اتفوه بها .
الحب معنى وتجلي وانعكاس وتغير في سلوكي وتفكيري ورؤيتي للحياة . نعم ـ إن التغير وقيمته كمعنى لا يمكن ان يأتي إلا من خلال حب صادق يخرج من اعماقنا ـ ومهما يكن مستقبل ذلك الحب في سديم الحياة وتغيراتها ـ فإن معناه وأثره يبقى كشاهد على قيمة الحب وقدرته على الخلق والإبداع . وقيمة الإنثى الحضارية التي تجسدها شخصيتك وابتسامتك وقوة تعابيرك .نعم تلك الإنثى الحرة التي إن احبت فهي تحب بصدق وان صادقت تصادق بصدق وإن كتبت تكتب بصدق ، وإن تكلمت تشعر بقيمة ما تقوله وتعتز بوجودها وانوثتها وتمردها على كل السجون التي تقزمها وتلغيها من الوجود ، اشعر أن الكلمة تفلت مني وترفضني !!كانها شعرت بفرحي واعتباطي بحبي ومشاعري كانها لم تصدق أنني انا الزعيم سقراط الذي يكتبها ويوظفها لاول مرة لكي تعبر عن مشاعره وشوقه وحبه و أمله بمسقبل بعيدا كل البعد عن السوداوية والعدمية . قبل أمس فقط ، بعدما تكلمنا على البريد لمدة من الزمن .سألني صديقي مابك ؟؟ قلت له إنني احب وأعشق ، قلت انني خلقت من جديد ـ قلت له وبحت له بمشاعري وعواطفي ـ فضحك ساخرا كعادته وتساءل هل هناك حب يعبر الحدود ؟؟ هل هناك حب يخلق ويغير الإنسان ، لعلك تعيش وهماً لعلك تخدع نفسك ، لعلك مخدركالعادة لا غير !!!!.
لقد كان قاسيا جداً معي كان وقحا في رده وتشاؤمه ـ إلا انني ومن فرط حبي وعشقي أجبته واخبرته ان الحب ليس وهم ليس تعبير عن واقع متجاوز بقدرما هو شعور وتغير واسلوب حياة جديدة ومهما يكن مستقبله او مصيره فإنه يبقى كقيمة وكتعبير عن اسمى معاني الإنسان . سيبقى كذلك ـ والحب كقوة ليست عابرة للحدود فقط بل مدمرة لكل الحواجز والحدود الطبقية ـ لاشيء يماثل قيمة الحب ، لقد تغيرت وخلقت من جديد فهل يستطيع الواقع ان يعيدني ؟؟