عتبات - جيرار جينيت - من النص إلى المناص
تأليف: عبد الحق بلعابد
تقديم: سعيد يقطين
الناشر: الدار العربية للعلوم-ناشرون، منشورات الاختلاف
تاريخ النشر: 11/12/2007
اضغط هنا لتحميل الكتاب
الناشر:
"أخبار الدار على باب الدار"، يقول المثل المغربي، ولا يمكن للباب أن يكون بدون عتبة، تسلمنا
العتبة في البيت، لأنه بدون اجتيازها لا يمكننا دخول البيت.
لكن الأبواب مختلفة وأحياناً عديدة مخاتلة، ولا يمكنها، في كل الأحوال، أن تعطينا فكرة دقيقة عن
"أخبار" الدار. قد تكون الدار فخمة واسعة، دالة على الترف والجاه، لكن الباب متواضع وعتبته
بسيطة لا تختلف عن باقي الأبواب والعتبات في الزنقة.
إن "صناعة العتبة" الخارجية، وفق تقليد مغربي قديم، تقتضي المشابهة مع عتبات الجيران لإخفاء
التميز الداخلي وستره، واعتباراً للمثل القائل "دير ما دار جارك أو ارحل من حذاه". المماثلة إذن
سمة لبعض العتبات أو للأبواب الخارجية، وهنا مصدر "المخاتلة"، العتبة لا تبين دائماً بما توحي إليه.
لكننا لا نجد في الدار باباً واحداً، وبالتالي عتبة واحدة. إننا عندما نعبر الباب والعتبة الخارجيين،
نلفي أنفسنا أمام أبواب وعتبات تتعدد بتعدد المرافق والفضاءات.
ما أكثر العتبات، وما أصعب اقتحام أي فضاء دون اجتياز العتبة، العتبة فضاء.
لم تكن العتبات تثير الاهتمام قبل توسع مفهوم النص، ولم يتوسع مفهوم النص إلا بعض أن تم الوعي
والتقدم في التعرف على مختلف جزئياته وتفاصيله. ولقد أدى هذا إلى تبلور مفهوم التفاعل النصي
وتحقق الإمساك بمجمل العلاقات التي تصل النصوص بعضها البعض، والتي صارت تحتل حيزاً
هاماً في الفكر النقدي المعاصر.