الزميل أحمد كامل
تحية لك على إغنائك للموضوع الذي تلخص في ثلاث نقاط :
العلاقة بالتاريخ كأقوال و أحداث سابقة
العلاقة بالتاريخ كبحث في أو عن هوية
الحاضر الراهن توصيفه وموقع المسيحي العربي فيه
و لعلي أردت من موضوعي التركيز على المسيحي العربي كجزء من صناعة هوية ثقافية عربية معاصرة يكون التاريخ فيها مرحلة و الحاضر مركزا لتطوير الثقافة أملا في نهضة مستقبلية
يقول عبد الرحمن منيف (1)
اقتباس:و لأن جوهر الثقافة الوطنية هو الوعي التاريخي للعصر و الواقع معا, و إدراك حقيقي للأخطار و التحديات, فمن خلالها إذن نستطيع قراءة الأفكار و آمال المستقبل
إن موقع المسيحي العربي في حاضرنا يجب أن يكون موقع المدافع عن التعددية أمام شمولية الحل الإسلامي بعد الانهيار اليساري العربي الذي خلط الاشتراكية بالقومية. كالقومين العرب و البعث و الناصريين, أو ظل متعلقا بنظريات لا يفهمها معظم أعضائه كالأحزاب الشيوعية العربية و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أصبحنا اليوم بين شرين, حكومات لا هي مدنية و لا هي دينية, مرجعيتها الفساد و المحسوبية, و أحزاب دينية تتخذ الديموقراطية وسيلة لا غاية. مما أنتج مواطنا عربيا لا يؤمن بالديموقراطية و لا بالديكتاتورية الشمولية, نظرية المؤامرة هي محرك الأحداث من حوله التي يعتقد أن لا حول له فيها و لا قوة و بالتالي فإن مصداقية الأحزاب السياسية متدنية لديه مما لا يترك مجالا لها بأن تعمل على قواعد شعبية و تنتهي إلى تجمعات نخبوية.
و بالعودة إلى صناعة الهوية, يكون المسيحي العربي "الذي تمييز علميا و ثقافيا" هو الأكثر حاجة لصناعة ثقافة وطنية لحاضرنا مبنية على الحداثة لئلا تسيطر الثقافات الشمولية
أتمنى أن يعيش المسيحي كجزء فعال من مجتمع مدني و ليس كأقلية ذات حقوق. و ذلك يحتاج إلى تعزيز الثقافة.
(1) بين الثقافة و السياسة, الطبعة الثانية ص 22