هل تتوقف؟

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3...6329&issue=9749
قال وزير العدل اللبناني، الدكتور شارل رزق، وهو يعتذر عن عدم استكمال الغداء عند الرئيس الياس الهراوي، انه على موعد في «مجلس الأمن المركزي» لاجتماع عاجل. الموضوع: كيف تمنع الناس من الاقتراب من انفجار فور وقوعه. اولاً، خوفاً على حياتها، وثانياً خوفاً من اختفاء الأدلة. وقال ان الدولة تمنع الناس من المشاركة في الإسعاف قبل وصول رجال الإسعاف المختصين، خوفاً من ان يرتكبوا خطأ شديداً او حتى قاتلاً.

كان الوزير مروان حمادة حاضراً. وتدخل ليقول إن عابر سبيل شجاعا ومغامرا، هو الذي أنقذ حياته عندما تعرض لانفجار شنيع قبل أشهر. ولولا هذا المنقذ لقضى حرقاً كما اشتهى أعداؤه. ورويت بنفسي ماذا قرأت صباح ذلك اليوم عن طائرة «ار فرانس» التي انزلقت عن المدرّج في مطار تورنتو قرب الطريق السريع 401، وهو اكثر طرقات كندا ازدحاماً. كانت ثمة عاصفة رهيبة تضرب المدينة والريح صرصر والمطر جداري والرؤية رديئة. ورأى مئات السائقين العابرين الطائرة الضخمة تنزلق ويتصاعد منها الدخان، فزادوا في سرعتهم وأكملوا طريقهم. إلا اثنين; واحد لا يزال مجهول الاسم، والثاني هو غاي ليدز (37 عاماً). أوقف غاي ليدز سيارته ونزل الى الوادي الذي سقطت فيه الطائرة. وراح يساعد الركاب على الخروج. ودخل مع المجهول الآخر الى الطائرة وساعدا الأطفال والشيوخ. ولم يخرج إلا بعدما سمع انفجاراً في ذنب الطائرة. وعندها تحول كل شيء الى حريق، لكن جميع الركاب «الار باص» الـ 309 نجوا، معظمهم بفضل «المتطفلين»، أحدهما المستر ليدز الذي اصيبت يداه بجروح عميقة عندما قفز فوق الاسلاك للوصول إلى الطائرة المنكوبة.

ماذا كنت تفعل في هذه الحال؟ تكمل سيرك ام تتوقف؟ لقد حدث لي مرة ان رأيت جريحاً ينزف في بيروت. والسائقون يمرون ولا يلتفتون. وكان واضحاً ان الرجل فقير او مشرد. وكان كثيرون قد حذروني من نقل جريح في مثل هذه الحالات لأنني اصبح مسؤولاً إن حدث له شيء. لكن الرجل كان يتألم ويتوسل وجروحه غارقة في المطر والوحل. فتوقفت ونقلته الى قسم الطوارئ في مستشفى الجامعة الأميركية. وبعدما تسلمه المسؤول المناوب، شكرته وانصرفت، فاستوقفني الرجل مؤنباً: «الى اين؟ نريد ان نسجل محضراً في الحادث». أما الجريح فقال: «لا تدعه يذهب. انه الرجل الذي صدمني». وتطلع المسؤول في الجريح لاعنا. فقد كان واضحاً انه ينزف من طعنة في كتفه. واعتذر مني وقال «مع السلامة. عدم المؤاخذة».

د.بسام
انت فعلت ما يمليه عليك ضميرك وعقلك
انا شخصيا اتوقف واساعد مهما كانت النتيجة لاننا كلنا معرضين للحوادث
اخر انفجار توفقت سيدة بعد كذا سيارة لم تتوقف واقلت الوزير الياس المر الى المستشفى دون ان تعرف من هو