{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
AlMufakker غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 203
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #1
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
لم يكن مؤتمر الحزب إلا مسرحية درامية خالية من الإثارة، بدأت فصولها بالتشهير ببعض أعضاء القيادة السابقة للحزب من المغضوب عليهم، ومن ثم إدخال مجموعة من فائقي الولاء لقيادة جديدة، في ما أراد البعثيون من الشعب السوري اعتباره إنجازاً للمؤتمر!!!

قطعاً، الشعب السوري ليس معنياً لا من قريب ولا من بعيد بتقاسم البعثيين للنهب عبر التربع على مناصب حزبهم المفروض فرضاً على الشعب السوري وبأسلوب الترويع وحكم المخابرات والتعديلات الإرهابية للدستور السوري التي جعلت هذا الدستور أضحوكة بين شعوب العالم الثالث -بله العالم المتمدن-.

خلافاً لتوزيع المغانم بحسب درجة الولاء التي قام بها المؤتمر، كان هناك حديث عن قانون للأحزاب في محاولة لإلباس حزب البعث الشمولي الفاشي قناعاً من الديمقراطية... ولكن كعادة البعث، وكما حوَّل مفهوم الوحدة العربية إلى أداة لتفريق العرب عبر افتعال المشاكل والقيام بالمؤامرات تجاه جيرانه، فقد طبق الأسلوب ذاته مع الديمقراطية فحولها أداة جديدة للقمع والتدجين.

إن التعددية الحزبية بمفهوم البعث، هي تعددية للأحزاب الكرتونية التي يشترط لقبول تواجدها على الساحة عمالتها المعلنة للبعث وبشكل سافر يجعل من تواجدها أضحوكة فترى عملاء البعث من الأحزاب الكرتونية يزاودون على البعثيين في تأييدهم ومباركتهم لمبادىء البعث المهترئة وقياداته الفاسدة.

الديمقراطية هي بطبيعتها نتيجة لحراك في المجتمع وليست صناعة مفبركة كالمسرحيات البعثية الممجوجة من مؤتمر متلفز هنا وقبض على عصابة مخترعة هناك، إلى اغتيال لشخصية معروفة ولصق الجريمة بعصابة تابعة لأحد الفروع الأمنية...

أسلوب البعث في إدارة البلاد، ناهيك عن أفكاره الشمولية البائدة، لا يمكن بحال أن يحقق أي تطور ديمقراطي في البلاد. فالديمقراطية لا تتحقق إلا بوجود اختلاف المصالح والتمثيل العادل لتلك المصالح المختلفة. فأمريكا لن تكون ديمقراطية لولا وجود تيار محافظ له توجهاته الخاصة التي تتعارض مع آراء أخرى، وكذلك تيار ليبرالي منافس له مشروعه المختلف تماماً، وفي إطار ديمقراطي يسمح للطرفين بالدعوة لأفكارهما والدخول في منافسة عادلة، يكون الشعب فيها الحكم الأول والأخير... الأمر ذاته ينطبق تماماً على أي نظام ديمقراطي، فتداول السلطة لا يحدث إلا بوجود أفكار مختلفة وتيارات متصارعة، يجني الشعب في النتيجة فائدة حراكها وتنافسها عبر سعي الأطراف جميعاً لإرضائه... هذا التنافس هو أساس تطور المجتمعات وارتقاؤها مدنياً...

في المقابل، وبحسب المؤتمر الأخير، يفرض البعث على أي حزب يريد المشاركة السياسية أن يقدم فروض الولاء والطاعة للبعث بحيث يقتصر التنافس السياسي -إن تخلينا وجوده أصلاً- على البعث وعملائه....

الشعب السوري كما نعرف جميعاً أحجم عن المشاركة السياسية بسبب خيبة أمله من الخداع والتزييف الذي تفنن البعث في ممارسته عبر سنوات حكمه الطويلة... وهو الآن لا يمكن أن يعود للحياة من جديد عبر أحزاب يشك بعمالتها للبعث. وهذا يفسر حيرة الشعب السوري وجموده حالياً فهو يخشى أن يقف خلف أي تيار أو حزب جديد، فمالذي يضمن أن هذا الحزب ليس متعاملاً مع البعث؟؟؟ في دولة تحكمها شريعة الغاب والقانون المطبق فيها هو قانون مفاده: من تطاله يد البعث المخابراتية فلا يسمح له بفتح فمه...

إن الطريق الوحيد لأي تقدم في البلاد وأي تحرر من حالة الجمود والتخلف القائمة هو عبر تمثيل أحزاب لا يشك المواطن السوري في استقلاليتها وبعدها عن البعث وعدم ارتباطها بأي شكل بمحور الفساد البعثي المسيطر على البلاد. هكذا أحزاب هي وحدها التي ستحيي الإرادة السياسية للشعب السوري وتعيد له حيويته ودوره المفقود...

ويبدو أن البعث أدرك هذه الحقيقة، فأعلن بوضوح أنه سيرفض دخول أي حزب مستقل إلى الساحة السورية، وسيبقي ذراعه مسلطة على قانون الأحزاب بحيث يضمن إقصاء الأحزاب التي قد تقدم الديمقراطية أو الحرية للبلاد، فالبعثيون -خفافيش الظلام- لا يمكن أن يعيشوا أو يتعايشوا مع النور في مكان واحد...


06-12-2005, 12:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AlMufakker غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 203
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #2
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
من هم وجوه الحرس الجديد؟؟؟؟ وهناك من يدعي أنهم سيقدمون غداً أفضل لسوريا!!!!

جميع الوجوه هي تكرار ونسخ طبق الأصل عمن سبقها، ربما مع زيادة في الإجرام... حيث كانت سياسة حافظ الأسد هي مداراة جرائمه وتغييب رموز القمع، حيث أن صورة لعلي دوبا أداة الإجرام الأساسية لحافظ الأسد كانت نادرة...

أما الآن فيبدو أن الأمور أصبحت في العلن وأصبح سفاحو النظام يظهرون على التلفزيونات وفي وضح النهار...



هشام بختيار: مجرم حرب عضو في القيادة القطرية

لكي يبرهن نظام بشار الأسد على حقيقة انتمائه بالكامل إلى ماضي (وبالتالي: إلى حاضر) نظام أبيه حافظ الأسد؛ ولكي تُضاف خيبة جديدة إلى سلسلة خيبات الذين راهنوا ـ لأسباب تخصّ قصور الرؤية، أو الشيخوخة الكفاحية، أو مزاج المهادنة، أو حتى الإنتهازية السياسية الصرفة ـ على "الرئيس الشاب"، وعلّقوا الآمال على قراراته "الإصلاحية" التي تأتي ولا تأتي، سنة بعد سنة بعد سنة؛ وأخيراً، لكي يبرهن حزب البعث أنه ـ وهو الهيولى الأقرب إلى جثة هامدة، رغم المليونين من أعضائه الدهماء والرعاع والمننتفعين واللصوص والعسس والمنافقين والأزلام... ـ ليس سوى استطالة شعبوية فاشية، وعميل مباشر لدى مافيات الفساد والإستبداد وأجهزة الأمن الحاكمة... لكي يتأكد كلّ هذا بجلاء ما بعده جلاء، وحتى دونما أي اكتراث من السلطة بالإبقاء على ورقة توت واحدة تستر العورة القبيحة، انتخب المؤتمر العاشر لحزب البعث اللواء المتقاعد هشام بختيار، رئيس جهاز أمن الدولة ومجرم الحرب وأحد أقذر جلاّدي "الحركة التصحيحية" وأكثرهم وحشية وسادية، عضواً في في القيادة القطرية.
الآلاف من أبناء سورية، وبصرف النظر عن عقائدهم الفكرية وتنظيماتهم السياسية وانتماءاتهم المذهبية، ذاقوا أمرّ ألوان التعذيب على يد هذا الجلاد، إسوة بالعشرات أمثاله من الوحوش البشرية التي سهر حافظ الأسد شخصياً على تربيتها عاماً بعد عام، ومنحها ترخيصاً مطلقاً بانتهاك كلّ محرّم إنسانيّ وقانوني في سبيل الحفاظ على أمن النظام. السطور التالية اقتباس مباشر من الشهادة المكتوبة التي دوّنها ـ للتاريخ، وليوم مثل هذا تحديداً ـ الكاتب والصحافي والرفيق المناضل السوري رضا حداد (1954 ـ 1996)، أحد أنبل وأجمل ضحايا هشام بختيار. ولد الشهيد رضا حداد عام لأب دمشقي وأمّ لبنانية جنوبية، ودرس في بيروت، ونشط في صفوف حركة "فتح" ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان، وشارك في نضالات المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. درس اللغة الفرنسية وآدابها في جامعة دمشق، وعمل في الصحافة. انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) عام 1979، واختطفته المخابرات العسكرية من أحد شوارع دمشق أوسط تشرين الاول 1980، وبقي في الإعتقال حتى العام 1995، تنقّل خلالها بين سجون الشيخ حسن والقلعة وعدرا. توفي مساء الاثنين 10/ 6/1996، بعد صراع مع السرطان.
وفي هذه الفقرات من شهادته يتحدث رضا حدّاد عن مجرمَي الحرب هشام بختيار وعلي دوبا:

"(...) تجنبت طوال الحديث السابق الكلام عن مرحلة الإعتقال الأولى، وفترة التحقيق، لأن ذكراها تؤلمني، تشوشني، تحيي في داخلي كل مشاعر الذل والمهانة والألم النفسي، عندما تصبح لا شيء وهم يؤكدون لك بوسائلهم في كل لحظة انك مجرد رقم يمكن أن تمحى ليس من سجلاتهم بل من الوجود متى شاؤوا وببساطة. رقمي أنا كان 61... هذا ما علمته بعد عودتي من المشفى إلى فرع التحقيق. قضيت في المستشفى سبعة أيام، إثنين منها في غرفة العناية المشددة وأنا بحالة غياب كامل عن الوعي. والسبب ببساطة [أنهم] طلبوا مني بعد اعتقالي بدقائق وأنا معصوب العينين ومغلول اليدين والقدمين، طلب مني هشام بختيار، وهو عميد حالياً، كما طلب فيما بعد علي دوبا رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية، تزويده بمعلومات لا أملك منها شيئاً. قال: "قل ما نريد و ستعود إلى عملك وبيتك، أنت صحفي ومثقف ونحن لا نريد إيذاءك". رغم شعوري بالخوف ابتسمت في سري، خمسة عناصر مسلحون بالرشاشات الكلاشينكوف يسوقونني في منتصف الشارع ويخطفوني من الطريق، يعصبون عيني ويكبلون يدي بالأصفاد، ويقول "لا نريد إصابتك بأي أذى"! أكدت لهما عدة مرات أني لا أملك معلومات عن الموضوع الذي يحققون به. نعم، أنا صديق ومؤيد لخطّ الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)، لكن هذا لا يعني إمتلاكي المعلومات التي تطلب، أجبت السيد علي دوبا.
وبدأت دورة العذاب الجهنمية التي تركت آثارها في أيامي وطيلة حياتي المتبقية. آثارها جسدية تمثلت بأعطال شبه دائمة وأخرى مؤقته، وآثار نفسية لن تمحوها السنوات. عُلقت على سلم حديدي مرتفع، يدي مشدودة إلى عارضة حديدية وجسمي يلوح في الهواء مرتفعاً عن الأرض بقدر متر تقريباً، بعد أن جُردت من كافة ملابسي. كل هذا وعيناي معصوبتان بعصابة سوداء، مع عدة لكمات في البطن وأسفل الظهر. لم أستطع تحديد الوقت الذي بقيت فيه معلقاً أتأرجح في الهواء. كل ما أذكره الألم الفظيع في عضلات البطن، ثم تشنج وصبيب من العرق، وغياب عن الوعي. صحّوني لتبدأ مرحلة أخرى من العذاب. الضرب بالكابلات على القدمين حتى تورمتا تورماً كاملاً. وكلا الضابطين يعيدان نفس الأسئلة أثناء عملية الضرب، وأنا أؤكد أني لا أملك أية معلومات تفيدهم في الموضوع المطروق. إغماء مرة أخرى. وجدت نفسي بعدها مربوطاً إلى كرسي، وركبتاي تبرزان إلى الأمام وتسبب في ثني ساقي وربطهما بطريقة لا أعرف كيف تتم حتى هذه اللحظة، لأني كنت في حالة تشوش عالية، ولا تزال العصابة على عيني وفخذي في وضعية الفسخ.
تناول العميد هشام جسماً صلباً مفلطحاً وأخذ يضربني بشدة ولؤم على ركبتي ويكيل لي السباب والشتائم بلغة فاحشة مليئة بالبذاءة والرذيلة: "يا ###أنت###سأمعسك بقدمي. يا إبن ### سأفعل وأترك بأخواتك وأمك "... ويعيد الضرب، وأنا أكرر الإجابة ذاتها. كان اللواء علي دوبا أمهر منه بكثير في السباب والشتائم، ولا غرابة في ذلك فهو رئيسه. وبعد أن ثار غضبه، أخذ علي دوبا يكلمني ويركلني بقدميه، وقال: "والله يا###يا إبن###إذا ما إعترفت، لأحضر زوجتك، ### وأعريها قدامك هون، وأفعل فيها"... ]أصبت بدوار شديد وشعرت برغبة شديدة في تقيؤ كل محتوياتي في وجه هذا الوحش. غبت عن الوعي مرة أخرى. وصحوت لأجد نفسي ممدداً على الأرض. وقد ربطوا بأصابع يدي ورجلي سلكين كهربائيين، وبدأ التيار يسري في جسدي وأنا ممدد على أرض مبللة بالماء. العميد بختيار يقف عند رأسي، واللواء علي دوبا يجلس على كرسي. للحظات قليلة استطعت مشاهدته من خلال فرجة تحت عصبة العينين السوداء لأني كنت في وضعية استلقاء كاملة. كان يرتدي بنطالاً سكرياً حريرياً، يضع رجلاً على رجل، وفي فمه سيكار ضخم، و يحمل في يده كأساً من الويسكي. هذا ما شاهدته حقاً وأنا أرتعد من سريان التيار الكهربائي في جسدي، والألم يمزق كل خلية في جسمي وبشكل خاص دماغي. كانوا يقفون للحظات يعيدون السؤال، ثم يسكبون الماء على جسدي، و يعودون لتمرير التيار الكهربائي. لم أستطع معرفة مقدار المدة الزمنية التي قضيتها تحت التعذيب. وفي المرحلة الأخيرة لم أعد أقدر على إحتمال الألم. رأسي كرة تلتهب، أشعر بأني أتمزق وأتلاشى، دماغي تكاد تنفجر من شدة الألم والتيار لا يتوقف عن السريان في عروقي. بيأس كامل أخذت ألطم رأسي بشدة بالأرض، بكامل القوة التي بقيت في جسدي كنت أرفع رأسي لأخبطها وأضرب الأرض بشدة. أخذوا يشتمونني. أمسكوا برأسي. وقف علي دوبا مغتاظاً من عدم وصوله إلى أية نتائج مرجوة لمعلومات لا أملك منها شيئاً، وأخذ يركل رأسي بحذائه بقسوة، ويدوس على رقبتي، ويدخل مقدمة حذائه في حلقي وهو يقول غاضباً: "بدّي موتك يا### يا إبن ###! تريد أن تموت بطلاً؟ سألبي لك رغبتك، موت يا ### يا###". وسمعت شتائم لم أسمعها طيلة حياتي من بشر. ثم تناول خيزرانة وأخذ يضربني بها على مختلف أنحاء جسدي. وهشام يشاركه الضرب بكابل نحاسي. لقد فقد صوابه، وتكسرت عصاه، فتناول الكابل من يد هشام وأخذ يتابع ضربي بشكل هستيري. لم أعد أشعر. غبت عن الوعي تماماً. بعد مضيّ ساعات وجدت نفسي في مشفى لا أعرفه، علمت فيما بعد أنه مشفى المزة، حيث قضيت سبعة أيام،أعدت بعدها إلى فرع تحقيق المنطقة، حيث قضينا خمسة عشر يوماً ملقيين على أرضية غرفة تقع تحت الأرض. خمسة وخمسون رجلاً في أربعة أمتار مربعة لا نعرف ليلاً من نهار، عيوننا معصوبة في الليل والنهار وأيدينا مكبلة بالأصفاد طيلة أربعة وعشرين ساعة، والسجان مقيم معنا في الغرفة. كل عدة ساعات يغيرون السجان الذي يحمل في يده كابلاً نحاسياً لمعاقبة كل من يحاول الكلام مع جاره. العقوبة ضربات وركلات وشتائم لكل من يهفو بحرف إلى جاره الذي يلتصق جسده بجسده، أو يحاول التخفيف من أثر العصابة التي على عينيه بأن يحك عينه من فوق العصابة الجلدية الضاغطة على العينين.
أنا شخصياً كنت في شبه حالة انفصال عما يحدث، لأني أعاني من آلام حادة في كافة أنحاء جسدي لم أكن أستطيع الوقوف أو المشي دون مساعدة أحد للسير عدة أمتار خارج الغرفة لقضاء حاجتي في التبول. أما التغوط فلم يحدث، فقد أصبت بإمساك حاد، طيلة أسبوعين لم أستطع التغوط مما أدى إلى إصابتي بتشققات شرجية توسعت مع سني السجن الطويلة الخمسة عشر، وعانيت بسببها آلاماً مبرحة. اكتشفت بعد استعادتي لوعيي بالتدرج أني مصاب بشلل نسبي في يدي، فأنا لا أستطيع حمل السندويشة بأصابعي، بل بجماع كفي وكذلك كأس الماء (...) وها أنا أكتشف بعد أربعين يوماً من إطلاق سراحي أني مصاب باللوكيميا، ابيضاض الدم. رغم أني غادرت السجن إلا أنه لم يغادرني. فآثار آلامه تغلغلت في دمي، لكن روحي ما زالت تهفو إلى الحرية والكرامة والعدالة"...

انتهت الإفتباسات من الشهيد رضا حدّاد، وهي بذاتها في غنى عن أيّ تعليق. هي، مع ذلك، ليست في ذمّة التاريخ فقط، وليست جزءاً لا يتجزأ من نضالات أبناء سورية في سبيل الكرامة والحرية والديمقراطية فحسب؛ بل هي أيضاً وثيقة قانونية سوف لن يطول الوقت حتى تنقلب إلى دليل إدانة ضدّ الجلاّد في محكمة الشعب. ولا يخطئنّ هشام بختيار الظنّ، هو وأمثاله من الوحوش ومجرمي الحرب: ساعة الحساب آتية لا ريب فيها!


صبحي حديدي
s.hadidi@libertysurf.fr
الحوار المتمدن - العدد: 1226 - 2005 / 6 / 12


06-12-2005, 01:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أمجد غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 749
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #3
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
لم اكن انمتظر منهم شيء
ولم اصب بخيبة امل:flam:
06-12-2005, 01:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AlMufakker غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 203
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #4
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
وانتهى المؤتمر البعثي!!: أحمد الربعي


نتائج مؤتمر حزب البعث في دمشق تؤكد أن القوى القديمة في المجتمع ما زالت قادرة على فرض شروطها وبرامجها ومنع أية إمكانية للإصلاح والتغيير، وأن قوى التغيير ما زالت ضعيفة ومتواضعة الإمكانيات.




انتهى مؤتمر حزب البعث بالإصرار على المادة الثامنة من الدستور، التي تنص على أن «البعث يدير المجتمع والدولة»، وانتهى المؤتمر بعبارات مطاطة عن إصدار قانون للأحزاب، ومراجعة قانون الطوارئ، وتشكيل لجنة للقضاء على الفساد والتوجه نحو اقتصاد السوق.


الفلاسفة يقولون إنه ليست المشكلة في أن يقتنع الإنسان بأفكار جديدة، المشكلة كيف يتخلص أولا من أفكاره القديمة. ويبدو أن هذه الأفكار القديمة تسيطر على الفكر السياسي في دمشق إلى درجة مرعبة.


هناك فكرة أن سوريا ضحية «مؤامرات أجنبية» تصل إلى درجة الاعتقاد بأنه لا عمل لأحد في واشنطن أو لندن سوى التآمر على سوريا. وأصحاب هذه النظرية ينسون أو يتناسون أن أكبر متآمر علينا هو سلوكنا وطريقة تعاملنا مع القضايا، وأننا دائما نضع أنفسنا في مواضع محرجة، فإذا وقع الفأس بالرأس بسبب سوء تفكيرنا بحثنا عن متآمر خارجي.


وهناك فكرة أن لدى سوريا «أوراقا مهمة» في الشرق الأوسط وأنه لا أحد يستطيع أن يتحرك من دون سوريا، وهذا يفسر أن مجموع زيارات وزير الخارجية السوري لطهران تفوق كل زياراته للعواصم المهمة في العالم، وهذا يفسر كيف تم استدراج دمشق إلى معركة الرئاسة اللبنانية إلى أن خسرت حلفاءها اللبنانيين أو أحرجتهم، ووحدت الموقف الأميركي ـ الفرنسي بطريقة تفتقد إلى الذكاء.


وهناك فكرة أن أي إصلاح داخلي سيفسر وكأنه تراجع لصالح أميركا، من دون أن نسأل أنفسنا السؤال الأهم، هل الإصلاح الاقتصادي والسياسي هو فضيلة أم رذيلة، هل هو خير أم شر، فإن كان شرا فعلينا أن نرفضه سواء جاء من أميركا أو من جزر القمر، وإذا كان خيرا فعلينا أن نتبناه وندافع عنه.


مؤتمر حزب البعث السوري هو نموذج على كفاءتنا الكبيرة في إضاعة الفرص التاريخية، ونموذج على عدم قدرتنا على قراءة المستجدات في عالم اليوم، وهو في النهاية أمر محبط لكل الذين يحبون سوريا ويحرصون على استقرارها.

"الشرق الاوسط"
06-13-2005, 12:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AlMufakker غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 203
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #5
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
سوريا جديدة؟
"بشار الأسد قائد عشيرة لن تتركه يفرط في امتيازاتها دون الوقوف في وجهه"

دمشق: أقف الآن تحت الشمس الحارقة أمام بوابة قصر المؤتمرات الضخم الواقع خارج المدينة، وأحاول عبثاً أن أدخل لأشاهد كيف يتناقش حزب البعث في شأن الإصلاحات السياسية. العنوان الرئيسي في صحيفة سيريا تايمز الحكومية كان يقول: "المؤتمر يتابع أعماله وسط جو من الانفتاح والشفافية". لكن أين الانفتاح والشفافية إذا كانوا يرفضون السماح لي بالدخول؟!

في النهاية قال لي الحراس: آسفون, انتهى الاجتماع لهذا اليوم. وبعد أن أنهوا كلامهم كان صف من سيارات المرسيدس قد بدأ بالاقتراب. كانت السيارات فخمة وكبيرة معظهما مزودة بستائر مسدلة حتى لا يرى قياديو البعث صغار الناس على جانبي الطريق. ولم يستغرق الأمر بالنسبة للسيارات سوى خمس دقائق حتى غادرت.

هذه هي الحقيقة الجوهرية لمؤتمر حزب البعث الذي طال الحديث عنه هذا الأسبوع: الناس الذين يملكون السلطة والامتيازات في سوريا كانوا يناقشون الإصلاح، على أمل أن يخفف عنهم الضغوط الداخلية والدولية التي يعاني منها النظام. كان هناك عدد من شخصيات البعث البارزة التي استقالت هذا الأسبوع، يُقال: من أجل أن تفسح المجال أمام الوجوه الجديدة، كما أقر البعث بعض الإجراءات التي من شأنها أن تسمح بإنشاء أحزاب سياسية مستقلة، وتخفف من وطأة قانون الطوارئ وتسمح بالمزيد من حرية الصحافة. لكن علينا ألا نتوقع من النظام أن يقوم بخطوات أكثر حسماً في هذا الاتجاه في الوقت الحالي، فسوريا اليوم سوف تحافظ على الوضع الحالي ولن تتوجه نحو التغيير.

دعونا نفترض حسن الظن بالرئيس بشار الأسد ونتخيل أنه حقاً يرغب بالتغيير في سوريا. المشكلة أن هناك المئات من البعثيين في سياراتهم الفخمة ليسوا مستعدين للتخلي عن السلطة التي جعلتهم أغنياء، على الرغم من أن هذا جعل سوريا أكثر فقراً. الأسد كان يروج مراراً وتكراراً للإصلاح، لكنه كان يفتقر إما إلى القوة أو إلى الإرادة السياسية لتحطيم سلطة البعثيين من مسؤولين ورؤساء لأجهزة الأمن. لا أحد فقد سيارته المرسيدس بعد.

عدت إلى المدينة في المساء راكباً سيارة تاكسي متداعية. عندما قلت للسائق أنني أمريكي نظر إلي مباشرة وقال بلغة إنجليزية مكسرة: "حزب البعث قذر. إنهم يريدون أن يلهفوا كل شيء وحدهم"، ثم قام بيده بحركة وكأنه يدفع الطعام إلى فمه. كان السائق جندياً سابقاً خدم في لبنان، وقال أنه يحب الأسد ووصفه بأن رجل لطيف، لكنه قال عن حزب البعث الحاكم أن "جميع الشعب السوري يكرههم".

وقد لمست مشاعر مشابهة طيلة هذا الأسبوع. من المدهش أن هذا الشعب منفتح مقارنة مع دولته البوليسية، فالحياة السياسية والنقاش السياسي بدءا بالازدهار بعيداً عن أنظار المخابرات، في المنازل والمقاهي والمكاتب، مثل الفطر الذي ينمو في الظلام. النظام نفسه مكروه على نطاق واسع، لكن الأسد يعتبر شخصية محبوبة وإن كان ضعيف السلطة. وعلى الرغم من أن الناس يريدون التغيير وبشده إلا أنهم خائفون من الفوضى التي يمكن أن ترافقه. لهذا السبب فإنه من المستبعد أن يحصل ثورة مفاجئة ضد النظام على الرغم من عدم شعبية هذا النظام.

قمت بزيارة لأحد المدافعين عن الإصلاح في البلاد، وكان رافضاً لمؤتمر الحزب. قال بإصرار: "الأسد ليس رجل إصلاح. لو كان يريد التغيير لكان باستطاعته أن يحقق ذلك قبل سنوات". ويضيف الرجل أن النظام لن يستطيع البقاء ما لم يقم بالإصلاح. لكن بعد دقيقة واحدة كان الرجل يعترف بأنه "لا يوجد معارضة حقيقية، ومعظم الناس في البلاد ما تزال واثقة بالأسد".

رجل آخر سني من عائلة مرموقة يلخص محنة الأسد بالكلمات التالية: "إنه يريد التغيير لكنه يريد أيضاً البقاء في السلطة".

المزاج السائد في دمشق خلال هذا الأسبوع كان الحيرة والتشويش. يقول رجل أعمال سوري بارز: "نحن لا نعرف ما الذي يحصل". حتى كبار الشخصيات في الحكومة يبدون غير واثقين مما سيعقب المؤتمر، وهم يقولون فيما بينهم أنهم يأملون بعملية تغيير تدريجية لكنهم غير واثقين من ذلك. هذا ما يعتقده الأشخاص الموجودون في قمة الهرم.

هذا يذكرني بالشعور الذي كان سائداً في موسكو قبل عشرين عاماً، شعور بأن النظام القديم لا يستطيع البقاء، ولا يستطيع التغيير كذلك.

معظم الناس في دمشق يرون أن الأسد واقع تحت تأثير دائرة من المقربين له تتألف من رؤساء فروع الأمن وكبار رجال الأعمال في حزب البعث، ومعظمهم إما من أقاربه أو ينتمون لطائفته العلوية التي حكمت البلاد منذ استيلاء والده حافظ على السلطة عام 1970. وهؤلاء ينظرون إلى الأسد على أنه قائد عشيرة وهم لن يدعوه يفرط بامتيازات عشيرته دون أن يقفوا في وجهه.

أما مؤيدو الأسد فيرون أن عملية الإصلاح بدأت هذا الأسبوع. وعلى الرغم من أن الخطوات الأولى ما تزال تجريبية، إلا أن المؤتمر بدأ عملية تفكيك جيل كامل من الأكاذيب وسوء الإدارة والفساد. قد يكون هذا صحيحاً، لكن الجملة الوحيدة التي تنطبق في هذه الحالة هي: "أرني ذلك!".


واشنطن بوست - ديفيد اغناطيوس

www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2005/06/09/AR2005060901725_pf.html
06-13-2005, 08:12 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #6
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
06-13-2005, 12:49 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AlMufakker غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 203
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #7
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
مؤتمر حزب البعث وسورية إلى أين؟

الرأي العام الكويتية


د. شفيق ناظم الغبرا
أستاذ العلوم السياسية رئيس الجامعة الأميركية في الكويت


يبدو واضحا وجليا ان هناك تغيرا في سورية فهناك تفكير في الوضع الراهن، وهناك شعور قوي بوجود أزمة يعاني منها حزب البعث في سورية بعد الحرب في العراق وبعد التغير في لبنان، الازمة هي الاشكال ذاته في العالم العربي ولكنها اكثر عمقا في البلدان العربية التي يحكم فيها الحزب الواحد بلا تعددية»، وبلا حياة سياسية دستورية، سورية مقبلة على التغير وما وقع في مؤتمر الحزب محطة من محطات هذا التغيير ولكن النتائج ليست مضمونة، في هذه المرحلة نظرا لصعوبة الانتقال من حكم الحزب الواحد الى حكم التعددية، كما سيكون من الصعب جعل التغيير شكليا بلا مضمون.
ان الاوضاع في سورية تتقاطع في جوانب عدة مع حالة الجزائر في السابق وحالة العراق وغيره من الدول التي سيطر فيها الحزب الواحد، ففي الجزائر سيطر حزب واحد وانتهى الامر الى انتخابات وصراع اهلي استمر طوال عقد التسعينات، بل ان الوضع في الجزائر مازال يعاني من تلك الفترة واثارها،و اما في العراق فيختلف الوضع عن سورية في طريقة الصدام مع الولايات المتحدة وحالة الحرب التي سببها صدام حسين ولكن سورية تتقاطع مع العراق القديم في كل ما يتعلق بحكم الحزب الواحد، وحكم البعث ودور الاجهزة والفئات والاسر في ظل الطرح القومي والخطاب الذي يركز على الخارج.
ومن الواضح ان لبنان الذي كان نقطة سيطرة استراتيجية ومحور قوة لسورية تحول الى احدى نقاط ضعفها تماما كما حصل للاتحاد السوفياتي في افغانستان تحولت افغانستان الى نقطة ضعف نتجت منها حالة من الاستنزاف الهادئ الذي ساهم في سقوط الاتحاد السوفياتي وتحوله الى روسيا لهذا شكل خروج سورية من لبنان بداية تعامل سورية مع سورية وبداية النظر الى الاوضاع السورية الخاصة ولكن هذا سوف يسهم في مزيد من التشققات والاضعاف للنظام السياسي كما عرفناه في العقود القليلة الماضية.
تناقضات الوضع السوري تضخمت اخيرا، لهذا تقع على الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولية كبيرة لن يكون من السهل انجازها لانها عميقة في ابعادها الداخلية ومتغيرة في ابعادها الخارجية،, لهذا فالرئيس السوري امام خيارات صعبة، اما قيادة التغيير بكل ما يحتويه من ثمن ومن مصاعب ومن صراعات ومن تضحيات ومن تنازلات داخلية واما التجمد في المكان والزمان والوقوع تحت ضغوط كبيرة من الخارج والداخل تؤدي الي كسر النظام وتفتيت قوته، هذا التناقض الذي تعيش معه سورية يضع الرئيس السوري امام خيارات صعبة قد تكون الاصعب في تاريخ سورية منذ حرب 1967 ومنذ مجيء حكم الاسد الاب عام 1970.
06-13-2005, 04:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AlMufakker غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 203
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #8
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
خالص جلبي
الشرق الأوسط

مؤتمرات أحزاب.. إلام هذا الاستغفال..؟

قابلت يوماً رجلاً عربيا من الشمال الافريقي، وكان فرحاً بزوال حكم طال عليه الأمد، وعفن مع تيبس مفاصل حاكمه فضحكت من سذاجته، وقلت له لقد جاء نفس الحاكم فلم يتغير، بفارق أنه أكثر فتوة وأمضى دهاء وقسوة، فلم يصدق كلامي.

وفي الأساطير اليونانية يتكلمون عن طير (الفينيكس)، أنه ودوماً يخرج من رماده طيرا جديدا، يعيد دورة الحياة فلا يموت أبدا، وفعلا هذا الذي حدث، بفارق أن الأمر أصبح أسوأ مما توقعت.

وأتذكر جيدا شابا سودانياً كان في ممر المستشفى، حيث كنت أعمل، يركض بحماس عام 1989، قلت له ما الخبر قال: انقلاب رائع في السودان؟ قلت له هو في الغالب من تدبير ثعلب السودان (الترابي)، قال لا، ليست رائحته إسلامية؟ قلت له، ولكن المهدي طار والرجل جاء بالديمقراطية؟ قال لا إنه كان ضعيفا ويجب أن يطير؟

وأتذكر أنني اجتمعت بشاب حلبي في اليمن، وكنت متفائلاً; فقلت له هذا السودان على طريق الديمقراطية، وكان سوار الذهب قد أعطى نموذجاً مميزا في العالم العربي بتركه السلطة، بدون قتل واعتقال وانقلاب، كما كان الناس قد ارتاحوا من النميري و«شريعته المدعاة»، فنظر إلي ضاحكاً وقال: غدا سوف تسمع خبر البلاغ رقم واحد، والسودان بلد القبائل، والديمقراطية مكانها سويسرا، وبين السودان والديمقراطية أربعون خريفا؟

وبعد سنوات تبين أن الانقلابي كان (ترابياً)، ثم انقلب الانقلاب على الانقلاب، وطار الترابي على يد الإخوان، كما طار البيطار وعفلق على يد الرفاق، بفارق أن البيطار طار رأسه في باريس، وحافظ الترابي على رأسه فوق كتفيه، بسبب قوة حجة القبائل، التي رواها لي الحلبي في اليمن.

وأتذكر من أيام القامشلي في الستينات، أننا كنا أطفالا نسمع أخبار الانقلابات بفترات متقاربة، وكنا نظن أن الأمور تمشي نحو الأفضل، فلم تزد إلا خسفا ومسخا. ولم يكن يخطر في بالنا ولا بالمنام، أن النظام الثوري سوف يصبح وراثيا، ولكنه صار. وهو مرض عربي لا يخص قطرا ثوريا من دون آخر، ففي كل بلد يستعد أبناء الثوريين الانقلابيين، لاحتلال مكان الآباء الجنرالات. بعد أن بارك الغرب هذا التوجه بعد استسلام الجنرالات الكبير، ودفع الجزية عن يد وهم صاغرون.

وفي يوم حصلت معركة في دمشق، تجمع لها الناس في اليوم التالي ليروا حصاد الهشيم يتفرجون على البطولات، بفارق أنه ليس كل الناس كان من الفرحين، فقد طارت رصاصة طائشة إلى بناية تجمعت فوقها عائلة فلسطينية ترقب المشهد مثل الألعاب النارية، وكانت المعركة يومها محتدمة عند مسجد الروضة في دمشق، فخرقت صدره فسقط صريعا، والأهل يظنون سقوطه من كل شيء إلا بالرصاصة وموت الشاب؟

وهذه الأيام انعقدت قيادة الحزب في دمشق، بعد مرور اثنين وأربعين عاما، فلم يتغير شيء سوى المظهر الخارجي، فيتقاعد الكبار، ويفرغون مقاعدهم لجيل مدرب على نفس العقلية.

وكما يقول المثل تمخض الجبل فولد فأرا، وسكت دهرا فنطق هجرا، وقالوا لقد تغيرت القوانين، فلم يعد وجود للاعتقال التعسفي؟ بل يقدم لمحاكم أمن الدولة؟ والمواطن الفقير المسكين يعرف تفسير هذا الكلام جيدا، وأي اعتقال هو ليس تعسفيا، بل زيارة ودية لفرع أمني، وهنا يكسب القاموس الحزبي كلمة، ويخسر الواقع حقيقة، ويلبس رجال المخابرات ثوب القضاة، فيحكمون بسجن مواطن أكل من الشجرة المحرمة من الإنترنت السنوات، لأنه سمح لعقله أن يتفتح، حيث يجب أن يكون نباتيا..

وإلى ذلك، ففي اجتماع الحزب الشيوعي العشرين، وقف خروتشوف فهاجم ستالين ولعنه في قبره إلى يوم الدين، فقام رفيق حزبي وصرخ من نهاية القاعة: وحضرتك أين كنت وقتها؟ فسكت خروتشوف وصمتت القاعة، وكأن الطير على رؤوس الناس، فنطق خروتشوف وقال: أين القائل؟ فلم يحر أحد جواباً؟ قال خروتشوف: هذا هو السبب، فكما سكتم سكت..!

فهذه هي، اجتماعات الحزبيين دائما، تجدهم «يضاهئون قول الذين كفروا من قبل».

اجتمعت الجماعة الحزبية، وقالت إن البلد يحتاج لإصلاح، ولكن من يتجرأ فيصلح؟ وكيف يصلح؟ وماذا يصلح؟ إنه مثل عملية تغيير رأس، واستبدال قلب، وزرع كلية، وتوصيل شرايين من دون مستشفى وعناية مركزة وجراحين وأدوات؟

الى ذلك ففي نكبة حزيران، التي توافق هذه الأيام وصف (مالك بن نبي)، مثل هؤلاء القوم في نكبة كبيرهم عبد الناصر، أنهم تصرفوا كالأطفال في حل مشاكلهم برفس الأرض والبكاء. وفي اليوم الذي سقط الجولان، كان الكثير من المعتقلين السياسيين يفرج عنهم من سجن تدمر ببركة هذا السقوط؟

والجيل الحالي لا يعرف ماذا حدث في تلك الأيام، وجيلنا هو جيل المحرقة والتيه والخوف، بعد أن وضع البلد في براد جليدي أربعين سنة.

ومن هنا، فأنا أتعجب من البعض حين يتوقعون أن محاور الزمن سوف تقلب، فتشرق الشمس من مغربها، فهذه قوانين اجتماعية، والخطأ منشؤه، هو أن من تمتع بالسلطة لا يتزحزح، فقد قست قلوبهم وغلظ فهمهم، وظنوا أن التاريخ كلمتهم.

ولكن لماذا هذا الوباء والغباء في العالم العربي؟

إنها بنية فرانكنشتاين، بدماغ من عائلتين، وقلب طائفي، وعمود فقري من ضباط تدربوا على القتل، وعضلات وعظام من الأقليات والريف والهوامش من الدهماء، وأحشاء من بورجوازية المدن المنحلة، فهل يمكن لهذا الكائن الخرافي أن يعيش إلا في الأساطير؟؟

وكما يقول رياض الترك في ثلاثيته المشهورة: النظام من الخارج ثوري ومن الداخل أميركي، ويمكن أن يصمد لريح العولمة، كما صمد القذافي بعد دفع الجزية، والنظام ضعيف والمعارضة أضعف، والعلاقة التي تحكم هذا الوضع هي توازن الضعف.

ومع ذلك فالمؤشرات اختلفت اليوم، فرياح العولمة تهب بريح صرصر عاتية، ومقتل الخزنوي سمع به أهل الاسكيمو وجزيرة هوكايدو، وصدامات القامشلي تتناقلها مواقع الإنترنت بسرعة الضوء، والمواطن الذي يعتقل ترسل خبره لجنة حقوق الإنسان إلى كل مكان، ومع ذلك فهناك من يتجرأون فيقتلون الصحافي اللبناني سمير قصير، وهم يظنون أنهم يقتلون سليم اللوزي، ويلوحون بمكانس الساحرات من العصور الوسطى، ليصطادوا أطباقا فضائية تئز فوق رؤوسهم بسرعة الضوء.
وهذا من قصر النظر وعمى القلب.
06-13-2005, 04:18 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #9
مؤتمر البعث والحصاد المُّر
في مديح التباطؤ
2005/06/19

صبحي حديدي
يُنسب إلي الرئيس السوري بشار الأسد أنه، في خطبته المطوّلة التي اختتمت المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث، قال ما معناه: [SIZE=6]خيرٌ لنا أن نسير كالسلحفاة في الطريق الصحيح، من أن نقفز كالأرنب في الطريق الخاطيء.
:nocomment:

وقد يصعب علي المرء أن يفهم السبب في المفاضلة بين هاتين السرعتين تحديداً (إذْ ما الذي يمنع من العثور علي سرعة ثالثة في الطريق الصحيح؟)، سوي أنّ الأسد كان في نهاية المطاف يتكيء علي ثقافة كونية عريقة تمتدح التأنّي وتذمّ الاستعجال. وقد يصحّ القول إنّ للعرب باعاً أطول بعض الشيء في تنمية هذه الثقافة، لأسباب ليس هنا المقام المناسب لاستعراضها. والمرء يتذكّر الأمثال الشهيرة: مَن تأنّي أدرك ما تمنّي ، أو: في التأنّي السلامة وفي العجلة الندامة ، أو العجلة فرصة العَجَزة ...
والحال أنه تتوفّر اليوم حركة، وليس مجرّد عادات أو مأثورات ثقافية، تناهض العجلة والاستعجال والسرعة، وتدعو إلي التأنّي والتمهّل والتباطؤ، أخذت تنتشر في الغرب والدول المصنّعة المتقدّمة إجمالاً، حيث تكون سمة الزمان هي عصر السرعة . هذا بالطبع لا يعني أنّ للحركة مقرّاتها وفروعها وقياداتها، علي غرار الحركات العالمية البيئية، أو المناهضة للعولمة، أو الداعية إلي تقسيم أكثر عدلاً للثروات، وما إليها. غير أنّ اتساع نطاق موضوعاتها، وتكاثر المراكز المعبّرة عن أفكارها الأساسية، والتسهيلات الواسعة التي توفّرها شبكة الإنترنيت في الإتصال والتواصل، تبرّر إطلاق صفة الحركة علي مختلف هذه التيّارات المناهضة للسرعة.
هنالك نادي الكسل في اليابان، و الجمعية الأوروبية لإبطاء الزمن ، وتحالف إستردّ وقتك في أمريكا، و نادي الجنس البطيء في بريطانيا، وحتي كرنفال البطء في أوستراليا. وهنالك ما يشبه التخصّص أيضاً، مثل جمعية الطعام البطيء الإيطالية التي تدعوا إلي إحياء فكرة متمدّنة تقول إنّ ما نأكله ينبغي أن يكون جيّد الإعداد، يُطبخ بعناية فائقة، ويؤكل بأناة وتمهّل وتلذّذ . وهذه الجمعية أصدرت بيان تأسيس، مانيفستو، يوجز الفلسفة بأسرها: إنّ عصرنا، الذي بدأ وتطوّر تحت شارة الحضارة الصناعية، اخترع الآلة أوّلاً ثمّ اعتبرها بعدئذ نموذج حياة. نحن عبيد السرعة، وقد سقطنا صرعي الفيروس الخبيث ذاته: الحياة السريعة، التي تقوّض عاداتنا، وتخترق خصوصيّات بيوتنا، وتجبرنا علي التهام الطعام السريع .
علي صعيد المؤلفات، صدر في الآونة الأخيرة كتاب طريف للغاية، لكنه جادّ ولافت تماماً في الآن ذاته، للبريطاني كارل أونوريه، بعنوان في مديح التباطؤ: كيف تقوم حركة عالمية بتحدّي عبادة السرعة ، سرعان ما تُرجم إلي الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والهولندية واليابانية والصربو ـ كرواتية والكورية والصينية والعبرية، وصدرت طبعاته الإنكليزية في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا. وهو يقع في 013 صفحات، حافلة بمعلومات وآراء وحكايات واقتباسات، فكرية وفلسفية وأدبية وتاريخية وعلمية، تبرّر علي هذا النحو أو ذاك مبدأ الكتاب: مديح التأنّي والتمهّل والبطء والتباطؤ!
وفصول الكتاب العشر تضع محاسن التباطؤ في حال من الموازنة المقارنة مع مساويء السرعة، في ظواهر الحياة اليومية في البيت والشارع والعمل والإجازة والفراش، وتخلص إلي نصح القاريء باعتماد القاعدة البسيطة التالية: كُنْ سريعاً حين يكون للسرعة معني، وكُن بطيئاً حين تقتضي الحال أن تتمهّل. إبحثْ عن العيش علي غرار ما يسمّيه الموسيقيون السرعة المناسبة Tempo giusto . لكن المؤلف يحذّرنا من مغبّة عبادة السرعة بذريعة أنّ مَن يحيا بإيقاع حياة سريع هو وحده العصري المتمدّن المدرك لقيمة الوقت. إننا نخلط بين الأجندة الحافلة والحياة الحافلة، يقول أونوريه، ومن السهل أن نقنع أنفسنا بأنّ رجلاً كثير الأشغال لا بدّ أن يكون شخصاً هاماً للغاية.
قبل هذا الكتاب كان جون دي غراف، المنسّق الأمريكي لتحالف إستردّ وقتك ، قد حرّر كتاباً ضخماً حمل اسم التحالف ذاته، وكتب مقالة مثيرة بعنوان وقت للخبز ووقت للورد ، ناقش فيها رمزَي/ قطبَي الحياة اليومية: الخبز دلالة الرزق والعمل، والورد دلالة الاستمتاع بمباهج الحياة. وأبدي دي غراف أسفه لأنّ تفسير البعض الرديء لمعني الوقت والسرعة جعل التركيز أشدّ علي طراز من الرفاهية تختصره إضافة الزبدة إلي الخبز، فكان أن تُركت الزهور تذبل تماماً...
وفي الحصيلة كان مسعي دي غراف، مثل أونوريه وعشرات الجمعيات التي تمتدح التباطؤ، هو البحث عن التوازن السليم بين أقصَيَيْ الإيقاع. وهذا يعيدني إلي بشار الأسد، وغياب التوازن بسبب إغلاق أفق الإصلاحات علي سرعتَين لا ثالثة لهما: زحف السلاحف أو قفز الأرانب. ولكن... ما المشكلة في اعتماد إيقاع الحمام مثلاً، الذي امتدح مشيته إبن حزم الأندلسي: كأنما مشيها مشي الحمامة، لا كدّ يُعاب ولا بطء به باس؟ أو ربما ذلك التوازن الذي قال به أحمد فارس الشدياق: فالذي به بطء، كالذي به عجل؟
أم أنّ الإصلاح الذي يريده الرئيس السوري من نوع يأتي ولا يأتي: أبطأ من غراب نوح، كما تقول العرب؟

06-20-2005, 03:49 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Lightbulb قيادة حزب البعث العربي الأشتراكي في القطر السوري - بيــان حــول احــداث القصيــر زحل بن شمسين 0 430 06-11-2013, 06:35 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  حزب "البعث" غير المأسوف عليه .... العلماني 1 694 02-26-2012, 04:07 AM
آخر رد: vodka
  طوفان في بلاد البعث The Holy Man 39 11,357 03-31-2011, 05:40 PM
آخر رد: The Holy Man
  أخيراً.. آمنت بعقيدة البعث وليد غالب 5 1,667 07-30-2010, 01:42 PM
آخر رد: حنيفا على الفطرة
  في الماورائيات: الموت - القبر- البعث..!! حسام راغب 9 2,935 12-06-2008, 12:08 AM
آخر رد: المتنبي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS