مارسيل غانم: لن أحول برنامجي لمنبر شتائم
GMT 10:00:00 2005 الخميس 16 يونيو
رولا نصر
--------------------------------------------------------------------------------
أتمنى ألّا تكون سكرة السياسيين وصلت لجبران تويني
مارسيل غانم: لن أحول برنامجي لمنبر شتائم
غانم: "صوتي أغلى من أن أعطيه لأحد ولبعض السياسيين مصلحة في اعلام واحد، لهذا اتهموا (ال بي سي)"
رولا نصر من بيروت: يطلّ علينا الإعلامي اللبناني مارسيل غانم من على شاشة "ال بي سي"، من خلال برنامج "كلام الناس" الذي يعتبر من أكثر البرامج السياسية الحوارية حيوية، وتفاعلا مع هموم واوجاع الناس. "إيلاف" التقته في حوار خاص، انتقد فيه النائب المنتخب المدير العام لجريدة "النهار" جبران تويني الذي تمنى "الا تكون سكرة السياسيين قد وصلت اليه". كما حمل بعنف على "غيره من السياسيين الذين يريدون استدراج "ال بي سي" الى اعلام واحد". وتحدى ان يكون برنامجه "قد تحول منبرا للشحن الطائفي او المذهبي"، مؤكدًا انه " كان ولا يزال منبرًا مفتوحًا للجميع بشكل موضوعي ومحايد ولن يتحول الى منبر للشتائم".. وأكد اخيرا انه لن يدلي بصوته في الانتخابات "لأن صوتي اغلى من ان اعطيه لأحد".
منذ العام 1995، يطلّ علينا الإعلامي القدير مارسيل غانم من على شاشة إحدى أبرز المحطات التلفزيونية "ال بي سي"، من خلال برنامج رسخ نهجه وتوجهه في ذاكرة الناس، ولا يزال وقعه يزداد يوميا بعد يوم، كونه من أكثر البرامج السياسية الحوارية حيوية، وتفاعلا مع هموم واوجاع الناس.
"كلام الناس" مع مارسيل، الذي لطالما كان رائدا وسباقا في استضافة أبرز الشخصيات العربية واللبنانية والأجنبية، وفي طرح الكثير من المحاور وفتح الملفات، في وقت ربما لم يكن احدا ليجرؤ على ذلك. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر من بين هذه الملفات، ملف الفساد، وقضية المعتقلين في السجون السورية التي وللأسف لا زال أصحابها يعانون من التجاهل والمماطلة في معالجة هذه القضية الإنسانية الملحة التي لم تحترم فيها ادنى شروط حقوق الإنسان.
وضمن خط الموضوعية والمصداقية، التي لا تغلّب طرفا على آخر رغم صعوبة ذلك اليوم في لبنان على وجه الخصوص، كان "كلام الناس"، البرنامج ذات الصدى المدوّي الذي شكل منبرا لكل الأطراف، منبرا حيويا وصادقا وموضوعيا... لكن في الوقت ذاته لم يكن يوما برنامجا بلا لون، ولا طرفا للقدح والذم او التضليل، بل جسّد عن جدارة نبض الشارع اللبناني في مختلف المراحل، وتفاعل مع كل المعطيات السياسية والإنسانية متكلا على ثقافة عالية وإتقان واحتراف كبيرين في الإعداد والتقديم. في حوار خاص لـ"إيلاف"، ماذا يقول الإعلامي مارسيل غانم عن كل الظروف التي يعيشها المواطن وسط زحمة الإنتخابات، ماذا عن 14 آذار وما هي الخوط العريضة للمستقبل....
"الناس يتنفسون سياسة وانتخابات". في وضع مماثل، ماذا يقول مارسيل غانم كإعلامي، وإلى أي مدى ساهم الوضع السياسي حالياً في لبنان في تصاعد أسهم برنامجك الشهير "كلام الناس"؟
لا بدّ وأن نعترف انه منذ تاريخ 14 شباط (فبراير)، يوم حادثة استشهاد الرئيس رفيق الحريري، تبدّل الوضع السياسي في لبنان بشكل كبير، وبات اللبنانيون يتابعون اكثر من أي وقت منذ ذلك التاريخ، لحظة بلحظة كل ما يجري داخل المشهد السياسي، من تحركات وتطورات وغيرها، وباتوا يتطلعون الى المستقبل وما الذي سيحدث. وبما اننا مؤسسة اعلامية لا بدّ لها من مواكبة ومتابعة كل هذه التطورات، كان القرار بتكثيف الإطلالات السياسية ومنها في برنامجي الذي صار يبثّ 3 مرات أسبوعيا، وذلك لأسباب عديدة، اولها ان الجمهور يتابعه بشكل كبير، ولأن الناس يريدون دون شك الإستماع الى اكثر من وجهة نظر. كما ان المتابعة والمواكبة لم تقتصر فقط على حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتداعياتها، بل غيرها الكثير من المواضيع وأبرزها الرحكة الإنتخابية بعد عودة الجنرال ميشال عون من المنفى الباريسي. نطلّ حاليا مع مجموعة من المرشحين من مختلف المناطق والتيارات، لهذا بات الجمهور ينتظر ويتفاعل مع الأحداث، حتى ان الناس باتوا يتنقلون بين محطة واخرى ويبقون حيث هناك حديث سياسي. وهذا ما فعلته "ال بي سي" بطبيعة الحال. وبكل صدق أقول ان مختلف هذه الإطلالات كان لها الوقع البالغ عند الجمهور.
تبادل الجدل السياسي اليوم بين مختلف المرشحين والتيارات، انتقل بدوره الى المؤسسات الإعلامية حيث نشهد اتهامات لأكثر من محطة على انها منحازة لفريق دون الآخر منها تلفزيون المستقبل كونه تابعة لـ ال الحريري، وال بي سي التي قيل انها تحرّض طائفيا؟
لا أستطيع ان اتحدث نيابة عن مؤسسة "ال بي سي"، بل عن برنامجي "كلام الناس" تحديدا. انا اتحدى ان يكون برنامجي قد تحول منبرا للشحن الطائفي او المذهبي، بل على العكس تماما، لطالما كان ولا يزال منبرا مفتوحا للجميع بشكل موضوعي ومحايد. لكن دون شك هناك نبض خاص للبرنامج حيث نشهد حركة سياسية بالغة الأهمية، وحركة مرشحين يظهرون على شاشة التلفزيون ويدلون بتصاريح ومواقف وغيرها، وهم من مختلف الأطراف والتيارات كما يعرف الجميع، حيث للكل حق الرد وحق الدفاع عن وجهة نظره. اعتقد انه من ضمن المبالغات التي حدثت منذ 14 شباط وما تلاها، ان ذاكرة بعض السياسيين المحرّضين على "ال بي سي"، قصيرة وللأسف، لأن "ال بي سي" كانت من أبرز المحطات اللبنانية التي ساهمت بحركة الوحدة الوطنية ويتحرّك 14 آذار. كانت الى جانب المواطنين المعتصمين في المخيمات في ساحة الشهداء او ساحة الحرية، نقلت كل المؤتمرات الصحفية وكل الأحداث التي جرت. لكن "ال بي سي" لا يمكن ان تكون محطة بلا لون، او ان يمرّ قانون الإنتخاب كما حصل، دون ان تقول ان مثل هذا القانون يضرب حركة 14 آذار ويكسر احلام الشباب في 14 آذار... فكان لها موقف.
هناك بعض الساسيين الذين لهم مصلحة بإعلام واحد في لبنان، وبأحادية سياسية معينة في لبنان، تماما كما يحاولون تكريس هذه الأحادية من خلال التحالفات الإنتخابية الأحادية، هم الذين حرّضوا ضد "ال بي سي"، لأنهم يريدون إعلاما بلون واحد. لا أعتقد ان اللبنانيين بعد 14 آذار كانوا يطمحون الى الدخول تحت وصاية بعض الأطراف السياسية بعد ان تحرروا من الواصاية السورية. يحق للبنانيين ان يعرفوا ما يجري، و"ال بي سي" كانت تقول لهم اين يكمن الخطر، وبأي اتجاه تسير الأمور. والدليل، ها نحن نرى اليوم الإصطفافات التي حصلت والإنقسامات، وكيف جرت الإنتخابات.... "ال بي سي" عملت من خلال نبض الشارع ونبّهت من خطر قانون ال 2000. هي لم تحرّض طائفيا ولا مذهبيا، بل هم قذفوا "ال بي سي" بهذه التهم لأنهم طائفيون ومذهبيون.
بين وليد جنبلاط وجبران التويني
قال النائب وليد جنبلاط من على شاشة تلفزيون المستقبل ان "ال بي سي" فقدت رشدها، لكنها عادت الى خط الصواب، وكان ذلك بعد انتخابات بيروت. ما الذي دفعه الى هذا القول؟
ليس فقط وليد جنبلاط، بل غيره من السياسيين واعضاء من لقاء قرنة شهوان. اقاموا جبهة واحدة ضدّ "ال بي سي". من هنا اعيد القول انهم كانوا يريدون استدراج "ال بي سي" الى اعلام واحد، بينما هي كمؤسة لا يمكن ان تكون مع فريق ضدّ آخر. يريدونها ان تكون كما الآخرين بلا لون وبلا نبض. "ال بي سي" تسير وفق مزاج ونبض الشارع وليس على حسب مزاج السياسيين.
المفارقة هي انكم وبعد تصريح وليد جنبلاط استضفتموه في حلقة خاصة من برنامج "كلام الناس"...
نعم صحيح. وهذا اكبر دليل على مصداقيتنا. ولا مرة كانت "ال بي سي" منبرا لطرف ضدّ آخر، بل هي منبر مفتوح للجميع. في الأسبوع الذي تحدث خلاله النائب وليد جنبلاط عن "ال بي سي"، إتصلنا به وعرضنا عليه استضافته في "كلام الناس". وافق، ثم عاد واتصل بنا النائب مروان حمادة بعد 3 أيام وطلب ان تكون الإستضافة في اسبوع انتخابات جبل لبنان. ورغم صعوبة الأمر وافقنا كي يتاكدوا اننا لسنا طرفا وبأننا موضوعيون. كل ما فعلناه اننا وقفنا الى جانب نبض الشارع والتساؤلات الكثيرة التي يطرحها اللبنانيون حول مصيرهم، واعتقد ان الأيام ستثبت للسياسيين وللناس اننا كنا على حق.
في حلقة الأسبوع الماضي التي استضفتهم خلالها الجنرال ميشال عون، وخلال اتصال هاتفي ضمن "حق الرد" قال جبران تويني انك استهدفته من اول الحلقة وبأنك هاجمته ونقلت عنه كلاما غير صحيح؟
كنت أتمنى على جبران تويني الذي هو صديق عزيز الاّ ينجرف كثيرا في متاهات السياسين. هو لم يتصرف كزميل بل كنائب منتخب ودخل في نادي السياسيين. اتمنى له التوفيق من كل قلبي، لكن كان عليه ان يصغي لما جرى من حوار. على العكس تماما، انا دافعت عنه خلال الحلقة وهذا واجبي كإعلامي، واتمنى الا تكون سكرة السياسيين قد وصلت اليه.
من يتابع برنامجك يحتار احيانا في مواقفك. مثلا إن استضفت الجنرال ميشال عون تنتقده وتكون مستفزا، وإن استضفت احد خصومه تصبح المدافع الاول عنه والعكس صحيح...
هذه هي مهمة الإعلامي تحديدا. عندما يكون الطرف الآخر غير موجود يجب ان ادافع عنه وهذا ما يحصل في كل مرة.
اي كما طلبت من جبران التويني خلال اتصاله الأخير عدم التهجّم على النائب طلال إرسلان؟
نعم طبعا. إذا كان جبران تويني يقول ان بعض السياسيين حرّضوا على قتل الشهيد رفيق الحريري، انا أرى بان ما نشهده أيضا هو بمثابة قتل معنوي. كانت الحلقة قبل يومين من انتخابات جبل لبنان، والنائب ارسلان غير موجود معنا كي يدافع عن نفسه او يعرض وجهة نظره، فلماذا أسمح لجبران تويني الذي هو صديقي قبل كل شيء ان يتهجم على ارسلان ويتهمه بامور معينة، وان يتحول البرنامج الى منبر للشتائم... خصوصا قبل 48 ساعة من موعد الإنتخابات. وقد تابع جبران تويني كلامه وقال أنني تهجمت عليه وشهّرت به، بينما هذا غير صحيح على الإطلاق. انا نقلت كلاما عن لسانه ورد في صحيفة المستقبل وهو يعرف جيدا انني احضر ملفاتي بشكل جيد وبانني من القلائل الذين يحضرون الحلقات بهذه الشكل بعد خبرة 20 عاما في الحقل الإعلامي. هذا الإتهام أرفضه رفضا قاطعا ولا أسمح لأحد بتوجيهه. ما ذكرته كان نقلا عن صحيفة المستقبل، وفي حال لم يكن الكلام قد ورد على لسانه عليه ان يتوجه بالإتهام الى صحيفة المستقبل وليس لي انا شخصيا. لكن المفارقة ان الكلام الذي اعترض عليه، ردده هو بنفسه امام المشاهدين واعاده هو ذاته لا بل اكثر منه.
كان من الملفت خلال هذا العام إستضافتكم لشخصيات أجنبية لم نعتد على رؤيتها على شاشات التلفزة العربية، وهي من الكونغرس، ووزارة الخارجية الأميريكية وكنتم السباقون في هذا المجال... ورشة العمل هذه كيف يتم تحضيرها؟
نعم صحيح. اول لقاء تلفزيوني ظهر خلاله تيري رود لارسن كان في "كلام الناس"، فضلا عن دايفيد ولش بالإضافة الى محللين كثر وسفراء ومن الأمم المتحدة وغيرهم. هناك فريق عمل مميز، وعلى رأسهم مالك مكتبي الذي هو المخوّل إجراء مختلف هذه الإتصالات الخارجية. مالك يعمل مدة 24 ساعة في اليوم ويكاد لا ينام حقيقة، خصوصا وانه في الإتصالات الخارجية هناك عامل فرق التوقيت وهذا امر متعب جدا اعجز عن كيفية شكره عليه، وهو الذي يتابع الملفات والإعداد والأبحاث وغيرها. كانت محطات مهمة جدا هذا العام ما أسهم برفع أسهم البرنامج بشكل كبير، دون ان ننسى طبعا ان الأحداث التي حصلت جعلت الناس تتابع أكثر.
لكن الأحداث تسري على الكل، بينما لم نشهد هذه الفورة والتميز في البرامج الأخرى؟
(يبتسم ويقول) هذه إشادة أشكرك عليها. لكن دون شك هناك جهد مبذول وجدية في العمل. اعيش هاجس برنامجي ولا زلت أتعاطى مع البرنامج كأنني أطل لأول مرة امام الجمهور. أفكر باستمرار بما سأقوم به وما هي المواضيع الجديدة التي سنطرحها. الأهم هو الاّ نستخفّ بعقول الناس وألا يشعر المشاهد كأننا نقوم بواجب او فرض. عليه ان يشعر اننا قريبون منه، نعيش هواجسه وخوفه وقلقه وهذا من أسباب نجاح البرنامج.
من هنا اهمية الحديث عن المواضيع الخاصة التي تناولها "كلام الناس" من فتح ملفات الفساد والمعتقلين في السجون السورية والإسرائيلية، والحلقات مع الشباب، وهنا ايضا كنتم السباقين في طرح هذه الملفات في وقت لم يكن احد ليجرؤ على ذلك... هذه الأفكار لمن؟
دون شك هناك عوامل كثيرة تدخل في تحديد الأفكار. احيانا تخطر على بالي فكرة فأقول بيني وبين نفسي يجب ان ننفذها، وهذا ما لا يمكن تنفيذه دون فريق عمل الى جانبي حاضر دائما وجاهز للعمل على اي فكرة او موضوع، وهنا اتوجه اليهم جميعا بالشكر الكبير. نحن نفكر سويا، كما اني آخذ بآراء كثيرين واستمع، حتى احيانا يتصل مواطنون ويعرضون علينا افكارار نأخذ بها. اعتقد ان سبب النجاح هو قربنا من الناس، خصوصا هذا العام حيث صرنا نتوجه الى الجمهور بمسائل قريبة من حياته اليومية، تمسّه وتهزّه من الداخل، كمثل قضية المعتقلين والفساد، والمعوّقين وحوارات الشباب، مركز سرطان الأطفال وغيرها الكثير.
الحمد لله نفّذنا جهدا كبيرا هذا العام وهذا ما ساهم برفع أسهم البرنامج أكثر فأكثر.
محاور لامست اوجاع الناس
[SIZE=5]
حلقة المعتقلين في السجون السورية والإسرائيلية أبكت الملايين. كيف تنظر اليها انت شخصيا وكيف تقيّمها خصوصا وان بعض السياسيين عاد ليستغلّ وجع الناس في خطاباته الإنتخابية؟
أعتبرها من اهم الحلقات خصوصا اونني عملت عليها من كل قلبي وانا في غاية الحماس تجاه الموضوع. كانت حلقة قوية جدا، أثّرت حقيقة وهزت الناس من داخلهم خصوصا وانه موضوع كان ممنوعا التطرق اليه، ورغم ذلك اعتقد انه كان يجب ان يطرح قبل ذلك الوقت. اعتبرها اهم من كل عملي الإعلامي في السنوات السابقة، لأن وقعها كان كبيرا جدا وفضحت بواقعيتها كل السياسيين وكذبهم طوال 15 عاما، وهنا اعود لأشكر كل الذين تعاونوا معنا من ضيوف وفريق عمل وانا شخصيا كما ذكرت كنت متحمسا بشكل مختلف وعملت عليها بنبض مختلف.
من المعروف انك استاذ جامعي، وقد نفذت اكثر من حلقة خاصة بالشباب كان أبرزها استضافة شبان من مختلف التيارات السياسية كي يتحاوروا، قبل كل الجدل حاليا بين ما كان يسمى بالموالاة والمعارضة؟
نعم صحيح، وبعد تلك الحلقة كثرت البرامج الشبابية ولا احد يقدّم افكارا جديدة بل كله مستنسخ. لقد باشرنا بالمواضيع الخاصة بالشباب منذ العام 2000، ومن ثم في 2003 و2004 ومن ثم بعد مرحلة 14 آذار. وحاليا نحن بصدد تحضير حلقة جديدة من موضوع "عمرن من عمرها" وسوف نستضيف فيها الأشخاص ذاتهم (الذين كانوا في الثامنة عشر من العمر) وهم اليوم قد بلغوا ال 21 في حوار عن كيفية معايشتهم للفترة الحالية ونظرتهم اليوم تجاه الأوضاع.
اعتقد ان تجربتي في التعليم الجامعي ساعدتني كثيرا في التقرّب من الشباب والتعرف اليهم والى نبضهم، ما هي الأمور التي تثير حماستهم من مختلف التيارات والمناطق والإنتماءات. هذه التجربة ساعدتني على اكتشاف الكثير من الأمور التي قد لا نلاحظها في حياتنا اليومية. وحاليا ايضا، نحن بصدد تحضير اكثر من ملف يخصّ الشباب، ولأول مرة اقول عبر "إيلاف"، ان هناك مشروعا مهما جدا وضخما خاصا بالشباب، لا أستطيع اعطاء تفاصيل عنه لكنه سيكون برنامجا مهما وله علاقة بكل ما يحدث منذ 14 شباط وكل التطورات التي حصلت وانعكاساتها على السنوات المقبلة. نحضر خطوطه العريضة وآمل ان يكون جاهزا خلال تشرين الاول (اوكتوبر).
هل سيكون من ضمن "كلام الناس"؟
كلا هو برنامج آخر الى جانب "كلام الناس" الذي سيظهر ايضا بصورة جديدة لمواكبة المرحلة المقبلة.
جيل الشباب بين المستقبل والتعلّق برواسب الأمس
كيف لمست نبض جيل الشباب مع ما يحصل، على الأقل إنطلاقا من محيط طلابك. هل ما زالوا يتأثرون بالعقلية السياسية القديمة؟
نعم وللأسف بشكل أكثر وأسوأ من السابق. الإستطفاف بعد 14 آذار اصبح فعلا مؤذيا. انا أدرّس في جامعة مختلطة تضم مختلف فئات الشعب اللبناني، والاحظ انهم يتأثرون بشكل كبير. يعني مثلا، إن ادلى زعيم معين بتصريح ما واغضب اللبنانيين، ذلك ينعكس على مناصريه داخل قاعة التدريس. دائما اقول لهم انه يجب ان يكون لكل واحد منهم رأيه ومباردته الفردية الخاصة، والا يتبعوا قائدهم بشكل أعمى، بل على العكس ان يثوروا ان شعروا ان شعاراته لا تناسبهم وليس العكس. لكن للأسف لا شيء تغيّر.
لكن اعتقد ان اللوم هو على بعض السياسيين المحرّضين، لأننا قبل 14 آذار لم نكن نقتتل في الشارع بسبب انتماءاتنا؟
بالتاكيد، والطبقة السياسية يناسبها هذا الجوّ، أي الإنصياع الكلي. وبالفعل كانت هناك مبالغة في موضوع 14 آذار. الإعلام نقل الوقائع لكنه لم يعمل على ترسيخها بل اكتفى بنقل الحدث. الكل بنى على 14 آذار امالا كبرى لكنها لم ترسّخ، لهذا انفرط عقدها. بالغنا في موضوع اللحمة بين اللبنانيين التي استغلها كثيرون، ولم ننظر مثلا الى المقلب الآخر الذي لم يكن موجودا في 14 آذار بل في "رياض الصلح" وهم فئة من اللبنانيين، أين مشاركتهم؟ وهذا للأسف ما اراه بين طلابي، حيث اتهمني بعضهم انني كنت ضد 14 آذار لأنني لم اشارك في التظاهرة بينما كنت موجودا في الولايات المتحدة الأميريكية ولم اكن ضدّ 14 آذار.هذا ما يقولونه وهكذا يصنفوننا، وقد بقي هذا الموضوع عالقا في أذهانهم. هذا جزء من محاكمة النوايا الذي نعيشه للأسف في لبنان وكلنا مسؤولون والسياسون لا زالوا يحرضون، بينما بعض الشباب للأسف ليس لديهم حس المبادرة الفردية.
رأينا في بعض حلقات "كلام الناس" سجالات عنيفة وتبادل تهم كاد ان يصل الى درجة الشتم. كيف تتصرف في حالات مماثلة؟
احاول ان اوقف الحوار عندما يتحول الحديث الى "حوار طرشان"، واعتقد ان المقصود في السؤال هو حلقة النائبين بيار الجميل ووئام وهاب، وكان واضحا انهما أتيا لقول ما صرحا به خلال البرنامج، وهنا اكتفي بالقول ان الجوّ خارج الاستوديو وفي محيط مبنى "ال بي سي" كان متشنجا اكثر بكثير من الذي شاهدناه على الهواء، ولن ادخل في سرد تفاصيل. لكنني عشت ساعتها توترين، توتر ضبط إيقاع الحلقة، وتوتر ضبط الوضع خارج الاستوديو بين مناصري وئام وهاب وبيار الجميل.
لكن بصراحة لم تزعجي هذه الحلقة رغم ان البعض قال انه لا يحب الاستماع الى هكذا حوارات، لكن هذه فئة من المجتمع السياسي الموجود في لبنان.
لست متفائلا ولن اصوّت لأحد
كيف تنظر الى الوضع مستقبلا في لبنان؟
[SIZE=4]
كنت آمل بعد الإنسحاب السوري ان ندرك كلبنانيين كيف نقدم تنازلات ونقوم بتسويات كي نتوصل الى حل، وكي لا نصل الى وقت نقول فيه "هل يعقل ان الوضع تحت الوصاية السورية كان افضل؟... هذا ما يشعر به البعض، والى هذا الحدّ صار الوضع مزعجا بسبب كذب السياسيين من اجل مصالح خاصة ومشاريع "واجندات خاصة". ضيّعنا الشباب وضيعنا المجتمع الدولي، ولا نعرف نتيجة السجالات. هناك نزاع حول من سيكون الوصي الجديد على لبنان، بينما لم يقل احد للبنانيين كيف سناكل غدا وماذا سنفعل بالديون والعجز، بل يلتهون بسجالات واتهامات في وقت تحمل فيه الأيام المقبلة مخاطر عدة، .
هل ستشارك في الإنتخابات؟
كلا، صوتي اغلى من ان اعطيه لأحد. هل هذه حقيقة ام جواب ديبلوماسي؟
كلا أبدا، كنت انوي المشاركة بالفعل لكن بعد كل تلك السجالات وحرب التخوين لم أعد أرغب بذلك.
دون شك وجودك في "ال بي سي" كونها من ابرز المحطات اللبنانية والعربية، يعطيك زخما اكبر لنجاح برنامجك. لكن في الوقت عينه لا نرى التميّز ذاته لبرامج سياسية اخرى على "ال بي سي". لماذا؟
(يبتسم من جديد ويقول) لأن كلام الناس برنامج له تاريخ وهوية، وهو غير مستنسخ واستطاع على مدى سنوات ان يحافظ على مصداقيته وعلى موضوعيته وحياده، وعلى احترام الضيف والمشاهد معا من خلال احترام العمل والتحضير الجيد للملفات، وقدمنا مواضيع تمسّ مشاعر الناس. اعتقد ان هذه العناصر أساسية للنجاح، واساسية كي يبقى البرنامج "مدللاً" بين البرامج الأخرى، لأنه في حال وجود أي خطأ مهني "ال بي سي" جاهزة للمحاسبة.
هل البرنامج نفسه مدلل او ان "ال بي سي" تعطي الفرصة للكل؟
طبعا هي تعطي الفرصة للكلّ دون شك، لكن "ال بي سي" تدرك ايضا اهمية "كلام الناس" وكيف يتسابق المعلنون صراحة عليه، كذلك الشركات الراعية وهي اكثر من واحدة، وهذا ما يلاحظه الكل من خلال كثافة الإعلانات.
زميلتك في "ال بي سي" الإعلامية شذا عمر تقول انك تقلدها؟
عذرا ولكنني لن انزل الى هذا المستوى.
بعيدا عن السياسة، هل يفكر مارسيل غانم باستضافة شخصيات فنية بارزة؟
نعم طبعا كانت هناك نية اكثر من مرة لكن الظروف لم تسمح. غير انني افكر جديا باستضافة بعض الرموز الفنية والثقافية والأدبية في المرحلة المقبلة وليس فقط السياسية منها
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Entertainmen...005/6/69672.htm