طيب :

لنفترض ، ومعنا كثير من الحق ، أن الاخوان جماعة [MODERATOREDIT]كلاب وحقراء [/MODERATOREDIT]وإرهابيين وطائفيين وووو يشكلون خطرا على الحضارة وعلى الوحدة الوطنية !! وعلى البلد بأكمله.
يعني الاخوان بالتعبير الدارج بالمنتدى : [MODERATOREDIT]اخوات شرموطة [/MODERATOREDIT]، وهم اخوان مسلحين وليسوا اخوان مسلمين.

ولكن :
ما العمل ؟؟؟
ما هي الطريقة المناسبة للتعامل معهم ؟؟
ومن أين جاء الاخوان ؟؟ وكيف ؟؟ ولماذا ؟؟
وكيف يتحول إنسان مواطن عادي مسالم ، إلى اخونجي حاقد طائفي ؟؟؟
وكيف يجب التعامل مع هذه الظاهرة المتفشية ، عربيا ؟؟
وهل أسلوب القمع والاعتقال هو الأسلوب الناجع والوحيد في التعامل مع هذه الظاهرة !!؟؟
نعم ظاهرة : الاخوان ظاهرة عربية .. وليس سورية فقط.
وهي ظاهرة لها أبعاد دينية وثقافية وسياسية واجتماعية وطبقية ..
هل لدينا الاستعداد للوقوف والنظر والتمعن في أسباب مثل هذه الظاهرة التي تضاف إلى مجموع ظواهر الانحطاط والتردي السائدة في المجتمع العربي ، والسوري خصوصا.
هذه الأسئلة وغيرها نجيب عليها في برنامج الاتجاه المعاكس ، خلال ساعة بالتمام والكمال ، يتخللها قليل من نشرات الأخبار والدعايات والمكالمات وطز فيكم وبالرأي الآخر.
ما علينا ، بنرجع للموضوع :
ذهب ابن صديق لي إلى الجيش في عمر 18 ، وكان قبل ذهابه إلى الجيش يعتبر أن حافظ الأسد هو الرب ذاته ، ابن صديقي اسمه " عمر " واسمه له دلالة طائفية طبعا.
في الجيش تسلط عليه ضابط ما ، وحط حطاه ، إلى أن قام بضربه ذات يوم ضربا مبرحا نجم عنه عطب في الكلية ... وهذا الصبي من عائلة تعيش على عتبات الفقر .. وتمرمط في المشافي ... وتملص الضابط الفاعل من المسؤولية ... وتم تسريح الصبي لأسباب صحية ..
ما علينا من التفاصيل : الصبي دخل الجيش يحب بلده ويقدس حافظ الأسد .. تسرح من الجيش يكره [MODERATOREDIT]رب[/MODERATOREDIT] سوريا و [MODERATOREDIT]رب الله اللي خلق [/MODERATOREDIT]حافظ الأسد .. والآن .. بدأ يتردد إلى الجامع !!!!!!!!!!!!!
هذه ليست قصة مضادة للقصة الوردية لزميلنا منير اللحام ..
بل هي مثال ، ضربته لكم من أرض الواقع. وهي قصة آلمتني بالفعل.
كيف تحول هذا الشاب اليافع .. من مواطن مسالم بسيط يحب بلده ورئيسه .. إلى إنسان طائفي حاقد .
لماذا يذهب الإنسان - المواطن باتجاه الدين والطائفية ؟؟؟
نقول :
إن الدولة تقوم على فكرة الولاء ، وتكتسب شرعيتها من ولاء المواطنين لها ، وبالتالي ، وحتى تكون لها شرعية حقيقية ، يجب أن تكون معبرة عن آمالهم ومحققة لطموحاتهم ، وأن يجسد النظام الحاكم فكرة رعاية الدولة لأبنائها ، وهذا يتطلب أن تكون الدولة محط ثقة وقبول المواطن ، بحيث يشعر المواطن بأن ولاءه للدولة يعطيه الخدمات والعدل والأمن .. ولكن عندما يشعر المواطن بأن الدولة لا تحميه ولا تؤمن مصالحه ولا تقدم له الخدمات اللازمة ، وإنما تقوم بتجفيف جيوبه وتهديم أحلامه وتشويه حياته وإفساد كل شيء من حوله ... وأن الدولة غير قادرة على حمايته .. وأن القضاء غير معني بإنصافه .. وأن الأمن مهتم بأمن التعريص والمحسوبيات وليس بالأمن الغذائي والصحي والبيئي ووالأمن الحقيقي للمواطن ... ووو .. عندها يذهب ولاء المواطن باتجاه ولاءات أخرى ... هي ولاءات ما قبل الدولة أو ما تحتها فتظهر إلى السطح ولاءات العشيرة والقبيلة والطائفة والجماعة ... وتضيع الدولة .. ويضيع الولاء للدولة ..
هذا من جهة :
ومن جهة أخرى ( بفتح الألف طبعا ) :
فإن غياب قيم المواطنة ومبدأ سيادة القانون وعسكرة الدولة والمجتمع وإحلال مفاهيم عبادة الشخصية وترميز الدولة واختزالها في شخص وبناء كل شيء في الدولة على إرادة شخصية ، وليس على مؤسسات ، وشيوع الاعتباط والارتجال في الحكم والتنظيم والعمران والقرارات إضافة إلى شيوع الرشوة والفساد والمحسوبيات والاستزلام ... والفساد هنا لا نعني به مجرد سرقة بضع ملايين من الليرات أو الدولارات .. فعلى أهمية ذلك .. فالفساد تتضح خطورته في أنه يؤدي إلى ضرب منظومة القيم الأخلاقية والوطنية في المجتمع .. وحلول قيم ومفاهيم سلبية ولاوطنية محلها .. مما يعني تشويه المجتمع في النهاية بحيث يصبح بحاجة إلى إعادة تأهيل تربوي واجتماعي ووطني .. كما هو حاصل للمجتمع السوري.
يضاف إلى ذلك : انعدام المشروع التحديثي في الدولة والتربية والتعليم وخنق الثقافة .. وإعادة إنتاج ثقافة اضطهادية أحادية إقصائية ..
وتعامل النظام العربي مع المؤسسة الدينية بمبدأ ( هات وخذ ) والمداهنة ولعبة القط والفأر ..
هذا الجو العام ..
بالله عليكم .. وعلي نفضكم ..
ماذا ينتج ؟؟؟؟؟؟؟؟
هل ينتج إلا جماعة من شاكلة الاخوان ؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا كان النظام نفسه يمسك به الشياطين .. فهل يتوقع أن ينتج جماعات من الملائكة ؟؟
وإذا كان النظام نفسه ضرب كل القوى التحررية والمؤمنة بالديمقراطية والعلمانية والقوى اليسارية والتي هي المضاد الثقافي للحراك الديني اليميني وضرب البعث نفسه الذي تضمن في مبادئه ( نفس علماني ) سرعان ما تم خنقه ودفنه حيا ..
من ذلك أقول :
أن النظام السوري نفسه ، بسياساته المتخلفة الخاطئة ، والمنحرفة ، هو الذي خلق جماعة الاخوان المسلمين.
وهو الذي يساعدها حاليا على التمدد والانتشار ، بعد أن ضرب كل القوى التحررية والعلمانية في البلد.
والقمع الذي تعرضت له قوى أخرى لا يقل عما تعرض له الاخوان ..
فالنظام السوري ، يرفض أي حركة يمكن أن تقوض وجوده أو تشكل عليه أي خطر .. سواء كان اسمها الاخوان أم الخلان .
ولكن مشكلتنا مع النظام السوري وعقليته اللاعلمية واللاعقلانية .. أننا نعتقد أن جماعة الاخوان .. مثل كل تيار ديني .. يشكل خطرا كبيرا على مجتمع يتكون من موزاييك طائفي مثل سوريا ..
بل أكثر : إن الحركات الدينية تعني الارتداد بالمجتمع إلى الماضي وتسييره بعكس اتجاه الحضارة .. وهي تشكل خطرا على التطور والتحديث وعلى العقل بشكل عام.
ولاشك أننا نلحظ دائما التحالف القوي الذي يقوم أحيانا بين النظام العربي ورجل الدين ، حتى قال الصادق النيهوم : إن الذي يطالب بالحرية والديمقراطية في الوطن العربي ، إنما يضع رأسه حيث يلتقي السيفان : سيف السلطان ، وسيف رجل الدين.
وهذا يعني : أن جماعة الاخوان المسلمين في سوريا أو غيرها من البلاد العربية ، وباعتبارها حركة ترتكز إلى أسس دينية إسلامية فهي لا تؤمن ولا يمكن أن تؤمن بالديمقراطية وبالتعددية . وما كل الشعارات والخطب والبيانات التي يدبجها قادتها من البيانوني وغيره سوى نوع من التقية السياسية وركوب الموجة لحين الوصول إلى السلطة حتى يتبدى لنا مظاهر الاستبداد الديني على شاكلة السلاطين المستبدين من بني أمية وبني العباس وبني عثمان وغيرهم.

إنني على يقين تام ، في أن الاخوان المسلمين ، ليس لديهم أي مشروع ديمقراطي أو أنقهم يقبلون باللعبة الديمقراطية وبقيم التعددية والانتخابات ، وإن نظرة سريعة لما تعن به كتبهم ومؤلفاتهم وخطاباتهم لظهر لنا جليا أن هذه الحركة أبعد ما تكون عن الشعارات التي تدسها بين حين وآخر في أنها تقبل بالديمقراطية وبالتعددية وبأنها غير طائفية ...
وأنا على يقين تام بأن أول فعل سيقوم به الاخوان عند توليهم الحكم في أي بلد عربي : هو منع أي فتاة من الخروج من البيت بدون حجاب أو محرم وتكسير محلات بيع الخمور ومنع الاختلاط والنكوص بكل المنجزات الحداثية ( المتواضعة ) التي حققها المجتمع السوري ..
لا يعتقد أي منكم بأنه سيكون للاخوان في أي بلد عربي إنجازات أخرى غير إشاعة ثقافة طريقة دخول الحمام [MODERATOREDIT]وطريقة اللعب بالبيضات[/MODERATOREDIT].
ولكن ..
نعود إلى ولكــــــــــــــن :
النظام السوري .. كما قلنا ضرب القوى الأخرى العلمانية .. وهو كنظام يريد الظهور بمظهر القوي القادر المتجبر .. غير قادر على تمرير مشروع لتحديث الدولة والمجتمع .. وليس قيادة الدولة والمجتمع ..
فمثلا النظام السوري .. غير قادر على تمرير قانون للزواج المدني .. ولا يتجرأ على ذلك ..
نعيد رسم اللوحة :
1- فساد .. في كل مناحي الحياة والدولة ..
2- ضرب الحياة الحزبية والحيوية السياسية في المجتمع السوري ..
3- إشاعة ثقافة أحادية تقوم على الاختزال والشخصنة والتمجيد.
4- التعامي عن المشاكل الحقيقية للتحديث والتطوير وأسئلة النهضة والحداثة ، وإبقاء الحال على ما هو عليه. وتأجيل كل الحلول.
5- الإبقاء على خطاب ديني سائد في المنابر التعليمية والتربوية .. وفي الوقت الذي ضرب فيه النظام القوى العلمانية واليسارية والديمقراطية ... وظن أنه منع جماعة الاخوان .. في حين تجاهل أن كل مسجد وكل جامع هو مقر حزبي لجماعة الاخوان .. وهذا يعني أن الجماعة الوحيدة التي بقيت تعمل وتنشط في سوريا هي جماعة الاخوان المسلمين فقط. لأن النظام غير قادر على إغلاق الجوامع والمساجد .. ولكنه استطاع ضرب الأحزاب العلمانية والديمقراطية واليسارية بمنعها من العمل والبطش بأعضائها ..
6- وبعدم وجود أي مشروع ثقافي مضاد لمشروع الاخوان .. لا بد أن يتسيد الاخوان الساحة .. لأن كل يوم جمعة لهم اجتماع .. ومنشور وخطبة .. ودروس يومية وأسبوعية ..
كأن تجد كتب البوطي التي يتبول فيها على العقل السوري ، في حين تمنع كتب العظم وهادي العلوي مثلا .. ثم يعود النظام ليشكو من الاخونجية ..أو الردة الدينية ..
7- يجب التعامل مع الاخوان ، في كل بلد عربي ، كظاهرة ، لها أسباب نفسية وعلمية وسياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية .. وهذا يعني أن الأسلوب الأمني وحده قاصر جدا وغير قادر وحده على معالجة مثل هذه المشكلة – الظاهرة ..
8- جماعة الاخوان المسلمين ، كظاهرة ، هي حالة إجرام ، وحالة انحراف ، وحالة شذوذ نفسي ، وحالة انهزام اقتصادي ، وحالة تمرد وحالة رفض ، وحالة تشوه ثقافي وفكري ... فهل يعرف رجل المخابرات التعامل مع هذه الحالات المركبة.
!!!!!!!!!!!!!!!!!
هنا نخلص إلى القول :
أنني ضد جماعة الاخوان المسلمين . قولا واحدا.
وضد كل التيارات الدينية قولا واحدا.
وضد أسلوب النظام أيضا في التعامل معهم ، ومع غيرهم ، قولا واحدا.
ويتبين لي : أن الأخطاء عندنا تعالج بالأخطاء . فنصبح أمام حالة انشطارية من تراكم أخطاء .
وما اعتقال أعضاء منتدى الأتاسي إلا خطأ يضاف إلى اعتباط وارتجال وتخبيص السياسة السورية داخليا وخارجيا. سيما وأن اعتقالهم تزامن مع اعتقال ناشطين آخرين ليس لهم علاقة بالمنتدى وينتمون إلى تيارات علمانية ويسارية وحقوقية.
بقي أن أشير إلى أن قيام أعضاء منتدى الأتاسي بتلاوة بيان صادر عن البيانوني ، ليس خطأ ، ولا يعني تحالفا ، فدائما القوى الوطنية تشترك في قواسم مشتركة ، وقد بينت رأيي أعلاه في كذب كل ادعاء للأخوان بالديمقراطية ، وفي أدبياتهم الكثير من التكفير في هذا الشأن ، ولكن يجب أن نؤمن أيضا بأن الحريات السياسية ليست قصرا على أحد أو على جماعة معينة أو طائفة أو حزب ما ...
وإلا فنحن ندفع الاخوان باتجاه مزيد من التشدد والحقد الطائفي والسياسي .
وما أره أن النظام يدفع الناس دفعا باتجاه الجامع .. أو الكنيسة الأميركية.
وسياسة كل الأنظمة العربية متشابهة في هذه المسألة ، حيث يحجب عن الشعب الخيارات الحرة الصحية والوطنية .. فلا يبقى إلا التشدد الديني .. أو الحضن الأميركي.
مجرد رأي.
باستطاعة أي منكم ركله بقدمه

الموضوع منقول لعضو في منتدى مدن
القبس

اقتباس:إنني على يقين تام ، في أن الاخوان المسلمين ، ليس لديهم أي مشروع ديمقراطي أو أنقهم يقبلون باللعبة الديمقراطية وبقيم التعددية والانتخابات ، وإن نظرة سريعة لما تعن به كتبهم ومؤلفاتهم وخطاباتهم لظهر لنا جليا أن هذه الحركة أبعد ما تكون عن الشعارات التي تدسها بين حين وآخر في أنها تقبل بالديمقراطية وبالتعددية وبأنها غير طائفية ...  
وأنا على يقين تام بأن أول فعل سيقوم به الاخوان عند توليهم الحكم في أي بلد عربي : هو منع أي فتاة من الخروج من البيت بدون حجاب أو محرم وتكسير محلات بيع الخمور ومنع الاختلاط والنكوص بكل المنجزات الحداثية ( المتواضعة ) التي حققها المجتمع السوري ..

لسنا في قلب كل مسلم لنعرف غايته...يمكن التفاهم معهم كابقاء وزارات الدفاع والخارجية وقيادات الجيش والأمن مع البعثيين بقيادة علوية واشراكهم بوزارة التربية والاقتصاد والزراعة بشرط اعطاء هؤلاء الوزراء صلاحيات كاملة...فيشاركون بالحكم بدون مخالب...يوجد عدة صيغ للتعايش اذا أراد النظام وتخلى عن تسلطه وعنجهيته وفساده وعناده الذي سيؤدي لحرب اهلية آجلا أم عاجلا..

[SIZE=6]دعوة لاتفاق طائف سوري لانهاء الحرب الاهلية السورية 1978 -1984

http://www.souria.com/club/sb_read.asp?id=40352