س:هناك من يعتقد في حركة » فتح» ان دخول حركة » حماس » في إطار منظمة التحرير الفلسطينية قد يضعف دور فتح ويحد من دورها على ضوء نتائج الانتخابات البلدية والمحلية التي أثبتت قوة وتأثير حماس في الشارع الفلسطيني ؟
ج : هذا يكون من باب قصر النظر مصلحة فتح يجب ان تكون منسجمة مع المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني واعتقد انه من مصلحتنا فتحاوياً ووطنياً ان يكون هناك تيار إسلامي مقبول ملتزم بالبرنامج الوطني الفلسطيني الواحد وملتزم بالديمقراطية بالكامل وليس بمعنى الوصول الى السلطة وانما بمعنى الحريات الفردية ، وايضاً ان يكون هناك تيار ليبرالي ديمقراطي على يسار فتح وبالتالي فان المجتمع الفلسطيني ينتعش بوجود التيارات الثلاثة ، وآمل ان يكون بقيادة التيار الوطني العام ممثلاً بفتح ولكن وجود هذه التيارات ضمن اتفاق على تنظيم اللعبة السياسية والتزام بالقانون والديمقراطية وبالبرنامج الوطني هذا مفيد لنا فتحاوياً ووطنياً .
لا شك ان حماس أخذت خطوات ايجابية بما في ذلك موافقتها على التهدئة والدخول في الانتخابات التشريعية ولكن علينا ان نفهم ان هذا رغم إيجابيته غير كاف وعلينا ان نتخذ المزيد من الخطوات الى الأمام .
وفتح في مجلسها الثوري قبل الأخير اتخذت قرار واضحا حول العنف والمقاومة ووقف إطلاق النار وذلك في ثلاثة نقاط هي:
- التأكيد على عدم استهداف المدنيين في إسرائيل.
- التأكيد على وقف كافة الأعمال العسكرية واعمال العنف ضمن اتفاق متبادل.
- التأكيد على حق الشعب الفلسطيني من حيث المبدأ في مقاومة الاحتلال والدفاع عن النفس على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام .1967.
ولابد ان تتحول هذه النقاط الى برنامج وطني وليس برنامجا فتحاويا فقط وفي هذه الحالة سوف نتمكن من الصمود امام أي ضغوط خارجية لانه سيصبح لدينا موقف متناسق وطني موحد .
وللعلم فان القمة العربية اعتمدت هذا الموقف ومرة اخرى هناك امر لم يتم الحديث عنه في الإعلام ولم يسلط الضوء على الكثير من القضايا المهمة وأخشى ان الإسرائيليين لا يريدون التحدث عن ذلك.
وعندما تتبنى القمة هذا الموقف وتدعم من يطالب بهذا فهذا بلا شك يعطي بعداً أضافيا اننا نسير بالاتجاه الصحيح مع الفصائل والقوى الفلسطينية ووجودها ومشاركتها مرحب به وفي النهاية المصلحة الوطنية أهم.
تجديد «فتح»
س: انت محسوب على جيل الشباب في حركة فتح والدماء الجديدة في القيادة الفلسطينية ما هي اقتراحاتك لتجديد الحركة وبث الروح الجديد فيها ؟ خاصة في ظل الحديث عن صراع اجيال في فتح ؟
ج : اولاً من غير الطبيعي ان يسمى الذين في بداية الخمسينات جيل الشباب مما يعطي انطباع ان هناك خللا وتأخرا في تسليم صلاحيات والمهمات للأجيال التالية واعتقد ان علينا ان نعطي القرار للشباب في جيل الثلاثينات والأربعينات بشيء من الحذر .
بالنسبة لفتح هناك احتدام في التحركات الداخلية ولكل مفسر تفسيره الخاص .. هناك اجيال متفاوته وتجربتان مختلفتان وهناك الطموح مقابل التاريخ وكله إذا فهمناه جيداً وغير سيء وموضوعي وعلينا فهمه ومعالجته والخروج بنتائج وحلول وسط تمكنا من المضي قدماً .
س: ما المطلوب ؟
ج : المطلوب أمران الأول برنامج سياسي عام يكون شاملاً ويغطي رؤية الحركة لكافة جوانب الحياة من الحياة الحركية الداخلية الى علاقتها مع الحركات والفصائل الأخرى الى باقي القضايا كثيرة بينها الاقتصادية والاجتماعية والمرآة والطفولة وغيرها . لاننا انتقلنا من حركة تناضل ضمن مرحلة تحرر وطني الى حركة تناضل بوجود تداخل بين تلك المرحلة وبناء الدولة ما بعد الاستقلال وهذا لم يحدث في السابق في التاريخ الحديث وبالتالي لا يوجد لدينا تجارب نتعلم منها وهذا يفسر جزءا من مشاكلنا ولكن وجود هذا التداخل ومهام بناء الدولة والمؤسسات يعني ان على فتح ان تطرح مثل هذا البرنامج وإلا ستبقى مستندة الى برنامج يجيب على مهام مرحلة التحرر الوطني دون الاجابة على مهام بناء الدولة والمؤسسات وهذا غير ممكن لذلك نحن بحاجة الى مثل هذا البرنامج الشمولي .
ثانياً : نحن بحاجة الى هيكل تنظيمي مختلف يقلل من السمة العنقودية للتنظيم ويسطح الهرم قليلاً من المنظمات القاعدية التي هي الأساس وعلينا ان نعيد الاعتبار للعضوية بحيث يصبح العضو مشاركا مباشرة في اتخاذ القرار السياسي وفي اختيار ممثليه للهيئات القيادية ولمؤسسات الدولة بما في ذلك المجلس التشريعي.
وعلينا ان نبحث عن الهيكل التنظيمي والصيغ التنظيمية التي تمكنا من تحقيق المزيد من دمقرطة الحياة الداخلية واعادة الاعتبار للعضوية وتمكنك من النهوض بالحياة التنظيمية الداخلية لتنفيذ البرنامج الشامل . وإذا تحقق هذا تبقى فتح ممثلة التيار الوطني العام وتبقى قاعدة الشعب الفلسطيني وإذا فشلنا في ذلك سيكون هناك مشاكل .
ولا اعتقد ان أي تيار اخر سيتمكن من القيادة ولكن سيتعرض الجسم السياسي الفلسطيني الى المزيد من التمزق .
«فتح» والمخاض الصعب
س: هل صحيح ان حركة فتح تخوض في هذه المرحلة مخاضا صعبا وخاصة بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات ؟
ج : طبعاً لا يستطيع احد ان ينكر الفراغ الهائل الذي نجم عن رحيل الزعيم ياسر عرفات رحمه الله وربما لهذا السبب نؤكد على أهمية المؤسساتية وتنظيم العمل .
والرئيس ابو مازن حقق أجماعا في أوساط حركة فتح وبعد ذلك في أوساط المنظمات والشارع الفلسطيني وتمكن بالتالي من نقل السلطات بصورة سهلة وسلسة وهو أمر ايجابي واعتقد انه يدرك ضرورة بناء المؤسساتية والحاجة إليها كبديل عن فكرة الزعيم.
س: هناك من يرى ان فتح ما لم تتدارك وضعها ستسيطر حماس على المجلس التشريعي ؟ويحدث التضارب بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ؟
ج : لا اعتقد ان أي قوة فلسطينية غير فتح ستحصل على الغالبية ولكن إذا لم نصلح أمورنا كما شرحت سنتعرض الى مشاكل وقد نفقد نحن ولو جزئياً الغالبية وسيحدث بعض التمزق في الجسم السياسي الفلسطيني .
ولا شك ان المطلوب بذل جهد والعمل الجاد وتنفيذ الحلول وليس فقط التوصل اليها .وهذا ان حصل سينقلنا نقلة نوعية الى الأمام لنحافظ على الوضع الريادي في الحركة ووضعها القيادي دون منازعة وان كان بمشاركة من التيارين الإسلامي واليساري الليبرالي.
لقراءة بقية اللقاء
http://www.alquds.com/inside.php?opt=2&id=16749