{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
اميركا برأيكم .. ما هي ؟؟
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #41
اميركا برأيكم .. ما هي ؟؟
تحياتي واحترامي للدكتور فضل (f) لما تفضل علينا من جهد باثبات هذا الموضوع الرائع لحبر الفكر السياسي العربي الاستاذ محمد حسنين هيكل ..

وتحياتي واحترامي وتقديري لاستاذ الجميع محمد حسنين هيكل .. الذي يعتبر بحق ثروة فكرية زاخرة في مجتمعاتنا التي تعاني اجمالا من التصحر الفكري ...

واعتذاري منه ومن الجميع اذ اسمح لنفسي بنوع من المناقشة لما ذهب اليه هذا الحبر ... ولكن هي محاولة من تلميذ بسيط يتعلم ابجديات المقاربة امام المعلم ....


وعليه .....



أولاً: تعامل مع شبه مستحيلات
 مشكلة المشاكل بالنسبة للعالم العربي في المدى المنظور من المستقبل (عشر إلى عشرين سنة) وفي مجال السلامة القومية (تحصيل وتحصين أسباب الأمن، والقوة على تنوع مجالاتها) هي العلاقة مع الامبراطورية الأميركية وإدارتها باستنارة وكفاءة وسط شبه مستحيلات أربعة، تبدو كأنها أضلاع صندوق مغلق!




نعم هي مقاربة للاخر بما تعنيه آخريته بمقابل الذات .. مقاربة تمتهن بحرفية بالغة تناول الراهن بآفاق واسعة من التبصر لتأوله وفق معطياته الاصلية والذاتية .. لتكشف مدى انزواء الذات بمقابل هذا الاخر ... ولكن لو قسنا الامر بحيز آخر .. اي بنوع من تجاوز للراهن وللعقل اليومي -على ما أشرت في مداخلتي الاولى في هذا الشريط - هل من الممكن الحكم بوجود آخر امام هذه الذات التي تصهر الاخر بذاتها وتتجاوزه ليكون لا آخر ؟؟ هل من الممكن لاسباب ذاتية وموضوعية طال زمانها او قصر ان تتبدل تلك الذات .. او ان التأجيل وأجندة الاولويات التي تحتم اسلوب معين من التعاطي الراهن .. وفقا للراهن .. هل من الممكن ان تقضي او تبدل ذلك الجوهر المؤسس والظاهر ..- الذي حتى أميركا "جهاز الدولة" نفسه .. لم يبدله ...- هل من الممكن ان ينظر واقعا وفعلا للاخر وفق النظرة المتعارفة والتقليدية له .. على اعتبار انه آخر ؟؟؟ لا اعلم .... ولكن من خلال هذه المقاربة قد يتبدى لنا شئ ...







ضلعه الأول: صعوبة إقامة صداقة حقيقية مع الامبراطورية الأميركية، لأن تلك فرصة أفلتت من زمن طويل، ونظريا فإن هذه الفرصة تبدت لها احتمالات ممكنة سنة 1945 لكن هذه الاحتمالات تبددت عمليا سنة 1948، (بالتحديد بعد الحرب العربية الإسرائيلية الأولى).






طبعا الكلام لا يزال باعتبار الذات العربية بعلاقتها بالاخر ... وايضا وفق ما ذكرت من اعتبار الراهن ... ويلفتني بهذا الاطار كلمة قالها بطرس غالي في مقابلة مع احمد منصور على الجزيرة :"ان اسرائيل هي ولاية اميركية .. فهل من الممكن ان تحارب اميركا؟؟" .. هذا يعني ان القياس ما بين العرب وبين اسرائيل بمقابل اميركا .. قد يحتاج الى نوع من التدقيق .. ولا اظن هنا انني محتاج لاعادة ما سبق من كلام في هذا الشريط .. فالبدء الاميركي -وعذرا على العودة دوما الى التاريخ .. ولكنه هو منظار الحاضر والمستقبل في مقاربة هذا الكيان غير المتناهي بشئ - هو بدء قائم على الاقصاء اولا .. اقصاء للبشر .. بل وحتى اقصاء لجميع التعريفات التي قال بها الفلاسفة في معالجتهم للحرب .. فالحرب الاميركية هي حرب جديدة بكل ما للكلمة من معنى .. اذ ليست مرضا مدنيا .. كما وليست نزاع بين الاضداد .. اضافة الى انها ليست فضيلة .. وليست صيد .. وليست علاقة دولة باخرى وفق اي تحديد ... انها مقياس جديد .. انها حرب تنزع الاقليم من ذاكرة الساكن الاصلي بعمومه -ولا اعني به الهندي الاحمر فحسب - بعد ان تنزعه هو منها .. او بقائه فيها بشكل موصى عليه من اميركا .. اي تكون اميركا هي الوصية عليه فيها .. ويكون مسخر للاله الاميركي وفق هذا الاعتبار ... من هنا ... فوفق منطق الراهن يصح ان نصف انفسنا بمنطق الصداقة والعداء مع اميركا .. ولكن وفق المقاربة التاريخية المحضة .. اميركا كيان لا يقبل الصداقة كما لا يقبل العداء .. فالاخر بالنسبة اليها مفقود .. لا وجود له ...





اتابع لعد قليل

دمتم بخير
03-26-2005, 03:46 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #42
اميركا برأيكم .. ما هي ؟؟
متابعة ..



والضلع الثاني: خطورة الدخول في عداء مطلق مع الامبراطورية الأميركية، لأن هذه الدرجة من العداء تصل بحركة الأشياء إلى الصدام العنيف، وذلك تحدٍ لا تستطيع الأمة احتماله، فهو في هذه اللحظة وللزمن المرئي يفوق طاقتها أو يتعدى مواردها.




طبعا سأتجاوز الاشارة الى منطق الراهن في مقاربتي .. فلا اظن من داع للتذكير به دوما .. وسأتجاوز اجمالا الا ان دعت الضرورة .. الاشارة الينا كعرب بمقابل اميركا .. لاتحدث بتعميم اكبر .. لاسأل .. هل من امكانية لاحد الدخول في عداء مطلق مع أميركا؟؟ بالحقيقة هذا التساؤل يقود الى جواب ذي شقين .. الاول باعتبار وجود آخر وفق منطق الراهن .. الثاني باعتبار انعدام القدرة لوجود آخر وفق النظرة العامة الاميركية ..

بهذا وعلى الاول .. اي على اعتبار وجود آخر وفق منطق الراهن .. اين هو .. او اين هي الامة التي فعلا وواقعا تستطيع ان تتشكل كعداء مطلق لاميركا وفق وجهة النظر التي ساقها استاذنا الكبير؟؟ خصوصا وان أخذنا بعين الاعتبار قوله "لآن هذه الدرجة من العداء تصل بحركة الاشياء الى الصدام العنيف".. ؟؟ ان كان الامر .. ان أميركا لا تحتمل اي عداء .. والامر هو كذلك ... فمن اين نشأت هذه الحساسية غير المألوفة لدى اميركا من مفهوم العداء؟ ..

ثم وبتفضل استاذنا الكبير بالقول :"ذلك تحد لا تستطيع الامة احتماله، فهو في هذه اللحظة وللزمن المرئي يفوق طاقتها او يتعدى مواردها".. فهو ينتهي الى نتيجة واضحة المعالم للحالة العربية .. ولن اتطرق الى مفهوم الامة .. وان كان يصح بعد ان نطلق على العرب هذه اللفظة الا مسامحة .. ولكن هذا الكلام يشعر بذاته وكنهه الى احتمالية وجود عداء لاميركا .. واظن ان مناقشة هذا الطرح يقودنا مباشرة الى النقطة الثانية ..

الثاني : شكلت اميركا منذ وجودها ثورة رافضة للبدء وللوطن وللمكان ... فبدئهاالذي كان نزعا لبدء الساكن الاصلي .. حمل بعمقه نزعا لبدئها هي .. فبدئها كان تجسيدا للروح المتفوقة الاوروبية .. وكان ينتشر ويستشري بحالة من الحبور التام من قبل اوروبا .. فقد شكلت اميركا حينها التطبيق العملي للنظرة القائلة بتفوق العنصر الاوروبي .. وشكلت ايضا -على ما مر- الطريق الاول لتفشي ظاهرة اوربة العالم .. من هنا .. فالاقصاء الاميركي الذي حل .. لعب دور البذرة في تكوين تلك الذات .. فبدأت تأمل بنوع من الاستقلالية .. وهذه الاستقلالية لا تكون الا بنزع البدء .. بدئها هي .. بدئها الاوروبي .. فبدلا من ان تكون جنديا "يؤرب العالم" - من الاوربة - فلتكن ذاتا مستقلة "تؤمرك هذا العالم" .. من هنا كان رفضها للبدء .. اي رفضها للمهد الذي نشأت منه .. ثم رفضها للوطن .. الوطن يحمل بذاته معاني الارض والتاريخ والامتداد .. واميركا لم يكن لها هذا يوما .. فالوطن لم يكن لها .. بل للهندي الاحمر .. وهي سلبته اياه .. فجذور الوطن لا امتداد له بذاكرتها الجمعية الضاربة في القدم .. فهي طارئة .. اما الحديث عن الوطن الاصلي لها .. فيسحبها رأسا الى اوروبا .. اي يجعلها تابعة .. وهنا كان الرفض لمفهوم الوطن .. ومن ثم نأتي الى المكان ... المكان يحمل بذاته معنى الـ "ما كان" .. اي هو بعمقه له امتداد تاريخي .. يتشكل وفقها ووفق عناصر اخرى كهوية .. فهي التبشير التي قصده فرديريك نيتشة بقوله "ان الصحاري قد اهتزت وربت ، فتعسا لمن كانوا للصحاري يحجبون" .. اعود بالرد الى كلمة رددت بها على مداخلة للعزيزة مريم وهي بما معناها : هل يصح ان نصف ابليس بالشرير ؟؟ الجواب من وجهة نظري .. كلا لا يصح .. لان لفظ ابليس وحده يعني الشر -وفق المنظومات التي تؤمن بوجوده- وبالتالي .. ان وصفنا ابليس واقعا بالشر .. يطرأ علينا نوع من التفصيل ما بين ماهيته وذاته .. اي ان هناك ابليس وهناك شر قائم كجوهر مستقل تلبس به ابليس .. وهو خلاف الاصل .. فكلما تبادر اسم ابليس الى الذهن .. انصرف الذهن الى معنى الشر .. وبالتالي لا يصح الوصف ... وهنا نعود الى السؤال بوجه آخر ... هل يصح ان نصف اميركا بالعداء .. لا يمكن لانها ذاتا وواقعا عداء مستحكم لكل ما ليس هي .. لا بمعنى الاخر بمقابل الذات .. فهي قد كرست الارض بما عليها كذات لها اقصى ما تحتاجه الارض وفق تكريسها هذا هو اعادة الترتيب لا اكثر .. وعليه يأتي سؤال اخر .. هل من الممكن ان تأتي لحظة من الزمن يمكن لاي وجود ان يتمكن بطاقته وموارده العداء لاميركا؟؟ -ولا اتحدث هنا عن "الامة" العربية .. فقد زالت .. ولم يبق لها من وجود فعلي .. - .. الجواب ..باختصار .. ان اميركا اليوم اشبه بالاسفنجة من جانب واحد .. اذ لها قابلية غير محدودة للامتصاص .. ولا قابلية بتاتا لها لاخراج ما امتصته الا وفق ما تريد .. انها بطريقة او باخرى ثقب اسود كوني انزوع بالارض .. لا يمكن لوجود ان يقاس بها او يضادها ..


اتابع بعد قليل ..

دمتم بخير



03-26-2005, 04:46 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #43
اميركا برأيكم .. ما هي ؟؟
تحياتي


(متابعة)




والضلع الثالث: منزلق الاندفاع إلى النهاية في مثل هذا العداء بدون حد، لأن ذلك يصل بأصحابه إلى حالة من الكراهية العاجزة، تضرهم بأكثر مما تصيب غيرهم، وتلك وصفة فشل أكثر منها بشرى نجاح.



شاهدت البارحة فيلم The God Father III .. ولفتني فيه حكمة قالها "مايك كورليوني" لابن اخيه وخليفته :"لا تكره اعداءك .. فكرهك لهم يؤثر على قرارك اتجاههم" .. نعم هو المنطق الاميركي باجلى صوره .. فاميركا من طبيعتها التوسع والتمدد .. وليس من طبيعة غيرها .. العرب على وجه التحديد الا الكراهية .. ارشاد ما بعده ارشاد توجه به الحبر محمد حسنين هيكل اتجاه العرب .. وهو بالتالي منزلق لا نهاية له .. ولا امكانية بتاتا لان يكون فعال بازاء اي عدو .. فكيف ان كان هذا العداء بازاء اميركا




والضلع الرابع: استحالة الصبر إذا تَوَهَّم العرب أن بإمكانهم تجاهل الامبراطورية الأميركية وتركها لعوامل الزمن تعريها وتكسر شوكتها، كما حدث لامبراطوريات سبقتها، لأن وزن الحقائق لا يسمح بمثل هذا التجاهل، فالواقع الراهن له أحكامه وانتظار الظنون فرض يصعب اعتماده للتصرف الآني مع وجود الامبراطورية الأميركية بسطوتها وبأسها في قلب العالم العربي بطلبه مرة أو بطلبها مرات!
والشاهد أن الأوضاع العربية الآن تحمل أصداء ذلك الأسى المضغوط في عبارة مأثورة عن الرئيس المكسيكي الأسبق <<فارجاس>> (أوائل الثلاثينيات) حين سُئِلَ وبلاده غارقة في المشاكل عن: <<حقيقة أزمة المكسيك!>> وأطرق الرجل لحظة يفكر ثم قال مكررا السؤال:
<<أزمة المكسيك>>؟!:
ثم أضاف جوابه:
<<أزمتها أنها قريبة جدا بحدودها من الولايات المتحدة بعيدة جدا بروحها عن الله>>.
وذلك جار على أحوال كل الدول العربية اليوم: <<قريبة جدا إلى درجة الالتصاق من الامبرطورية الأميركية بعيدة جدا إلى درجة الانفصام عن أي عقل وفعل!>>.



الاشكالية التي قد تبرز هنا هي في متعلق البيان التالي :"استحالة الصبر اذا توهم العرب ان بامكانهم تجاهل الامبراطورية الاميركية وتركها لعوامل الزمن تعريها وتكسر شوكتها، كما حدث لامبراطوريات سبقتها" .. وهنا يطرح السؤال : هل يصح نسبة اميركا لغيرها؟؟ او بمعنى اخر .. هل من الممكن ان يعرض على اميركا ما عرض على غيرها من تبدلات؟؟

حقيقة هو سؤال استشرافي نوعا ما .. ويحتاج الى دراسات تفصيلية .. ولكن لا بأس من مقاربته من وجهتين .. الوجهة الاولى : هل يصح قياس اميركا ببقية الامبراطوريات ؟؟ وهل من الممكن اعتبار اميركا حلقة في سلسلة التاريخ وتنتهي .. هذا فضلا عن اعتبارها دولة كسائر الدول تسعى لمصالحها الخاصة؟؟

الجواب ... لا اعلم ان كان قياس اميركا ببقية الامبراطوريات يصح ... ولكنني لا اظن ... ذكرت فيما سبق .. ولن اكرر باسلوب مطول .. ان الامبراطوريات القائمة في التاريخ .. كانت تمارس الفتح بنتيجة انتفاخها الحضاري من جهة .. او على اعتبار انها كانت على شفير انفجار حضاري من جهة ثانية .. هذا اضافة الى كون الحرب التي شنتها تلك الامبراطوريات .. كانت تصدق عليها احدى التعريفات التقليدية لمفهوم الحرب .. هذا طبعا بشكل تقريبي الماحي ... ولكن هل اميركا كذلك ؟؟ هل ابتدأت اميركا الحرب على الساكن الاصلي من انتفاخ حضاري في ذاتها البدئية؟؟ هل كانت ذاتها البدئية على شفير انفجار حضاري عند شنها الحرب على الاصليين؟؟ هل يصح ان نسم حروب اميركا وفق اي التحديدات المتعارفة للحرب ؟؟ .. الجواب على الثلاثة .. كلا .. لن اتطرق بالاسهاب في السؤالين الاولين .. ولكن لا بأس من الاشارة السريعة في جواب الثالث ... هل حرب اميركا هي "مواصلة للسياسة بوسائل اخرى".؟؟. تصدق عليها واكثر .. هل هي فضيلة بالمعنى المايكيافللي ؟؟ تصدق عليها واكثر .. هل هي مرض مدني على ما يذهب افلاطون؟؟ ربما قد تصدق عليها واكثر .. هل هي صيد كما عند ارسطو؟؟ تصدق عليها واكثر ... هل هي .. وهل هي ؟؟؟ الخ .... كل هذا يصدق عليها ويبقى جزءا غير معرف في ذاتها .. اذ ان حربها اكبر واكثر ... ما هي اذن الحرب عند اميركا ؟؟؟ انها ببساطة حرب لنزع الاقليمية من ذهن الساكن الاصلي بعمومه .. محكومة بالتبرؤ من البدء والوطن والمكان لانهم يساوون التبعية في عرفها ..


من هنا قد يصح طرح سؤال آخر ... على افتراض وجود عقل ما في الامة العربية .. وهو الكلام المتقدم من الاستاذ الكبير هيكل :"... قريبة جدا الى درجة الالتصاق من الامبراطورية الاميركية بعيدة جدا الى درجة الانفصال عن اي عقل وفعل" .. هل من الممكن حينها التعاطي بنوع من الندية مع اميركا او حربها ؟؟؟ ... حربها وفق ما هي عليه وما نحن عليه الان .. يؤدي بما لا يختلف عليه اثنان الى نتيجة ظاهرة بوضوحها ... اما بفرض المحال لو كانت الامة العربية او غيرها بغير هذه الحال .. بمعنى انها كانت تتمتع بالعقل والفعل والقوة .. واميركا كذلك .. فالنتيجة ستكون طبعا ظاهرة باعتبارها حربا .. حرب باردة كانت او مستعرة .. ولكن حالة العداء ستكون مستشرية .. وما الاتحاد السوفياتي والحرب الباردة الا شاهدا على ما اقول ... اما اعتبار الندية .. فهل هي ممكنة؟؟ ربما هي كذلك من جهة اي كان فيما سوى اميركا ... اما اميركا التي تقصي بحق حتى جهاز الدولة فيها امام قوة الحرب الممتدة .. امام هذه الاسفنجة الماصة .. امام هذه البوتقة الصاهرة .. امام كل ذلك التاريخ الباني لذاتها وفق محض ذاتها .. فالندية لديها امر غير موجود في القاموس .. فهي ورثته واعادة قولبته وفقها من الروح الفوقية الاوروبية .. تلك الروح التي انتشت بولادة العالم الجديد .. تلك الروح التي شرعنت ابادة ملايين البشر من الهنود الحمر واعتبرت ابادتهم مجرد حوادث تأملية في روح التاريخ .. هذه الروح الفوقية التي لا تقبل بآخر او ند .. هي التي ولدت اميركا .. وهي ذاتها الروح التي اعادت اميركا صياغتها من جديد لتتناسب مع رفضها البدئية .. هذه الروح لا تقبل الند مطلقا .. فالاخر ان اعترفت بوجود آخر اصلا .. هو في مصاف التسخير والاستغلال .. او في مصاف التصفية والاقصاء .. هي روحها .. روح التاريخ الجديد وفقها ..



اتابع بعد قليل

دمتم بخير


03-26-2005, 10:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #44
اميركا برأيكم .. ما هي ؟؟
تحياتي

(متابعة)



وهكذا فإن علاقة العرب بالولايات المتحدة الأميركية شبه مأساة إغريقية، ولو تُركت للمصادفات لانتهت بالدم قتلا أو انتحارا للبطل وكلاهما في الشأن السياسي محظور، لأن مهمة السياسة في العصور الحديثة وفي كل العصور أن تمنع المأساة، وتربط الصلة بين الإرادة والتاريخ!
ومؤدى ذلك أن العلاقات العربية الأميركية صراع لا يصح أن يُترك وشأنه وإنما يلزم إدارته.. يُدار بالرشد، مع الوعي بأنه سوف يطول ويشتد ويزداد خشونة وقساوة.






"مهمة السياسة في العصور الحديثة وفي كل العصور ان تمنع المأساة، وتربط الصلة بين الارادة والتاريخ"؟؟ او بمعنى آخر .. هل ما جر في كل العصور السابقة يصح سحبه على العصور الحديثة بحسب فرضه؟؟ لا اظن ... فما يتوجب منه منع المأساة غير موجود .. فاذن المأساة الضريبة قد حلت ... هذا طبعا عند الاخذ بالمفاهيم السالفة .. واذا اضفنا الى هذا نا وصف به هيغل العقل السياسي .. لخرج معنا ان عين المأساة علينا هو ذاته مهمة السياسة التي قصدها هيكل .. ثم لو قسنا الامر باعتبار اميركا هل يصح ان نعتبر وجود اي نوع من انواع مهام السياسة التي افترضها هيكل في كلامه السابق .. فالحرب باميركا ما عادت هي الحرب .. بل باتت ماهية خاصة لاميركا .. ان تعير المفاهيم بات لا يلزم باسقاط ما مضى على ما هو حاضر بسبب الاختلاف الظاهر .. فاميركا مهمتها المأساة .. اي بمعنى آخر قد تجاوزت بقبالة الاخر - ان صح ان اقول ان هناك آخر في وجهة النظر الاميركية - مفاهيم الحرية .. وقوة العالم الموضوعي ... لم يبق الحال هو الحال .. فهي الحرية .. وهي قوة العالم الموضوعي .. ولم يبق للاخر - بالمسامحة طبعا - الا الانتحار ..

وهنا يأتي سؤال آخر ... هل يصح ان نسم العلاقة الرابطة بين اميركا .. والعرب على وجه التحديد بـ "... صراع لا يصح ان يترك وشأنه وانما يلزم ادارته"؟؟ .. طبعا بظرفنا الحالي الجواب واضح ... ولكن على فرض وجود الادارة والعقل والقدرة ... هل يصح؟؟ ان اخذنا "مهمة السياسة" التي ساقها استاذنا هيكل باعتبارها حرب .. نعم قد يصح .. ولكن ان اخذناها باي معنى مغاير .. ابدا لا يمكن .. فالصراع المفترض مع اميركا لا يقبل الا الحرب الشاملة .. ولو ان النتيجة معروفة سلفا ... فالكيان الحضاري الممتد الممتص المتحول المتحرك كأميركا لا يقبل التوقف ولا يقبل التناقض .. واذا اضفنا اليه قدراته غير المتناهية لخرج معنا انها تذيب الاخر في ذاتها لتؤطره وفق ما تشاء ... بما يعني ان الحديث عن صراع مع اميركا ... يمكن بطريقة ما ان يوصف بانعدام الدقة ..


يتبع


دمتم بخير
03-27-2005, 04:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ماهي الدوله العربية الأصلح للعيش والأسوأ برأيكم؟؟ ليبراليه وبس 44 12,868 12-20-2008, 04:55 PM
آخر رد: تمارة
  من سينتصر اميركا ام ايران الحر 19 3,580 02-28-2007, 12:30 PM
آخر رد: حسان المعري
  اهم وادق تحليل سياسي لدور ايران في المنطقة وتواطؤها مع اميركا journalist 2 890 01-13-2007, 05:14 PM
آخر رد: journalist
  إيران أم اميركا ؟؟ فلسطيني كنعاني 32 5,502 09-09-2006, 02:00 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  هل يكره العرب و المسلمون اليهود و اميركا اكثر مما يحبون اولادهم؟ Logikal 10 1,782 08-20-2006, 03:33 AM
آخر رد: The Godfather

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS