{myadvertisements[zone_1]}
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم ..
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #1
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم ..
تحياتي للجميع

قد ينظر الى الصابئة المندائيون كاحد الفرق والديانات التي لم تأخذ حقها تاريخيا من قبل الباحثين، ولا من اصحاب الديانات واربابها وعلمائها.. واذا اردنا ان ننظر اليهم لتعددت فيهم الوجهات والاراء ابتداء من تسميتهم وصولا الى عقائدهم ومن ثم شعائرهم العبادية .. ولما كان المقام هنا لا يسمح بكثير من الاطناب احببت ان الفت من خلال هذا الشريط الى وجهين فيما خصهم.. الوجه الاول يتمثل بنظرة المسلمين لهم، على اعتبار الموضوع الذي افتتحه الزميل امام عادل، ومن بعده نظرتهم هم انفسهم الى عقائدهم وديانتهم .. ولكن قبل البدء قد تجدر الاشارة ان بحث علماء المسلمين في امرهم وامر غيرهم من الفرق، كانت تدور مدار موضوع الجزية.. فهل تؤخذ منهم الجزية باعتبارهم من اهل الكتاب ام لا..

بذا، فان الناظر الى القران يخرج بنتيجة اولية واضحة ان الصابئة المندائيين هم من الفرق التي تؤمن بالله واليوم الاخر (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من ؟آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).. وان لم يكونوا كذلك -من وجهة النظر الاسلامية- فلا معنى لذكرهم بهذا السياق في هذه الاية ..

بهذا... فالمتبادر الاولي انهم كذلك .. ولكن ما يعرض في كتب الفقه والحديث لدى المسلمين يترك في اختلافه حولهم مظنة ان لا يكونوا كذلك .. ومن هذا الاختلاف اورد جزءا يسيرا:

1- "السامرة والصابئون: الصابئة طائفة من النصارى، والسامرة من اليهود وينظر فيهم، فام خالفوا اليهود والنصارى في اصول دينهم وفروعه فليسوا منهم، ولا يقرون على الجزية ولا تستباح مناكحهم ولا تؤكل ذبائحهم.. واما اذا وافقوا اليهود والنصارة في اصول دينهم وفروعه، منهم كاهل الكتاب.. وان وافقوا اليهود والنصارى في الاصول وخالفوهم في الفروع فهم كاهل الكتاب.. واذا وافقوهم في الفروع وخالفوهم في الاصول فهم كاهل الاوثان .. واذا اشكل امرهم.. فيقرون بالجزية حقنا للدماء ولا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم.. وعند ابن ابي هريرة : انهم من نسل السامري وقد اعتزلوا اليهود فهم من بني اسرائيل تجري عليهم احكامهم في الذبح والمناكحة. وقال الاصطخري : ان الصابئة يؤمنون بان الكواكب السبعة آلهة وافتى فيهم القاهر بقتلهم، واستدفعوا القتل ببذل مال كثير .. فهم كاهل الاوثان " المجوع في شرح المهذب 21171

2- "والخامسة ان يكون المعقود معه من اهل الكتاب كاليهودي والنصراني من العرب والعجم الذين لم يعلم دخولهم في ذلك الدين بعد نسخه لاصل اهل الكتاب وقد قال تعالى [COLOR=Blue](والذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية الاقناع في حل الفاظ ابي شجاع. 1447

3- "المخالفون للمسلمين في العقيدة ثلاثة انواع :
الاول: لا كتاب سماوي ولا شبهة كتاب .. وهؤلاء هم عباد الاوثان ... ومن عبدة الاوثان الصابئة، وهم الذين يعبدون الكواكب، ومن فهم ان مناكهم حلال فهم ان لهم كتابا يؤمنون به"

تفصيل الفقه على المذاهب الاربعة 4 83

وفي تفسير الاية التي مرت يذكر الطبري في تفسيره :" والصابئون جمع صابئ، وهو المستحدث سوى دينه، كالمرتد من اهل الاسلام عن دينه، وكل خارج من دين كان عليه الى آخر تسميه العرب صابئا، يقال منه : صبأ فلان يصبأ صبأ.. ويقال : صبأت النجوم اذ طلعت ..
واختلف اهل التأويل فيمن بلزمه هذا الاسم من اهل الملل فقال بعضهم: يلزم ذلك كل من خرج من دين الى غير دين.. وقالوا : الذين عنى الله بهذا الاسم قوم لا دين لهم. وذكر من قال ذلك : قال
"

وهناك الكثير غيره في المتون .. على كل حال، وبعد هذا العرض يبرز لدينا اشكال البحث في وجه تسميتهم بالصابئة .. وسأؤجل الحديث فيه .,. مع محاولة للاستدلال الفقهي في مدار النظرة الاسلامية لهم .. من بعدها سأتطرق الى ديانتهم وعقيدتهم وشعائرهم العبادية كما يرونها ويعلنون عنها بانفسهم .. وماهية علاقتهم بالمسيحية من وجهة نظرهم ..

للحديث تتمة


وشكرا
01-22-2005, 01:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Logos غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 77
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #2
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم ..
تحياتي لك يا Gramsci

تسجيل حضور و متابعة للموصوع،،،

و دمتم بخير :aplaudit:
01-22-2005, 04:15 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #3
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم ..
الاختلاف ينبثق من تسمية الصابئين عندما أرجع عموم المفسرين هذه التسمية الى اللغة العربية، وما يراه العرب في أصل الجذر المهموز لكلمة ( صبأ ) بمعنى الخروج من حال الى حال آخر ، وهو الأسهل والبائن لأنه يعتمد على اللغة مع أن كل الأديان التي ذُكرت تسمياتها في الآيات المشار اليها لم يعتمد القرآن تسميتهم فيها على أساس الفعل لغويا، بل بمدلولهم المعتمد أي بالتسمية المعروفين بها إنتساباً أو صفةً . وقياساً تكون ( الصابئون ) تسمية لقـوم معروفين بهذه التسمية أصلآً. وإن كانت التسمية لغوية فهي إنما تنطبق على( ال ذين آمنوا ، والذين هادوا، والذين أشركوا) بسبب إستخدام كلمة " الذين " وإردافها بالفعل المعتمد لبيان الحال. والفعل لا يشكل ديانة بل أنــه يشـير الى عمليّــة، والعملية تنتهي بإنتهاء فعـلها فإن صبأ الصابئون ، كما فسرت لغة ،أي تحولوا، فـإلى ماذا تحولوا ؟ ومـا هي تسميتهم بعد التحول؟ أم أنهم جمدوا على حال الصبوءة! ولو سلمنا جدلاً بأن الصابئين من الفعل صبأ بمعنى تحول فأن السؤال يكون من ماذا والى ماذا هذا التحول ؟ ولو سلمنا مرة أخرى بأن كل من يتحول في ديانته الى ديانة أخرى يكون قد صبأ فهو صابئ وهو إذاً من الصابئين لأصبح من تحول ودخل الديانة اليهودية صابئيا ، والذين غيروا ديانتهم اليهودية ودخلوا المسيحية صابــئين والذين دخلوا في ديـــانة الدعوة المحمدية صابئين ! ً أن إطلاق قريش على النبي محمد لفظة صابئ بمعنى أنه خرج عن دينهم، فذلك الخروج يمكن أن يفسر على أنه نحو الحالة الأصح : هذا الصابئ، و لقد جاءنا بدين الصابئين. إذن هو دين في كتابه وشرائعه وطقوسه وأنبيائه وأتباعه التي يمكن أن ينظر فيها جميعا لإستنباط الحكم الشرعي. فكيف يترك كل هذا لينصب الأمر على تعريف واشتقاق لغوي ينظر له البعض من زاوية ما يعرف ويترك- لأنه يجهل- زاوية الأصل الآرامي للكلمة( صبا ) والذي يعني إصطبغ أو تعمد أو إغتسل وهي من التسميات التي عرفوا بها الصابة المغتسلة . ثم أن المعنى اللغوي للفعل ( صبأ ) بمعنى خرج ومال وحاد هو نفس مــعنى كلمة حنيف ومنها ( الأحناف ) والتي مصدرها (حنف ) بمعنى مال وحاد وهي مستخدمة في اللغة بهذا المعنى أكثر من كلمة صبأ، ومع ذلك فأن الكلمتين يعطيان المعنى نفسه فلماذا يـُدخل اليهما من مدخلين مختلفين !



وبالنظر في التفسيرات المعتمدة للآيات المذكورة نجد أنها ، فيما يتعلق بالصابئين ، ظلت أسيرة عدم التحديد الدقيق بسبب عدم مثول أتباع هذه الديانة في منظور أغلب المفسرين وعدم المعرفة بحالهم وحقيقة دينهم وإعتقادهم فكان أن لجأوا الى الظن والأعتماد على السمع ومن ثم النقل . وليس أدل على ذلك مما جاء بكتاب " تفسير القرآن العظيم " للإمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى سنة 774 هـ في تفسيره الآية ( 62 ) من سورة البقرة التي يرد فيها ذكر الصابئين حيث يبدأ : " أما الصابئين فقد اُختلف فيهم .. " ويبقى هذا الإختلاف والتناقض قائما في كل ما أورده عنهم . ويظهر عدم إتفاق المفسرين بشأن الصابئين من خلال تعدد وصفهم ، ومن ذاك: " طائفة من المجوس ، عبدة الملائكة ، عبدة الكواكب ، يعبدون الشمس ويصلون اليها خمس مرات في اليوم ، بين اليهود والنصارى يقرون بالله ويقرأون الزبور ويعبدون الملائكة ويصلون الى الكعبة ، قد أخذوا من كل دين شيئا ، إن أصل دينهم هو دين نوح ، أنهم الذين لا دين لهم ، أنهم من أهل الكتاب فقد أخذت منهم الجزية التي لا يجوز أخذها الاّ من أهل الكتاب ، أنهم موحدون توحيدا صريحا بدليل ما ذكروا به في القرآن الكريم ". فهل أُختلف في أي من الديانات الأخرى مثل هذا الإختلاف؟



وإختلاف المفسرين يقع أيضاً بشأن " الذين آمنوا " في الآيات المذكورة أصلاً ، إن كان المقصود بهم من آمن بدعوة إبراهيم وبقوا موحدين ، أم خصوص الذين صدقوا وآمنوا بدعوة محمد تمييزا لهم عن الذين لم يآمنوا، وهكذا بقي وصفهم بالقرآن دائماً " يا أيها الذين آمنوا.." ، فإن كانوا هؤلاء فهم معلومون . كما أن "الذين هادوا " وهم اليهود فأن معرفتهم وتعريفهم لا يتطلب جهدا واختلافا ذلك أنهم قائمون في بيئة نزول القرآن. "والنصارى" قائمون أيضا بكثرتهم في بلاد العالم وما جاور الجزيرة العربية وتخومها . و " المجوس" محددون بأمتهم ووجودهم القائم في بلاد فار س بما لا يقبل التأويل وعدم المعرفة . و " الذين أشركوا " وهؤلاء من لا يقع ضمن من ذكروا وكان اشراكهم بالله ماثلا بالأوثان والأصنام .. نقول أن كل من ذكر بالآيات الثلاث معروف بشكل محدد تماما، أما الصابئون فإن بيئتهم الثابتة تأريخيا هي جنوب العراق ، وإن كان لهم وجود في فلسطين فإن ذلك الوجود كان قد هاجر ، حسبما يروى، الى العراق أيضا قبل ما يزيد عن 500 عاما من دعوة النبي محمد . ومع ذلك فإن شمولية القرآن وتشخيصه وتحديده للديانات القائمة والمعتمدة قد أشارت اليهم إشارة صريحة وبدلالة محددة ، وإن ورود ذكرهم في آيات مدنية إشارة الى أنهم باقون في عهد النبي محمد والى ما بعد هجرته من مكة . فماذا نفهم من هذه الإشارة المحددة ؟



أولا- أن للصابئين ديانة، بل هي واحدة من الديانات المعروفة والمُعلـَّمـَة ، ولذلك يورد ذكرها في الآيتين من سورتي البقرة والمائدة مع الأديان الثلاثة المعروفة الأخرى ، وفي آية ثالثة مع الأمم الخمس بإضافة أمة المجوس ، والذين أشركوا .

ثانيا- إن الصابئين أمة ذات شأن إستوجب أن يذكرها الله ويشير اليها جنبا الى جنب مع الأمم الكبيرة المعروفة. ولو لم تكن كذلك لما إستحقت ذلك الذكر وبالتسمية المحددة .

ثالثا- إبتعاد ديانة الصابئين عن المجوسية ذلك أن الله قد أفرد ذكر المجوس بشكل منفصل في سورة الحج ، كما أن إستخدام " واو العطف " بين كل فئة وأخرى يفيد، لغة ً ، للمغايرة قطعاً.

رابعا- إبتعاد ديانة الصابئين عن الشرك أيضا ، ذلك أن الله أفرد ذكر " الذين أشركوا " بشكل منفصل أيضا في سورة الحج ، ومعلوم أن عبادة الأصنام والأجرام والملائكة وكل ما هو غير الله هي من الشرك الذي أبعد الله الصابئين عنه في هذه السورة .

خامسا- إن ذكر الصابئين في سورتي البقرة والمائدة مع الديانات الثلاث وهي المعروفة بتوحيدها يدلل بما لا يقبل الشك بأن للصابئين ديانة موحدة أيضا ، ولذلك فإن الله يَعـِد في هذين الآيتين الجميع بوعده ويُلزم قيام الجميع بما حدده والذي أعتبر ، تأسيسا على ما جاء بهذين الآيتين، أنه مقومات الدين القويم .

سادسا- كرر الله في آيتين وخص بهما الديانات الأربعة بما فيها ديانة الصابئين ، أما في الآية التي أورد ذكر الجميع فيها أي "المجوس" بما معروف من إشراك في المجوسية ، " والذين أشركوا " وعبدوا ما هو غير الله ، فلم يذكر فيها وعدا ، بل أشار الى أنه يفصل بينهم . وبالتالي فقد سمى البعض الآيتين بآيتي الوعد، أما الآية الأخرى فأسموها آية الفصل. والفرق بيّن ومعلوم بين الوعد والفصل.

سابعا- لم يذكر القرآن هذه الأديان الاّ لأنها قائمة وموجودة وليست منقرضة ، ذلك أن الكثير من الأحداث والأقوام وعباداتها ومسمياتها كانت قائمة قبل الحالة الموجودة والباقية للأديان المذكورة ولكن لم يتم ذكرها أو الإشارة اليها ، وحجب الله فيها أي تفصيل وأشار بأنه هو وحده الذي يعلم أمر ذلك .









يكون ذكر الصابئين في القرآن إذاً مرجع إعتماد وتخصيص إفـراد وإظهــار وجـــود وإسناد ما يزال

ماثلاً، بقدرة الله ، في وجودهم طائفة حية في العراق وإيران تأريخا، وبقية بلدان العالم اليوم امتدادا.

وبعد، فإن ما ذُكر ذكراً بيناً إن فُهم فهماً هيناً فلا حاجة لمحاجة ، فالصابئون- شأن جميع من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً- " لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ". هذا أمـــر الله فيهم ولا شك أن من خالف أو يخالف ذلك إنما هو أمام معصية الله في تشريعه و حكمه.








الآية 62 من سورة البقرة ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصرى والصبئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .

الآية 17 من سورة الحج ( أن الذين آمنوا والذين هادوا والصبئين والنصرى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيمة إن الله على كل شئ شهيد ) .

الآية 69 من سورة المائدة ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصبئون والنصرى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).



إن هذه الآيات وردت في سور مدنية ، أي أن نزولها كان بعد هجرة النبي الى المدينة ، مما يعني أنه لم يحصل نسخ للآيات ، كما يعني أن الأديان المشار اليها مازالت موجودة وباقية في زمن النبي بما إقتضى الذكر والتنويه تحسباً لما سيشرّع و يُسن بشأن أتباع هذه الديانات ، ومن ذاك أخذ الجزية من أهل الكتاب جميعاً الذين لم يدخلوا في الديانة التي دعا اليها النبي " الإسلام " كحل لعدم إلزامهم بذلك . وكان الصابئون ممن أخذت منهم الجزية كما تشير الى ذلك كل المراجع وكتب الخراج .



01-22-2005, 06:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #4
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم ..
الفاضل Logos (f)

شكرا لمرورك الكريم


عودا على الموضوع في سبب تسميتهم.. بالواقع ان السبب في اطلاق التسمية يمكن حصره اجمالا وفق محورين.. الاول : وهو المشهور اجمالا، ويذهب الى ان معنى "صبأ" اي ترك .. ومنها ان مشركي العرب كانوا ينعتون محمد بـ"الصابئ"... ومنها ايضا حينما ارسل محمد خالد بن الوليد في غزوة .. فصاح القوم به "صبأنا، صبأنا" وهم يقصدون اي "اسلمنا، اسلمنا" ففهمها خالد انهم مصرون على الكفر فاعمل السيف فيهم .. وهنا اظن ان الامر يعالج وفق طرق عديدة .. اتخذ منها واحدا وربما اثنين .. فمعنى "صبأ" اذ ترك .. لا بد له من نسبة ما تصرف الذهن الى هذا المعنى، وهنا يكون البحث .. فلربما وبسبب علاقة العرب مع اليهود والمسيحيين في الجزيرة العربية وغيرها من المناطق التي كانت قوافلهم تذهب اليها .. قد تم تناول الصابئة باعتبارهم احد الفرق التي انشقت عن اليهودية او المسيحية واستقلت بديانتها الخاصة .. وعليه تبلور هذا المصطلح باعتبار الترك .. وهو امر قد نجد له اصل في معتقدات المندائيين انفسهم.. وكذا في بعض الاحاديث الاسلامية -ومنها ما قد اوردت سالفا- .. وهنا عند الاخذ بانهم وفق هذا التقدير من فرق اليهودية او المسيحية يجعلهم من اهل الكتاب (ولي عودة لمعالجة مفهوم الكتاب بشكل فيه نوع من التفصيل- .. هذا اولا ..

وثانيا وهو رأي الصابئة في تسميتهم، حيث يذكرون ان تسميتهم بالصابئة هي غريبة عنهم .. فهم يطلقون على انفسهم اسم "مندايي" - وتعني بالارامية "العارف"- ويحيلون امر تسميتهم بالصابئة الى الاقوام التي عاشت حولهم.. وهم بذلك يردون امر هذه التسمية الى شعارهم الرئيسي المرتكز على الارتماس بالماء الجاري .. وهذه الممارسة لديهم تسمى يـ"مصبته" اي التعميد .. ما يرجح ان تسميتهم انما هي مأخوذة من الفعل "صبا" الارامي .. اي الارتماس ..

هذا من ناحية الاسم .. اما من ناحية نظرة المسلمين لهم -وقد قدمت حزءا يسيرا مما في كتب المسلمين حولهم- يثار اول ما يثار حولهم السؤال : هل هم من اهل الكتاب -بحيث قد تؤخذ منهم الجزية- ام لا؟؟

وهنا تطرح اسئلة اخرى من مثل: ما المراد من الكتاب الذي ورد مرارا في القران؟ ثم هل يشمل هذا "الكتاب" كافة الديانات المعبر عنها بالاية (كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق) ام انه يختص باليهود و"النصارى" -بحسب تعبير نصه-؟؟ ثم وعند الشك في ان الصابئة هم من اهل الكتاب فهل يصح اجراء حكم من له شبهة كتاب فيهم كالمجوس في يعض الموارد؟ ثم هل يمكن الاخذ بدعواهم من باب الزامهم بما الزمةا به انفسهم؟ .. واسئلة اخرى ايضا قد تثار حولهم اجيب عليها بعد آن ..

للحديث تتمة

وشكرا
01-22-2005, 07:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #5
الصابئة "المندائيون" حقيقنهم الدينية، ونظرة الاسلام لهم ..
الفاضل arfan (f)


شكرا لمشاركتك .. ولو انني كنت افضل الانتهاء من حديثي كي اتفرغ للنقاش .. على كل حال اهلا بك ..

تفضلت بالقول



اتفق معك بجزء مما ورد في مقدمة كلامك .. ولكن على اعتبار ما تقول من ان (الذين هادوا .....)
ومنهم الصابئة لا تعبر عن ديانة بل تعبر عن فعل .. اسأل فعل التهود هذا او التنصر على ماذا يدل؟؟ يدل على فعل ينبثق من ذات العبادة وهي التطبيق الفعلي لمفهوم العبادة من حيث الواقع .. وعليه فان الامر يدور مدار مظنة الفعل المقرون بمفهوم العبادة وهو ايضا ما ذكرته من انه الفعل لبيان الحال .. فالحال هو التلبس بالامر، لا مجرد الفعل .. وكذلك ان اضفنا الى هذا معنى العطف والسياق لخرجنا بان الصابئة هم فرقة اخرى تدل عليها الضميمة في الاية .. وحالهم كحال اليهود والنصارى ..

اما السؤال الاخر الذي تطرحه باعتبار ما هي حالهم بعد التحول فهو ولتسمح لي مبني على اسس غير ثابتة فهو آخذ بعين الاعتبار مفهوم ما قد ورد من بعض الاحاديث الاسلامية حولهم.. وهو امر لاحق لعصر محمد بعقود ان لم اقل بقرون .. بهذا يمكن ان تأخذ بعين الاعتبار ذلك التعليل الذي اوردته في مداخلتي السابقة من اعتبار ان اصل علاقة اللفظ بالمعنى انما هو اصل منقول بنسبة كبيرة ومشترك بنسبة معينة .. اما اعتباره منقول .. وهو الذي تذهب اليه ومعناه التحول فهو يؤكد وجود فرقة اسمها "الصابئة" كانت تنسب الى اليهود او "النصارى" تركت معتقدها واسست لنفسها ديانة ثانية -بوجود نبي او بانعدام وجود نبي لا يعنيني لان هذا ليس هو المورد- بهذا لصق مفهوم الترك بمعنى اللفظ "صبأ" باعتباره منقولا وتم هجر المعنى الاول "مندايي" الذي يراه اهل هذه الديانة كاسم فعلي لهم .. واما المشترك فهو بمعنى انه قد اخذ معنى التحول ولم يغادر معناه الاول المدلل على تلك الفرقة .. بهذا فيصح معنى الاية التي ذكرت بحيث انها بسياقها ودلالاتها انما تشير الى طبيعة فعل ما ناتج عن ديانة ومفهوم عبادي لدى الجميع .. اما ما قد تذكره من اتن معاجم اللغة والاحاديث وما الى هنالك قد خصصت معنى "صبأ" بمعنى ترك وتحول .. فاقول لك معيدا .. ان هذا اللفظ قد اخذ هذا المعنى باعتبار علاقة الاشتراك والنقل ربما بسبب علاقة اليهود والنصارى بالعرب .. فاتخذ معنى التحول هذا .. وادلل على كلامي مع ما اوردت هنا .. بمجموعة من الاحاديث الاسلامية الذاهبة الى حد اخذ شهادة اليهود والنصارى في حال الصابئة هل هم من اهل الكتاب ام لا .. يعني الامر يدور مدار المشترك والمنقول في اللفظ لا اكثر .. ولا محل لاعتراضك هذا ..


اما لبالنسبة لموضوع الايات والروايات .. فها انا اعالجها ولم انته بعد ..

دمت بخير وشكرا


01-22-2005, 07:27 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حقيقة ظاهرة الصراعات الدينية في العالم...؟! زحل بن شمسين 5 1,264 06-12-2013, 07:13 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  الثقافة الدينية المصرية هي عينها لدى المسلمين و الاقباط! الزول سالم 1 722 03-21-2012, 02:04 AM
آخر رد: الحوت الأبيض
  ما "اختلسه" القران من الكتاب المقدس لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة 89 28,354 10-23-2011, 12:11 AM
آخر رد: لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة
  سقوط رواية سن السيدة عائشة "زواجها والبناء بها" بالضربة القاضية zaidgalal 315 93,464 10-24-2010, 08:37 PM
آخر رد: طريف سردست
  ماذا تستنتج من هذه الإحصائيات الدينية مؤمن مصلح 1 887 09-06-2010, 07:52 AM
آخر رد: THE OCEAN

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS