Jupiter
عضو رائد
المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
|
الفرض العلمي في التاريخ ينتقل الى علم النفس الإجتماعي
التاريخ ملئ بالنظريات التفسيرية والفروض العلمية ,لكن ليس هناك سوى منهج واحد هو المنهج الوثائقي الذي يعتمد فيه المؤرخ على الاثار والنصوص واللقى ويقوم بتمحيصها ونقدها نقدا داخليا باطنيا ونقدا خارجيا. وهو منهج يقوم بدراسة كافة المؤشرات التي يستفاد منها والوثائق التي تعطي معلومات عن الماضي والتاريخ .
من بين تلك الفروض التي لاحظها المؤرخون : الطاعة العمياء التي تقود الجنود الالمان لارتكاب حماقات جنونية في الحرب العالمية الثانية وكان المؤرخون يبدون أستغرابهم من هذا الانقياد الاعمى والطاعة السلبية التي تناقض البديهي من إنسانية الانسان .
وقد قادت هذة المشكلة باحث في علم النفس الاجتماعي هو مليغرام الى أختبار فرض المؤرخين حول الطاعة ووضع سؤالا يحدد مشكلة البحث مفاده هو كيف يقوم الناس بإطاعة مصادر السلطة رغم ان الاوامر تتناقض مع مبادئهم ومسلّماتهم .
اقتباس:السؤال كان نقطة إنطلاق دراسات الطاعة التي قام بها ميلغرام والتي طغت شهرتها في أمريكا واوروبا على أي دراسة اُخرى , وكان المفحوصين من مهن مختلفة أتو للمشاركة بعد إطلاعهم على إعلان عن تجربة جديدة تجرى في قسم علم النفس بجامعة ييل , وبعد أن يصل المفحوص ويستقبله ميلغرام بقميصه المختبري الأبيض , ويُقدمه لمفحوص آخر ( وهو في الحقيقة ليس مفحوصاً بل متعاون مع ميلغرام ) يشرح لهما أن هذه التجربة تتطلب أن يكوم أحدهما بدور " المُعلم " وأن يقوم الآخر بدور "المُتعلم " الذي مهمته تعلم الربط بين قائمتين من الكلمات , ثم يطلب كل منهما أن يأخذ ورقة مطوية ستدد الدور الذي سيقوم به . يأخذ المفحوص ( المتعاون ) ورقته ويقرأها قائلاً أنه حصل على دور المتعلم ( والحقيقة أنه الدور المحدد للمتعاون دائماً ) , بينما المفحوص الحقيقي دوره دائماً المُعلم , ويشرح ميلغرام بعد ذلك طريقة التجربة , وهي أن يوجه المعلم صدمة كهربائية كلما أخطأ المتعلم , بحيث تزيد قوة الصدمة مع كل خطأ , بادئاً بصدمة قوتها 15 فولت ثم 30 ثم 45 حتى تصل إلى 450 فولت . ويُطلب ميلغرام من المعلم أن يجرب الإحساس بصدمة كهربائية خفيفة ( 45 فولت ) , ثم يضع مليغرام مرهماً على معصم المتعلم ويربط عليه قطباً كهربائياً ويقود المُعلم إلى مولد كهربائي به عدة أزرار كُتب عليها عبارات تبين قوة الصدمات المرتبطة بها مثل : "صدمة خفيفة" " صدمة قوية جداً" , وهكذا حتى تصل إلى علامة خطر الوفاة XXX تحت الأزرار الدالة على قوة الصدمة من 435 إلى 450 فولت .
وتبدأ مهمة التعليم المزعومة , وكلما أخطأ المتعلم طلب مليغرام من المعلم أن يوجه للمتعلم الصدمة المفروض توجيهها , وعندما يضغط المعلم على أحد الأزرار فإنه يرى ضوءاً ويسمع صوت تلاحم الأقطاب الكهربائية , وكلما تقدم في قوة الصدمة تزداد قوة هذا الضوء والأصوات , كما ويبدأ بسماع تعبيرات الألم الصادرة من المتعلم , وإذا تردد المُعلم في توجيه الصدمة الأعلى من السابقة يقوم مليغرام بترديد عبارات مثل " التجربة تتطلب منك المواصلة " أو أرجوا أن تواصل " أو " إنه من الضروري جداً أن تواصل " , ويبدأ المعلم بسماع تعبيرات ألم شديدة وخوف صادرة من المتعلم عندما تصل قوة الصدمة الموجهة إلى 80 فولت , ثم عبارات رجاء بوقف التجربة أو الشكوى من أزمة قلبية حادة وغيرها من إستجابات الألم الشديدة , حتى إذا وصلت الصدمة إلى درجة عالية توقف المتعلم عن أي إستجابة ( وكأنما أصابه الإغماء أو إيحاءاً بالوفاة ) . وبالطبع المتعلم ماهو إلى ممثل بارع , ويساعده في ذلك متطلبات الموقف .
ماهي توقعاتك عن درجة الصدمة التي كان المفحوص ( المعلم ) على استعداد لتوجيهها للمتعلم ؟ ... قد تتوقع أن الغالبية سيتوقفون قبل أن يوجهوا صدمة بقوة 70 فولت , ربما لأنك جربت الصدمة التي قوتها 45 فولت , وقد كان هذا رأي 110 خبير مختلفي التخصصات في السلوك البشري , ولقد أجابوا بأن الإنسان الطبيعي والسليم لن يصل إلى توجيه صدمة بقوة 450 فولت مهما كانت الضروف . وتوقعوا بأن 10% فقط سيوجهون صدمة بقوة 180 فولت .
كيف كانت النتائج ؟!
لقد كانت فاجعة .حيث أن المفحوصين أقدموا على توجيه صدمات كهربائية للمتعلم أقوى بكثير مما توقعه الخبراء المحايدين , وبينت النتائج أن الجميع أطاعوا ميلغرام في توجيه صدمات بلغت قوتها 195 إلى 240 فولت , وأن حوالي 86% منهم أطاعوه حتى فئة الصدمات التي تتراوح قوتها بين 255 و 300 فولت , وأن 65% منهم لم يكن لديهم مانع من طاعة مليغرام في توجيه صدمات كهربائية بلغت قوتها 435 إلى 450 فولت .
ولقد اُعيدت التجربة في دول اوروبية عديدة وكذلك في الاردن , وأتفقت نتائجها مع نتاج تجربة مليغرام في امريكا .
ليست هذه النتيجة فقط , بل إن الجميع عدى شخص واحد نادم , ذكروا بعد التجربة بأنهم لم يكن لديهم أي مشكلة في المشاركة ( أي لم يندموا على ما قاموا به بتاتاً ) .http://www.7loo.com/vb/showthread.php?p=138748#post138748
|
|
03-25-2005, 06:16 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Jupiter
عضو رائد
المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
|
الفرض العلمي في التاريخ ينتقل الى علم النفس الإجتماعي
اسحاق ..
أشكرك على بعد نظرك ...
تقول :
اقتباس:ولولا الأديان لظل الإنسان علي الصورة التي وضحت في التجربة0
ولكن التجربة تعطي أرقى ما توصل اليه الانسان من طريقة للوصول الى الحقائق .وهي تقول ان هذه العينة من المجتمع البشري تقوم بإطاعة السلطة حتى لو كان طلبها غير طبيعي . وهذا يعني ان كلام الدين -مع احترامي لك- "لا شئ ". بجوار المعرفة العلمية التي اوضحتها التجربة . ولو كان الدين حقيقيا لكنا رأينا الفتوحات العلمية تاتي من لدن رجال الدين .
العزيز Arab Horizon
اقتباس:في تقديري أن التكييف الأيدولوجي هو العامل الأكثر تأثير لإذعان العسكر للسلطه...
أشكرك على بصيرتك النافذة في قولك "التكييف الايدولوجي"
ولكن الموضوع لايتعلق بالعسكر ان التجربة موجهة الى بني البشر كلهم وهي تدرس "الإنسان" عموما .
العزيز Al gadeer
أشكرك على هذا الإهتمام بالموضوع الذي يعطي إنطباعا بسعة الافق ...
تقول
[QUOTE]فإن هذا الامر لا يحتاج الى تجربة، [/
QUOTE]
أنت تعرف سنن العلم .فإذا كان الأمر معروفا معرفة عامة فإن العلم لايكتفي بذلك بل هو يشك شكا تعلمه من ديكارت وكان من نتائج هذا الشك هو اجراء التجربة التي أثبتت بحياد صدق "الفرض"
|
|
04-09-2005, 02:47 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|