(08-15-2010, 01:28 PM)JustineG كتب: عزيزي الرحباني ..
أنت تقول أنك تتحدث عن الخير كفضيلة لكن مثالك عن المصلحه لا الفضيلة .
عزيزي ، المثال الذي طرحته مجرد تشبيه لمسألة الخير والشر من خلال المنافع والمضارّ فقط ، وهذا لا يعني أن الخير هو ما ينفعني فقط .. أو ما ارتبط بالمنفعة بشكل عام ، وإلا لأصبحت المسألة براجماتية نفعية ..
(08-15-2010, 01:28 PM)JustineG كتب: الخير والشر هي ( فلسفة) لشيئين متناقضين موجودة لدى كل الناس لأن الذهن غالبا ما يكون بداخله الفكره ونقيضها مرتبطة ببعضهما البعض،، فتستطيع ان تسمي الخير والشر موجب وسالب يمين ويسار أو أي شي. لكن الخير والشر شيئان نسبيان .. فمثلا في اوروبا من الخير أن يترك الابن والبنت أحرارا يعتمدوا على أنفسهم بعد سن السادسة عشرة مثلا .. أما عند الشرق فلا هذا قد يعتبر شرا يؤدي بالابناء الى الانحراف ووو إلى آخره. هنا الخير يقاس بحسب ظروف كل مجتمع والخلفيات الثقافية التي تربى عليها وترسخت لديه.
ما دليلك على أن الخير والشر عبارة عن فلسفة ؟ ثم كيف تقول أنها موجودة عند كل الناس بينما يوجد من يقول أنه لا وجود حقيقي للخير والشر ؟
والموجب والسالب ليسا متناقضين تماماً ، فيوجد في الطبيعة ما هو متعادل الشحنة ( كالنيوترون مثلاً ) ، واليمين واليسار عبارة عن إتجاهات لا تعني التناقض ؛ فهناك اليمين واليسار والأعلى والأسفل والأمام والخلف ، هذه ست إتجاهات لا تؤدي بالضرورة إلى التناقض فيما بينها .. الأمثلة التي أوردتها لا تخدم تصوّرك جيداً عن فكرة الخير والشر ..
ومثالك عن أوروبا والشرق فهو لا يتحدّث عن الخير والشر بذاتهما ، بل يتحدثان عن عادات إجتماعية متوارثة عند كليهما ولا تعني بالضرورة إرتباطهما بالخير وبالشر .. تقديم القهوة للضيوف عند العرب مثلاً ليس خيراً ، بدليل أنه قد يأتيك ضيف تكرهه ومع ذلك تقدّم له القهوة .. فكيف إذاً تقدّم الخير لمن لا تحبّه ؟؟
لا علاقة للخير والشر بظروف المجتمع والتربية والخلفيات الثقافية له .. في الحقيقة ، لا يعلم الخير والشر إلا الله تعالى .. وأما نحن فنحن نسير بالظنون على ما نظن أنه خير وما نظن أنه شر ، ومع ذلك لا تصيب معنا الحسابات الظنيّة دائماً ..
(08-15-2010, 01:28 PM)JustineG كتب: أما عن سؤالك عن الخير والشر هل أثبتا علميا أو لا ؟ فأنا أقول لك لست متأكدا ..لكن قد تم عمل بعض التجارب على بعض الناس حيث جعلوهم يفعلون اشياء يعتقدون انها خيرا كالصدق مثلا أو تقديم مساعدة فوجدوا أنه عند فعل مثل هذه الأشياء هناك أجزاء من الدماغ -تضئ- أو يتغير نشاطها عند فعل مثل هذه الأشياء فالانسان مرتبطة لديه هذه المعاني بالدماغ .
يا عزيزي ، أي نشاط عصبي في الدماغ ترصده أجهزة العلماء ، و هذه الأنشطة تتراوح ما بين العامل الحركي والعامل النفسي والعامل الخارجي ، وربما عدة عوامل أخرى .. وبالتالي فلا يمكن التأكيد على وجود المعاني المعنوية بصيغة مادية كهربائية في الدماغ العضوي المادي .. ولا يمكن رصد (الخير) أو (الشر) عن طريق الأجهزة تلك !!
لا يمكن أن يكون تقديم المساعدة للمحتاج عبارة عن شارة كهربائية في الدماغ !! ولا يمكن أن يكون الصدق عبارة عن إشارة كهربائية أخرى ولكن بقوة مختلفة عن قوة شارة مساعدة المحتاج !! هذا غير منطقي ولا عقلاني ..
(08-15-2010, 01:28 PM)JustineG كتب: لكن على كل حال الخير والشر هي فلسفة كما قلت تنتشر بين الناس كل حسب ثقافته. فهما ليسا ك( الله) لديهما يدان أو وجه كما يقول القرآن .. بل هما ثقافة.
اليدان والوجه للإله تعبيرات مجازية لا تعني الوجود الحقيقي العضوي لهما .. اليهود قالت : (يد الله مغلولة) ، فهل هم رأوا يده لكي يقولوا أنها مغلولة ؟؟ بالطبع لا ، ولكنه تعبير مجازي ليس إلا .. وهذا الأسلوب في التعبير يعرفه العرب .
(08-15-2010, 01:28 PM)JustineG كتب: الله لا أعلم ماهي كينونته لكن يظل في أذهان المسيحيين بأن الانسان خلق على هيئة الله وعند المسلمين الله له صفات ، وفي نفس الوقت ليس كمثله شي. فهو شئ سوف يراه المؤمنون في الآخرة وليس شيئا معنويا كالخير والشر. فماهو هذا الشئ وكيف وجد.؟
التصور المسيحي عن الله مأخوذ عن التصور اليهودي المأخوذ أساساً عن التصور اليوناني لزيوس وآلهته ، فاليونان هم أول من قال بأن الآلهة تشبه البشر وخلقت البشر على صورتها ، بدليل رسمهم ونحتهم تماثيل الآلهة على صور بشرية ..
وأما صفات الله عند المسلمين فهي صفات معنوية وليست صفات مادية محسوسة بالحواس ، الله كيان أخلاقي معنوي وليس مادي ، ضمائرنا ومشاعرنا وأحاسيسنا هي صورة مصغّرة عن الله الكامل معنوياً وأخلاقياُ : (ونفخت فيه من روحي) ، الله لا يُعرَف إلا بالأخلاق ، ويتم التعامل معه من خلال الأخلاق .. (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ، ولكنه ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) ، فهو يرى القلب وصفائه ونواياه الطيبة والخبيثة عندنا ، ويرى لأعمالنا التي انطلقت من نوايانا تلك .. هذا هو الله في القرآن .. وليس الله كما هو عند الفرق الإسلامية المشوهّة له ولصفاته .. ولهذا فالله ليس كمثله شيء في صفاته الأخلاقية وحتى المادية ، لأنه أصلاً ليس كياناً مادياً ..
وأما الرؤية في الآخرة فليست رؤية مادية ، القرآن يقول ( إلى ربها ناظرة) ، ولا يقصد بها نظرة العين للاشياء ، بل هي نظرة معنوية .. ألست تجد فتى وفتاة يسيران مع بعضهما ومتفاهمين وكل واحد منهما يساعد الآخر ، ألست تقول بأنهما (متحابّين) ؟؟ هذا الحب أنت رأيته بإحساسك وشعورك ، وليس بعينيك ..
العين ترى الوردة ، ولكنها لا ترى جمال الوردة .. شعورنا هو من يرى جمالها وروعتها ، وليست تلك العين المؤلفة من أعصاب وبؤبؤ وشبكية و و ...
الله هو كل المعنوي ، هو موجد المعنويات والأحاسيس فينا ، هو ذاته ..
(08-15-2010, 01:28 PM)JustineG كتب: سؤالي عن كيفية وجوده وأسئله أخرى لم أطرحها هنا بعد هي ليست أسئله أطرحها لأجد الإجابات والفوائد المنطقية ( على الرغم أني أعلم بان كلمة منطقيه هي متفاوته لدينا ) فقط. بل لأجد الانسجام مع نفسي ولأوزن نظرتي في الحياة على يقين يجعلني أستمتع ببقية عمري.
يا عزيزي ، أنا كل ما أحاوله هو أن اقدّم لك تصوّري ونظرتي للحياة والله والخير والشر ، والتي أعيش الآن فيها مطمئناً متوازناً وراضياً بحياتي .. وعلى يقين وبصيرة كما تودّ أن تكون ..
(08-15-2010, 01:28 PM)JustineG كتب: فلا تسألني يارعاك الله ( هذه شئ من ماتبقى من الإيمان لدي ) عن ماذا سأستفيد بل أجبني إن استطعت وإن لم يكن لديك إجابه فسأظل باحثا عن الاجابة لديك ولدى غيرك.
أنا لا أعترض عليك ، ولكن دائماً إجابة الاسئلة تؤدي لتوليد أسئلة أخرى ، أي أننا لن ننتهي – ولن تنتهي أنت أيضاً - من مسألة طرح الاسئلة .. فافرض لو أن كل أسئلتنا تمت الإجابة عليها وعرفناها .. ما فائدة تلك المعرفة إذاً ؟؟ وهل سيكون في الحياة ما يمتع أو يدفع للحياة فيها ؟؟ ستكون مللاً لا نهائياً ، فكل شيء معروف .. سنكون مثل من يقرأ القصة حتى نهايتها ثم يعيد قراءتها من الأول حتى نهايتها ، ثم يعيد قراءتها حتى نهايتها مرة ثالثة ورابعة و و ...
الحمد لله أن هناك أسئلة لا يتم الإجابة عليها لكي نستطيع من خلالها العيش بالرغم من وجود علامات الإستفهام المثيرة للتفكير والتي تثبت أيضاً عجزنا من أن نحيط بأي شيء علماً .. بل هي ماتدفعنا للمضي قدما للمعرفة أكثر وأكثر ، ولكن بحدود ما نستطيعه فقط .. وليس كل شيء نستطيعه نحن ..