بريك أين فهمت من مقال جان عزيز انه يدعوا لاستئصال مظاهرات درعا كما الزائدة الدودية؟؟؟؟
ها هو المقال بحرفيته قللي كيف فهمت منه ذلك و أين؟
يللا لنشوف
------------------------------------
تظاهرة درعا 2011، وزائدة الأسد 1983
جان عزيز
للمرة الأولى منذ أعوام، عاد قياديو فريق الأكثرية السابقة إلى تسقّط أخبار الوكالات لحظة بلحظة. للمرّة الأولى منذ أعوام، عاد للخبر العاجل بالنسبة إليهم، مقتضى العجلة، حتى لو كان عجالة صحافية، فكيف إذا كان المصدر «رويترز»، أو «وكالة الصحافة الفرنسية»: اشتباكات بين المتظاهرين وقوّات الأمن السورية في مدينة درعا جنوب سوريا. سقوط قتيل وجرحى. صاروا قتيلين؟ يكبر الترقب على الوجوه. كأنها أرقام فرز... انتخابي. بعد قليل سجل مؤشر آخر لا يقلّ أهمية: محطة «العربية» دخلت على خط الحدث: أربعة قتلى... والمصدر وسيلة إعلامية سعودية. صار للأمر نكهة أخرى. لقد صحّ الرهان، أو لقد بدأ يصح... أما قلنا لكم؟
يشرح بعض هؤلاء أبعاد لهفتهم: أولاً، المؤكد أن التظاهرات المذكورة تحمل دلالتين: خلفيّة «تحررية». وخلفيّة «مذهبيّة». ثانياً، لقد أصبح على الأرض دم. وهذا في حد ذاته يُعدّ مرحلة جديدة، لا بل ربما بلوغاً لنقطة اللاعودة. من هنا فصاعداً، انتقال التظاهرات بالعدوى والتقليد والتحريض... صار طبيعياً، أو حتى حتمياً. ثالثاً، في السياق الإقليمي الممتدّ من تونس إلى القاهرة فطرابلس الغرب، لا يمكن إلّا أن ينفتح الحدث الدمشقي المستجدّ على أفق التغيير. رابعاً، وبعد قرار مجلس الأمن المتعلق بليبيا، لجهة فرض الحظر الجوي والسماح بالتدخل العسكري الأممي، سقطت العصا الغليظة لأي قمع داخلي، لتصير اللعبة مفتوحة على قواعد المواجهة العددية والتنافسية الأكثرية والسلمية، تحت أعين المجتمع الدولي.
هذا كان رهاننا اللبناني منذ الثورة المصرية، يقول هؤلاء. يكادون يعترفون بلعبهم على الوتر المذهبيّ: كلّ ما حسبه الآخرون أخطاء وهفوات، سيتأكد الآن أنه كان تصميماً صائباً: أولاً، التوتير على خلفية «القهر السني» في بيروت، بدءاً بكلام دار الفتوى في 10شباط الماضي، وانتهاءً بطرح الصوت دفاعاً عن الطائف و«طائفيته».
ثانياً، فتح المعركة مع سلاح حزب الله من باب مواجهته على أنه قوة مذهبية، واستدراجه إلى ذلك.
ثالثاً، الانتقال الى «طرابلس الشام»، مع ما للتسمية من أبعادها، واستئناف الشرارة المذهبية من هناك.
رابعاً، استثمار خطأ واضح ارتكبه وئام وهاب، والنسج عليه، حتى استخدامه ذريعة مكشوفة ومفضوحة في عمليّة التعبئة والتحريض، وصولاً إلى توريط مؤسسات تربوية رسمية في طرابلس والشمال، ضمن عملية الشحن، في ظل شعارات ولافتات مرفوعة عمداً وقصداً، تتخطّى بما لا يقاس خطأ وهاب المرتكب عفواً.
خامساً، الدخول السعودي لقمع الانتفاضة الشيعية في البحرين، بنحو جبهي كامل، لا يراعي أي اعتبارات مذهبية.
كل ذلك يصبّ في تتويج هذه اللحظة، بحسب بعض مفكّري الأكثرية السابقة: ماذا ستفعل دمشق الآن، بعدما وصلت إليها أولى الشرارات، وفي ظلّ هذا الوضع، الموصوف في قراءتهم وتصوراتهم، كما سبق؟
يطمئن هؤلاء إلى التطورات الحكومية اللبنانية. يعتقدون أن نجيب ميقاتي لن يقدر بعد الآن على تأليف حكومة. تماماً كما تحداه سعد الدين الحريري في خلوة دار الفتوى. يومها، يقول مطلعون، إن رئيس الحكومة المستقيلة، قالها لرئيس الحكومة المكلف بكلمات «كبيرة» لكن بمعنى واضح: أتحدّاك أن تؤلّفها. اليوم صح تحدّيه، بحسب هؤلاء. أصبح ميقاتي بين أكثر من شاقوف، كلّ منها قادر وحده على أن يكون قاتلاً. واشنطن أسمعته كلامها مراراً. مباشرة عبر ابن شقيقه، ومداورة عبر رياض سلامه، حتى إن سفيرتها جاءت إليه مرتين، يقولون. في المرة الأولى قالت له بوضوح: هناك ستّ حقائب نريد فيها أسماء حيادية ومستقلّة، وراحت تعدّد: الدفاع، الداخلية، الخارجية، المالية، العدل، والاتصالات. لم تسمع جواباً، فذهبت وعادت بسقف أعلى: ثمّة أربع حقائب يهمّنا بقوّة أن نتشارك في تسمية شاغليها: الدفاع، الداخلية، العدل والاتصالات.
في المقابل، من جهة سوريا، تقول أوساط الأكثرية السابقة، لا يقل «شاقوف» ميقاتي خطورة عن شاقوفه الأميركي. تركوه شهراً وأكثر من دون أي إشارة أو مساعدة، ثم انهالوا عليه بلوائح اسمية ثقيلة، حتى إنه بات متأكداً بحسب هؤلاء، أن دمشق تريد الثلث المعطل في حكومته مع 11 اسماً موزعين على حصص الجميع. ولا يتردد هؤلاء في أن ينسبوا إلى ميقاتي قوله: هذه أسماء تصلح لحكومة عمر كرامي، لا لحكومتي... كل ذلك فيما الكلام الأوروبي تجاهه، وخصوصاً الفرنسي بحسب الآذاريين، يهمس بالنصائح وتحذيرات قطع العلاقات، الذي هو من نوع قطع الحكومات، تماماً كما علاقة الأرزاق بالأعناق.
يطمئن الأكثريون السابقون هذه الأيام، تماماً كما اطمأن بعضهم في مرحلة ما بعد الاجتياح الاسرائيلي سنة 1982، لسماعه خبراً عن دخول حافظ الأسد الى المستشفى لإجراء عملية الزائدة.