الأسد يقر بوجود فجوة بين مؤسسات دولته و بين المواطنين
من يقرأ خطاب السبت 16 نيسان و يتمعن به، لا بد و أن يقتنع انه يستخف بعقول المواطنين
يمكن تلخيص الخطاب بعدة كلمات
السرعة بالانجازات، الدعم الشعبي المنتظر، الفجوة بين المواطن و مؤسسات الدولة، ثم التواصل مع المواطنين
النقطة الاولى: السرعة واجبة
ـ بعد ما يقارب نصف قرن من حكم البعث كحزب واحد يدير الدولة، و بعد 11 سنة من حكم الوريث الثاني لدولة البعث، أصبحت السرعة ضرورية من اجل القيام بالإصلاحات و الإجراءات
اقتباس:".. وأردت أن نبدأ بأقصى سرعة بعد تشكيل الحكومة فكل يوم يمر هو يوم نستطيع أن نحقق فيه إنجازات كثيرة"
يبدوا انه أحس بالمسؤولية و بعد 11 سنة حكم، أصبحت العجلة ضرورية، لأنه ينقصه الكثير من الانجازات."
اقتباس:"العالم يتغير بسرعة وعلينا أن نسير بالسرعة نفسها لكي نتطور"
اقتباس:.." لا يمكن لأي حكومة تحقيق أي إنجاز إلا بدعم شعبي"
السجون لا تزال تمتلئ بمساجين الرأي، أي دعم شعبي هذا ينتظره و هو يزج بالسجون كل من يخالفه الرأي
اقتباس:"وقال الرئيس الأسد: بالنسبة للمواطنين فإن الحكومة الجديدة تعني دماء جديدة"
الكل يعرف كم وزير بقي من الحكومة السابقة، الأمر لا يختلف عن مجرد تغير للكراسي، فنظام و اسلوب الحكم لا يتغير بتغيير وزراءه، و كأن الوزير بيحل و بيربط
اقتباس:" لأن العالم يتغير بسرعة من حولنا وعلينا أن نسير بنفس السرعة لكي نستطيع أن نقول إننا نتطور."
السرعة أيضا
اقتباس:". عدا عن ذلك فنحن نعود للخلف فالعالم يتطور كل شهر وكل أسبوع وأحياناً في كل يوم"
قائد واحدة من الدول المتخلفة يعطي دروس عن كيفية التطور.
اقتباس:"إلا إذا كان هناك دعم شعبي".
ربما يحلم بدعم شعبي من المظاهرات التي تخرج بالسيارات الفخمة لتنادي " بالروح بالدم ....."
اقتباس:"إيجاد أقنية بين مؤسسات الدولة والمواطن وملء الفجوة بالثقة"
اقتباس:"وقال الرئيس الأسد: إنه ومن خلال اللقاءات الشعبية التي قمت بها الأسبوع الماضي لاحظت أن هناك فجوة بدأت تظهر بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين"
أخيرا فهم و لاحظ، بالعام الحادي عشر من حكمه، و اخيرا أقر عن وجود فجوة بين مؤسسات دولته و بين المواطنين....
لماذا إذا يحبه شعبه، و يفديه بروحه و دمه، و هو يلاحظ بنفسه، انه توجد فجوات بينه "بمؤسسات دولته" و بين المواطن
اقتباس: "ولابد من إغلاق هذه الفجوة ومن إيجاد أقنية بيننا وبين المواطنين تعمل باتجاهين.. نوسع هذه الأقنية ونكثفها.. نستطيع أن نملأ هذه الفجوة ولكن نملؤها بشيء وحيد هو الثقة.. ثقة المواطن بمؤسسات الدولة"
كيف يمكن للمواطن ان يثق بمؤسسات دولة تحكمه منذ نصف قرن، و يقر الرئيس أن هذا المواطن تفصله فجوات عن المؤسسات.
اقتباس:"وقال الرئيس الأسد.. هذه الثقة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال الشفافية الكاملة مع المواطن"
"ر.. عندما نكون شفافين مع المواطن ونقول له هذه هي الإمكانيات وهذه هي الحاجات أو التحديات عندها بكل تأكيد المواطن السوري واع وسيكون متفهماً أما عندما لا نشرح للمواطن ما الذي يحصل وما هي الأوضاع بتفاصيلها فكيف نطلب منه أن يتفهم الظروف إن لم يكن هو يعلم بها"
اي شفافية هذه و المواطن لا يرى سوى من خلال إعلام واحد و يعبر سوى عن طريق حزب واحد؟؟؟
المواطن البعيد عن مؤسسات الدولة هو شخص قاصر، يجب ان يقول له الرئيس القابع بقصر الشعب ما هي حاجاته؟؟؟؟
أليس هذا استخفاف بعقول الناس التي تحتاج لمن يشرح لها حتى تصبح متفهمة وواعية. يريد ان يسيطر على عقول الناس.
يريد ان يتواصل مع الناس، و يريد ان يفتح حوار و ينشأ أقنية بينه و بين المواطنين
اقتباس:"أنا أركز على هذه الأقنية لأن عدم وجود تواصل مع المواطن يخلق شعوراً بالإحباط ويخلق شعوراً بالغضب وخاصة عندما يكون هناك حاجات ضرورية وضمن إمكانيات الدولة ولا نقدمها له فعندها لن تكون النتائج جيدة".
اقتباس:".. نحن نريد أن نفتح حواراً موسعاً مع الجميع يعني أي شخص نلتقي به لابد أن لديه فكرة معينة أو شكوى معينة.. لابد أن نركز في حواراتنا الموسعة والمستمرة مع النقابات والمنظمات"
منذ قليل تحدث عن فجوات بين المواطن و بين مؤسسات الدولة، و بما أن هذه النقابات و المنظمات ـ منها حزب البعث الحاكم ـ هي جزء من المؤسسات.
كيف لها أن تمثل الشعب رغم الفجوات التي تفصل بينهما، و من لا ينطوي تحت لواء النقابات و المنظمات، يعني هل تروح عليه و لا يتحاور معه؟؟؟؟
اقتباس:"مناعة سورية الداخلية مرتبطة بالإصلاحات التي سنقوم بها وبحاجات المواطنين"
بعد 11 سنة يقر أن مناعة البلد مرتبطة بالأصـــــــــــــــــــــــــــــــلاحـــــــــــــــــات التي سيقومون بها، ماذا كانوا ينتظرون؟؟؟
هل كانوا بإنتظار المؤامرة حتى تبدأ الاصلاحات؟؟
و لا ننسى نظرية المؤامرة:
اقتباس:"وكما قلت في خطابي أمام مجلس الشعب هناك مكونات لهذه المرحلة.. هناك المؤامرة......"
اقتباس:"الإصلاحات طبعاً مهمة جداً والكثير من الإصلاحات لا تظهر نتائجها إلا متأخرة."
نذكر انه بخطابه السابق تحدث عن مشاريع الإصلاح النائمة منذ 2005، و عن الجدول الزمني اللازم للإصلاح، اليوم و بسبب المؤامرة، استيقظ ضميره، شكل وزارة جديدة "بدم جديد" و يأمل أن تتم الإصلاحات بسرعة صاروخية
اقتباس:"الحد الأقصى لإنجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل"
يبدوا انه فهم اخيرا أنه
اقتباس:" .. في القضايا التي تهم المواطنين وهي كثيرة ولا مجال لحصرها وتعدادها.. المواطن يريد عدالة.. يريد طرقاً.. يريد مياهاً.. يريد تنمية.. يريد صحة.. يريد تعليماً.. وغيرها من القضايا.. قررت أن أختار بعض النقاط كي اتحدث عنها.. لا شك أن البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا في سورية.. لدينا الكثير من الشباب العاطل عن العمل ولدينا نسبة تزايد سكاني عالية جداً نسبة حتى للدول العربية الأقل تقدماً من سورية.. عندما يشعر هذا الشباب بأن الأفق مسدود أمامه فربما يحبط ويصل إلى اليأس وربما يدفعه هذا اليأس للانقلاب على كل مفاهيمه العائلية أو حتى الاجتماعية والوطنية فلذلك هذا تحد ليس فقط اقتصادياً وانما هو تحد وطني مرتبط باستقرار سورية"
يقر و يعترف انه الشعب ينقصه الكثير و الكثير
بالله عليكم اذا:
لماذا ما يزال قابعا بقصر الشعب
ماذا عمل للشعب طيل سنوات حكمه و سنوات حكم أبيه
لماذا يحبه هذا الشعب الذي ينقصه .. الطرق.. المياه.. التنمية .. الصحة.. التعليم.. وغيرها .
و لا ننسى ما قاله بخطاب 31 آذار
خطاب بشار الأسد بعنوان : مؤامرة ـ فتنة و إصلاحات
اقتباس:"معظم الشعب السوري يدعو للإصلاح كلكم اصطلاحيون، معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلبى "
لو أقرت بهذا الكلام حكومة شرعية بأي بلد عنده قليل من الديموقراطية، لكانت مرفوقة مع قرار الاستقالة و التنحي لا محالة