الأصولية كما أراها ياطريف هي الإرتكاز علي أصل القيم والمبادئ التي دعت إليها كافة الأديان وليس فقط الإسلام، تلك الأصولية لا تنحرف عن التفكير المستقيم الذي يجعل العلماني والإخواني والمسلم والمسيحي والمؤمن والملحد أسوياء أمام القانون ونظام الدولة...فأنا أُعرّفها كما أشرت لك من قبل إلي مفهوم الأصل..وليس لي شأن بالأصولية المتعارف عليها لدي أكثر الاذهان بأنها رمز من رموز الإنحطاط والجمود والعُنف..فهذا التعريف لدي حقيقة لم أبحث فيه بما فيه الكفاية، ولكن أري أنه منتوج طبيعي لتعريفات عِدة نتجت عن صدمة الحداثة في العقل والتفكير الإسلامي..وأنا بطبعي وطريقة تفكيري لا أسلّم عقلي لألوان الغلو المعرفي الذي يجتاج بعضا من الإسلاميين والعلمانيين علي السواء..

تقول أن.."الفكر الغربي لايرفض كشف نواقصه والاعتراف بها وطرح حلول لها" ..في حين بعد مرور مئات الأعوام علي نشوء حضارة الغرب لم نراه يلتفت إلي أي فلسفة اجتماعية تؤصل للقيم والأخلاق بعيدا عن المادة..فهم يفتقدونها، لذا كان من الطبيعي أن تنشأ لدي الغرب ثقافة استهلاكية للفرد عرفت الحياة لديها في حريات أربعة" سياسية واقتصادية وفكرية وشخصية"..فأين الحيز الإجتماعي الذي يشغل العقل الغربي..لن تجده إلا في إطار اقتصادي..فمن الطبيعي إذا أن لا تجد خُلق الإيثار لديهم إلا للمصلحة..أما إيثار للإيثار فلن تجده ....

عزيزي حتي الإطار الإصلاحي لدي العقل الغربي مرتبط بخطوط الإنتاج وكيفية توفير الماة الخام والسوق الإستهلاكية بأي وسيلة حتي لو كانت بطريقة غير مشروعة، حتي لو ادي ذلك إلي احتلال شعوب وإراقة دماء..وأنا متأكد أن الحضارة الغربية لو كانت من ذوي الأديان والمدافعين عنها لفرضت دينها بالقوة، ومن لم يكن كاثوليكيا فلن يتمتع بالإمتيازات..

عندما قلت لك أنك تُركز فقط علي المعائب وتترك المثالب كان ذلك في إشارة مني لك بأنه خطأ من الأخطاء العقلية في الإستدلال ولم أكن أقصد الإنتقاص منك أو التهجم عليك..فرأيتك أكثر من مرة تُخرج الدليل من سياقه العام وتؤكده في سياق آخر..وهذا سيوحي للقارئ بنتيجة خاطئة وغير معبرة وربما تُحمّل محاورك ما يرفضه..