رابط الاغنية
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&hl=ar&v=J2OMC_TLaoA
أغنية شعبية فلسطينية تسخر من حكومة حماس وتنتقد العرب وطرفي الانقسام
2012-03-09
غزة ـ 'القدس العربي' ـ من أشرف الهور: كان صاحب احدى سيارات الأجرة بمدينة غزة فرحا حين أدار مفتاح مسجل عربته على أغنية جديدة تسخر من أزمة الكهرباء في القطاع والتي أطلقها مجدداً مغن شعبي، حيث تقول الأغنية التي جاءت في وقت تتضارب فيه الأنباء عن قرب حل هذه الأزمة التي نغصت حياة الغزيين 'يا هنية مرحبا غزة بدها كهربا، والغزاوي مستني وصابر بعد ثورة يناير، بدنا تفتحوا المعابر يا ثورتنا المصرية'.
ففي سيارة الأجرة التي يعاني مالكها كباقي السائقين من الحصول على وقود لضمان استمرار عمله، كان الركاب يستمعون لنشرة أخبار من إذاعة محلية، تحدثت عن آخر ما تم التوصل إليه من اتفاقيات بين مسؤولين من غزة وآخرين مصريين، لإعادة تزويد القطاع مجدداً بالوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء، قبل أن يقفل السائق الراديو، وينقل الركاب لسماع الأغنية عبر المسجل، في خطوة حاول من خلالها التعامل بشكل ساخر مع الأزمة، حيث تنتشر بين الغزيين في هذه الأيام العديد من النكات والتندرات على موضوع انقطاع الكهرباء.
ومن بين فقرات الأغنية الشعبية التي انتشرت بين الغزيين بسرعة فائقة، وسارع الكثيرون لتحميلها على ذاكرة هواتفهم النقالة، وتداولتها مواقع إخبارية كثيرة 'شو القصة يا هنية، الشعب صفا شعبين وبدل الحكومة حكومتين، اتدمرنا بعد الياسين وياسر أبو الكوفية'، يقصد مؤسس حماس أحمد ياسين، ومؤسس فتح ياسر عرفات.
وفي الأغنية التي يغنيها قاسم النجار وهو مطرب شعبي من الضفة الغربية 'شعبها (غزة) عايش في مآسي رايح ضحية سياسي (سياسة) لا كهربا ولا دراسي (دراسة) ومفشي بنية تحتية، شو القصة يا هنية، غزة بتحيا في الآلام وشعبها قرف (مل) الانقسام'.
وهذه هي آخر التذمرات من أزمة الكهرباء، إذ سبق وأن غنى شبان آخرون منتقدين بسخرية الأزمة، وقبل أيام أنتج أحدهم فيلما قصيرا أسماه 'حب في ظلام الشموع'.
ويعاني قطاع غزة من أزمة وقود خانقة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، دفعت بمحطة توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود لاطفاء مولداتها، وهو أمر أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن السكان يومياً لأكثر من 12 ساعة.
وطالبت الأزمة كذلك السيارات، وسببها منع السلطات الأمنية المصرية عمليات تهريب الوقود إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، ويجري وفد من شركة الكهرباء في غزة وسلطة الطاقة في هذه الأيام مباحثات مع المسؤولين المصريين لإنهاء الأزمة، وإدخال الوقود عن طريق المعابر الرسمية بدلاً من التهريب.
وتندر المغني الشعبي على شكل المعيشة في غزة، التي لا تخلو من الضوضاء الشديدة التي تسببها أصوات مولدات الكهرباء المنزلية، بغنائه 'العالم كله بيبات (ينام) بهداوة، وعلى صوت الماتورات (المولدات) بيناموا الغزاوية'.
وبات الحديث عن أزمة الكهرباء الشغل الشاغل لدى غالبية السكان من جنوب القطاع لشماله، خاصة في ظل تحذيرات المؤسسات الطبية والحقوقية من قرب وقوع كوارث صحية وبيئية وغذائية، بسبب هذه الأزمة.
وانتقدت بشكل قوي تعامل المسؤولين المصريين مع غزة خاصة بعد الثورة، وجاء فيها 'الغزاوي مستني وصابر من بعد ثورة يناير بدنا تفتحوا المعابر يا ثورتنا المصرية'.
وأثارت الأغنية كذلك قضية الضرائب التي تفرض على الغزيين، بقول المغني 'الناس ماتوا من السقعة، والطالب بيقرأ على الشمعة، وليش الضريبة مرتفعة، خفوا على الناس شوية، شو القصة يا هنية'، كذلك سخرت من فشل الحوارات بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام، 'وجاء فيها 'اسمعوا يا قيادات قضتوها حوارات اجتماعات وتصريحاته النتيجة هيه هيه'.
وذات المغني كان قد أطلق أغنية شعبية سابقة انتقد فيها حكومة الدكتور سلام فياض والوضع المعيشي الصعب وقانون الضريبة.
وقدمت ملف الفقر الذي يعصف بغالبية سكان القطاع بشكل ساخر جداً، إذ جاء فيها 'غزة بتعاني يا عمي، وما حد شبع اللقمة والي بيطبخ كيلو لحمة بيساوي حفلة شعبية'، وتندرت على خلافات حماس الداخلية التي ظهرت مؤخراً وجاء في أحد فقراتها 'الشعب صفا محتار كل يوم بيسمع أخبار بين المشعل والزهار في أزمة داخلية'.
واستمراراً لأزمة الكهرباء أكد أمس أحمد أبو العمرين مدير مركز المعلومات في سلطة الطاقة أن السلطات المصرية لم تدخل بعد أية كميات من الوقود إلى قطاع غزة لتشغيل محطة التوليد، نافياَ ما ذكرته تقارير بأن مصر ستدخل مليون لتر من الوقود للقطاع.
وقال ان سلطة الطاقة تنتظر تنفيذ مصر لوعودها، وأوضح في هذا السياق انه تم تجهيز نقطة تسليم في معبر رفح البري لاستلام أي كميات من الوقود المصري.
ويرفض المسؤولون في الحكومة المقالة بغزة إدخال الوقود المصري كما تريد بعض الجهات المصرية عن طريق معبر كرم أبو سالم التجاري الخاضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، ويطالبون بإدخال الوقود للقطاع من معبر رفح.