الأبنودي له قصيدة شعبية جميلة عن الشط ( شريط زراعي صغير شمال السويس ) أثناء حرب الإستنزاف على الجبهة المصرية ، عندما كنا نحارب الإسرائيليين بأذرعنا العارية و أغاني عبد الحليم حافظ و الأشعار ،و كراهيتنا للإستعمار ، هذا قبل ان تصبح الثورة العربية امريكية- قطرية !..
" مش كلهم هاجروا ..
فيه فلاحين لسه ..
بيحصدوا الغلة ..
تحت الهلاك "
لماذا تذكرت ذلك ؟.
لست ادري ..هل لأني أبحث عمن يحصد الغلة تحت الهلاك ؟ .
إلى هؤلاء على قلتهم .
أعيد طرح هذا الشريط كمدخل مناسب و عقلاني لتقييم الثورات العربية .
المصرية و التونسية .
في إنتظار خروج الثورة السورية من شرنقة الألم إلى نور التجربة .

يا عزيزي بهجت

ربما لن تجد بضاعتك عند متشائم مثلي

كا ما نتمناه الان هو نتجمد هذه البيضة التي في طور " الخداج" ، لن يسمح لنا الواقع بالتكلم عن انجازات وغاية منانا ان لا نتدهور اكثر
ربما لم يحالفني الحظ بردود سابقة ولو انها متشائمة عن التوصيف الذي ذكرته سابقا وحرفيا

(ما اعنيه ان فترة الاستقلال حملت معها بذور حياة حضارية ثقافية سياسية وكانت قابلة للنمو غير ان العسكر قطعوا عنها الماء ، وما نحاوله الان هو اعادة زرع تلك البذور مع فارق وجود بذور " الهالوكة" معها والهالوكة هو نبات طفيلي ذو لحية يتغذى على النباتات الصالحة )

فاصبحت الهالوكة هي الواقع ، وما عداها لا يؤخذ على محمل الجد ، والاوطان هي حقل تجارب لا اكثر من البسطار في الاسفل الي اللحية في الاعلى ، وحقوق كثيرة باسم الديمقراطية ستذبح من وريدها الي وريدها واولها حقوق المرأة والتي بانت نية الثورات باهدارها في معقل المدنية تونس ، ومصر وهذا شيء مخيف ان يصبح منصب رئيس الجمهورية في موقع الابتذال فما معنى ان يتجاوز عدد المرشحين اكثر من 200 مرشح ؟ في بلد تعود على مركزية الرأس وهيبته ، فحتى في ام الديموقراطيات امريكا لا تسمح بهذا الابتذال ، ستكون طاسة وضائعة ، وشعب تفاجأ بريئس يهرب ولا يملك برنامج صباح اليوم التالي فاخذ يحتلم باهداف ذات اثر رجعي ، واقتصاد يتهاوى وجوع قادم لا محالة

ربما تجد ضالتك عزيزي بهجت عند المتفائلين اما انا فقد اعلنت التشاؤم منذ ان اعلن مبارك تسليم سلطاته لنائبه ورفض الثوريون ذلك .

جعفر علي .
أعدت طرح هذا الشريط يا صديقي لأني وجدت ان الزملاء هنا ، بل و حتى في الفضاء الإعلامي المصري يتحدثون عن ظاهرة لم يحاولوا معرفتها ، و لم يتم تعريفها يطلقون عليها ثورة ،و لكنها ليست ثورة بالمعنى العلمي التاريخي ، قد تكون أهم من أي ثورة ، و لكنها ليست ثورة دون إعادة تعريف واسعة لمعنى الثورة .!
إذا نحن في مشكلة اصطلاحية ، لن يمكن التقددم دون حلها .
نحن نطلق مسميات غربية تحديدا على ظواهر محلية فنسقط في خطأ النموذج .
في المداخلة الأولى سنجد نموذجا إجتماعيا اجتهدت فيه ( ثورة - انتفاضة -شيء بلا مسمى بعد ) و خرجت منه بتوقعات ، هذا في 5/5/2011 ،،وقوة النظرية تكمن في قدرتها التفسيرية و صحة توقعاتها كما نعرف . أتمنى ان يراجع أحد تلك التوقعات و يقارنها بما حدث في الواقع بعد حوالي 10أشهر ، أليس غريبا ان تتطابق تلك التوقعات مع ما حدث ؟. الغريب ان احدا لا يلتفت إلى ذلك بل مازال الجميع يتحدثون بحماس عن نماذج تخيلية مستمدة من الأوهام فقط ، و لا يحركون رؤوسهم سنتيمترا واحدا عما ألفوا ، بل يتهمون من يحاول الفهم ، كما لو ان الغباء هو قاسم البشرية المشترك الأعظم ..
لو شعرت بنوع من الجدية أعتقد اني سأذهب إلى خطوة أبعد كي أضبط النموذج و استنطقه تفسيرات جديدة ،و لكن الأمر يحتاج إلى تنشيط و عقول لا معة تقدم شيئا يستحق عناء التواصل .
أريد ألا نتعجل قبل ان نحدد ما يحدث الان .
من قال اننا امام ثورة فرنسية و ليس انتفاضة أصولية تعمل بنفس قوانين التاريخ و جدلياته .
أعجب من يرى ذقن حازم ابو اسماعيل فيناقش ثورة جيفارا ، فقد تشابهت عليهم الذقون .