بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
RE: الحوار الرديء
الأخوة و الأصدقاء .
تحية طيبة .
استكمالآ لعرض الحوارات السابقة في نادي الفكر قبل انتقاله إلى الموقع الجديد ، ساعرض مجموعة من المشاركات و ردودي عليها طبقا للموضوع أي بدون الترتيب السابق ،و سأعرض اليوم المداخلة (الدسمة ) للزميل COCO .
كانت مداخلة كوكو ..
اقتباس:أحب أن أضيف إلي هذه اللائحة بعض النقاط وأن كان بعضها فيها :
1 – قد يجهل الزميل المحاور الموضوع كلية بسبب تخصصه العلمي الدقيق – علي سبيل المثال موضوع التطور أو موضوع معين في الفلسفة أو الفن أو الأدب – ومع ذلك يتكلم فيه ويحاول لأن يدلل علي عوار أدلة محاوره ببعض الأدلة الواهية التي التقطها من هنا أو هناك إشباعا لهوي ديني أو أيديولوجي أو توجه سياسي رغم أن الموضوع علمي بحت , فصحيح أننا في منتدي حواري ولكن احترام التخصص مهم جدا فإما أن أكون متخصصا في الموضوع العلمي المطروح وإما أن أحاول أن أتعلم من الزميل وأسأل فقط لأن الاعتقاد أنني بالحوار مع الزميل المتخصص ومحاولة إظهار نفسي بمظهر المنتصر – وهذه آفة أخري – يجعل مني أضحوكة لمن يقرأ ولا يشارك في الحوار ناهيك عن ضجر المحاور العليم الموضوع من هذا الجهل المركب .
2 – الآفة التي أشرت إليها فيما سبق وهي محاولة إظهار الانتصار في الحوار فقط ولا شئ غيره كأنما القصة كلها تتلخص في الانتصار للذات وليس للعلم وربما يعرف الزميل في قرارة نفسه أنه مخطئ ولكن المكابرة تأخذه وهذا ليس من التقاليد السليمة وليعلم الجميع أن نادي الفكر العربي ليس قاصرا علي المشاركين فيه ولكن هناك من القراء غير المشاركين أضعاف أضعاف المشاركين .
3 – مسألة المراجع ههمة جدا لمن يحاول أن يدلل علي صواب موقفه , فقد أعزف عن المشاركة في موضوع أعرف خطل الرأي المقابل ولكن تعوزني المراجع فمن الأفضل أن أتريث حتي أحصل علي المرجع وأنقل منه مباشرة فربما يثبت لي بعد المراجعة أنني نفسي كنت مخطئا ولم أفهم الأمر علي الوجه الصحيح فلا مانع عندها أن أثبت أنني أخطأت وأن الحق في جانب الزميل
4 – وبمناسبة موضوع المراجع أجد هنا لبعض الزملاء الذين أعتبرهم من المثقفين الحقيقيين فعلا – وهذا أمر في منتهي الخطورة – أنهم يعمدون إلي مرجع معين وينقلون منه كلاما ويغيرون بعض الكلمات أو العبارات وينسبون الكلام لأنفسهم وهم في غني عن ذلك تماما ويمكنهم بكل بساطة أن يشيروا للمرجع فقراءتك للمرجع ومعرفتك كيف تستغله في موضوعك هو العلم نفسه , وهذا الفعل منهم ما هو إلا مخادعة للذات قبل أن تكون خداعا للآخر , لأنه يوجد قراء يرون هذا الفعل ويهزون رؤوسهم أسفا علي الزميل لأنه يفقد المصداقية لديهم في كتابات أخري ويكون عرضة للشك رغم أنه فعلا مثقف حقيقي
وهذا هو ردي بعد التعديل ، ولم يمكن إضافة هذه التعديلات في الرد الأصلي نتيجة ظهور مداخلة تالية ،و آثرت وضع الرد كاملآ الان .
كوكو
يا صديقي مداخلة دسمة أشكرك عليها .
أتفق معك تماما حول ضرورة احترام التخصص العلمي ، أو على الأقل العمل للحصول على المادة العلمية موثقة من مصادرها التي لها مصداقية كبيرة ، و أيضا أرى أن مناقشة قضية مثل التطور البيولوجي أو عمر الكون تطبيق واضح لهذا الرأي ، فمن الغريب أن يحاول المتأسلمون تسخيف الرأي العلمي بشكل يدعوا للرثاء ، قد يكون هذا الأسلوب الغوغائي مناسبا في مخاطبة جماهير الصحافة اليومية أو الفضائيات التجارية ،و لكنه لا يناسب الحوار في نادي يرتاده المثقفون مثل نادي الفكر ، أريد أيضا أن نفكر بأن بعض القضايا العلمية الكبيرة مثل التطور البيولوجي أو نظرية عدم اليقين أو النسبية العامة لها أبعاد ثقافية واسعة ، أي أنها تتجاوز نسقها الوظيفي العلمي الخاص إلى التأثير العام ، و هذا يجعلها مجال اهتمام العديدين و ليس العلماء فقط ، فنظريات نيوتن صنعت نموذجا أو باردايم ميكانيكيا للكون شكل الفكر العام لأكثر من جيل ، و كان للنموذجين الفيزيائي و البيولوجي نفس التأثير، لهذا فمن الطبيعي أن يهتم الجميع بتلك النظريات الأساسية التي تشكل زمانهم كله ، فلم تعد الثقافة مقصورة على نوع بعينه مثل الأداب و الفنون، و لكن العلوم الرياضية والفيزيائية و البيولوجية أصبحت جزءا من الثقافة الضرورية للإنسان المعاصر ، هذا بالطبع دون التعدي على نقاء الحقائق العلمية .
يبقى أن أشير بأن الأمانة العلمية تحتم علينا ذكر المراجع و المصادر عند كل فرعية في الأوراق البحثية بشكل منهجي ووفقا لنسق بحثي محدد ، و لكن هل تتصور حوارا نقطعه في كل فقرة بالمرجع الذي نعتمده ؟، إن شحن الحوارات بالمراجع عند كل فرعية يشتت الحوار ، وغالبا ما سيرى الآخرون أن تعدد المراجع و المصادر هو نوع من المباهاة و استعراض العضلات ، و محاولة إقحام أفكارنا قسرا في عقول المخالفين ، للتغلب على ذلك يمكن ذكر المراجع في نهاية الحوار كما فعلت أكثر من مرة ، لو كان هناك مشاركون يهتمون بالبحث في الموضوع ، و لكن حتى هذا الأسلوب المخفف لم يمنع كثيرين من توجيه النقد لي كمتأنق و مدعي !، من تجربتي الشخصية هناك 3 انواع من الحوارات الجادة ، بالطبع بخلاف المداخلات الصبيانية و السخرية من الزملاء ،وهذا الأسلوب الرخو له محبوه و شعبيته الكبيرة ،و لكنه في النهاية مجرد لغو و هذيان و ليس حوارا جادا .
1- حوارات رفاقية خفيفة أسجل رأيي على الشريط مباشرة بشكل عفوي و دون أي إعداد، مثل بعض الحوارات في ساحة الموضوعات الإجتماعية .
2- حوارات بسيطة وهي غالبا خاصة بالأحداث السياسية و الجارية ، و أقوم فيها باعداد مداخلتي بسرعة وبلا تنقيح و أيضا بلا أي مراجع عادة ، و أعتمد فيها على عرض أفكارا بسيطة مباشرة مفهومة من الجميع ، ومثل هذه الموضوعات يتساوى فيها معظم المشاركين ،وهي لا تحتاج سوى معرفة عامة بما تنشره الصحف ، ولا يختلف أحدنا عن الاخر سوى في الصياغة ،و تمثل أكثر من 95% من الموضوعات الجادة ،و تصل إلى 100 % من مداخلات البعض .
3- موضوعات ثقافية وفكرية أو موضوعات مدبرة ، و هذه الموضوعات وحدها هي التي تحقق لي المتعة و الإشباع الفكري ، سواء كنت طارحا أو مشاركا فيها ، و أمارس هذا النشاط بعقلية الباحث و أدواته ، و لكني أسعى دائما أن أكون سيدا لموضوعي وأدواتي و لست تابعا لهما ، فاختيار الموضوع يكون ضمن إطار مشروعي الخاص ، كما أضع هيكل الموضوع او إطاره وفقا لتصوراتي ، ثم أبدأ في إعداد المادة مستعينا بمراجع متعددة قد تكون أكثر من 2 او 3 مرجع لإعداد مادة لا تتجاوز صفحة واحدة من مقاس A4 ، و لا أبذل هذا الجهد هباء بل لدعم الفكر التنويري العلماني الذي أكرس له كل نشاطي على الشبكة ، سواء مباشرة أو خلال موضوعات مساعدة ،و في هذا المجال أرى أن كل الموضوعات الفلسفية و العلمية الجادة هي دعم للفكر التنويري ، بل عندما طرحت شريطا عن تصور العالم بعد 50 سنة كان هدفي الأساسي أن يشعر الأصولي بالسخافة و التفاهة و أن أفكاره لا تصنع مستقبلا ، يبقى أنه من النادر أن يطرح مشارك موضوعا ثقافيا أو فكريا متكاملا يعبر عنه بجهوده الفردية ، و لكن هذا النشاط مقصور على أفراد بعينهم في نادي الفكر لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .
|
|
05-28-2009, 02:36 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس
عضو رائد
    
المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
|
RE: الحوار الرديء
أحيانا "يقهرني الوسواس" بالمشاركة في حوارات رديئة أعلم مسبقاً بأن أطرافها قد أعطوا لعقولهم إجازة ، وبأنهم قد أقفلوا على قلوبهم ، وأصمّوا آذانهم عن الإستماع إلى الآخر المختلف .
كيف لك أن تحاور طرفاً يستهل مشاركته بمقدمة يذكر فيها بأنه على "قطيعة نسقية مع الآخر" وبأنه يستحيل أن يجد معك أي إطار مشترك في الحوار ؟ وهو طرف لو تنازل في محاورتك لراح يُطنب عليك بخطبة جمعة ، فيها الكثير من التسقيط و"التبغيل" لمن ردّ "آياته المحكمات" وعلى طريقة (بل هم كالأنعام أو أضل سبيلا) ، إلى جانب تشريقه وتغريبه ، وإسهابه في شرح أحكام الحيض والنفاس ، وعَظمة ذنب من ("يُفضيه في دبر أنثاه) عند المولى تبارك وتعالى على طريقة ( هل ترضاه لأمك؟ هل ترضاه لأختك ؟ ) ، مع أن غاية ما تطلبه هو أن يثبت لك من جانبه عدالة قضية الذئب في قصة ليلى .
وأما ذاك الذي انكفأ على نفسه ، وراح يبرر لنفسه إنغماسها في مستنقع الكراهية بأنه "ما من أحد غير طائفي" ، فما عساك تفعل غير أن تدعُ له بأن يزيل الله عنه ذلك الختم الأبدي على طريقة (ختم الله على قلوبهم) 
وأما أكثر المحاورين بعثاً للإحباط في نفسك مشاعر فهو المحاور الذي يجعل من ذاته محورا للوجود ، فيمتزج ماهو ذاتي بما هو موضوعي ، بل إنه يعمد إلى إنكار الموضعية أصلاً ، وتشعر بأنه يتعاطى مع كل مشاكل الحياة بهذا المنهج اللانطقي ، فهو مثلا يصل بالأمور إلى حد أن يقرر بأن إختلافه معك في حوار افتراضي هو بالأصل معركة وجود ، وبذلك تكون كل الأسلحة مشروعة ، وإن كانت على حساب ثوابت الحوار التي منشؤها فطري ، ولا تنشأ أي قناة تواصل بين متحاورين اثنين إلا بها ، ولكنه هيها هيهات .. يحسب أن معركة الحوار هي نفسها معركة الطعان ، ويظن بأن طعم انتصارات الكيبورد ، هو نفسه طعم النصر في الذي تبعثه تلك "الذميمة" .. مع أنني أقطع والله بأنه ("إذا ما الحرب قامت _ يرابط خلف ربات الحجالِ")
وبأنه سوف ("يحمّس في الوغى أبناء قومه _ ويحمي ظهورهم عند النزالِ") :p
وأخيرا نصل إلى المحاور البليد ؛ هذا المحاور يدّعي كثيراً في معرفة حالك ، مع أنه عرف عنك شيئاً وغابت عنه أشياء ، ولكن هذا لا يمنعه من تحليل شخصيتك ومن إطلاق إحكامه عليك ، مع أنهم يقضون السنين الطوال في الجامعات ومراكز بحوث العلمية يدرسون أحوال الناس ! وأنهم قد يعجزون بعد كل هذا الجهد عن تحليل شخصيتك وعن التنبؤ بأفعالك ! ولكن صاحبنا هذا ومن خلف شاشة الكيبورد يزعم أنه يعرفك تمام المعرفة ، فأنت تارة غبي ، وتارة مريض نفسي ، وتارة ... لن أقول حتى أجعلها حسرة في قلبه ! ، مع أنه وهو يقرأ هذه السطور يعرف بأنه المعني !
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-03-2009, 07:00 AM بواسطة عوليس.)
|
|
06-03-2009, 06:26 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
جريئة
عضو فعّال
  
المشاركات: 181
الانضمام: May 2009
|
RE: الحوار الرديء
(05-21-2009, 12:23 PM)أبو خليل كتب: موضوع مهم فعلا, لكن هناك العديد من النقاط الاخرى:
8. التكابر و المفاخرة الجوفاء: تحدث حين يفترض احد ما انه شخصية هامة و مفكر عظيم و محلل خطير, و يبدأ بالتعاطي مع من حوله انطلاقا من ذلك, واضعا معايير وهمية امام كل من اراد ان ينتقد فكرة ما طرحها -مهما كانت تلك الفكرة سخيفة- قبل ان (يتنازل) و يدافع عنها...
9. تصنع الحساسية الشديدة تجاه النقد,
10. وضع خطوط حمراء وهمية و مصطنعة امام المحاورين, طالبا منهم ان لا يتجاوزوها, فيما يقوم هو نفسه بتجاوزها (قارن الفقريتن 2 و 3 اعلاه), فمثلا يتم وضع خطا احمرا عريضا امام التعرض لطائفة و جماعة بعينها, كون ذلك يمثل عنصرية , ثم يحدث وصف نفس الجماعة تلك او غيرها باوصاف ك (العمالة و الارتهان و الارتزاق) ... و طبعا بدون تحديد تعريف واضح لمفهوم (الجماعة و الطائفة و المجموعة و الشعب و الفريق و النظام -هل التهجم على نظام بلد ما هو عنصرية؟ ماذا عن طائفة معينة داخل شعب؟ ماذا عن حزب سياسي؟ ماذا اذا كان هذا الحزب يمثل طائفة بأغلبيتها الساحقة؟ هل يصح استخدام مصطلح الحزب او النظام كرمز كودي لطائفة او شعب على التوالي؟ ماذا عن مثلا توجيه نقد لعلاقة نظام بشعبه - امر عنصري ؟
11. سرعة الغضب و الزمجرة امام ابسط كلمة يعتبرها مسيئة ولو على سبيل الدعابة,
12. تجاهل حقيقة اننا هنا في عالم افتراضي لا مكان فيه للمقامات و المرتبات و الاعمار و المهن و الامور الاخرى التي تصلح فقط للعالم الواقعي...
13. التوصيف المرضي, فكل شيئ له صفات و نوايا و اجندات و خلفيات و تاريخ اسود/او ابيض, و يتم التعامل مع اي فكرة او جملة اعتمادا على تلك التوصيفات, و ليس بناء على محتوى الفكرة بحد ذاتها.... فذلك سخيف و ذلك يريد نشر فكره و ذلك يريد الدعوة لدينه و ذلك تاريخه اسود في المجال الفلاني و ذلك ينوي ان يسيطر على المنطقة الفلانية الخ.....
وفي حاجة ان اتعرضت ليها في المنتدي هنا في اوائل المرات الي ابتديت اكتب واشارك فيها
حاولت ابقي لطيفة ومرحة في حوار ( المفروض انه حوار بسيط يخلينا نهرج ) بس الي حصل ان كان في واحد من الاعضاء اتضح انه ( بنت مش راجل ) وانا عشان جدية معرفتش كدة والاسم اصلا يدل ان دة راجل مش بنت وحصل نوع من اللبس عندي ( علي فكرة انا اعتذرت لما حصل الموقف دة
قمت لقيت رد محرج اوي ليا وقدام الناس وتعليق علي الي قولته بصراحة حسيت ان في مش في نص هدومي ................ حسيت اني في 1/8 (ثمن ) هدومي والشخصية دي لم تهتم انها توضح اللبس الي حصل عندي
الي كان واضح اني جديدة في المنتدي وحواري كان عادي في نفس مستوي التهريج ولم اتعدي حدودي في اي لفظ وخاصة ان احب الناس تعرف اني لطيفة ظريفة و محدش يحس بحساسية في الحوار معايا بس رد الفعل يا استاذ بهجت كان قاسي
عامة انا اشكرك علي المعلومات الموجودة في الموضوع دة
وكنت احب اقول ان الحوار من اهم الجوانب الي فية ه ( تقبل الاختلاف بين الاطراف ) كل حسب تجاربة و حسب وضعة بين الموجودين
الواجب هو احترام الاطراف حتي لو كانوا جداد في الحوار ويمكن لفت النظر بشكل عادي من غير احراج او بشكل شخصي وخاصة لما الي يكون سبب الاحراج ( شخص لية مكانة كبيرة في منتدي كبير ) شخص المفروض ان لية رونق خاص
ودمتم
|
|
06-03-2009, 02:29 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
RE: الحوار الرديء
الأخوة الزملاء .
أرحب بكل الزملاء الذين شاركوا في الحوار .
طرحت الشريط بهدف وحيد هو مناقشة عيوب الحوار و كيفية إصلاحه حتى يؤدي دوره كأداة تفاهم ، وهذا هو هدف أي حوار جيد ، غير ذلك سيكون الحوار سلبيا عديم الجدوى ، بل سيؤدي إلى تعميق الهوة بين المتحاورين ، و لم يكن هدفي منتديات الحوار بشكل خاص بل الحوار على إطلاقه ، خلال كل وسائل الإتصالات ، و حتى لو قصرنا حديثنا على نوادي الحوار أو حتى نادي الفكر بشكل خاص ، فهناك فائدة ما يمكن ان نحصل عليها خلال الحوار الهادئ الموضوعي بعيدا عن التشنجات ،و لكن ليس كل ما يريد المرء يدركه ، فكثيرون لا يمكنهم التخلص من الأجندة الخاصة المفروضة عليهم فرضا بحكم إنتمائهم الطائفي ، خاصة من منتسبي الأصوليات الدينية السنية أو الشيعية على السواء .
...................................
نأتي إلى مداخلة عوليس الرمادية ،و التي يتحدث فيها عن تعميمات غامضة ، و لأن اللون الرمادي هو مزيج من اللون الأبيض و الأسود ، فلونه الأبيض شاحب و كذلك لونه الأسود ، يعلم الله أني قرأت مداخلة عوليس أكثر من مرة ولم أفهم شيئا ، بداية لم أعتقد أن عوليس يقصد بهجت بأي من أحكامه السلبية لسبب بسيط ، فلعويلس تحديدا له شريط طرحه بعنوان (جديد الزميل بهجت: ولكن العرب قوم لا يعدلون !)
هنا
أعاد في ذلك الشريط طرح موضوع سبق لبهجت أن أطلقه في منتديات أخرى ، معبرا عن تقديره البالغ لبهجت ، الذي يدافع بحماس و قوة عن شيعة العراق ، رغم أنه مصري ينتمي لطائفة السنة كغيره من المسلمين المصريين ، بهجت السني يدين بشكل مطلق كل ما يتعرض له الشيعة من عمليات إرهابية ، بل و يناشد غيره من السنة العقلاء اتخاذا نفس الموقف الإنساني المتحضر ، وهو موقف سأظل دوما أفتخر به و أعتز ، لم أفهم كيف يسقط عوليس في بئر الطائفية إلى الدرجة أن ينقلب كلية و يغير اتجاهه 180 درجة ، لأن بهجت إنطلاقا من نفس القيم الحضارية يعارض ممارسات حزب الله في لبنان ،و يعارض المشروع الطائفي الإيراني ،ويرفض ولاية خامنئي على العرب ، لا أعتقد أن عوليس لا يدرك أنه يتخلى كلية عن مصداقيته عندما ينقلب في مواقفه لأسباب طائفية لا غير ،ولا أعتقد أن عوليس يجهل أن هناك ذاكرة لنادي الفكر و غيره من المنتديات الحية .
(06-03-2009, 06:26 AM)عوليس كتب: أحيانا "يقهرني الوسواس" بالمشاركة في حوارات رديئة أعلم مسبقاً بأن أطرافها قد أعطوا لعقولهم إجازة ، وبأنهم قد أقفلوا على قلوبهم ، وأصمّوا آذانهم عن الإستماع إلى الآخر المختلف .
من مقدمة عوليس فهمت أنه يتنازل عندما يشاركنا في حوارتنا الرديئة ، و بالتالي تصورت أنه يطرح موضوعات غاية في العمق و الموضوعية ، تحفز فينا العقول و تلهب العواطف ، و لهذا و بحسن نية و بحثا عن الفائدة و رغبة في التعلم قمت بالبحث في آخر 15 موضوع طرحها عوليس في الفكر الحر ففوجئت بها كلها طائفية ،منها 10 موضوعات بالتمام و الكمال مجرد سباب مباشر لزميلة في النادي هي رانيا فيطرح موضوعات في يوم واحد بعناوين تتراوح ما بين (رانيا كلب صدام ) او (رانيا يقول عن نفسه أنه ابن عاهرة ) أو (رانيا الخنزير ) أو (رانيا ابن الحرام ) و هكذا .. عشر موضوعات كاملة من هذا القبيل ، تشكل ثلثي ما طرحه في السنوات الأخيرة ، وهذه هي نوعية الموضوعات التي يريدنا الأخ عوليس طرحها ،و بالطبع لن يرضيه ما يطرحه بهجت طالما هذا هو فهمه للحوار الجيد .. أريد أن أقول لعوليس بكل هدوء .. لا يا سيد عوليس .. رؤيتنا للحوار مختلفة ،و أهمية الوقت لدينا مختلفة و شرف الفكر أشد إختلافا ، بهذا المستوى الذي تمارس به الحوار لا أرى ضرورة أن تشاركنا هذا الحوار أو أي حوار آخر .
اقتباس:كيف لك أن تحاور طرفاً يستهل مشاركته بمقدمة يذكر فيها بأنه على "قطيعة نسقية مع الآخر" وبأنه يستحيل أن يجد معك أي إطار مشترك في الحوار ؟ وهو طرف لو تنازل في محاورتك لراح يُطنب عليك بخطبة جمعة ، فيها الكثير من التسقيط و"التبغيل" لمن ردّ "آياته المحكمات" وعلى طريقة (بل هم كالأنعام أو أضل سبيلا) ، إلى جانب تشريقه وتغريبه ، وإسهابه في شرح أحكام الحيض والنفاس ، وعَظمة ذنب من ("يُفضيه في دبر أنثاه) عند المولى تبارك وتعالى على طريقة ( هل ترضاه لأمك؟ هل ترضاه لأختك ؟ ) ، مع أن غاية ما تطلبه هو أن يثبت لك من جانبه عدالة قضية الذئب في قصة ليلى .
لا أدري ماعلاقة تلك التعبيرات السوقية الفاضحة بأي نوع من الحوار بما في ذلك حوار الصبية ؟،
ما علينا !!.
لا أعتقد أن عوليس تفهم ما حاولت شرحه عن نظرية الإطار التي تتحدث عن استحالة الحوار طالما كانت هناك ( قطيعة معرفية ) ، بل هو يخطأ حتى في نقل التعبير .. يا عوليس إني أحاول أن أشرح – لمن لديه الرغبة في الفهم – لماذا كثيرا ما يتعثر الحوار رغم حسن نية أطرافه ، حديثي بالطبع يتناول الحوارات الجادة ، و ليست حوارت السباب التي تمارسها متصنعا خفة ظل تفتقدها بالتأكيد ، هذه النظرية لا تعطي سبقا لإطار على آخر ، و لكنها ببساطة تتناول ظاهرة استحالة الحوار بدون وجود حد أدني من المسلمات ، الإطار السلفي الشيعي أو السني محكوم بمرجعية النص الديني ، بينما الإطار العقلاني المعاصر محكوم بآلية المنطق النقدي ، الإطار الأول مرجعيته مستمدة من التاريخ الإسلامي طبقا لفهم رجال الدين ، بينما الإطار الثاني يستمد مرجعيته من الحضارة المعاصرة ، هذا لا يعني أننا نترفع عن الحوار مع الأصوليين ، نحن نقول ببساطة أن مثل هذا الحوار لن يكون مجديا .
أسأل عوليس بكل هدوء.. هل يمكنك التحاور مع أصولي سني يرى شيوخكم كفرة و يراكم معذورين بالجهل ؟ ، هل يمكنك التحاور مع من يراكم يهود الإسلام أو من يراكم غير مسلمين و عليكم دفع الجزية ؟، هل تعرف السبب لعدم إمكانية قيام الحوار بينكم ؟، هل لأنهم أشرار و أنتم أخيار ، أبدا فالأصولي الشيعي كالأصولي السني تماما متعصب و تكفيري و إرهابي يستحل دماء المخالف ، بل لسبب آخر و هو أن كلاكما ينتمي لإطار متناقض مع الآخر ، بنفس القياس لا يمكننا كحداثيين أو حضاريين الحوار مع النصيين ، فلا يمكننا الحوار مع من يرفض المنتجات الأساسية للحضارة المعاصرة بما في ذلك العلوم كنظرية التطور البيولوجي و نظريات الفلك و الفيزياء الكونية و نظريات عدم اليقين و النسبية .... الخ اعتمادا على نصوص دينية ، حتى لو تكلمنا نفس اللغة فلن يفهم بعضنا بعضا لأن مدلول الكلمات و معانيها مختلفة كلية ، كل قيمنا غير قابلة للمقايسة ، الحرية تعني عندكم عدم للعبودية ، بينما الحرية تعني لدينا حريات متعددة .. حرية التفكير و حرية التعبير و حرية العمل و حرية الإنتقال و ..... ، كل المعاني تعني أشياءا مختلفة لدينا فماذا يغضبك لو قررنا هذه الحقيقة ؟، إذا كنت تريد أن تفهم و أن تشارك في نشر المعرفة ،لماذا لا تقدم لنا نظرية أخرى تشرح السبب في تعثر حوار الحضارات و استحالة حوار الأصوليات ، بدلآ من السقوط بالحوار في وهدة التشاتم و حقارة اللفظ و سوقية المعنى و خواء الروح .
اقتباس:وأما ذاك الذي انكفأ على نفسه ، وراح يبرر لنفسه إنغماسها في مستنقع الكراهية بأنه "ما من أحد غير طائفي" ، فما عساك تفعل غير أن تدعُ له بأن يزيل الله عنه ذلك الختم الأبدي على طريقة (ختم الله على قلوبهم )
أما عن الطائفية فيسعدني أن تهجر معسكر أبناء الطوائف تنضم إلينا في معسكر (اللاطائفية !) ولهذا النسب الشريف شروط وعلامات ، أولها ألا يعرف أحد إلى أين تنتمي بالميلاد ، سأضرب لك مثلآ ليس بعيدا ، فطالما نحن نتحدث عن تجاربنا هنا .. هناك من ظل زميلآ لي سنوات طويلة و يعتقد أني مسيحي متحمس ،و هناك من كان يجزم أني شيعي متنكر و ما أكثرهم بالمناسبة ، بل هناك من كان يكيل لي الشتائم بسبب موقفي المتحمس للشيعة و في هذا النادي تحديدا ، و هناك من بلغت به البلاهة أن يتهمني بأني سني متعصب ،وجل الموضوعات التي طرحتها ضد الأصولية السنية تحديدا !، يوم أن تختلط هويتك الطائفية في عيون الآخرين يمكنك التحدث وقتها عن أهمية البعد عن الطائفية ،و لكن ليس قبل ذلك بيوم واحد ، أما من تطفح كل حواراته بطائفية منتنة فلا شفاء له .
اقتباس:.. يحسب أن معركة الحوار هي نفسها معركة الطعان ، ويظن بأن طعم انتصارات الكيبورد ، هو نفسه طعم النصر في الذي تبعثه تلك "الذميمة" ..
يبقى أني أقدر أن تتبنى ما أطرحه دائما أن المكسب و الخسارة هي قيم تجارية منتحلة انتحالآ في تقييم الحوارات ، فالحوار ليس معركة فيها الإنتصار و الهزيمة بل هو شراكة بين أكفاء للوصول إلى الحقيقة ،و لكن المهم أن تؤمن بذلك و تسعى لتحقيقه ،و أن تعلم أن هناك قيما و أخلاقا يجب أن نراعيها عند التحاور مع الآخرين ، فلا يوجد مايبرر أن يتحمل الآخرون ما تراه غبنا تاريخيا لحق بك أو بجماعتك ، فلسنا من أوقع بكم هذا الغبن ، بل على النقيض تماما فالعلمانيون في هذا المنتدى و خارجه ضد كل صور الطائفية .
اقتباس:فأنت تارة غبي ، وتارة مريض نفسي ، وتارة ... لن أقول حتى أجعلها حسرة في قلبه ! ، مع أنه وهو يقرأ هذه السطور يعرف بأنه المعني !
لماذا تشغلنا بمن أخبرك أنك غبي أو مريض أو ما أشبه – لا سمح الله - لأنه يمكنك دائما التنبيه عن المداخلات المخالفة ، و كلي ثقة أن المشرفين لن يتهاونوا في مثل هذه التجاوزات ، جرب أن تفعل ذلك فلا حاجة كي تعبأ نفسك بكل هذه التحيزات السلبية و لا تستغرقك مثل تلك التفاهات .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-04-2009, 01:06 AM بواسطة بهجت.)
|
|
06-04-2009, 12:42 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس
عضو رائد
    
المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
|
RE: الحوار الرديء
بهجت
عامل الشتائم يؤثر في مستوى الحوار بشكل مباشر ، وهو عامل يتصل بطبيعة المحاور العدوانية ، وهي فقرة هامـّة في سياق الحديث عن "مفهوم الحوار" ، وهي أهم بكثير من اللون الرمادي الذي إنشغل به بهجت ؛ و"رانيا" يا عزيزي هو معرّف النّغل الذي اخترق نادي الفكر قبل عاميل أو ثلاثة أعوام ، وهي موضوعات المفروض أن تحذفها الإدارة لكنها لم تفعل .
وبلى .. يمكن التحاور حتى مع شيوخ السلفية ، بدليل أننا نتحاور مع الصهاينة العرب ، رغم أنهم أشد خطرا على الإسلام وأهله 
على كل حال ، حسن أنك انتبهت إلى أنك معني بسياق "القطيعة المعرفية" ، أما البقية الباقية من التعميمات "العميقة" التي إقتبستها في مداخلتك فلم أقصدك بها وتالياً ، لا أرى أن الحوار معك دوماً رديء .
وأخيراً ، لا أرى ما يستدعي أن نتناول شخصية بهجت وتوجهاته وأن نعرض رأي عوليس في حاله ، طالما أن الموضوع يتناول "الحوار الرديء" بشكل عام.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-04-2009, 02:44 AM بواسطة عوليس.)
|
|
06-04-2009, 02:41 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|