اين انت يا الله ؟
Array
الزميل تجثو
تحية طيبة
بفرضية وجود شخص معك الآن -لا يعرف عن الأديان شيئاً ولا عن الله أيضاً-
مارأيك في أن تحاول أن تدله على كيفية التعرف على الله
هب أنه يؤمن بوجود الله -أَقَل الفروض جودة: أنه لا يرفض فكرة وجود الله- ولكنه لا يستطيع التعرف عليه
كيف يمكنه ان يتعرف عليه ؟
كيف يمكنك أن تساعده ليتعرف عليه ؟
مع ملاحظة أنك تتحدث إلى شخص لا يدرك ألف باء الأديان ولا يعرف لله سبيلاً
الجلسة كلها معك تفضل زميلنا العزيز
(f)
[/quote]
سلام للجميع..
تحية لك يا عزيزي رحيل,
ساحاول ان اجعل اجابتي مختصرة, و لنبدأ من حقيقة بسيطة و دعني اقول بديهية: انه و مهما بلغ اجتهاد الإنسان، فهو لا يقدر بحكمته الذاتية أن يكتشف الله ، لأن العالم لايستطيع ان يعرف الله بالحكمة البشرية.
فلو كان من الممكن لانسان"مثقف,متعلم,حكيم..." ان يكتشف الله, فماذا يفعل اذا الانسان البسيط الذي لا يقرا و لا يكتب و ليس لديه اي خلفية "فكرية" ليعرف الله؟
امام استحالة هذه المعرفة من قبلنا, جعل الله يغرس فينا هذه المعرفة اللازمة "بروحه" هو. وشغف معرفة الله "مغروس" في قلب الانسان سواء اعترف بذلك ام لا, و في مختلف الاوقات كل حاول ان يجعل الها له.لا بل البعض حاول ان يجعل الهة كثير له حتى لا يغضبها.
ساقتبس فقرة من "اعمال الرسل" من الكتاب المقدس و لا اريدك ان تنظر اليها ك "كلام مقدس" و لا حتى كحدث تاريخي, بل كفكرة عن حقبة معينة في تاريخ اليونان(تؤيدها كتب التاريخ, و اقصدعبادة الالهة) و ارجو ان تقراها بتمعن لو سمحت:
22 فوقف بولس في وسط اريوس باغوس وقال.ايها الرجال الاثينيّون اراكم من كل وجه كانكم متدينون كثيرا. لانني بينما كنت اجتاز وانظر الى معبوداتكم وجدت ايضا مذبحا مكتوبا عليه.لاله مجهول.فالذي تتقونه وانتم تجهلونه هذا انا انادي لكم به. الاله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا اذ هو رب السماء والارض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي. ولا يخدم بايادي الناس كانه محتاج الى شيء.اذ هو يعطي الجميع حياة ونفسا وكل شيء. وصنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الارض وحتم بالاوقات المعينة وبحدود مسكنهم. لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع انه عن كل واحد منا ليس بعيدا. لاننا به نحيا ونتحرك ونوجد.كما قال بعض شعرائكم ايضا لاننا ايضا ذريته. فاذ نحن ذرية الله لا ينبغي ان نظن ان اللاهوت شبيه بذهب او فضة او حجر نقش صناعة واختراع انسان.
ان اردت ان تتوه في فلسفات العالم و دياناته و البحث في كل واحدة منها و من ثم الخروج"بافضل نتيجة" عن الله, فلك ما شئت. و لكن لا اعتقد ان سنو حياتك ستكفي , و لا اعتقد ان النتيجة التي ستخلص اليها هي "افضل نتيجة".ما الحل اذا؟
اسمح لي ان اقترح عليك وسيلة بسيطة تغنيك عن كل هذا و تغنيك عن السماع لفلان و فلان, الا و هي الاستماع لصوت الله.
هل تجد كلامي خياليا, ربما. هل تجد ان هذا قد يكون ضد المنطق الارضي, من الممكن. و لكن اريد ان اذكرك انه عند الكلام عن الله تنتفي حدودية الفكر و تبطل معقولية الاشياء لتنتقل الى بعد اخر لا يدركه العقل دون الروح. مرة اخرى اتكلم في الخيال, ربما.ثانية كلامي "تهيؤات", قد يكون كذلك.
لكن ثق, و من تجربة شخصية, انك ستسمع صوت الله لو اردت ذلك. ستسمعه من خلال المرض(الرب يبعده عنك), و ستسمعه من خلال الضيق, و ستسمعه من خلال حياتك اليومية, و من خلال عملك( ان كنت تعمل او تدرس)و من خلال علاقتك مع الغير, و من خلال كل مكان ستذهب اليه , لا بل حتى اثناء السكون ستسمع صوته يتحدث اليك.
هل تعتقد اني ابالغ؟ لك ذلك و لكن ارجوا ان تحاول سمعه دون تعقيد او مبالغة في تفسير ما يحدث حولك.هل سيكلمك عن بوذا او عيسى او موسى او عن الجن الازرق, لك ان تعرف ذلك , و لي لو تكرمت ان اقول لك:
اش 55:6 اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه وهو قريب.
و ليعطك الرب سؤل قلبك.
كل المودة.
|