الاستاذ يجعله عامر
تفضل بالاضافة او الكتابة او التعليق كما يحلو لك.
و اشكرك للتفاعل مع الشريط .

عرف سيد قطب باتجاهه الادبي , و كان نادرة بين أدباء مصر. و من كتبه في ذلك : النقد الادبي اصوله ومناهجه.
و هو صاحب مدرسة حديثة لكثير من العلماء و طلاب العلم.و قد اهتم بالدراسات القرانية فالف كتبه التي منها: مشاهد القيامة في القران, التصوير الفني في القران, و من اعظم ماكتب كتاب العدالة الاجتماعية في الاسلام.
و قد اتصل سيد قطب بالشيخ حسن محمد عبدر الرحمن البنا مؤسس تنظيم الاخوان المسلمين في مصر , و الذي انتشر في مناطق عديدة من دول الاسلام, و له أثره البين في التاثير على مجتمعات المسلمين. حيث ركز على شمولية الاسلام على جميع جوانب الحياة الخلقية و الروحية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و غيرها.
و قد عاش سيد قطب مؤمنا بفكره عاملا و داعيا جريئا حتى اعدم عام 1966م .
اما كتابه في ظلال القران فلم يهتم فيه بتفسير الكلمات و الجوانب اللغوية و البلاغية كما فعل غيره, اذ لم يكن ذلك منهجه, اذ ان قصده من كتابه هذا ان يكون منهجا حركيا للجماعى المسلمة , يستنهضها و يبث فيها روح الجهاد, واضعا تصوره الكامل لغاية الوجود كله و الوجود الانساني خاصة. ناظرا للتصورات الجاهلية التي تعيشها البشرية في المستنقع الاسن و الدرك الهابط و الظلام الدامس بحيرة و دهشة, مستغربا لانحراف البشرية عن سنة الله الكونية ناظرا للوجود بنظرة واسعة تشمل عالمي الغيب و الشهادة مبينا انه لا صلاح للبشرية في هذه الارض و لا سعادة و لا طمانينة للانسان الا بالرجوع لله تعالى.
و كتابه هذا كتاب جامع بين المعاني و الاسلوب الادبي الرفيع مع استنهاض الامة الاسلامية و دعوتها لقيادة البشرية لاصلاح هذا العالم المنكود. و يحس قارئه بالمتعة , و الثقة في الله , ونصرة الاسلام , لان المستقبل لهذا الدين مهما انصرفت البشرية عن ذلك.

المنهج الادبي في التفسير

القدماء انفسهم احسوا و اعترفوا بقصور منهجهم في التفسير قصورا يقف به عند البدايات الاولى لطريق طويلة ممتدة لم يزل عليه ان يقطعها نحو النضج و الاكتمال ذلك بانهم فيما يقولون عن تقسيم العلوم الاسلامية الى ( 1) علم نضج و احترق و هو النحو و الاصول (2) علم نضج و ما احترق و هو علم الفقه و الحديث(3) علم لا نضح و لا احترق و هوعلم البيان و اتفسير.
غير ان هذه الدعوة الصريحة من السلف المستنيرين الى تطوير التفسير لم تجد من يتلقفها و يعمل على تنفيذها من الخالفين الذين استسلموا للنقل و التقليد و اكتفوا بالاختصار و التهذيب في مرحلة من تاريخنا الحضاري يمكن ان تقابل مرحلة العصور الوسطى في اوربا. حتى كان العصر الحديث الذي يمكن ان نقارنه بعصر النهضة في اوربا.

وقفة مع المدرسة العقلية في التفسير

".. و حاذر النظر الى وجوه التفاسير , الا لفهم لفظ مفرد غاب عنك مراد العرب منه, او ارتباط مفرد بآخر خفى عليك متصله, ثم اذهب الى ما يشخصك القران اليه , و احمل نفسك على ما يحمل عليه , و ضم الى ذلك مطالعة السيرة النبوية , واقفا عند صحيح المعقول, حاجزا عينيك عن الضعيف المبذول".
بهذا العبارات القوية اوجز الاستاذ الامام محمد عبده منهجه في التفسير عندما كتب من باريس الى احد اعضاء ( جمعية العروة الوثقى) في رسالة سرية .

و قال فيها ايضا:

" التكلم في تفسير القران ليس بالامر السهل , و ربما كان من اصعب الامور و اهمها, و ما كل ما صعب يترك , و لذلك لا ينبغي أن يمتنع الناس عن طلبه , و وجوه الصعوبة كثيرة , أهمها , ان القرآن كلام سماوي تنزل من حضرة الربوبية ,التي لا يكتنه كنهها, على قلب أكمل الانبياء , و هو يشتمل على معارف عالية و مطالب سامية لا يشرف عليها الا اصحاب النفوس الزاكية و العقول الصافية. و ان الطالب له يجد امامه من الهيبة و الجلال الفائضين من حضرة الكمال ما يأخذ بتلابيبه , و يكاد يحول دون مطلوبه , و لكن الله تعالى خفف علينا الامر , بان امرنا بالفهم و التعقل لكلامه , لأنه انما أنزل الكتاب نورا و هدى مبينا للناس شرائعه و احكامه , و لا يكون كذلك الا اذا كان مفهوما.

يقول الدكتور محمد عمارة:

" للتفسير مراتب أدناها أن يبين بالاجمال ما يشرب القلب عظمة الله و تنزيهه و يصرف النفس عن الشر و يجذبها الى الخير , و هذه هي التي قلنا انها متيسرة لكل احد (وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {القمر/15}) و أما المرتبة العليا فهي لا تتم الا بعدة امور".


اجملها الان و افصلها لاحقا ان شاء الله:

أحدها: فهم حقائق الالفاظ المفردة التي اودعها القران , بحيث يحقق المفسر ذلك من استعمالات اهل اللغة,غير مكتف بقول فلان و فهم فلان , فان كثرا من الالفاظ كانت تستعمل في زمن التنزيل لمعان ثم غلبت على غيرها بعد ذلك بزمن قريب أو بعيد.
ثانيها: الأساليب, فينبغي ان يكون عنده من علمها ما يفهم به هذه الاساليب الرفيعة .
ثالثها: علم أحوال البشر , فقد أنزل الله تعالى هذا الكتاب و جعله آخر الكتب , و بين فيه ما لم يبينه في كثير من احوال الخلق و طبائعه و السنن الالهية في البشر , و قص علينا احسن القصص عن الامم و سيرها الموافقة لسننه فينا , فلا بد للناظر في هذا الكتاب من النظر في أحوال البشر.
رابعها: العلم بوجه هداية البشر كلهم بالقران, فيجب على المفسر القائم بهذا الامر ان يعلم ما كان عليه الناس في عصر النبوة , من العرب و غيرهم,
خامسها: العلم بسيرة النبي(ص) و اصحابه و ما كانوا عليه من علم و عمل و تصرف في الشئون دنيويها و اخرويها.

على الرغم من ان المنهج الادبي للتفسير يدعو الى تفسير القران موضوعا موضوعا , فانه لا يقدم خطة لتحديد الموضوعات التي يتناولها هذا التفسير . اي خطة لتصنيف القران تصنيفا موضوعيا. و يلحظ ان أمين الخولي في تطبيقه منهجه هذا اختار موضوعات تنحو اما منحى ادبيا مثل: قصص القران و امثاله و تشبيهاته, و الفن البياني في القران , و القسم القراني . و اما منحى نفسيا مثل : السلام و الاسلام, القران و الحياة , القادة الرسل, الطغيان في العلم و المال و الحكم , حكومة القران , الحكم بما انزل الله , شخصية محمد , الصوم , الحج , و غير ذلك من موضوعات ذات وحدة و اتساق.
و اختار تلميذه الاستاذ الدكتور محمد شكري موضوع اليوم الاخر في القران الكريم كما اختار تلميذه الاخر الدكتور محمد خلف الله الفن القصصي في القران الكريم . اما تلميذته الكبرى الاستاذة الدكتورة عائشة عبد الرحمن - بنت الشاطئ- عند تطبيقها للمنهج نفسه حت عنوان : التفسير البياني , فقد نحت منحى اخر عندما لم تلتزم موضوعا واحد بعينه تتتبعه في القران, و انما اختارت بعض سور قصار ملحوظ فيها وحدة الموضوع, فضلا عن كونها جميعا من السور المكية حيث العناية بالاصول الكبرى للدعوة الاسلامية.
و يعترف المنهج الادبي للتفسير بان القدماء انتبهوا الى فكرة تناول موضوع بعينه من القران بالتفسير على نحو ما يبدو في كتاب " احكام القران" للجصاص و هو فقهي الاتجاه , يعني بهذا الجانب قبل كل شئ , و لكنه مع هذا يتبع تلك الخطة التقليدية في تفسير السور على ترتيبها , و الآي في السور .. و اقل من ذلك ان يتتبع المفسر موضوعا خاصا في القران, يجمع متفرقه , مثل كتاب التبيان في اقسام القران لشمس الدين بن قيم الجوزية الذي قصد فيه الى درس موضوع خاص هو القسم في القران.

بارك الله فيك أخي وشيخنا الصفي

إنني أستفيد منك كثيرًا

فاستمر أخي وأجرك على الله الواحد الأحد.

هذا تواضع منك اخي الكريم.
اشكرك و ساواصل باذن الله.