RE: الإعجاز التاريخي في القرآن!!! ذي القرنين مثالاًً
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
بداية أحيي جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع الهام.
و لعلي سأقدم طرحا جديدا للإخوة الكرام .
قصص القرآن الكريم التي وردت في سورة الكهف قلب القرآن الكريم , جعلتها التفاسير التقليدية الموروثة مجرد ققص للتسلية .و أغرقوها بالأخبار العجيبة الغريبة .
و لم ينتبه هؤلاء إلى قول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }الكهف9.
فهي ليست قصص أعاجيب و غرائب للتسلية .
بالنسبة لقصة ذي القرنين , و يأجوج و مأجوج:
لا يوجد سند تاريخي مطلق الصحة حول هذه الشخصية (( ذو القرنين)).
لا يوجد سند من جغرافيا للسد المزعوم في الأرض مطلقا .
لذلك لا يمكن أن تكون هذه القصة القرآنية قد حدثت في الماضي أبدا.
معطيات تشكل أساس فهم قصة ذي القرنين و يأجوج و مأجوج:
1- انعدام السند التاريخي و الجغرافي للقصة باعتبار التفاسير التقليدية التي ترى أنها تحققت في الماضي.و لا يزال أصحابها ينتظرون خروج ملايير البشر يأجوج و مأجوج.
2-إغتنام علماء اليهود فرصة وجود رسول الله محمد-ص- لفهم قصة ذي القرنين و يأجوج و مأجوج.مما يدل على أنهم كانوا يعرفون القصة.لكن كانوا حيارى أيضا.إذ لم يتمكنوا من الإحاطة بحقيقتها.
3-قول الله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً }الكهف94.
فهؤلاء الأقوام , مفسدون في الأرض.
في الأرض , و ليس خلف السد.
4-أقام ذو القرنين سدا بين سدين و ليس بين جبلين كما توهم أصحاب التفاسير التقليدية.قال الله تعالى: سَبَباً{92} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً{93} قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً{94} .
5-وجد من دونهما. أي من دون السدين (( حتى إذا بلغ بين السدين )).
6-في حديث لرسول الله محمد -ص- , شهد رسول الله لهؤلاء البشر -يأجوج و مأجوج- أنه لا يدان لأحد بقتالهم.
اي أنهم اشداء في القتال لا يستطيع أحد قتالهم.
مما ينسف تلك التفاسير التي تصفهم بالغباوة الكارثية.فهم يحفرون كل يوم.ليصبح المكان كما كان.و مع ذلك يستمرون في الحفر.
7-قول الله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً{83.
قل, سأتلو عليكم منه ذكرا. كلمة منه.و لها دلالة كبيرة و مهمة.
8-في أحد متاحف بريطانيا , يوجد تمثالان لرجلين.مكتوب على أحدهما(( GOG)) و على الآخر (( :َMAGOG)). .
تعتقد الشعوب الأوربية أنها نسل هذين الرجلين.
9-حديث رسول الله محمد-ص-: يوشك أن تداعى عليكم الأمم , كما تداعى الأكلة على قصعتها....)).
10- القرن: يعني مئة سنة.
و يعني , الجيل .
كما يعني ذلك العضو الذي تتميز به بعض الحيوانات.
مجازا , يعني الظهور.و الغلبة .
11-الوعد الإلهي بظهور الإسلام على الدين كله.و الذي لا يزال لم يتحقق بعد (( {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33.
و من خلال هذه النقاط جميعا, لا سيما انعدام السند التاريخي و الجغرافي , ماذا لو حملنا هذه القصة القرآنية على أنها نبوءة قرآنية؟.
كان علماء اليهود يعرفون القصة , لكنهم لم يتمكنوا من الإحاطة بحقيقيتها.اغتنموا فرصة وجود النبي العربي, و هم يعلمون صدقه قطعا.فسألوه عن القصة.
ليأتي الجواب الرباني:(( قل سأتلوا عليكم منه ذكرا..)).
أي كأنه هو الذي سيتلو عليهم قصته بنفسه (( منه)).
و جاءت التفاصيل القرآنية في شكل نبوءة .لا يمكن فهمها على المعنى الحرفي أبدا.لانعدام الأساس التاريخي لهذه الشخصية , و السند التاريخي أيضا و الجغرافي ليأجوج و مأجوج .
قول الله تعالى: إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} فَأَتْبَعَ سَبَباً{85} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً{86}.
هذا الرجل مكن الله له في الأرض.و لو حصلت القصة من قبل لكان لها سندا تاريخيا لا يرد .
جاء في تفسير ابن كثير أن العين الحمئة, هي بحر المحيط .
بمجيء رسول الله محمد-ص-, دبت الحياة في هؤلاء العرب الذين كانوا لا يعرفون حضارة و لا رقيا .بل كانت الحروب بينهم تسود حياتهم .
و ألف الله بين قلوبهم, و تمت الألفة و الوحدة.فخرجوا تحت راية رسول الله لنشر الدين الإسلامي الحنيف .فبلغت راية محمد-ص- المحيط الأطلسي.غربا.و هؤلاء سكان شمال إفريقيا قبلوا الغسلام الحنيف و لا يزالون حتى اليوم.
نحو الشرق, بلغت راية رسول الله ابواب الهند.حيث يستحم الهندوس في نهر الغانج عراة, من دون ستر.
لقد أصبح هؤلاء المسلمون بعد وحدتهم و قوتهم, في صلابة الحديد .و صارت الإمبراطورية الإسلامية سدا منيعا في وجه من هم دون السدين.اي الحاجزين , غربا , و شرقا.
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً{93.
و هؤلاء الأقوام , لا يكادون يفقهون قولا.لكن شهد لهم رسول الله أنه لا يدان لأحد بقتالهم.
و أمام الوصف القرآني و الوصف النبوي , لا يعني كونهم لا يفقهون قولا, إلا ضلالهم العقائدي .
فهم اشداء في القتال.و لا يكون ذلك لقوم إلا لامتلاكهم أسلحة رهيبة.لا يدان لأحد بقتالهم .
هؤلاء هم الذين قالوا اتخذ الله ولدا.و هم الذين يعبدون يسوع البشر .رغم تطورهم العلمي .فهم لا يكادون يفقهون عقيدتهم الزائفة.
و هم المفسدون في الأرض بامتياز.لأنهم هم اصل الأزمات العالمية التي تمس الأرض و مستها من قبل.بل هم من أجج نيران الحربين العالميتين الأولى و الثانية.و الثالثة قريبة أيضا.
يأجوج و مأجوج من الفعل أجج.أي أشعل النار.
و سوف ياكلون بعضهم في نيران حرب عالمية ثالثة , لا شك أن بوادرها بدأت تلوح في الآفاق.
بقي سد الإمبراطورية الإسلامية سدا منيعا في وجه هؤلاء الأقوام .إلى حين سقوطها.حيث تمكن هؤلاء من إحداث ثورة علمية تكنولوجية , بدأت باختراعهم اسلحة فتاكة , لم يكن بوسع المسلمين الوقوف أمامها مطلقا.(( لا يدان لأحد بقتالهم)).
و من هذا المنطلق , فتحت ياجوج و مأجوج.و هم من كل حدب ينسلون.
و عزت جيوش هؤلاء الاقوام العالم , و صارت الدويلات العربية الإسلامية أمامها كقصعة .كل دولة من دول الإستعمار أخذت نصيبها .و الكل يعرف قصة الإستعمار الأوربي .....
أمام هذا التحليل , نجد أنفسنا أمام نبوءة قرىنية عظيمة تحققت بدقة فائقة.ما كان لبشر أن يحكم وصفها أبدا.مما يعني صدق الغسلام كله, و صدق نبيه المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم.
بقي الآن, لماذا سماه القرآن بذي القرنين؟:
ذو القرنين, تعني صاحب الظهورين, أو الغلبتين.
و الظهور الأول , كن بانتشار الإسلام , انتشارا محدودا عالميا .(( طنجة جاكرتا)).
أـما الظهور الثاني أو الغلبة الثانية , فهي التي سوف تكون إن شاء الله مصداقا لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33.
و هو ما سوف يتم إن شاء الله بعد مدة زمنية علمها عند الله, لكن بالتأكيد بعد حصول دمار رهيب بين هؤلاء المفسدين في الأرض و ليس خلف السد الذي لا وجود له أصلا.
و يكون الظهوران أو الغلبتان أو القرنان, كلاهما, تحت راية رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم.و هو ذو القرنين .و هو الذي كان يتلو القصة على علماء بني إسرائيل (( سأتلو عليكم منه ذكرا)) منه.
ربما قد أكون لم أوفق في نقل هذا التفسير العلمي , الذي يرد شكوك المسيحيين , بادعائهم خرافية القصص القرآنية.و هو تفسير ليس من بنات أفكاري مطلقا.و إنما أنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
جعلنا الله تعالى منهم .آمين.و الحمد لله رب العالمين.
|