اقتباس: طنطاوي كتب
حتي الالم ذاته به شئ من المتعه ، فالالم والمتعه كلاهما يدلان علي نفس الشئ وهو ان هناك كائنا موجود ويكافح البيئة ليظل موجودا وينقل جيناته للاجيال التالية:emb:
لا اعرف ولا استطيع ان افهم لماذا يعتبر البعض ان الالم النفسي امر سلبي ينبغي الهروب منه؟
كيف يكون الألم ممتعاً؟ هل تقصد الماسوشية؟
حتى الحيوانات تتجنب الألم وتحاول الهروب منه. لا أفهم كيف تجادل في هذا الأمر الواضح!
يكاد يكون الألم والمتعة الحقيقتين الوحيدتين في حياتنا. كيف يمكن إنكار إحداهما؟
هل تقول أنهما وجهان لنفس العملة؟
ربما، ولكن هذا لا يعني أن نتعامل معهما بنفس الطريقة، بل بطريقتين متعاكستين.
إذا كان لهما نفس الهدف، فإن هذا الهدف لا يتحقق إلا بالهروب من الأولى (الألم) والسعي إلى الثانية (المتعة).
وأظنك توافقني الرأي على أن الهروب من الألم ينسجم تماماً مع نظرية التطور، فهو يحاول منع الأذى عن جسم الكائن الحي وبالتالي يحافظ على بقاء جنسه.
لا أدري كيف أوقعت نفسك في هذا التناقض بين موقفك من الانتحار وموقفك من الألم!
تقول أن التفكير بالانتحار غير طبيعي.
قلنا في المشاركة # 1 وكررنا أكثر من مرة أن هذا ليس محور نقاشنا هنا.
فلنفرض أنه صحيح، بل لنفرض أن صاحبه مريض نفسي أو عقلي.
ألا يستحق هذا المريض أن نسمع ما يقوله؟
ألا يمكن أن يكون كلامه صحيحاً؟
لماذا تعتبر أن كل ما يقوله صادر من ذلك الخلل الذي في دماغه؟
ألا يمكن الفصل بين صحة الكلام وصحة قائله؟
اقتباس: طنطاوي كتب
لا اعرف لماذا يشغل البعض انفسهم بالتساؤل عن معني الحياة في حين انه يمكنهم الاستمتاع بما فيها من المتع وكفي؟
هل يعني هذا أن نتوقف عن
مراجعة ما ورثناه من آبائنا وتعلمناه من مجتمعنا على أنه من البديهيات؟
إن مثل هذه
المراجعات هي التي أتت بالنظريات العلمية التي أثبتت بطلان سابقاتها.
فإذا اتفقنا على ضرورة هذه
المراجعات في العلوم والدين والأخلاق، لماذا نقصرها على مجالات معينة دون أخرى؟
التخصص؟
قد أتفهم من يرفض الخوض أو حتى التفكير في نظرية التطور أو فيزياء الكم على اعتبار أنه غير متخصص.
ولكن الحياة تخصنا جميعاً والتفكير فيها ليس حكراً على فئة معينة من الناس.
إسمح لي بالمثال التالي:
عندما ترى شخصاً يحفر حفرة في الصحراء فتسأله:
- هل تحفر من أجل الزراعة؟
- لا.
- هل تبني بيتاً؟
- لا.
- هل تحفر لصالح شركة الكهرباء أو الماء أو الهاتف؟
- لا.
- هل تحاول استخراج النفط؟
- لا.
- إذاً لماذا تحفر هنا؟
- لا يهم. أنا مستمتع بالحفر وكفى. تعال احفر معي واستمتع ولا تسأل.
كلنا نحفر مثل صاحبنا هذا، ولكننا قد نختلف في الأسباب والدوافع.
البعض يقول أنه يحفر لإرضاء ربه الذي خلقه وطلب منه ذلك ووعده بالخلود في الجنة.
ويقول آخرون أنهم يحفرون من أجل أولادهم.
ويقول غيرهم أنه يحفرون ليبقى لهم أثر بعد موتهم يخلد أسماءهم.
بينما يقول آخرون أنهم يحفرن لأن الحفر قيمة بذاته، أو أنه المرجع الذي تقاس عليه بقية القيم.
وقد يقول بعضهم أن الحفر لا قيمة له ولكني مع هذا سأستمر بالحفر من أجل القيمة التي سأضعها له.
أو قد يقول البعض أن كل الأشياء خالية من المعاني بما في ذلك التوقف عن الحفر.
ما رأيك أنت؟
هل توافق على رأي صاحبنا الذي يكتفي بالاستمتاع بالحفر دون أن يكلف نفسه عناء التفكير بجدوى ما يفعله؟
تحياتي.