بعث لي السيد محمد الحسيني إسماعيل رسالة إلكترونية (إيميل) بعد أن قرأ إحدى مقالاتي، حاول فيها الدخول معي في نقاش حول الإسلام. وكانت رسالته الأولى مهذبة جعلتني اعتقد بأنه شخص متنور يفهم آداب الحوار. ولما كانت الرسالة تحتوي على آيات قرآنية عديدة حاول بها إقناعي أن الإسلام من عند الله وأن الله قد خلق العالم، رددت عليه بأني لا أؤمن بالقرآن ولذلك سوف يكون نقاشنا مضيعة للوقت إن استمر في اعتماده على الآيات القرآنية. وجاء رده مشبعاً بالاتهمام لي بالجهل والسذاجة ثم سألني: وما هي شهاداتك؟
أبدأ بمناقشة دفاعه عن الإسلام ومحاولته تفنيد ما كتبته الدكتورة وفاء سلطان. وما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو بالإصالة عن نفسي وبالنيابة عن دكتورة وفاء سلطان هو تلميح الكاتب كلما ذكر الدكتورة وفاء سلطان، يقول "و الذين من شاكلتها" أو "والذين يهاجمون الإسلام عن جهل". وهو هنا يتبع المصل الذي يقول "إياكِ أعني فاسمعي يا جارة).
يبدأ الدكتور هجومة على دكتورة وفاء سلطان بقوله (وعلى الرغم من عدم وضوح عبارتها وتناقضها الذاتي .. إلا أن ما يهمنا هو اعترافها ـ صراحة ـ بأنها كانت مسلمة .. ثم أصبحت " لا دينية " . ويقول بعض النقاد أن وفاء سلطان وُلدت في طائفة العلويين السورية ( وهي أحد الفرق المنشقة على الإسلام ) ومن ثم ، فإنها ليست منتمية للإسلام كما تدّعي .) انتهى.
ورغم أن الدكتورة قالت إنها كانت مسلمة فإن الدكتور محمد لا يصدقها لأن بعض النقاد قالوا إنها ولدت علوية، والعلويون ليسوا مسلمين، كما قرر الدكتور، كأنما الإسلام شرفٌ كبير تدعيه الدكتورة ويكذبها به الدكتور. أليس هذا هو نفس الكلام الذي سمعناه مؤخراً من الشيخ القرضاوي في مؤتمر الدوحة للتقارب بين المذاهب، ذلك المؤتمر الذي باعد بين المذاهب بدل أن يقرّب بينها بسبب تعصب الشيخ القرضاوي؟ فلا فرق بين من درس في الأزهر ومن درس في الجامعات الأمريكية.
ويستمر الدكتور فيقول (تعتمد على " كتب التراث " في كل ما تكتب ، والمعروف أن هذه الكتب بها الكثير من الغث والقبيح ، بسبب الإسرائيليات والموضوعات المدسوسة فيها .. بهدف ضرب الإسلام العظيم من داخله .. مثلما سبق وتم تحريف الكتاب المقدس من قبل ..!!! وعموما ؛ هي لا تجيد سوى الهجوم على الإسلام بدون دراسة أو حجج لأسبابها ـ النفسية ـ الخاصة ، لأن من المعروف في الوقت الحالي .. أن أسهل الطرق في الغرب لجني المال والشهرة والنجومية هي في مهاجمة الاسلام فحسب ..!!! ) انتهى.
فالدكتور، رغم شهاداته العديدة وعضويته بكل تلك الجمعيات الأمريكية، يؤمن بنظرية المؤامرة، وأن كل العالم يتربص بالدين العظيم الذي انتج لنا القنابل البشرية والسيارات المفخخة، وكلهم، بالتعاون مع إسرائيل، يريدون إنهاء الإسلام. ولذلك أدخلوا في كتب التراث كل هذه الإسرايئليات. ما أذكى هؤلاء اليهود الذين استطاعوا رغم قلة عددهم إدخال ما يريدون في كتب الحديث وكتب السيرة وحتى كتب التاريخ الإسلامي. لا بد أن الدكتور عندما كان بأمريكا لم يزر الأماكن العامة ليرى بأم عينه أن كل مكان عام تقريباً به مكان لصلاة المسلمين، وعدد المساجد بأمريكا يفوق عددها ببعض البلاد الإسلامية. وفي أوربا يوجد مسجد أو مكان للصلاة في كل محفل أو مبني عام. فكيف يُعقل أن يكون هؤلاء الناس متآمرين على الدين العظيم، بينما نمنع نحن غير المسلمين من الاقتراب من مكة والمدينة ونمنعهم من بناء كنائسهم أو حتى ترميمها، ونصرخ بملئ أفواهنا أن التوراة والإنجيل محرفتان، كما ذكر الدكتور في مقاله هذا، ولا نكون متآمرين على دينهم؟
وبعد أن استكثر على الدكتورة وفاء سلطان أنها كانت مسلمة في صغرها، أعلن على الملأ أنها صليبية فقال ((وربما تتأكد صليبيتها من خطابها في أحد مؤتمرات الأقباط المنعقد يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2005 .. حيث تقول :( بحق صليبي الذي أحمله على ظهري . أقول لكلّ النساء في وطني عندما يقف الله ضدّ المرأة .. سأقف ضدّ الله !)) انتهى.
وطبعاً الدكتوره كانت قد قصدت صليباً معنوياً، أي كما يقول الإنكليز Figurative speech. والدكتورة حتماً لا تحمل صليباً خشبياً على ظهرها. وكثير من الكتاب والشعراء العرب يقولون: كالمسيح أحمل صليبي، ولا يعنون أنهم مسيحيون.
ثم انتقل الدكتور إلى موضوع الجنس في الإسلام، فقال (تقول دكتورة علم النفس :[ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ] انتهى. ورد الدكتور عليها بقوله: (بداية ـ وباختصار شديد ـ أقول لها .. بأن كل ما عمل عليه الإسلام ـ فيما يتعلق بالجنس ـ هو تقنين العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة . فكل ما طلبه هو حضور : شاهدي عدل ( أي شخصان بالغان ) على عقد الزواج .. وعند انتهاء هذا العقد اشترط أيضا حضور شاهدي عدل على عقد الطلاق .. وأن تستبريء المرأة لرحمها .. حتى : (1) تنسب الأطفال لأبيهم في حالة حمل المرأة من جانب ، (2) وحتى لا يحرم الأبناء من حقهم الطبيعي في إنفاق الأب عليهم وتوليه مسئولية رعايتهم من جانب ثاني ، (3) وحتى لا يحرم الأبناء من حقهم الشرعي في ميراث الأب ـ في حالة وفاته ـ من جانب ثالث) انتهى
ولا أدري ما دخل الميراث والطلاق في إباحة الممارسات الجنسية العديدة التي أباحها الإسلام من نكاح ما ملكت أيمانكم ألي زواج المتعة والآن زواج الفرند وزواج المسيار، وكلها لا تتطلب شهوداً ولا طلاقاً ولا نفقة. أما استبراء المرأة لرحمها قبل الزواج فلم نر أن رسول الإسلام قد طبقه عندما دخل على صفية في نفس اليوم الذي قتل فيه زوجها.
ثم أكثر الدكتور من نقد أسلوب الحكايات الجنسية في العهد القديم ومغامرات داود ولوط وغيرهما، وتهكم على أسلوب العرض وقارن ذلك مع الأسلوب العرضي الجميل في لغة القرآن، فقال [ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) ] ( القرآن المجيد ـ الأعراف {7} : 189 ). انتهى. ثم أردف قائلاً (هل أدركت ـ يا دكتورة علم النفس ـ الرقي في المعاني في العرض القرآني ..؟!!! هل أدركت الفرق بين .. فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْعرض الجنس المتسامي في القرآن العظيم .. .. وبين الهبوط الأخلاقي للأنبياء وعرض الجنس في الكتاب.. المقدس ..) انتهى.
فالدكتور يعتقد أن جمال كلمة (تغشاها) تضفي على القرآن قدسية غير التي يجدها المسيحيون في كتابهم. ولكن الدكتور تفادي أن يذكر الآيات العديدة التي يقول فيها القرآن (أنكحوا )، والأحاديث التي يقول فيها نبي الإسلام (استحللتم فروجهن)، كأنما المرأة هي فرج لا غير. وكون لغة الإنجيل غير مهذبة فيما يختص بالجنس لا يعني أن القرآن قد عامل الجنس معاملة أرقى أو أفضل. وكما يقول الإنكليز: Two wrongs do not make a right . فلو تركنا اللغة جانباً، فإن التشريع الإسلامي عن المرأة والجنس تشريع مخذي ويحط من كرامة المرأة ويختزلها في عضوها التناسلي فقط.
ويستمر الدكتور فيقول (وحتى إن وجدت بعض الأخطاء ـ يا دكتورة علم النفس ـ من المسلمين والحكام العصاة .. فكان التوقع منك أن تفهمي جيدا ـ بحساب علمك ـ بأن هذه الأخطاء يجب أن يتحملها العصاة من المسلمين والحكام أنفسهم والذين أساءوا إلى الدين .. والإسلام العظيم منها براء ..!!!) انتهى
وليس هناك من أساء إلى الدين الإسلامي العظيم. فالحكام والمسلمون منذ بدء الإسلام إلى اليوم استمدوا وما زالوا يستمدون السند من القرآن والسنة لكل ما يقومون به من ضرب النساء والأطفال واغتصاب البنات الصغيرات والنساء وامتلاك واستغلال النساء والرجال (ما ملكت أيمانكم). وحتى ظلم الرعية وجدوا السند له في القرآن الذي يقول لهم أطيعوا أولي الأمر منكم، وفي السنة التي تقول لهم (على المسلم الطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية) (البخاري 2796). وهذا هو أبو ذر الغفاري عندما جاءه نفر من العراق بعد أن نفاه عثمان إلى الربذة، فقالوا له (يا أبا ذر فعل بك هذا الرجل وفعل، فهل أنت ناصب لك راية، فقال: لا تذلوا السلطان فإنه من أذل السلطان فلا توبة له، والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة لسمعت وصبرت ورأيت أن ذلك خير لي.) ( تاريخ الإسلام للذهبي).
ثم يقول الدكتور (وقد أعابت الدكتورة الفاضلة على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) زواجه من السيدة " عائشة " .. وهي في سن التاسعة من عمرها .. بعد أن تخطى الخمسين من عمره ( على الرغم من أن كل زيجات النبي ـ ص ـ كانت ذات أهداف دينية وتعليمية ) . والسؤال الآن : هل الزواج ـ بأي صيغة ـ أفضل .. أم الزنا .. وزنا المحارم السابق عرضه في الكتاب المقدس أفضل ..؟!!! وهل تعلمي ـ يا دكتورة علم النفس ـ أن سليمان الحكيم ( أو النبي ، عليه السلام ، من المنظور الإسلامي ) ـ في الكتاب المقدس ـ كان متزوج من سبع مئة من النساء ، وربما كان فيهم أصغر من هذه السن التي تعترضي عليها ، كما كان ـ سليمان الحكيم ـ يمتلك ثلاث مئة من السراري .. بل وجعلته نسائه يشرك بعبادة الله ( عز وجل ) .. ويسجد لآلهة أخرى غير الله ( سبحانه وتعالى ) .. وهاك النص المقدس ..) انتهى
ولا يسعني إلا أن أقول للدكتور إن الزنا بالنساء البالغات أفضل بكثير من زواج طفلة عمرها تسعة سنوات. هل يمكن عقلياً أن يجيز إله في السماء لنبي من أنبيائه أن يمارس الجنس مع طفلة لا تعرف ما هو الجنس؟ أما كون سليمان كان متزوجاً من ثلاثمائة أو سبعمائة زوجة فهذا ليس عذراً لمحمد أن يتزوج ما يربو على العشرين زوجة ويضيف عليهن ما ملكت يمينه ثم يتزوج طفلة أصغر من أصغر بناته
وبعد أن استعرض الدكتور قصص الزنا والفاحشة في الفاتيكان وفي الكنائس، قال (كما تعلمي جيدا ( بحكم وجودك في الولايات المتحدة ) .. تفشي الخيانة الزوجية في الأسرة الأمريكية ، هذا إن وجدت الأسرة أصلا ، فمعظم الأسر الأمريكية هي أسرة الوالد الواحد ( one Parent Family ) . وعلى حسب بعض الدراسات الرسمية وجد أن 30% من الأبناء ليسوا أبناء الآباء ..!!!) انتهى.
والذي يقرأ ما كتبه الدكتور يعتقد أن مصر وبقية الدول العربية والإسلامية ليس بها ابناء سفاح وليس بها خيانة زوجية. ربما أن الدكتور لم يقرأ عن إحصاءات الأطفال المشردين في مصر نتيجة الزواج العرفي وعدم اعتراف الأب بأبوية الأطفال. ويتكرر نفس الشيء في العراق الآن بعد أن أصبح الزواج العرفي متفشياً في الجامعات. أما في إيران الإسلامية فالمشكلة أكبر بكثير. وليس هناك بلد عربي ليس به ملاجيء لأطفال السفاح. فمن السهل على المسلمين محاولة التكتم على الأوضاع ودفن رؤوسهم في الرمال والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث عندهم. كل ما يحدث في الغرب يحدث في البلاد الإسلامية. الفرق الوحيد هو أن الغرب يعترف بالواقع ويواجه المشاكل ويحاول إيجاد الحلول لها إن أمكن ذلك، بينما في البلاد الإسلامية يكنسون القذارة تحت البساط لإخفائها عن العيون.
ثم ينتقل الدكتور إلى العلاقة الجنسية في الإسلام فيقول (. فالعلاقة بين الرجل والمرأة ـ من المنظور الإسلامي ـ تسمو كثيرا فوق العلاقة الجنسية أو الجسدية .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (189) ]) انتهى.
ولعمري هذه أكبر فرية قرأتها حديثاً. فما هي هذه العلاقة السامية بين الرجل والمرأة في الإسلام؟ أهي العلاقة التي يقول عنها القرآن: (نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم أني شئتم) وهل المودة التي عناها الإسلام هي إباحة ضرب الرجل زوجته أم الأحاديث العديدة التي تقول (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ولم تجبه باتت تلعنها الملائكة)؟ أم الحديث الذي يقول: سئل رسول الله: ما حق الرجل على زوجته، فقال (لا تصوم يوماً إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة الله وملائكة الرحمة، وملائكة الغضب، حتى تفيء أو ترجع) (أحكام النساء، لابن الجوزي، ص 209). أم المودة هي التي عناها ابن القيم الجوزية عندما قال عن الرجل الذي حلم أنه يدخل في الأرض، فقال عنه إنه أوَّلَ (فسّر) المرأة بالأرض إذ كلاهما محلُ الوطء (زاد المعاد لابن القيم، ج3، ص 346). أم هي الحديث الذي رواه الشيخان، ويقول (أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم؟) وهذا الحديث لا يمنع ضرب النساء إنما يوصي بتخفيف الضرب لأن هناك حديث آخر عن ابن سعد والبيهقي عن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: (كان الرجال نهوا عن ضرب النساء، ثم شكوهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخلى بينهم وبين ضربهن ثم قال: "ولن يضرب خياركم". ) فالإسلام أيها الدكتور ليس به شيء واحد حسن فيما يتعلق بمعاملة المرأة.
وعندما اعترضت الدكتورة على الآية التي تقول (نساؤكم حرث لكم) قال لها (والآن ؛ أقول لها إن ذكر المولى ( عز وجل ) لكلمة " حرث " تعني أن المرأة لا يجب مجامعتها إلا في مكان وضع البذرة لنمو الجنين .. وبالتالي التحريم الضمني أن تؤتى المرأة في دُبرها ـ أي تحريم الشذوذ الجنسي ـ لحماية المرأة والرجل من كثير من الأمراض المهلكة كالأيدز وخلافه) انتهى.
ولعلم الدكتور فإن كلمة (أنّى) تعني حيث، أي في أي مكان، كما تعني (متى). والله كان في إمكانه أن يزيل الغموض ويقول آتوا نساءكم متى شئتم، لكنه قال أنّى شئتم، وفتح الباب للفقهاء أن يقولوا ما يشاءون. فقد روى إسحاق أن آية (نساؤكم حرث لكم) نزلت في إتيان النساء في أدبارهن. وأخرج هذه الرواية إسحاق في مسنده، وأخرجه أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره. وعن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله رخصةً في إتيان الدبر. (العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني، ص 378). وإذا كان الإسلام قد أراد تحريم جماع الدبر، لماذا حرمه تحريماً ضمنياً كما يقول الدكتور؟ لماذا لم يتضمنه في الآيات التي تقول (حُرمت عليكم ...)؟ فالإسلام أيها الدكتور ملئ بالثقوب الفقهية ولا يجوز لك أو لأي شخص آخر أن يجزم القول بما يراه هو صحيحاً ويراه غيره غير ذلك.
وكلمة أخيرة في أذن الدكتور الكهربائي الذي يتحدث عن الطب بغير علم، إن انتشار مرض فقد المناعة المكتسب، الأيدز، لا تقتصر أسبابه على الجماع في الدبر، بل يفوق عدد الحالات التي نتجت من الجماع بين المرأة والرجل في قبل المرأة عدد جميع الحالات التي نتجت وتنتج من الجماع في الدبر بآلاف المرات. أكثر من 60 بالمائة من حالات الأيدز توجد الآن في إفريقيا، وأكثر من 90 بالمائة من هذه الحالات تنتج عن جماع بين المرأة والرجل وفي القبل. وقد فاق عدد المصابين بالأيدز في مصر المحروسة المسلمة 12000 حالة حتى نهاية 2003م. 64 بالمائة منها نتجت من جماع بين رجل وامرأة، و31 بالمائة من عمليات نقل دم، (
http://www.middle-east-online.com). فإذا كان الإسلام قد حرّم الجماع في الدبر (وهو لم يحرمه) فلماذا لم يحرّم نقل الدم من شخص لآخر ليمنع انتشار الأيدز؟ وفي الحقيقة فإن انتشار الأيدز في البلاد الإسلامية سببه هوس رجال الدين بالتكاثر حتى يباهي نبي الإسلام بقية الأنبياء يوم القيامة بعدد أتباعه، ولذلك منعوا استعمال وقاء الذكر المانع لانتشار الأيدر Condom.
كامل النجار